مازالت مساعي إرساء هدنة في غزة تتشبث بما تبقى من أمل بالتوصل إلى اتفاق قريب يقضي بوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى والمختطفين ومنع التصعيد الإقليمي. وطار المتفاوضون مجدداً إلى الدوحة بعد محادثات في القاهرة لم تُوفق في إحراز شيء غير بعض التصريحات المتفائلة بحذر تجنباً للإعلان عن الفشل التام.
في محاولة ربما تكون حاسمة بالفعل وتمهد للاتفاق السياسي المنشود، تقرر أن تجري فرق العمل للوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، محادثات فنية في الدوحة لتذليل العقبات التي مازالت تحول دون التوافق، وتتركز أغلب نقاط الخلافات على رفض إسرائيل الخروج من محور فيلادلفيا ومعبر رفح وممر نتساريم بوسط القطاع، وهو ما يرفضه الجانبان المصري والفلسطيني بشدة ويطالبان بإنهاء احتلال هذه المناطق.وقد تسبب التعنت الإسرائيلي إزاء هذه النقاط في تضاؤل فرص التوصل إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، واتساع الفجوات مجدداً، إلا أن الوسطاء، وخاصة الولايات المتحدة، ما زالوا يطلقون تصريحات متفائلة، وتقول الولايات المتحدة إنها تضغط للتوصل إلى اتفاق مع نهاية هذا الأسبوع.
ويتوقف هذا التفاؤل على حدوث اختراق فعلي يسمح بإبرام الصفقة، يبد أن الواقع الميداني لا يمنح إشارات مريحة، فحرب الإبادة مستمرة بلا هوادة في غزة، والقصف والتهجير والاشتباكات في كل مكان، والوضع الإنساني والصحي خرج على السيطرة تقريباً، ولم تجد النداءات الأممية استجابة بشأن إعلان هدنة مؤقتة لتطعيم أكثر من 600 ألف طفل في غزة ضد شلل الأطفال، الذي يهدد بالتحول إلى وباء يقضي على هذا الجيل من الفلسطينيين في القطاع.
أما ما يجري في الضفة فلا يمكن فصله عما يدور في غزة، ولا عن المفاوضات التي تنعقد تارة في القاهرة وطوراً في الدوحة، فالتوغل الواسع الذي شهدته جنين وطولكرم وطوباس ومناطق أخرى من الضفة، تطبيقاً لما شهدته غزة، ومع القتل والتدمير الممنهج للبنية التحتية المدنية، أعلنت إسرائيل عن عمليات تهجير في جنين وطولكرم، ولم يتردد وزير خارجية تل أبيب في وصف ذلك بأنه استنساخ لعمليات الإجلاء والتهجير في غزة.
ضمن هذا الجو العام تجري المفاوضات التقنية في الدوحة، وليس هناك ما يطمئن فعلاً بأن إسرائيل سترضخ لرغبة جميع الأطراف في التوصل إلى صفقة تمهد لإنهاء الحرب على غزة، وتحول دون امتدادها إلى الضفة الغربية، ومن ثم توسعها إلى صراع إقليمي شامل، وربما هذا ما سيكون لاحقاً، في غياب الضغط الدولي، والأمريكي أساساً، على تل أبيب، لتمتثل إلى التحذيرات الجادة من مآلات غير محمودة، وتستجيب لدعوات وقف الحرب على الشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان والاعتداءات والاستفزازات في الضفة الغربية والقدس، وفك الحصار عن قطاع غزة والسماح بعبور المساعدات الإنسانية والإغاثية دون قيد أو شرط.
الجولة التفاوضية الأخيرة في القاهرة، وصفها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قبل انعقادها، بأنها «الفرصة الأخيرة»، ومع ذلك يبدو أن هذه الفرصة مازالت تقاوم عوامل الفشل والإحباط، وكل الأمل أن تنجح هذه المرة، وتجنب المنطقة مخاطر اتساع التوتر وتداعياته الكارثية على الجميع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح يوم المرأة الإماراتية أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
مع عنصر آخر..إسرائيل تقتل قيادياً من حماس في الضفة الغربية
قضت القوات الإسرائيلية قيادياً من حركة حماس في مدينة جنين بالضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، في إطار عملية أطلقتها منذ أسابيع ضد الفصائل المسلحة في المنطقة، ودفعت عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الفرار من منازلهم.
وقالت القوات الإسرائيلية إنها نفذت مداهمة لاعتقال أيسر السعدي، قائد شبكة حماس في جنين، وقتلته في تبادل إطلاق النار قُتل فيه أيضاً عضو آخر من حماس. وأضافت أن 3 أعضاء آخرين من حماس اعتقلوا.وأكدت الحركة التي عززت وجودها في الضفة الغربية المحتلة، مقتل السعدي لكنها قالت إنه لن يؤثر على التزامها بمحاربة إسرائيل.
وبدأت عملية الضفة الغربية في يناير (كانون الثاني) بعد توقف القتال في غزة إثر اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه قطر ومصر.
واقتحم آلاف الجنود الإسرائيليين مخيمات اللاجئين في جنين، ومدن أخرى في الجزء الشمالي من الضفة الغربية، مثل طولكرم، وطوباس، وهدمت منازل، ودمرت البنية التحتية، وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار.
وغادر الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مخيم جنين للاجئين الذي أصبح مهجوراً، واتجه إلى المناطق الشرقية من مدينة جنين نفسها، وقطع إمدادات الكهرباء وجرف الطرق.
ويقول الجيش إنه لا يجبر الفلسطينيين على الهروب، لكنه يسمح للذين يريدون المغادرة بالخروج من معابر محددة.
ويقول فلسطينيون إن العمليات الإسرائيلية، أدت إلى قطع إمدادات المياه والكهرباء وهدمت عشرات المنازل، ولم تترك لهم خياراً سوى الرحيل.