سودانايل:
2024-12-22@14:10:12 GMT

كاروشة النطق رسمياً

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

كاروشة النطق رسمياً
عبد الله علي إبراهيم
(في مناسبة ذائعة دكتور علاء الدين نقد المسرف ونفي "تقدم" أنه مأذون للنطق رسمياً عنها وجدت أنني كتبت 3 مقالات في مناسبات قديمة ومختلفة غير حفية بالناطق الرسمي عن أحزابنا)

خجلت لوفدي الحكومة والحركة المرافقين للسيد علي عثمان والعقيد جون قرنق في مفاوضات نيفاشا حين قرات أن وسطاء إيقاد قاموا بجمع الهواتف منهم لمنعهم من الادلاء بتعليقات للإعلام.

وحزنت لهم حين اضطرهم الوسطاء ليقسموا بالله العظيم ونبيه الكريم الا يحدثوا بشراً سوياً من الصحفيين. والمظنون أن اعضاء الوفدين راشدون يوقران سرية المحادثات بغير وصاية. ولست الوم الوسطاء على معاملة وفود التفاوض بهذه الصورة الجافية. فقد سبق للوسطاء أن اشتكوا من تسرب خيوط المفاوضات الفطيرة إلى الصحافة بما عقد مهمتهم في تقريب الآراء. بل بدا لي من متابعة ما تنشره صحيفة خليجية ما عن المفاوضات أنها ربما قد "جندت" مفاوضين بعينهم كمراسلين الخالق الناطق. وكان منتظراً أن يمتنع اعضاء الوفدين عن الحديث غير المباح احتراماً لأنفسهم إذا لم يقدسوا تبعة التفاوض عن وطن ذبيح يشكون للعالم عن بأساء حربه. وما أتي العالم لمساعدتهم في دفن جثة حربهم حتى دسوا المحافير باللغو الباطل الحنبريت للصحف.
ما لوثة النطق للصحف التي أصابت أهل الأحزاب؟ ربما كان للتكنلوجيا دخل في ذلك. فالجوال قد قرب المسافات . . . وكثيراً. وتستطيع ان تنطق به للصحافة وأنت في جب أو في بطن حوت وفي النوم أو في الصحيان. . . قل لي. وبواسطته تستطيع أن تتجاوز المفاوضين الراسخين إلى ناس قريعتي راحت من طلاب الصلات الحميدة. ومن الجهة الأخرى فالنطق الرسمي عن الأحزاب وظيفة جديدة فيما أرى. كان للحكومة ناطق رسمي هو وزير الاعلام أما الأحزاب فقد كان ينطق عنها قادتها المعروفون. وترافق نشوء هذه الوظيفة مع ضعف الأحزاب التي كاد جسدها يتلاشى ولم يبق منها الا الخشم البيملا الدود دا. وعوضت الأحزاب عن ضمور فعلها في واقع الناس بناطق ينطق ما شاء له أعوج عديل، اشتر افرق، أسود أبيض، والعاقبة عندكم في المسرات.
واعتقد أن للصحف أيضاً دخلاً في خلق طبقة الناطقين الرسميين. فصحافتنا الراهنة امتداد للصحيفة الغازيته أي تلك التي تعني بشمارات الحكومة. ولأنها نادراً ما استقلت بعمل مؤسسي لطلب الحقيقة عادت أدراجها الي قبو الصفوة. وكدنا نخرج من حالات الغازيته بتحقيقات جريدة "الحرية" عن موات المدن السودانية، أو بتحقيقات زميلي أعلاه عثمان ميرغني الجريئة في اداء الدولة (عموده فوق عمودي بجريدة الصحافة). وقد احترقت أصابعه من عضها. وهناك قلم التاج عثمان بالرأي العام الذي يزور أمكنة في الريف الصدئ ما خطرت ببال بشر صحفي. فلو انشغلت الصحف بطلب مهني مستقل للحقيقة لما احتاجت لناطق رسمي، أو لوضعت منطوقه ومنطقه تحت مجهر أوسع. فلم أقرأ طوال أزمة دارفور لصحفي كان هناك والأحداث تأخذ بخناق البلد غير أنني قرأت ردوماً من منطوقات حزبية ورسمية لا هنا او هناك. واعترف بأن رفيقاً قديماً لماحاً سألني أن أسافر لدارفور في إجازة لي قصيرة خلال انفلاق الوضع في الإقليم. واستحسنت الفكرة وحالت دون ذلك ضرورة أسرية.
ومع خجلي لأعضاء الوفود الذين جردهم الوسطاء من جوالاتهم إلا إنني اعتقد أنهم مرقوا منها بالهين برضو. كنت أتمنى أن يركعوهم "ديس" يلزموا محلهم في بدروم فندق نيفاشا ولا "يطلقوهم" الا بعد انتهاء المفاوضات أعوج عديل. وقال المرحوم عبد الله الطيب أن اركع ديس (وديس لغة في العشرة) عقوبة فرنسية مسيحية يبقي التلميذ بمقتضاها على ركبتيه لمدة عشر دقائق. وربما شفت هذه العقوبة الفرنسية أهل الوفود من مرض نقص المناعة ضد النطق الرسمي. يا أيها الناطقون الرسميون كاروشه تاكلكم. شرطتو عينا.


IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ميقاتي التقى منسق الأمم المتحدة في لبنان واللواء عثمان

عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا والمدير الأقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه وسفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال قبل ظهر اليوم.    وشارك في الاجتماع مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وزياد ميقاتي.   وتناول البحث التنسيق بين الحكومة ومؤسسات الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لتقديم المساعدات والدعم للبنان ولا سيما في مجال إعادة الإعمار.   وعرض الرئيس ميقاتي الأوضاع الامنية في البلاد مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي.              

مقالات مشابهة

  • 2 يناير.. نظر الطعن على رئاسة الحزب العربى الناصري
  • سماء سليمان: تمثيل المرأة في البرلمان تجاوز 28% وبالحكومة 25%
  • دعوها فإنها مأمورة
  • الليلة الختامية للإمام زين العابدين.. أهم الأضرحة في قاهرة المعز
  • مناوي يشارك في مؤتمر الاحزاب الاشتراكية بالمغرب
  • حزب جديد ينضاف لقائمة الأحزاب المغربية…في انتظار تأشيرة الداخلية
  • إبراهيم عثمان يكتب: الإعلان والإعلان الضرار !
  • آخر ما وصلت إليه مفاوضات غزة ومستجدات المرحلة الأولى - لا ضمانات
  • ميقاتي التقى منسق الأمم المتحدة في لبنان واللواء عثمان
  • رسمياً.. فصل المطارات عن الملاحة الجوية يدخل حيز التنفيذ