بروتين تفرزه الديدان يعزز التئام الجروح من دون ندب
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
اكتشف باحثون في جامعة روتجرز في نيوجيرسي أن بروتينا تنتجه ديدان طفيلية في الأمعاء يعزز التئام الجروح لدى الفئران. وكشفت الدراسة عن أن وضع البروتين على جروح الجلد يسرع من إغلاق الجرح، ويحسن تجديد الجلد، ويمنع تكوين الأنسجة الندبية. ويبقى أن نرى ما إذا كان يمكن تسخير هذا البروتين لتعزيز التئام الجروح لدى البشر.
يعد الجلد حاجزا مهما وآلية دفاعية مركزية في أجسادنا. بعد إصابة الجسم بجرح، يجب على الجسم المصاب الاستجابة بسرعة لتنشيط استجابة التئام الجروح. يعالج الجسم الجروح من خلال نظام منظم للغاية، يقوم بتطهير المنطقة المصابة من مسببات الأمراض الخارجية ويغطي المنطقة المكشوفة لمنع المزيد من الضرر وتقليل العدوى. تتضمن عملية إصلاح الأنسجة هذه 3 مراحل متداخلة رئيسية لحل المشكلة: الالتهاب، والانتشار، والنضج.
تتضمن المرحلة الالتهابية التجنيد السريع لأنواع متعددة من الخلايا في منطقة الجرح مباشرة بعد حدوث الضرر. وتتضمن مرحلة الانتشار تنشيط الخلايا البطانية والبلاعم والخلايا الليفية التي تغطي الجرح. وأخيرا، تتضمن مرحلة النضج تمايز وترسب المواد خارج الخلية.
يجب إغلاق جروح الجلد بسرعة لمنع العدوى، ولكن الإغلاق السريع للجرح يمكن أن يساعد في تطور الأنسجة الندبية بدلا من تجديد الجلد بشكل صحيح. يتأثر التوازن بين ترك الندب وتجديد الأنسجة الناجح بشدة بالخلايا المناعية التي يتم تجنيدها في موقع الجرح، ويهتم العديد من الباحثين بإيجاد طرق لتعزيز نشاط أنواع الخلايا المناعية التي تعزز التجدد مع تثبيط نشاط الخلايا المناعية التي تعزز تندب الأنسجة.
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن الجزيئات التي تفرزها الديدان الطفيلية قد تعدل الجهاز المناعي للجسم المصاب بطرق تعزز تجديد الأنسجة. وقام فريق بقيادة ويليام سي. جوس، مدير مركز المناعة والالتهابات في روتجرز، بالبحث في بروتين يسمى "تي جي إم" يتم إنتاجه بواسطة ديدان طفيلية مستديرة تعيش في أمعاء الفئران والقوارض وتسمى هيليغموسومويدس بوليجيروس. نشرت نتائج الدراسة في مجلة لايف ساينس ألاينس في 23 أغسطس/ آب الحالي.
وجد جوس وزملاؤه أن وضع هذا البروتين بشكل يومي على الجرح أدى إلى تسريع إغلاق جروح الجلد لدى الفئران. علاوة على ذلك، أدى علاج "تي جي إم" إلى تقليل تكوين الأنسجة الندبية مع تعزيز تجديد الجلد. على سبيل المثال، تمكنت الفئران المعالجة بالـ " تي جي إم" من تكوين بصيلات شعر جديدة داخل المنطقة المصابة من الجلد على عكس الحيوانات غير المعالجة.
ووجد الباحثون أن" تي جي إم" يعمل عن طريق الارتباط ببروتين الإشارة، المسمى بمستقبل "تي جي إف-بي" الموجود على سطح العديد من أنواع الخلايا في الفئران والبشر، بما في ذلك الخلايا المناعية. كما يظن الباحثون أن علاج "تي جي إم" يحفز تجنيد الخلايا المناعية المعروفة باسم البلاعم لمعالجة الجروح ويعيد برمجتها لتعزيز تجديد الأنسجة.
يقول غوس -وفقا لموقع يوريك ألرت-: "في هذه الدراسة، قمنا بتطوير علاج جديد لمعالجة جروح الجلد والذي يفضل التئام الجروح المتجددة على تليف الأنسجة والتندب، إنه يوفر إطارا مهما للاستخدام المحتمل لبروتين طفيلي سهل الإنتاج كعلاج لتعزيز التئام الجروح الجلدية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخلایا المناعیة التئام الجروح تجدید الأنسجة تی جی إم
إقرأ أيضاً:
تجديد الحُكم في أموال بني نبهان
رأينا في المقالات السابقة كيف تَقَرَّر عند من كانوا يُعرَفون بأهل الحل والعقد الحكم بتغريق أموال بني نبهان أواخر القرن التاسع الهجري، والتغريق إن أردنا تبسيط تعريفه فيمكن أن نقول: هو مصادرة الأموال المغصوبة وردّها إلى أصحابها إن عُرِفوا، فإن لم تثبت لأحد حازها الحاكم ليضعها ضمن المال العام «عز دولة المسلمين»، وللفقراء. ثم رأينا كيف أن الفقيه عبدالله بن مدّاد قد أقر ذلك الحكم قبيل أن يقرّه أبو عبدالله محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرّج قاضي الإمام عمر بن الخطاب الخروصي ومن حضر معه من العلماء. وبعد مضي مدة من الزمن تعاقب خلالها عدد من الأئمة في الحكم طرأ سؤال أموال بني نبهان ثانية عند الإمام محمد بن إسماعيل الحاضري (906-942هـ) حين توجه بالسؤال إلى الفقيه أحمد بن صالح بن عمر بن أحمد بن مفرّج عن وجه ذلك الحكم السابق في أموال بني نبهان، ونص جوابه كما جاء في الباب نفسه في كتاب (منهج الطالبين):
«بسم الله الرحمن الرحيم. ليعلم الواقف على كتابي هذا من المسلمين أن قد سألني الإمام المعظم الهمام المكرّم إمام المسلمين محمد بن إسماعيل عن أموال بني نبهان وحوز المسلمين لها ممن تقدمه من الأثمة مثل عمر بن الخطاب بن محمد، وكيف سبب حوزهم لها، وهل عندك حفظ ممن تقدم من المسلمين والأئمة الماضين أنهم بماذا أحلوها لهم، وبأي وجه دخلوا فيها، فأجبته بما حفظته ووجدته ونظرته في ورقة فيها خطوط المسلمين، وفي تلك الأيام علماء أخيار وفقهاء أحبار، أنهم نظروا في بني نبهان أنهم أخذوا أموال المسلمين وسفكوا دماءهم، وصار جميع ما اقترفوه من الأموال والدماء في أموالهم، ونظروا أموالهم فلم تَكْفِ جميع ما أصابوه من الأموال والدماء والقتل، وصاروا لم يعرفوا لكل ذي حق حقه ليعطوهم إياها، ولم يعرفوا لها أهلًا، وقد قال المسلمون إن كل شيء لم يُعرَف أهله فهو راجع إلى الفقراء، والإمام أولى بكل شيء مرجعه إلى الفقراء من صدقات ووصايا وغيرها، فهو أولى بذلك ويجعله في عز دولة المسلمين، وبهذه الحجة أجازوها وأحلوها للإمام عمر بن الخطاب، فجعلت تنتقل من إمام إلى إمام إلى يومنا هذا، ولم يعب أحد ذلك. وكان في ذلك الأوان جمّة من العلماء الأتقياء البلغاء الفصحاء، فهذا حفظي عنهم، ونظرت خطوطهم في الورقة المقدم ذكرها، والحق أحق أن يتبع، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولا توفيق إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. كتبه العبد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن صالح بن عمر بن أحمد بن مفرج بيده، وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله وسلم. وقد أجزت للإمام المقدم ذكره -أعزه الله- حوز هذه الأموال المذكورة المقدَّم ذكرها اقتفاء لما تقدم من الأحكام من العلماء الأبرار الأتقياء الأحبار، ولا حجة لمحتج على الإمام في حوزه لها ومنعه إياها، إذ هو مُقْتَفٍ أثر غيره من الأثمة الماضين، وحكم العلماء المتقدمين، ولا عليه مطعن لطاعن ولا حجة لمحتج، والسلام على من اتبع الهدى. كتبه أحمد بن صالح بن عمر بن أحمد بيده، وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله وسلم تسليماً كثيراً».
وتَبِع نص الجواب تصحيح عدد الفقهاء، وجاء أن تلك الشهادات نُقِلت من «الرقعة» أي الوثيقة الأصل، ونص ما جاء بعد الحكم أو الجواب: «ومن الرقعة المذكورة بخط الفقيه أبي القاسم بن شايق بن عمر: صحيح ما أفتى به الشيخ العالم أحمد بن صالح وأتى به وسطره في هذا الكتاب فهو الحق والصواب، كتبه العبد الفقير لله تعالى أبو القاسم بن شايق بن عمر بيده. ومن الرقعة المذكورة بخط الفقيه سالم بن راشد بن خاتم: صحيح عندي وثابت لدَيّ ما سطره الشيخ الفقيه العالم العلّامة الذي هو للفتوى هامة، أحمد بن صالح، في هذا الكتاب، وما تلقّفه عن علماء المسلمين فهو الثقة الأمين المأمون، وهو الحق والصواب، كتبه العبد الفقير لله تعالى سالم بن راشد بن خاتم بيده. ومن الرقعة المذكورة بخط الفقيه العالم أبي القاسم بن محمد: ثابت ما أفتى به الفقيه أحمد بن صالح في هذه الورقة، كتبه سليمان بن أبي القاسم بن محمد بيده. ومن الرقعة المذكورة بخط الفقيه خالد بن سعيد: صحيح ثابت ما أفتى به الشيخ العالم أحمد بن صالح في هذه الورقة، كتبه العبد الفقير لله تعالى خالد بن سيد بن عمر بن إسماعيل بيده».
ونقرأ بين سطور جواب أحمد بن صالح أنه استند إلى وثيقة كَتبَها من قبله في قوله: «ووجدته ونظرته في ورقة فيها خطوط المسلمين، وفي تلك الأيام علماء أخيار وفقهاء أحبار»، وعلى الأرجح هي عينها الوثيقة التي فيها حُكم القاضي أبي عبدالله محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرّج، مع العلم أن أحمد بن صالح هذا كان أحد الذين حضروا ذلك الحكم في زمان الإمام عمر بن الخطاب الخروصي سنة 887هـ، ويظهر أن العمر امتدَّ به ليشهد عهد الإمام محمد بن إسماعيل فيجيب مقرِّرًا للحكم السابق. والعجيب أن أموال بني نبهان التي صُودِرت قد بقيت أو بقي شيء منها حتى ذلك الزمن (أول القرن العاشر) كما نفهم من هذا الجواب، فهو يقول: «فجعلت تنتقل من إمام إلى إمام، إلى يومنا هذا». وقد جاء في المدوّنات التاريخية أنه بعد عمر بن الخطاب الخروصي بُويع قاضيه محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرّج إمامًا، وذُكِر غيره من الأئمة كانوا قبل محمد بن إسماعيل أيضًا، وهم: عمر الشريف، وأحمد بن عمر بن محمد الربخي، وأبو الحسن بن عبدالسلام.