أبرزت صحيفة الصباح العراقية، زيارة رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني الخارجية التي شملت مصر وتونس، وكان الجانب الاقتصاديّ هو الغالب عليها برغم كثرة الملفات التي بُحثت خلالها، وهو أمر طبيعيّ لأنه ينسجم مع رؤية الحكومة العراقيَّة وتطلعاتها للبدء بحقبة جديدة يكون فيها النموّ الاقتصاديّ هو الهدف الأبرز بعد أن انتهت التحديات الأمنيَّة والسياسيَّة التي كانت تقف عائقاً أمام مشروع طموح كهذا.

ففي افتتاحيتها قالت الصباح، إن هذه هى المرة الأولى التي يأخذ العراق فيها زمام المبادرة للشروع بانفتاح اقتصادي على البلدان العربيَّة والإقليميَّة، حيث مهَّد السبيل لذلك بحراك دبلوماسيّ ناجح واتفاقيات ثنائيَّة كانت هي النواة لما سيأتي من شراكات مع القطاعين العامّ والخاص في تلك البلدان، مشيرة إلى أنه خلال زيارته لمصر جرى الاتفاق التفصيليّ على فتح الأسواق بين البلدين الشقيقين ودخول الصناعات المصريَّة إلى العراق ووضع الأسس الكفيلة بتذليل العقبات أمام المستثمرين وزيادة التبادل التجاريّ بما يتناسب مع العلاقات البينيَّة التي بلغت مراحل متقدّمة، أمّا زيارة تونس فقد شهدت توقيع اتفاقيات صناعيَّة وتجاريَّة وتقنيَّة عدّة بالإضافة إلى شراكات للتعاون في قطاعات حيويَّة كقطاع الاتصال الإلكترونيّ وبرامج الإدارة الحديثة.

وأكدت الصحيفة العراقية، أن الاقتصاد هو خلاصة ما يمكن أن يُسفر عنه أيّ حراك دبلوماسيّ لأنه الركيزة الأساس في ازدهار البلدان، ومن الطبيعيّ أن يكون الملفّ الذي تؤدي إليه وتخدمه سائر الملفات الأخرى.

اقرأ أيضاًرئيس وزراء العراق في لقاء مجتمع الأعمال: الأبواب مفتوحة أمام رجال الأعمال والشركات المصرية

«الأهرام»: مصر والعراق يربطهما مصير مشترك والتنسيق بينهما ضروري في ظل التوترات بالمنطقة

الرئيس السيسي ورئيس الوزراء العراقي يشددان على ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السوداني رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني محمد السوداني

إقرأ أيضاً:

التقسيم والدولة الشيعية: جدل جديد في الفضاء السياسي العراقي

مارس 16, 2025آخر تحديث: مارس 16, 2025

المستقلة/- تعيش الساحة السياسية العراقية في الفترة الأخيرة حالة من الجدل حول فكرة “التقسيم” و”الدولة الشيعية”، وهو نقاش غير مسبوق في تاريخ العراق الحديث. لطالما كانت فكرة “الإقليم السني” تثار بين الحين والآخر خلال الأزمات السياسية المتعلقة بالمكون السني، ولكن ظهور فكرة “الدولة الشيعية” يشكل تحولًا دراماتيكيًا في الطروحات السياسية.

البداية كانت مع تصريح لزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، في أحد البرامج التلفزيونية، عندما قال إن الشيعة قد “سينفردون بالنفط” إذا ما تم إجبارهم على التقسيم. هذا التصريح أثار موجة من النقاشات السياسية والشعبية، ودفع النائب حسين مؤنس، عضو كتلة حقوق، إلى الترويج لهذه الفكرة، التي تتجاوز مفهوم “الإقليم” إلى فكرة “دولة شيعية” تحت اسم “دولة العراق الشيعية”.

من اللافت في هذه الدعوات أن الحديث لم يعد يدور حول مجرد إقليم مستقل بل حول “تقسيم” العراق وإنشاء دولة جديدة تقتصر على المحافظات الشيعية التسع. كما تم طرح فكرة تغيير علم العراق، باستبدال عبارة “الله أكبر” بعبارة “علي ولي الله”، ما جعل هذا النقاش أكثر إثارة للجدل والتساؤلات حول خلفياته وأهدافه.

الحديث عن تقسيم العراق إلى دول شيعية، سنية وكردية، ليس أمرًا جديدًا، لكن ما يميز هذه المرة هو توقيت طرحه، خاصة مع تراجع تأثير “الهلال الشيعي” في المنطقة بعد فقدان إيران لموقعها الاستراتيجي في بعض الدول العربية مثل سوريا ولبنان. يعتقد البعض أن هذا الطرح يأتي في سياق محاولات لتحصين “الحاكمية الشيعية” في العراق في مواجهة أي محاولات لتغيير توازن القوى داخل البلد أو حتى في المنطقة.

وقد أثار هذا الموضوع قلقًا واسعًا بين السياسيين والمثقفين السنة، وبعض المدونين الليبراليين، الذين شككوا في وجود توجهات خفية تعمل على تأسيس “دولة شيعية” وفقًا لخطة سياسية تستهدف إعادة رسم الخارطة السياسية للعراق. وربط بعضهم هذا الجدل بمحاولات للحد من قوة وتأثير الحاكمية الشيعية في العراق، في وقت تتصاعد فيه التكهنات حول إعادة ترتيب النفوذ في المنطقة بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها بعض الدول العربية.

التفاعل مع هذا الموضوع لم يقتصر على السياسيين، بل انتقل إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث شهدت الكثير من النقاشات والمواقف المعادية لهذه الفكرة، معتبرة أن هذا الطرح قد يهدد وحدة العراق ويقوي الانقسامات الطائفية، في وقت يشهد فيه البلد أزمات اقتصادية وأمنية تتطلب توحيد الجهود للتصدي للتحديات الداخلية والخارجية.

في ختام هذه القضية، يمكن القول إن الدعوات التي ظهرت مؤخرًا حول تقسيم العراق إلى “دولة شيعية” تعد استثنائية وتعكس تحولًا في الخطاب السياسي الشيعي الذي كان يعارض بشدة أي حديث عن التقسيم، وهو ما يعكس حالة من الضبابية حول المستقبل السياسي للعراق. يتبقى أن نراقب كيفية تطور هذه الدعوات وما إذا كانت ستظل مجرد حديث في الغرف المغلقة أم ستتحول إلى مشروع سياسي حقيقي في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الدواء: نسعى لعقد شراكات جديدة بين الشركات العالمية والمحلية
  • التقسيم والدولة الشيعية: جدل جديد في الفضاء السياسي العراقي
  • سالم الدوسري يحطم رقمًا قياسيًا تاريخيًا في دوري روشن
  • الهلال يهزم التعاون ويواصل الضغط على الاتحاد
  • انتهاء الازمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها الاقتصادي على العراق
  • زيارة الشيباني إلى بغداد.. فصل جديد من العلاقات العراقية - السورية
  • زيارة الشيباني إلى بغداد.. فصل جديد من العلاقات العراقية - السورية - عاجل
  • انتهاء الازمة الروسية الأوكرانية وتأثيره الاقتصادي على العراق
  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • الشيباني: الهدف من زيارتنا تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وإزالة العوائق التي تحول دون ذلك وفتح الحدود بين بلدينا سيكون خطوة أساسية في تنمية العلاقات