البرج الأطول في العالم قد يكون بطارية بارتفاع ألف متر
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبني البشر منذ زمن طويل هياكل شاهقة، لإظهار قوة بلدانهم، ويبدو أن ناطحات السحاب قد يصبح لها قريبا غرض جديد، أي تخزين الطاقة المتجددة.
وتتمثل إحدى أكبر العقبات التي تعترض شبكة الطاقة التي تهيمن عليها الطاقة النظيفة في انقطاع بعض المصادر المتجددة.
وفي بعض الأحيان، تتدفق السحب عندما تكون هناك حاجة إلى الطاقة الشمسية، أو تتوقف الرياح عن الهبوب، ولا تستطيع التوربينات توليد الطاقة.
ويعد التخزين عملية بالغة الأهمية لتحقيق التوازن بين التوليد والاستهلاك. ومن المرجح أن يكون الجمع بين التقنيات، من أشكال مختلفة من البطاريات إلى أساليب أخرى لتخزين الطاقة، ضروريا لزيادة قدرة التخزين.
وهنا يأتي دور ناطحات السحاب التي تعمل بالبطاريات.
وفي نهاية شهر مايو/أيار الماضي، أعلنت شركة "سكيدموري، أوينغس وميريل" (SOM)، وهي مكتب الهندسة المعمارية الذي يقف وراء بعض أطول المباني في العالم، عن شراكة مع شركة تخزين الطاقة "إنيرجي فولت" لتطوير حلول جديدة لتخزين الطاقة بالجاذبية.
ويتضمن ذلك تصميم ناطحة سحاب تستخدم محركا يعمل بالكهرباء من الشبكة لرفع كتل عملاقة عندما يكون الطلب على الطاقة منخفضا. وسوف تخزّن هذه الكتل الكهرباء كطاقة "محتملة".
وعندما يكون هناك طلب، سوف يتم خفض الكتل، وإطلاق الطاقة، التي سوف تتحول إلى كهرباء.
وتُعد المباني الشاهقة تخصص شركة "SOM"، إذ صممت مركز التجارة العالمي في نيويورك، وبرج "ويليس" في مدينة شيكاغو، وأطول ناطحة سحاب في العالم، أي برج خليفة في دبي، الذي يزيد ارتفاعه عن 828 مترًا.
وقال بيل بيكر، وهو الشريك الاستشاري لدى شركة "SOM" والمهندس الإنشائي لبرج خليفة، لـ CNN: "هذه فرصة للاستفادة من هذه الخبرة ... واستخدامها لتخزين الطاقة، ما يمكننا من الاستغناء عن الوقود الأحفوري".
وإذا أراد العالم الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050، فسيتعين تعزيز عملية تخزين الطاقة على نطاق الشبكة، أو التقنيات المتصلة بشبكة الكهرباء التي يمكنها تخزين الطاقة واستخدامها عند الحاجة، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة.
ولا تستطيع بطاريات أيون الليثيوم، التي تحظى بشعبية كبيرة في المركبات الكهربائية، حل المشكلة بمفردها. إذ لا يمكنها تخزين الطاقة لفترات طويلة.
وقد يكون ذلك مناسبا لنقل الطاقة من الجزء الأكثر إشراقًا من فترة ما بعد الظهر إلى المساء، عندما يرتفع الطلب، لكن قد يكون هناك حاجة لتخزين الطاقة لفترة أطول من ذلك.
ويمكن لتخزين الطاقة بواسطة الضخ المائي، الذي يستخدم على نطاق واسع بالفعل لتخزين الطاقة المتجددة. ويتضمن القيام بذلك ضخ التوربينات للمياه من خزان على أرض منخفضة إلى آخر على أرض مرتفعة خلال ساعات انخفاض الطلب.
عندما يرتفع الطلب، يتم إطلاق المياه لتتدفق عبر توربين لتوليد الكهرباء. لكن هذا يتطلب تضاريس جبلية ومساحة كبيرة.
ومن المفترض أن يحتوي برج شركتي "SOM" و"إنيرجي فولت"، الذي يمكن أن يتراوح ارتفاعه بين 300 إلى 1000 متر، على هياكل مجوفة تشبه أعمدة المصاعد لتحريك الكتل، ما يترك مساحة للمستأجرين السكنيين والتجاريين.
وفي نهاية المطاف، يمكن تخزين عدة جيجاوات في الساعة من الطاقة، وهو ما يكفي لتزويد عدة مبان بالطاقة، وفقًا لما ذكره روبرت بيكوني، الرئيس التنفيذي لشركة "إنيرجي فولت"، لـ CNN.
وتساءل خبيران في مجال تخزين الطاقة تواصلت معهما CNN عما إذا كانت الجوانب الاقتصادية لبطارية ناطحة سحاب يمكن أن تنجح، بالنظر إلى المساحة التي ستحتاج استخدامها لتخزين الطاقة والتغييرات الهيكلية التي ستكون مطلوبة لدعم الوزن الإضافي.
مع ذلك، تتحلى شركتا "SOM" و"إنيرجي فولت" بالثقة من أن حلولهما قابلة للتطبيق تجاريًا.
وقد أكملت "إنيرجي فولت" بالفعل مشروعًا في الصين تزعم أنه أول نظام تخزين للطاقة المائية الجاذبية غير المضخوخة على نطاق تجاري في العالم.. ويبلغ ارتفاع المبنى 150 مترًا، وتصل سعته التخزينية إلى 100 ميغاواط في الساعة، وهو مصمم خصيصًا لتخزين الطاقة ولا يحتوي على مساحة للمستأجرين.
الطاقةعمارةنشر الخميس، 29 اغسطس / آب 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الطاقة عمارة لتخزین الطاقة تخزین الطاقة فی العالم
إقرأ أيضاً:
دراسة توضح علاقة البحر بـارتفاع عدد المباني المنهارة في الإسكندرية
(CNN) -- قالت دراسة نشرتها جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، هذا الشهر، إن انهيارات المباني في مدينة الإسكندرية المصرية كانت نادرة لكنها تسارعت من انهيار واحد سنويا تقريبا إلى 40 انهيارا سنويا على مدار العقد الماضي، مع ارتفاع مستويات سطح البحر وتسرب المياه تحت أساسات المدينة.
وتأسست الإسكندرية على يد الحاكم المقدوني الإسكندر الأكبر منذ أكثر من 2000 عام، وهي واحدة من أقدم المدن في العالم وهي حاليًا من بين أكثر المدن اكتظاظًا بالسكان في إفريقيا، حيث يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، كما أنها واحدة من أكثر المدن عرضة لارتفاع منسوب سطح البحر، مما يهدد تراثها التاريخي.
وتقع بين آلاف المباني الحديثة متوسطة الارتفاع منشآت قديمة صممتها وأقامتها على مدى قرون السلطات الحاكمة المختلفة في الإسكندرية وتحملت الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الزلازل والتسونامي، ولكن الآن، فإن ارتفاع منسوب سطح البحر والعواصف المتزايدة، وكلاهما مدفوع بتغير المناخ الناجم عن الإنسان "يؤديان في غضون عقود إلى إبطال ما استغرق آلاف السنين من الإبداع البشري لإنشائه"، كما قالت سارة فؤاد، المؤلفة الرئيسية للدراسة ومهندسة المناظر الطبيعية في الجامعة التقنية في ميونيخ.