كلام الناس
نورالدين مدني
نساء بطعم سودان التعدد
لم تمنعتي ظروفي الصحية وأناأستعد لإجراء عملية جراحية لتغيير ركبتي اليسرى بمستشفى بانكستاون ولا الظروف المحبطة التي أدخلتنا فيها الحرب العبثية في السودان من قراءة هذا الكتاب.
إنه كتاب شيق إستطاع مؤلفه الدكتور حسن الجزولي أن ينفض بعض الغبار عن جوانب جديدة من تراث الأغنية السودانية في مجال غير مسبوق في تاريخ الكتابة وهو يكشف عن بعض أسماء وصور سودانيات ملهمات كن مصادر للأغنية السودانية.
قدمت للكتاب النجمة المتألقة نانسي عجاج قائلة أن هذا الكتاب يعتبر بحث مدهش يثري المكتبة الغنائية السودانية رغم شح المصادر التي تتناول سيرة بعض الملهمات فدخلت في أغوار الكتاب الغني بالسير والصور والمقاطع الغنائية.
الدكتور حسن الجزولي قال في مقدمته للكتاب أنه يحكي عن نساء بطعم سودان التعدد ونكهه أسرهن الكريمة بعد رحلة بحث مضنية مجهولة النتائج، وكادت المحاذير أن تبثط هممنا لكن اكتشفنا أن المجتمع السوداني يسير نحو الانفتاح العقلاني.
مضى الدكتور حسن الجزولي قائلاً : كان لتجاوب الأسر التي طرقنا أبوابها أثراً طيباً ساهم في إتمام مهمتنا بيسر مع بعض مشقة، وامل أن يحدث د الكتاب حوارات ونقاشات لمصلحة نفض المزيد من الغبار عن هذا الجانب في تاريخ الأغنية السودانية.
ليس المجال هنا مجال استعراض التفاصيل الشيقة التي تضمنها الكتاب واترككم معه لتستمعوا بمحاولة الدكتور حسن الجزولي في رفع الغطاء عن هذا الغموض الجميل
لم يكتف الدكتور حسن الجزولي بالحديث عن الملهمات في مصادر الأغنية السودانية لكنه عرج بنا إلى افاق أخرى أضافت للتراث الغنائي وأثرته.
إسمحوا لي أن اتوقف هنا عند حديثه عن والدة شاعر الشعب محجوب شريف مريم محمود التي تحولت القصيدة التي كتبها عنها إلى أيقونة من أيقونات الثورة والصمود وهو يقول:
يا والدة يامريم
ياعامرة حنية
أنا عندي زيك كم
ياطيبة النية؟
بشتاق ومابندم
اتصبري شوية.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الأدب الشعبي وفنونه.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
أصدرت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «الأدب الشعبي وفنونه» للدكتور أحمد مرسي، أحد أبرز الباحثين في مجال الفولكلور والأدب الشعبي، ويعد هذا الإصدار إضافة قيمة إلى المكتبة العربية، حيث يتناول الكتاب تطور الدراسات المتعلقة بالأدب الشعبي في مصر، وأهميته في فهم الهوية الثقافية للمجتمع.
يشير الدكتور أحمد مرسي في مقدمة كتابه إلى التحولات التي شهدتها الدراسات الإنسانية في مصر خلال الثلاثين عامًا الماضية، مؤكدًا على أهمية التأصيل المنهجي لهذه الدراسات، وموازنة الواقع المحلي مع الاتجاهات العالمية في مجال الفولكلور.
ويشدد المؤلف على أن الوعي المتزايد بأهمية الفولكلور أدى إلى انتشار المصطلحات المرتبطة به، مثل "الفنون الشعبية" و"التراث الشعبي"، مما ساهم في ترسيخه كحقل دراسي مستقل في المؤسسات الأكاديمية المصرية.
يستعرض الكتاب تطور دراسة الفولكلور في مصر، بدءًا من إنشاء مركز الفنون الشعبية عام 1957، مرورًا بتأسيس كرسي الأستاذية في الأدب الشعبي بجامعة القاهرة عام 1960، بفضل جهود الدكتور عبد الحميد يونس، الذي كان أول أستاذ لهذا التخصص في الجامعات المصرية، كما يتناول الكتاب دور المعهد العالي للفنون الشعبية في أكاديمية الفنون، الذي تأسس لاحقًا لدعم الدراسات الفولكلورية وتأهيل الباحثين المتخصصين في هذا المجال.
على الرغم من الاهتمام المتزايد بالفولكلور، يسلط الكتاب الضوء على التحديات التي تواجه هذا المجال، حيث يشير المؤلف إلى سوء الفهم الذي يعاني منه الأدب الشعبي، إذ يربطه البعض بالمحتوى الهابط أو السطحي، وهو ما يعكس انفصالًا بين الفكر والسلوك في المجتمع. ويؤكد الدكتور مرسي أن الأدب الشعبي يمثل جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية، وينبغي التعامل معه بجدية لحفظه وتوثيقه للأجيال القادمة.
يهدف الكتاب إلى تحفيز القارئ على الاهتمام بتراثه الشعبي، من خلال تسجيل الأمثال والأغاني الشعبية والحكايات المتداولة، وإرسالها إلى المؤسسات المختصة، مثل المعهد العالي للفنون الشعبية أو كلية الآداب بجامعة القاهرة، للمساهمة في حفظ هذا التراث الثقافي، كما يدعو الكتاب إلى ضرورة التمييز بين الأدب الشعبي الأصيل والمحتوى المنحول الذي يسيء إلى هذا التراث ويشوه صورته.
في ختام الكتاب، يعبر المؤلف عن أمله في أن يكون هذا الإصدار مدخلًا يساعد القارئ على فهم قيم التراث الشعبي وأهميته في تحقيق التواصل الثقافي عبر الأجيال، مؤكدًا أن الحفاظ على هذا الإرث هو مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات، لضمان استمرارية الثقافة الشعبية المصرية.