منذ أكثر من 5 سنوات، تُحارب الحكومات المُتعاقبة في فرنسا "الإسلامويين"، سواء المُرتبطين بحركة الإخوان الإرهابية أو غيرها من التيارات المُتطرّفة، ويترقّب الفرنسيون في الخريف القادم تقريراً رسمياً أمنياً طال انتظاره قد يحسم مصير الإخوان نهائياً في فرنسا.

وفي رسالة وجّهها لوزير الداخلية جيرالد دارمانين حديثاً، أشاد مجلس الشيوخ الفرنسي بالجهود الحكومية لمُحاربة الإسلام السياسي، مُطالباً بحظر شبكات تأثير تنظيم الإخوان في فرنسا وأوروبا، خاصة في ظلّ تصاعد الخطر الذي يُشكّلونه اليوم وخطاباتهم التحريضية اللاذعة والمؤذية عبر منصّات التواصل الاجتماعي.

"Les Frères musulmans vivent parmi nous, à cause de la folle politique d’immigration que vous avez tous soutenu", dénonce le sénateur @Stephane_Ravier "Il faut les traiter comme en Israël, par une réplique radicale et impitoyable" #QAG pic.twitter.com/CFB0dLS8gQ

— Public Sénat (@publicsenat) October 11, 2023 التحايل على الحظر

وكشف المجلس أنّ قانون 24 أغسطس (آب) 2021 الذي يُعزّز احترام مبادئ الجمهورية ويُحارب الانفصالية الإسلاموية، والمعروف بقانون مكافحة الانفصال، كان موضع تقييم من قبل لجنة القوانين في مجلس الشيوخ، والتي حذّرت من وجود بعض الثغرات والعيوب، ومنها على سبيل المثال فيما يتعلق بتمويل الجمعيات وحظر عمل جمعية إخوانية ما في فرنسا بسبب شُبهات تطرّف، فإنّها تنتقل على الفور إلى بلجيكا عبر ترخيص رسمي، حيث تتولى شبكات التواصل الاجتماعي مهمة الترويج لها واستعادة الأعضاء والداعمين.

وطالب مجلس الشيوخ الفرنسي وزارتي الداخلية والخارجية بمعرفة الخطط الرسمية لحظر جماعة الإخوان والحدّ من نفوذها داخل فرنسا وأوروبا، على غرار دول أخرى. وجاء في ردّ المسؤولين الحكوميين الفرنسيين التأكيد على أنّ مُكافحة النزعة الانفصالية الإسلاموية ومُعاداة السامية والتصدّي لمن يُهاجمون قيم الجمهورية ويسعون لتقسيم المُجتمع، هي إحدى أولويات الدولة الفرنسية.

"Rapport du renseignement français : l'islam radical a atteint en France un seuil critique. 28% des musulmans pratiquent un islam sécessionniste. Les plus dangereux sont les frères musulmans, qui contrôlent de très nombreuses mosquées et la formation des imams" [Christian Malard] pic.twitter.com/24ho91h0ba

— Le Fascisme Islamiste Dévoilé (@IslamismeFrance) August 27, 2024 مُجتمعات إخوانية انعزالية

وحظرت فرنسا منذ عام 2021 العديد من الجمعيات والمراكز التابعة للإخوان ومنعت تمويلهم، بالإضافة إلى تكثيف عمليات الطرد للمُتشددين، وفرض المزيد من الرقابة على ما تبقّى من جمعياتهم، حيث قامت السلطات الأمنية المختلفة بإجراء تحقيقات دقيقة حول مصادر تمويل جماعة الإخوان في فرنسا.

ورصدت تلك التحقيقات عشر شبكات تُسيطر عليها جماعة الإخوان، من مدينة ليل في الشمال وحتى مدينة مارسيليا في الجنوب، مروراً بباريس وبقية المُدن الفرنسية. وتسعى هذه الشبكات إلى إنشاء ما يُشابه مُجتمعات انفصالية مُتكاملة مُنغلقة على أفرادها وموازية للمُجتمع الفرنسي، بالإضافة إلى تشجيع سياسة الهجرة بهدف استقطاب عناصر إخوانية جديدة.

"L'objectif des Frères Musulmans est de faire de la France une annexe de l'Etat Islamique d'ici 30 ou 40 ans. Leur méthode est une islamisation progressive, décrite dans le projet Tamkine, qui a parfaitement fonctionné en Egypte." [Mohamed Louizi] ex-frère musulman pendant 15 ans pic.twitter.com/Ciq8dv14Ua

— Le Fascisme Islamiste Dévoilé (@IslamismeFrance) August 27, 2024 الخطر الأكبر

وجاء في تقرير بحثي فرنسي صدر قبل أيّام، أنّ الإسلام السياسي يحظى بنقد مُستمر في فرنسا، وأنّ 28% من أبناء الجاليات المُسلمة في فرنسا يُمارسون إسلاماً انفصالياً، وأنّ الخطر الأكبر هو الإخوان الذين يتحكّمون في العديد من الجمعيات والمساجد وتعيينات الأئمة، حسبما ذكره الكاتب الصحافي المعروف كريستيان مالارد، محلل السياسة الخارجية الفرنسي.

دولة إسلاموية في فرنسا!

ومن جهته، حذّر محمد لويزي،  العضو المُنشق عن اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، التابع للإخوان، من أنّ هدف الإخوان هو إقامة دولة إسلاموية في فرنسا خلال فترة من 30 إلى 40 عاماً، وذلك عبر مشروعهم المُتمثّل في اتّباع أسلمة المُجتمع الفرنسي بطريقة عصرية تقدّمية، ومن خلال استراتيجية التمكين، التي يقومون بتطبيقها في عدد من الدول.

ويستشعر المُراقبون في الخطاب الحكومي الفرنسي مؤخراً نبرة جديدة بشأن التصدّي النهائي لجماعة الإخوان.

وطرح الوعد الذي أطلقه وزير الداخلية جيرالد دارمانين بشنّ هجوم كبير ضدّ نفوذ جماعة الإخوان في فرنسا، الكثير من التساؤلات حول دوافع هذا التصعيد المُفاجئ خاصة بعد التلميح لاستلهام النموذج النمساوي في حظر الإخوان.

وبناءً على طلب الرئيس إيمانويل ماكرون، أطلق دارمانين شعار "وقف التهديد الخبيث لحركة الغزو" للتعرّف على شبكات الإخوان في فرنسا ووضع آليات الردّ المُناسبة، مُحذّراً من أنّ تنظيم الإخوان يعمل بشكل شرعي وله مظهر سلس للغاية ويتكيّف باستمرار حيث يُخفي أجنداته الحقيقية الخطرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح يوم المرأة الإماراتية أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإخوان فرنسا تنظيم الإخوان فرنسا الإخوان تنظيم الإخوان الإخوان فی فرنسا جماعة الإخوان مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

رفع العلم الفرنسي فوق السفارة في دمشق لأول مرة منذ 2012

رفع اليوم الثلاثاء العلم الفرنسي فوق السفارة الفرنسية في دمشق وذلك للمرة الأولى منذ العام 2012.

الخارجية الإيرانية : طهران ستُعيد فتح سفارتها في سوريا الخارجية الروسية: كيريلوف كشف فضائح الغرب الكيميائية في سوريا وأوكرانيا

وبحسب روسيا اليوم، يأتي رفع العلم بعد وصول وفد فرنسي دبلوماسي إلى سوريا حيث زار مقر السفارة في دمشق المغلق منذ أكثر من عقد، في خطوة جاءت عقب تولي سلطة انتقالية بقيادة "هيئة تحرير الشام" إدارة البلاد بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.

يذكر أن سفارة فرنسا في سوريا أغلقت في عام 2012، ومنذ ذلك الحين، تولى الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية وسفير فرنسا لسوريا فرانسوا سينيمو تمثيل فرنسا في المفاوضات الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للنزاع السوري

مقالات مشابهة

  • الاعتراف بالدولة الفلسطينية في صميم محادثات أبو الغيط مع الشيوخ الفرنسي
  • ابو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي ويؤكد علي العلاقات التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا
  • أبو الغيط لوفد "الشيوخ الفرنسي": الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة لحل الدولتين
  • أبو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي
  • أبو الغيط لوفد مجلس الشيوخ الفرنسي: العرب ينتظرون اعتراف بلدكم بدولة فلسطين
  • رفع العلم الفرنسي فوق السفارة في دمشق لأول مرة منذ 2012
  • وزير الخارجية يستقبل وفدا من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي
  • وزير الخارجية يستقبل وفداً من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي
  • وزير الخارجية يستقبل وفد من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي
  • خلال لقائه سفيرة فرنسا.. العرادة يدعو المجتمع الدولي إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن