سودانايل:
2025-01-27@04:47:06 GMT

كاروشة النطق رسمياً

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

كاروشة النطق رسمياً
عبد الله علي إبراهيم
(في مناسبة ذائعة دكتور علاء الدين نقد المسرف ونفي "تقدم" أنه مأذون للنطق رسمياً عنها وجدت أنني كتبت 3 مقالات في مناسبات قديمة ومختلفة غير حفية بالناطق الرسمي عن أحزابنا)

خجلت لوفدي الحكومة والحركة المرافقين للسيد علي عثمان والعقيد جون قرنق في مفاوضات نيفاشا حين قرات أن وسطاء إيقاد قاموا بجمع الهواتف منهم لمنعهم من الادلاء بتعليقات للإعلام.

وحزنت لهم حين اضطرهم الوسطاء ليقسموا بالله العظيم ونبيه الكريم الا يحدثوا بشراً سوياً من الصحفيين. والمظنون أن اعضاء الوفدين راشدون يوقران سرية المحادثات بغير وصاية. ولست الوم الوسطاء على معاملة وفود التفاوض بهذه الصورة الجافية. فقد سبق للوسطاء أن اشتكوا من تسرب خيوط المفاوضات الفطيرة إلى الصحافة بما عقد مهمتهم في تقريب الآراء. بل بدا لي من متابعة ما تنشره صحيفة خليجية ما عن المفاوضات أنها ربما قد "جندت" مفاوضين بعينهم كمراسلين الخالق الناطق. وكان منتظراً أن يمتنع اعضاء الوفدين عن الحديث غير المباح احتراماً لأنفسهم إذا لم يقدسوا تبعة التفاوض عن وطن ذبيح يشكون للعالم عن بأساء حربه. وما أتي العالم لمساعدتهم في دفن جثة حربهم حتى دسوا المحافير باللغو الباطل الحنبريت للصحف.
ما لوثة النطق للصحف التي أصابت أهل الأحزاب؟ ربما كان للتكنلوجيا دخل في ذلك. فالجوال قد قرب المسافات . . . وكثيراً. وتستطيع ان تنطق به للصحافة وأنت في جب أو في بطن حوت وفي النوم أو في الصحيان. . . قل لي. وبواسطته تستطيع أن تتجاوز المفاوضين الراسخين إلى ناس قريعتي راحت من طلاب الصلات الحميدة. ومن الجهة الأخرى فالنطق الرسمي عن الأحزاب وظيفة جديدة فيما أرى. كان للحكومة ناطق رسمي هو وزير الاعلام أما الأحزاب فقد كان ينطق عنها قادتها المعروفون. وترافق نشوء هذه الوظيفة مع ضعف الأحزاب التي كاد جسدها يتلاشى ولم يبق منها الا الخشم البيملا الدود دا. وعوضت الأحزاب عن ضمور فعلها في واقع الناس بناطق ينطق ما شاء له أعوج عديل، اشتر افرق، أسود أبيض، والعاقبة عندكم في المسرات.
واعتقد أن للصحف أيضاً دخلاً في خلق طبقة الناطقين الرسميين. فصحافتنا الراهنة امتداد للصحيفة الغازيته أي تلك التي تعني بشمارات الحكومة. ولأنها نادراً ما استقلت بعمل مؤسسي لطلب الحقيقة عادت أدراجها الي قبو الصفوة. وكدنا نخرج من حالات الغازيته بتحقيقات جريدة "الحرية" عن موات المدن السودانية، أو بتحقيقات زميلي أعلاه عثمان ميرغني الجريئة في اداء الدولة (عموده فوق عمودي بجريدة الصحافة). وقد احترقت أصابعه من عضها. وهناك قلم التاج عثمان بالرأي العام الذي يزور أمكنة في الريف الصدئ ما خطرت ببال بشر صحفي. فلو انشغلت الصحف بطلب مهني مستقل للحقيقة لما احتاجت لناطق رسمي، أو لوضعت منطوقه ومنطقه تحت مجهر أوسع. فلم أقرأ طوال أزمة دارفور لصحفي كان هناك والأحداث تأخذ بخناق البلد غير أنني قرأت ردوماً من منطوقات حزبية ورسمية لا هنا او هناك. واعترف بأن رفيقاً قديماً لماحاً سألني أن أسافر لدارفور في إجازة لي قصيرة خلال انفلاق الوضع في الإقليم. واستحسنت الفكرة وحالت دون ذلك ضرورة أسرية.
ومع خجلي لأعضاء الوفود الذين جردهم الوسطاء من جوالاتهم إلا إنني اعتقد أنهم مرقوا منها بالهين برضو. كنت أتمنى أن يركعوهم "ديس" يلزموا محلهم في بدروم فندق نيفاشا ولا "يطلقوهم" الا بعد انتهاء المفاوضات أعوج عديل. وقال المرحوم عبد الله الطيب أن اركع ديس (وديس لغة في العشرة) عقوبة فرنسية مسيحية يبقي التلميذ بمقتضاها على ركبتيه لمدة عشر دقائق. وربما شفت هذه العقوبة الفرنسية أهل الوفود من مرض نقص المناعة ضد النطق الرسمي. يا أيها الناطقون الرسميون كاروشه تاكلكم. شرطتو عينا.


IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

غدًا.. افتتاح مسرحية «أسطورة أرض الفراولة» على مسرح الشمس

تحت رعاية وزارة الثقافة، يفتتح غدًا الأحد 26 يناير العرض المسرحي الجديد «أسطورة أرض الفراولة»، إخراج علي عثمان على خشبة مسرح الشمس لذوي الاحتياجات الخاصة، بقيادة مدير الفرقة الفنان محمد متولي.

يأتي العرض ضمن إنتاج البيت الفني للمسرح بقيادة الفنان القدير هشام عطوة، التابع لقطاع المسرح بقيادة الفنان القدير خالد جلال بوزارة الثقافة، في إطار دعم الفنون المسرحية والتعبير عن قضايا مجتمعية هامة، يقدم العرض يوميا السادسة مساء ومجانا للجمهور.

تفاصيل المسرحية أسطورة أرض الفراولة

يشارك في بطولة المسرحية نخبة من الفنانين، من بينهم: ناصر سيف، شيماء عبد الناصر، ماهر محمود، أحمد مختار، سمير بدير، حسام حمدي، فهد سعيد، مي زويد، شهد محمود، إيمان نبيل، محسن صادق، وليد سامي، نهى أشرف، سحر عبد العظيم، بدر محمد، كريم سعد، يمنى محمود، تومي، حسن سامح، نورهان سعيد، عبد الله شريف، نور عصام، هند، مايا عصام، أمثل محمود، وميرا.

المسرحية من تأليف وأشعار: سامح عثمان، إخراج: علي عثمان، تصميم الديكور: حمدي عطية، تصميم الملابس: هبة عبد الحميد، المكياج: أدهم عفيفي، تأليف الموسيقى والألحان: زياد هجرس، هندسة صوتية: مصطفى حافظ، تصميم الرقصات: محمد ميزو، تصميم الإضاءة: محمد الماموني، المخرجان المنفذان: تامر بدير ونهى أشرف، وإخراج علي عثمان.

قصة مسرحية أسطورة أرض الفراولة

«أسطورة أرض الفراولة»، عمل مسرحي يحمل رسالة إنسانية وثقافية، يجمع بين الإبداع الفني وتسليط الضوء على قضايا اجتماعية هامة، مع التركيز على إبراز قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال الفنون المسرحية، وتعزيز الانتماء للدولة، والحث على تقوية الروابط الاجتماعية القائمة على الأخلاق.

اقرأ أيضاًالموت يغيب والدة الفنان ناصر سيف

السوبر الأفريقي.. تعليمات خاصة لـ سيف الجزيري وناصر ماهر في مران الزمالك

الموت يغيب والدة الفنان ناصر سيف

مقالات مشابهة

  • ن هي الأسيرة “أربيل يهود” التي تلح حكومة الاحتلال على إطلاق سراحها؟
  • تبادل الأسرى في غزة ورحلة نحو السلام المفقود
  • لسرقة ذهبها.. اليوم النطق بالحكم على قاتـ ل عروس بني مزار المنيا
  • تخريج 100 متعاف من الإدمان بمحافظة دمياط
  • غدًا.. افتتاح مسرحية «أسطورة أرض الفراولة» على مسرح الشمس
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي غداً الأحد
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي غداً الأحد - عاجل
  • في بلدة النبي عثمان البقاعية.. كميات كبيرة من المعسّل المهرّب والمزوّر
  • فريق «لثغة» يعرض مشروعه ببرنامج GEN Z: تحسين وعلاج مشاكل النطق (فيديو)
  • برلماني: عيد الشرطة رمز للصمود والتضحية للحفاظ على الوطن واستقراره