12 قتيلا فلسطينيا في عملية واسعة للجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
قُتل 12 فلسطينيا على الأقل وأصيب أكثر من 20 بجروح في عملية عسكرية واسعة النطاق شنّها الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، شمالي الضفة الغربية المحتلة بمشاركة قوات برية وبإسناد جوي، في خطوة أثارت قلق الأمم المتحدة وأتت بالتوازي مع الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ نحو 11 شهرا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن حصيلة القتلى في جنين وطوباس منذ الأربعاء ارتفعت إلى 12 شخصا، في حين ذكرت أن عدد الإصابات فاقت العشرين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل في جنين وطوباس وطولكرم تسعة مسلحين، سبعة منهم قضوا بغارات جوية.
وأعربت الأمم المتحدة عن أسفها لوجود "أطفال" في عداد القتلى، مشيرة إلى أنها تتابع "بقلق بالغ" تطور الوضع في الضفة الغربية المحتلة.
واستنكرت الأمانة العامة للمنظمة الدولية "تكتيكات حرب فتاكة يبدو أنها تتجاوز المعايير الدولية في مجال حفظ النظام".
وبحسب حماس، فإن ثلاثة من القتلى في مخيم جنين هم من أعضاء جناحها المسلح، كتائب عز الدين القسام.
ومساء الأربعاء، ترددت أصوات إطلاق نار وانفجارات في المنطقة، فيما كانت جرافات الجيش لا تزال تعمل، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وفي حديثه للصحفيين، لم يعلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، على المدة التي ستستغرقها العملية أو عدد القوات المشاركة فيها.
وبحسب شوشاني فإن العملية تأتي بعد "ارتفاع كبير في النشاط الإرهابي في العام الماضي" انطلق من المدن المستهدفة.
وأشار إلى أن "أكثر من 150 هجوم إطلاق نار وعبوات ناسفة... انطلق من هذه المناطق وحدها".
من جهته، أكّد المسعف في الهلال الأحمر، أحمد زهران، أن عراقيل توضع أمام عمل الطواقم الطبية، وقال: "ليست هذه المرة الأولى التي تعرقَل فيها الطواقم الطبية، تعرقَل الطواقم الطبية منذ بداية الاقتحام وإغلاق مداخل مخيم نور شمس وإغلاق مداخل مستشفيات المحافظة لعرقلة عمل الطواقم الطبية".
وبسبب العملية العسكرية الإسرائيلية، قطع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأربعاء، زيارته إلى السعودية لمتابعة "العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية" المحتلة وفق ما أفادت "وفا".
وقال محافظ طولكرم، مصطفى طقاطقة، لوكالة فرانس برس إنه يرى في هذه العمليات "إشارة خطيرة وغير مسبوقة"، مضيفا "يبدو أن كل شيء يشير إلى أن هذه العملية ستستمر".
وترفع هذه العملية العسكرية إلى 637 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر، بحسب الأمم المتحدة.
وقتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون أو خلال عمليات عسكرية، وفقا للبيانات الإسرائيلية الرسمية.
"بكل قواه"من جهتها، أعلنت واشنطن التي تعارض أي توسيع للمستوطنات في الضفة الغربية، فرض عقوبات جديدة، الأربعاء، تستهدف مستوطنين إسرائيليين.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن حكومته "تنظر بخطورة بالغة إلى فرض عقوبات على مواطني إسرائيل".
في الأسابيع الأخيرة، ركزت العمليات الإسرائيلية على شمال الضفة الغربية حيث تنشط فصائل مسلحة ضد إسرائيل منذ ما قبل بدء حرب غزة.
واعتبر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية الجارية "لا تختلف كثيرا" عن المعتاد.
لكنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة إكس "يعمل الجيش بكل قواه منذ الليل في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم لتفكيك البنى التحتية الإرهابية الإيرانية-الإسلامية التي زرعت فيها".
واتهم الوزير الإسرائيلي إيران الداعمة لفصائل فلسطينية مسلحة بـ"إقامة جبهة إرهابية في الشرق" في الضفة الغربية "وفق نموذج غزة ولبنان"، في إشارة إلى حركة حماس وحزب الله.
وأشار إلى أن "أسلحة متطورة يتم إدخالها بشكل غير مشروع من الأردن" إلى مناطق في الضفة الغربية.
واعتبر القيادي في حركة حماس، عزت الرشق، أن تصريحات كاتس "دعوة فاشية لتوسيع دائرة الدمار والإبادة الجماعية".
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، الأربعاء، إن إسرائيل تسعى إلى نقل الصراع في غزة إلى الضفة الغربية في محاولة "لضمّها".
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح مشاركة مسلحيها بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة ردا على العمليات الإسرائيلية في مدينة جنين وطوباس وطولكرم.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، القضاء على "مخرّب" من حركة الجهاد الاسلامي في غارة شنّها في سوريا قرب الحدود مع لبنان أسفرت، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتله مع ثلاثة آخرين.
وفي وقت لاحق، نعت سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، ثلاثة من مسلحيها قالت إنهم من "كوادر سرايا القدس في ساحة سوريا". ونعى حزب الله بدوره أحد مسلحيه من مدينة بعلبك في شرق لبنان.
12 قتيلا في غزةوفي قطاع غزة، أفاد الدفاع المدني عن مقتل 12 شخصا على الأقل، بينهم طفل وامرأة، في غارات إسرائيلية جديدة.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر في غزة على رفات جندي قتل في 7 أكتوبر. ومن بين 251 شخصا اختطفوا في ذلك اليوم، لا يزال 103 محتجزين في غزة، من بينهم 33 أعلن الجيش عن مصرعهم.
وتواصل العائلات المنكوبة في غزة حركة النزوح استجابة لأوامر الإخلاء المتزايدة من الجيش الإسرائيلي، ما يعقد عملية تقديم المساعدات الإنسانية في القطاع الفلسطيني المحاصر بسبب القصف المتواصل.
وأعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن شاحنة تابعة لها، وهي جزء من قافلة إنسانية يتم التنسيق بشأنها مع السلطات الإسرائيلية، أصيبت بنيران إسرائيلية، الثلاثاء، في غزة، من دون وقوع إصابات.
وإثر إصابة شاحنته، قرر برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة تعليق تحركات طواقمه في غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40534 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة الطواقم الطبیة الأمم المتحدة أعلن الجیش قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تطرح مناقصة لبناء نحو 1000 وحدة استيطانية جديدة جنوب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية
طرحت إسرائيل مناقصة لبناء 974 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "إفرات" جنوبي بيت لحم، ما سيؤدي إلى توسيع المستوطنة بنسبة 40% ويزيد من العزل الجغرافي للمدينة الفلسطينية، وفقًا لمنظمة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان.
وقالت هاجيت أوفران، المسؤولة عن رصد الاستيطان في المنظمة، إن أعمال البناء قد تبدأ فور انتهاء إجراءات التعاقد وإصدار التراخيص، وهي عملية قد تستغرق ما لا يقل عن عام.
وأكدت أن هذا التوسع ليس مجرد مشروع سكني، بل خطوة تهدف إلى تعزيزالسيطرة الإسرائيلية على المنطقة وفرض وقائع جديدة على الأرض، مما يقوض أي فرصة مستقبلية لحل سياسي للصراع.
تواصل إسرائيل سياسات التوسع الاستيطاني رغم الإدانات الدولية، إذ تصف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المستوطنات بأنها "غير قانونية" وتشكل عقبة أمام حل الدولتين، إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بغض النظر عن توجهاتها السياسية، قد دعمت هذه المشاريع.
خلال فترة رئاسته السابقة، قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعماً غير مسبوقللمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. كما استمر البناء الاستيطاني خلال عهد الإدارات الديمقراطية التي انتقدت هذه السياسات لفظياً، إلا أنها لم تتخذ إجراءات فعلية لوقفها.
وتضم الضفة الغربية اليوم أكثر من 100مستوطنة إسرائيلية، تتراوح بين بؤر صغيرة ومجمعات سكنية متكاملة تحتوي على مراكز تجارية وحدائق ومدارس، حيث يعيش فيها أكثر من 500 ألف مستوطن يحملون الجنسية الإسرائيلية، مقابل نحو 3 ملايين فلسطيني يخضعون للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، بينما تتولى السلطة الفلسطينية إدارة المراكز السكانية الرئيسية.
في سياق متصل، صعّدت الحكومة الإسرائيليةمن خططها لفرض سيطرة أكبر على الأراضي الفلسطينية، إذ أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، أن عام 2025 سيكون "الأول منذ 1967 الذي تهدم فيه إسرائيل منازل فلسطينية أكثر مما يتم بناؤه".
وخلال اجتماع مع وحدة "إنفاذ القانون في الإدارة المدنية"، قال سموتريتش: "نحن نمضي في ذلك بكل قوتنا، بمزيد من عمليات الهدم".
وأضاف أن الحكومة ستعمل على منع أي بناء فلسطيني جديد وتعزيز سيطرة إسرائيل على الأراضي من خلال تخصيص ميزانية 2025 لزيادة الموارد المخصصة للهدم، بما في ذلك تعزيز القوى العاملة، وشراء معدات جديدة، وتطوير تقنيات متقدمة لمراقبة البناء الفلسطيني.
تركز الدولة العبرية في سياساتها على المنطقة "ج"، التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية وتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وفقًا لاتفاقية أوسلو 2 لعام 1995.
وأشارت تقارير للأمم المتحدة أن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من البناء أو استصلاح الأراضي في هذه المنطقة إلا بتراخيص تكاد تكون مستحيلة الحصول عليها.
في وقت سابق، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات هدم واسعة طالت 10 منازل فلسطينية في ثلاث تجمعات جنوب مدينة الخليل، ضمن تصعيد يشمل اعتقالات واعتداءات متزايدة من قبل المستوطنين والجيش منذ 7 أكتوبر 2023.
وخلال الفترة نفسها، قُتل 910 فلسطينيين في الضفة الغربية، وأصيب نحو 7 آلاف، بينما ارتفع عدد المعتقلين إلى 14,300 فلسطيني، وفقاً لمعطيات فلسطينية رسمية.
يستمر تصاعد الاستيطان والهدم في وقت تؤكد فيه الحكومة الإسرائيلية رفضها الصريح لإقامة دولة فلسطينية، حيث تسعى تل أبيب إلى فرض وقائع على الأرض تمنع أي إمكانية لانسحاب مستقبلي من الضفة الغربية.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة نهاية عام 2024 نحو 770 ألفًا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، بينها 138 بؤرة رعوية وزراعية.
وفي ظل هذه السياسات، يرى محللون أن الفرص المتبقية لأي حل سياسي تتقلص شيئا فشيئا، حيث يتم تثبيت واقع استيطاني يجعل حل الدولتين شبه مستحيل، ما ينذر بمزيد من التصعيد والمواجهات في الضفة الغربية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيش تصعيد أمني ونزوح جماعي وخطط لإقامة معسكرات إسرائيلية دائمة.. ماذا يجري بالضفة الغربية؟ مهندس "خطة الجنرالات": إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها في غزة دونالد ترامبمحادثات - مفاوضاتالضفة الغربيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستوطنة يهودية بنيامين نتنياهو