موقع 24:
2024-09-14@06:11:50 GMT

الحرْب.. وسَيْطرة النٍّسيان

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

الحرْب.. وسَيْطرة النٍّسيان

ربما قد ينتهي الدعم الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا إلى الانتصار على القوات الروسية


النِّسْيان أثناء الحرب، ليس هو كذلك في فترة السَّلام، والمقصود هنا تجاهل القوى الدولية المختلفة للطرفيْن المتقاتليْن لحين من الوقت بعد حماس ظاهر لتوقيف الحرب أو لدعم فريق على حساب آخر، في نصرة قد تؤدي إلى هزيمة أحد الطرفيْن، لكن ليس بالضرورة انتصار الطرف الغالب، والذي ينتهي في الغالب إلى فرض شروطه، ولكن إلى حين من الزمن.


لا يقصد بالنسيان هنا التّخلي عن المتصارعيْن من ناحية دعمهما العسكري، فهذا يمكن اعتباره في حكم المستحيل، بغض النظر عن حجمه وديمومته، وإنما يعني التخلي عن الأهداف والأسباب التي قامت لأجلها الحرب أو تجاهلها، بما قد يؤدي إلى تجدد استمراريتها، ويصبح الوصول إلى أيِّ سلام ـ مهما طال ـ هو استراحة ـ أقل من الهدنة ـ لحربٍ آتيةٍ، وهكذا يصبح المتصارعان في انتظار دائم للحرب، ويتملكهما خوف قاتل، يصل أحيانا إلى النظر للحياة بعبثية.
الحالُ تلك في السلم تجعل منها في مظهرها الخاص والعام تماما مثل الحال في الحرب، التي تدور فيها رحى المعارك لأجل انتصار وهمي أو حقيقي، وتثقل بأوزارها كاهل الشعوب والجماعات والأفراد، لتتّخذ طريقها في عمر الزمن متأثرةً بماض دموي، حتى يغدو النسيان نقمةً وليس نعمةً، منفرا وليس جاذباً، مفرقاً وليس جامعاً، مشكلة وليس حلاّ.
من الناحية الواقعيّة يصعب القول: أن النسيان ظاهر في تجارب الحرب، كتلك التي تدور اليوم في فلسطين، وخاصة غزة، وكذلك الأمر في أوكرانيا، ذلك لأن العالم يشهد اليوم دعماً غير مسبوق للأطراف المتقاتلة حيث الدعم النسبي لأوكرانيا باعتباره الطرف الأضعف، الذي يواجه روسيا من جهة، والدعم المطلق للإسرائيل ـ مع أنها الطرف الأقوى ــ في الحرب الدائرة ضد الفلسطينيين، والسؤال هنا: هل الدعم لكل من أوكرانيا وإسرائيل سيؤدي إلى انتصارهما؟
ربما قد ينتهي الدعم الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا إلى الانتصار على القوات الروسية، أو على الأقل الحفاظ على وجودها كدولة، بغض النظر على وحدتها الترابية، لكن الأمر مختلف مع إسرائيل، فكل الدعم الغربي، وخاصة الأمريكي، لن يجعلها تنتصر في النهاية، وإن كانت في حرب الإبادة الراهنة قد تكسب جولة من جولات الحرب، وقد تحقق فكرتها العرقية، المتمثلة في افناء جزء من الشعب الفلسطيني، وعدد القتلى من المدنيين خلال الشهور العشر الماضية يدل على ذلك.
والقول بعدم انتصار إسرائيل في النهاية، ليس وشيجة عاطفية نحو ذوي القربى من الشعب الفلسطيني، وإنما آتٍ من أن الصراع الدموي في فلسطين هو حرب وجود للطرفين ـ الإسرائيلي والفلسطيني ـ وكلاهما لن يكون مصيره النهائي التسليم بالواقع، ولولا نسيان العالم لهما من الناحية الحقيقية، لاتّخذَا من التعايش حالة يرفضها الوجود.
لقد يبدو من الصخب الإعلامي، والقتل اليومي بين الفعل ورد الفعل، والمفاوضات المتعثرة، أن المعطيات والمؤشرات، والدلائل تؤكد على أن دول العالم لم تنس الحرب الدائرة في فلسطين، لكن حقيقة الأمر غير هذا، فهي حين تعمل على دعم متواصل هو في غالبيته لصالح إسرائيل، إنما تهدف إلى استمرارية الحرب بحيث تحمل أشكالا جديدة في المستقبل المنظور، وإن دعت إلى انهائها اليوم.
هنا تصبح سيطرة النسيان على مجريات الحرب الدائرة مخيفة، ومفزعة، بل وقاتلة، ذلك أن الاتجاه العام يشير إلى توقع استمرارية الحرب، رغم الادعاءات القائلة بتوقيفها، وفي تجربة الحرب الروسية ـ الأوكرانية ما يؤكد ذلك، فمن كان يتوقع أن تتواصل إلى اليوم، والأمر كذلك بالنسبة للحرب في غزة.. أيعقل أن تستمر لمدة 11 شهرا، وهي التي كانت في الصراع العربي الإسرائيلي ـ وعلى مدى عدة حروب ـ لا تتجاوز الأيام المعدودة، وبمشاركة معظم الدول العربية.
لن يكون النسيان نافعاُ للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، إلا إذا قرَّرَا العيش سويا، وهذا ما لا تودّه الدولة العبْريَّة.. إذن ما جدوى النسيان لديهما، والعالم يتجه بهما إلى نسيان أبدي حتى لو تواصلت الحرب بينهما عقودا أخرى، وكانت أشد بطشا وتنكيلاً؟!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح يوم المرأة الإماراتية أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

يتعرضن للاغتصاب.. مسؤولة أممية تدعو لحماية النازحات في السودان

وصفت مسؤولة أممية عائدة من زيارة للسودان، الجمعة، معاناة نساء وفتيات نزحن هربا من الحرب، منددة بتجريدهن "من كل ضرورياتهن الأساسية" ومواجهتهن نقصا حادا في الأغذية والمياه والأمان.

وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر: "نعلم جميعا أن الحرب بشعة، لكن هذا واحد من أبشع الأوضاع التي شهدتها في مسيرتي المهنية".

وأضافت "تخيلوا الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كاف لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات".

والحرب مندلعة في السودان منذ أكثر من 16 شهرا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت، وفق الأمم المتحدة، إلى واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجؤوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وقالت بكر "إن النزاع يضرب بقوة قلب السودان"، منددة بنقص في تمويل جهود الدعم الإنساني.

من الأردن، أطلعت بكر الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو على ما شهدته خلال زيارتها إلى السودان.

وروت المسؤولة الأممية مجريات لقائها امرأة تبلغ 20 عاما في مركز إيواء مكتظ في بورتسودان.

وأضافت بكر "كانت خجولة، طلبت منها أن تجلس بجانبي"، وأضافت "روت لي ما حدث وهي تهمس في أذني بلطف شديد، أنها تعرضت للاغتصاب".

وتابعت بكر بصوت متهدج إن الشابة النازحة زينب "تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء. كانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها، وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عاما وكان ينبغي أن تكون في أوج نشاطها وحياتها"، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.

وأضافت بكر "لقد عانت (زينب) 15 شهرا من الصمت والألم حتى أتت إلى ذلك المركز. وهناك تمكنت من الحصول على المشورة النفسية الاجتماعية".

ودعت بكر إلى تعزيز جهود الدعم، لافتة إلى أنها شاهدت "حاضنات أطفال تغص" بالرضع، أحيانا برضيعين أو ثلاثة معا، وغرف عمليات تفتقر لأبسط وسائل مكافحة العدوى ومخزون محدود للأدوية.

وقالت إنها من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة "فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الماء، وأكثر من الطعام، هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة".

مقالات مشابهة

  • يتعرضن للاغتصاب.. مسؤولة أممية تدعو لحماية النازحات في السودان
  • الحرب فى السودان : الإطاري وإعادة النفوذ البريطاني
  • مصطفى تمبور: نحن مع استمرار الحرب حتى تنتهي ميليشيا الدعم السريع إلى الأبد
  • المحقق يكشف تفاصيل الصفقة التي يلفها الغموض: الدعم السريع باع سراب جبل عامر لحكومة حمدوك
  • قوات الدعم السريع ترحب بتمديد مهمة لجنة تقصي الحقائق الأممية وتدعو اللجنة لزيارة المناطق التي تسيطر عليها
  • هل تنتهي حرب أوكرانيا في 2025؟
  • زيلينسكي: انتصارنا على روسيا رهن الدعم الأميركي
  • صحف عالمية: إسرائيل تؤسس لاحتلال دائم لغزة
  • «أمطار في عز الحر».. الأرصاد تكشف حالة الطقس في الإسكندرية اليوم الأربعاء 11 سبتمبر
  • هل سيكون التيّار أقوى بعد استقالة النواب الأربعة؟