رغم أنّ قوى المعارضة لم تُرصَد في الآونة الأخيرة، وهي تطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة إلى جلسات برلمانية جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية، إلا في ما ندر، ومن باب "رفع العتب" ليس إلا، لاعتقادها أنّ هذه الجلسات قد "تضعف" موقفها بدل أن تقوّيه، بعد تراجع "رصيد" مرشحها (المفترض) جهاد أزعور، إلا أنّ التلويح بـ"عقوبات" تستهدف الرئيس بري، بذريعة أنّه "يعطّل" انتخابات الرئاسة، عاد ليتصدّر المشهد.


 
ففي الأيام القليلة الماضية، كثر الحديث عن أنّ مثل هذه العقوبات "على النار"، باعتبار أنّ هناك في الإدارة الأميركية من يدفع باتجاهها، وقد تعزّز ذلك بارتفاع بعض الأصوات التي صنّفت الرئيس بري على أنّه "امتداد لحزب الله"، بل ذهب البعض لحدّ القول إنّ بيانات بعض السفارات التحذيرية من السفر إلى لبنان تأتي في سياق "الضغط السياسي"، الذي قد تتوّجه مثل هذه العقوبات، وإن كانت متروكة لشهر أيلول الموعود لبنانيًا ورئاسيًا.
 
وفي حين اكتفى الرئيس بري بتعليق مقتضب على كلّ ما يُثار في هذا الصدد، ولو كان معبّرًا، مفاده: "انا امتداد لكل شيء ومتل ما قلت قبل أنا بريّ وبحلاش عالرص"، تُطرَح في الأوساط السياسية الكثير من علامات الاستفهام، فهل من "نيّة جدية" فعلاً بفرض عقوبات على بري، أم أنّ التلويح بها يأتي هذه المرّة أيضًأ في سياق المناورة والضغط؟ وهل تجدي أصلاً مثل هذه العقوبات نفعًا؟ هل تسهم في حلحلة الأزمة، أم تعقيدها أكثر؟!
 
ضغط وبروباغندا؟
 
في المبدأ، يلفت العارفون أنّها ليست المرّة الأولى التي تُطرَح فيها فكرة "العقوبات" على رئيس مجلس النواب، لاعتباره أنّه أحد "معطّلي" إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بعدم دعوته إلى "جلسات متتالية" كما يطالب بعض خصومه، حيث طُرِحت بقوة قبل فترة، ولم تخمد إلا بعد دعوة الرئيس بري إلى جلسة انتخابية جديدة، تزامنًا مع إعلان المعارضة ترشيح جهاد أزعور، لتأتي نتيجتها "مطابقة" لما سبقها من جلسات، من دون أن تفضي بطبيعة الحال إلى انتخاب رئيس.
 
لكنّ العارفين يعتقدون أنّ "الضخّ الإعلامي المكثّف" بشأن هذه العقوبات قد لا يكون عفويًا هذه المرّة أيضًا، خصوصًا أنّ التلويح بالعقوبات يأتي بالتزامن مع جو "ضاغط" سياسيًا على أكثر من صعيد، وبعد اجتماع المجموعة الخماسية بشأن لبنان في الدوحة، الذي تحدّث عن "إجراءات" قد تُتّخَذ بحق معطّلي الرئاسة، ولا سيما في ظلّ اعتقاد بأنّ "استنفار" بعض الدول في الأيام الأخيرة، هو جزء من هذه "الإجراءات"، ولو اتخذت من أحداث عين الحلوة "ذريعة".
 
رغم ذلك، يرى هؤلاء أنّ هذه العقوبات، وإن كانت واردة وغير مستحيلة، تبقى "مستبعَدة" في الوقت الحالي للكثير من الأسباب والاعتبارات.
 
كيف يردّ المحسوبون على بري؟
 
لكن، وبمُعزَلٍ عن كلّ ما تقدّم، ثمّة من يسأل عن "جدوى" العقوبات، إذا ما فُرِضت على برّي، خصوصًا أنّ القاصي والداني يدرك أنّ مثل هذا الإجراء، إن اتُخِذ، من شأنه أن يزيد الأزمة تعقيدًا، بل يفاقم خطورتها، ويُدخِل البلاد في انقسامٍ إضافي هي بمنأى عنه، وثمة من يسأل أيضًا عن موقف الرئيس بري والمحسوبين عليه في هذه الحال، علمًا أنّ هؤلاء يرفضون وضعه في خانة "التعطيل" في أيّ شكل من الأشكال.
 
في هذا السياق، يرفض المحسوبون على بري الدخول في ما يصفونها بـ"متاهة" العقوبات، طالما أنّ أيّ شيء رسمي لم يُعلَن حتى الساعة بشأنها، ولكنّهم في الوقت عينه، يستغربون توجيه أصابع الاتهام إلى بري، وهو الذي كان أول الداعين إلى التوافق والتفاهم، وهو من سبق لودريان وغير لودريان في الدعوة إلى الحوار، منذ ما قبل وقوع المحظور الرئاسي، لكنّه كان يصطدم برفض الكثير من الأطراف، وبينهم من "يفاخرون" بالدعوة إلى الحوار اليوم.
 
أما إذا كان المطلوب أن يدعو بري إلى "جلسات متتالية"، فيحيل المحسوبون على رئيس المجلس المنتقدين إلى "سجلّ" الجلسات، التي تحوّلت إلى "مهزلة" ما عاد من الجائز الاستمرار بها حفاظًا على "كرامة" المجلس، بل يسألون أكثر من ذلك: هل يريد منتقدو الرئيس بري منه فعلاً أن يدعو إلى جلسات جديدة، يدركون أن نصابها سيتعطّل في الدورة الثانية؟ ألا يعترفون في مجالسهم بأنّ الدورة الأولى "ستحرجهم"، خصوصًا أنّ رصيد مرشحهم إلى تراجع؟!
 
لا يخفى على أحد أنّ "العقوبات" على الرئيس نبيه بري لن تنفع، بل ستعقّد الأزمة الرئاسية أكثر، فمثل هذه الإجراءات ستدفعه مع حلفائه إلى "التشدّد" بدل "المرونة" التي يبدونها اليوم، وهي بطبيعة الحال لن تسهم في تحقيق "التوافق" الذي لا مجال لانتخاب رئيس من دونه، في حين أنّ المطلوب العودة إلى ما طالب به الرئيس بري من اليوم الأول، وهو "الحوار" القادر وحده على إحداث "الخرق" المطلوب، هذا إن صفت النيّات!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس الحكومة يودع الرئيس الصيني في ختام زيارته للمملكة

زنقة 20 | الرباط

غادر رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، المغرب، بعد ظهر اليوم الجمعة، في ختام زيارة قصيرة للمملكة.

وكان في وداع شي جين بينغ، لدى مغادرته مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قبل استعراض تشكيلة من البحرية الملكية أدت التحية.

بعد ذلك، تقدم للسلام على الرئيس الصيني، والي جهة الدار البيضاء – سطات، عامل عمالة الدار البيضاء، محمد امهيدية، ورئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، عبد اللطيف معزوز، وعامل إقليم النواصر، جلال بنحيون، ورئيس المجلس الإقليمي للنواصر، محمد السالماني، ورئيس جماعة النواصر، عبد العزيز الراضي.

كما تقدم للسلام على فخامة شي جين بينغ، لي شانغلين سفير الصين بالمغرب، و زهو زهيشانغ الوزير المستشار بسفارة الصين بالمغرب، وشيا كيلين الملحق العسكري لدى السفارة الصينية بالمملكة، و زهينغ واي المستشار الاقتصادي والتجاري لسفارة الصين.

وخلال زيارته للمملكة، كان الرئيس الصيني مرفوقا بوفد يتكون على الخصوص من كاي تشي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي والمدير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، و وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، وهوا تشونينغ نائبة وزير الشؤون الخارجية.

مقالات مشابهة

  • بيد قاتل مأجور .. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنًا بقتل الرئيس!
  • العقوبات في قانون حماية المستهلك في ثاني جلسات الحوار لمناقشة تعديل القوانين الناظمة لعمل وزارة ‏التجارة الداخلية بدير الزور
  • حماس تطالب بعقوبات رادعة على الاحتلال لجرائمه شمال غزة
  • 7 مجازر في 48 ساعة بغزة وحماس تطالب بعقوبات رادعة
  • الرئيس السيسي يستقبل رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي والوفد المرافق له
  • نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته
  • الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأوسط
  • رئيس الحكومة يودع الرئيس الصيني في ختام زيارته للمملكة
  • مصطفى بكري: جيشنا دائما جاهز.. وما يتحمله الرئيس لا يتوقف عند حدود الأزمة الاقتصادية (فيديو)
  • عقوبات إسرائيلية جديدة تستهدف جمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله