إنها مصر التي تمتلك تاريخاً طويلاً فى الصناعة وشهدت نهضة صناعية كبيرة فى عصور مختلفة، بدءاً من العصر الفرعوني وصولاً إلى العصر الحديث حيث شهدت مصر فى العصر الفرعوني صناعات متقدمة مثل صناعة الفخار، وصناعة النسيج، وصناعة المعادن، وصناعة الزجاج، وفى العصر الإسلامي ازدهرت الصناعات الحرفية فى مصر، واشتهرت مصر بصناعاتها الجلدية، والخشبية، والنسيجية وتتنوع الصناعات فى مصر حالياً وتشمل:

- الصناعات الثقيلة: مثل الحديد والصلب، والصناعات التعدينية، والبترولية، والصناعات الكيماوية.

- الصناعات الخفيفة: مثل الغزل والنسيج، والصناعات الغذائية، والصناعات الهندسية.

- الصناعات المتقدمة: تخطو مصر بخطوات ثابتة نحو تطوير صناعات متقدمة مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والهيدروجين الأخضر كما تسعى مصر لحظر تصدير المواد الخام وخاصة التعدينية إلا بعد إجراء عدد من العمليات التصنيعية عليها لزيادة القيمة المضافة للاقتصاد القومي.

وتمتلك مصر مزايا عديدة فى قطاع الصناعة أهمها:

- الاهتمام الحكومي: تولى الحكومة المصرية اهتماماً كبيراً بتطوير القطاع الصناعي وتوفير الدعم للمصنعين.

- الموقع الجغرافي المتميز لمصر يجعلها بوابة إلى الأسواق الأفريقية والآسيوية وبنية تحتية على مستوى عالٍ.

- اتفاقيات التجارة الحرة: تسهم اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها مصر مع عدد من الدول والتكتلات بلغ عدد سكانها 1.25 مليار نسمة فى زيادة الصادرات المصرية.

- الكوادر البشرية الشابة: تمتلك مصر كوادر بشرية شابة ومؤهلة قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية.

ويعد قطاع الصناعة بمفهومه الشامل من أهم القطاعات فى الاقتصاد المصري لقدرته على دفع عجلة الإنتاج وزيادة معدل النمو الاقتصادي، كما أنه من القطاعات الأساسية التي توفر فرص عمل وتستحدث فرصاً جديدة، ويسهم فى زيادة الناتج المحلى الإجمالي.

إن نمو قطاع الصناعة يؤدى إلى زيادة مستوى الإنتاجية، حيث إنه من أكثر القطاعات قدرة على تطبيق استخدام التقنية والتكنولوجيا الحديثة، ما يسهم فى رفع الإنتاجية كما يسهم فى توفير موارد النقد الأجنبي وعلاج مشاكل عجز ميزان المدفوعات، وتسعى الحكومة للوصول بمعدلات النمو الصناعي إلى 8%، وزيادة نسبة مساهمة الصناعة فى الناتج المحلى الإجمالي إلى 21% وفقاً لخطة الدولة، مقابل 17.7% حالياً.

إلا أنه توجد تحديات منها الوضع الجيوسياسى بالمنطقة واستمرار النزاعات وأيضاً الحروب التجارية بين الدول الكبرى، وعلى المستوى المحلى غياب الربط بين مخرجات التعليم الفني واحتياجات سوق العمل، حيث إنه لا يوجد إعداد للعمالة الفنية لتجهيزها لسوق العمل المهني، بالإضافة إلى الارتفاع النسبي لتكلفة الطاقة إذ إنه لا توجد دراسات تحدد أثر سعر الطاقة على الإنتاج الصناعي، وكذلك السياسة المالية ودورها المهم فى دعم الصناعة وضرورة وضع حزمة حوافز مالية ودعم فنى وتقنى شبه مجانى للصناعات الصغيرة والمتوسطة ذات المكون المحلى لتوطين الصناعة.

ونشير لأهمية الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر حيث توجد دول كثيرة بها وزارة مستقلة للصناعات الصغيرة، وكذا أهمية تأسيس بنك للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر بهدف تنمية هذا القطاع وتطويره وأيضاً تحويل جزء مهم من الاقتصاد غير الرسمي (الذى يمثل من 40 إلى 50% من الاقتصاد الكلى) إلى الاقتصاد الرسمي وتسريع عملية الشمول المالي والرقمنة وتمكين المرأة والشباب فى الريف والقرى.

هذا، وإذا أردنا إعادة هيكلة القطاع الخاص المصري وأن يكون المنفذ الرئيسي لخطط الدولة التنموية وتغيير ثقافة بعض رجال الأعمال المصريين وكذا إشراك مجموعات جديدة من الشباب للعمل فى القطاع الخاص لحلحلة مشكلة الاحتكارات بأنواعها وضخ دماء جديدة.

نرى أن تتكفل الدولة بوضع استراتيجية للصناعة تعتمد على قيام الدولة بالدخول فى عملية جلب المواد الخام والسلع نصف المصنعة اللازمة من الخارج لعدد من القطاعات الصناعية التي تتميز فيها مصر بميزة نسبية وخاصة الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر وبحيث تشكل هذه الاستراتيجية حوالى 40% من قطاع الصناعة و60% تترك للقطاع الخاص، وينتج عن هذه الاستراتيجية:

حماية الصناعة المصرية وخاصة القطاع الخاص من تقلبات العملات الأجنبية والصراعات الجيوسياسية.

تعميق الصناعة وتشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.

توفير البيئة المناسبة لنمو الصناعات المطلوبة للاقتصاد ذات تشابكات أمامية وخلفية وتكون مفيدة للاقتصاد القومي مع المتابعة الدقيقة للصناعة المصرية وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب لمن يحاول وقف مسيرة الصناعة.

ويمثل النهوض بقطاع الصناعة الوطنية نهجاً استراتيجياً لمصر وأولوية متقدمة فى خطط التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث تم وضع خطط متكاملة وتنفيذ عدد من المبادرات للارتقاء بهذا القطاع وتحديثه، وتعميق التصنيع المحلى من خلال التوسع فى إقامة المجمعات الصناعية، وتوفير مستلزمات الإنتاج، وتقديم تيسيرات لتشجيع المستثمرين على الاستثمار فى هذا القطاع الذى يرتبط بعلاقات تشابكية مع العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية، ورفع القدرة التنافسية للمنتج المصري سواء فى الأسواق المحلية أو العالمية، ونسف كافة المعوقات البيروقراطية ورغم كل ذلك ما زال الطريق طويلاً لتحقيق كافة الأهداف.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصناعة التصدير ومتناهیة الصغر قطاع الصناعة عدد من

إقرأ أيضاً:

منتدى الرؤية الاقتصادي يناقش قضايا الاستدامة ومسارات التنويع الاقتصادي

افتتحت اليوم أعمال الدورة الرابعة عشرة من منتدى الرؤية الاقتصادي «الاستدامة المالية ومسارات توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني»، التي ركزت على محورين رئيسيين: «مستهدفات الاستدامة المالية في سلطنة عُمان.. التحديات والآفاق»، و«نحو مسارات عملية لتوسيع قاعدة الاقتصاد الوطني».

ناقش المنتدى جهود تحسين المؤشرات الاقتصادية وتطوير القطاع المالي في ضوء مستهدفات «رؤية عُمان 2040»، وخطط توجيه الموارد المالية نحو المشروعات التنموية ذات العوائد الاستثمارية لتعزيز التنمية الاقتصادية، والشراكة بين القطاعين لإيجاد قطاع مالي متطور وحيوي يسهم في الناتج المحلي الإجمالي.

كما ناقش المنتدى مبادرات تحسين المؤشرات المالية العامة، وتطوير منظومة القطاع المالي لتمكين الأفراد والمؤسسات للقيام بأدوارهم في مسارات التنمية المختلفة، مع تسليط الضوء على تعزيز مشاركة القطاع المالي الخاص لتوفير خيارات تمويلية موجهة لمختلف الفئات، ونمو قطاعات التنويع الاقتصادي، وتحسين تموضع سلطنة عُمان على المؤشرات الدولية، فضلًا عن استعراض وتقييم جهود التنويع وتحسين الانضباط المالي، وخطط التنويع الاقتصادي وتوسيع قاعدة الإنتاج لضمان الاستقرار، وسياسات الإنفاق الحكومي ومسارات الاقتراض الداخلي والخارجي، إضافة لجهود تعزيز الحيز المالي وتوسيع القاعدة الضريبية، والخطط الاستراتيجية ومنهجيات الموازنة بين السياسات المالية والاقتصادية وفق متطلبات التنمية، وكذلك خطط تقليل الاعتماد على النفط وحماية الاقتصاد من تقلبات الأسعار، والإنفاق على المصروفات الاستثمارية والبرامج الإنمائية الداعمة للمشروعات التنموية المختلفة، وحزم التحفيز الاقتصادي ومستقبل التنمية.

شارك في أعمال المنتدى مجموعة من الخبراء والمعنيين من أهل الاقتصاد؛ وأثرى المشاركون الجلسات بوجهات نظر نوعية وعميقة حول قضايا الاستدامة المالية والتنويع الاقتصادي.

وفي تصريح صحفي، أكد المكرم الدكتور ظافر الشنفري رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية بمجلس الدولة على أهمية المنتدى الاقتصادي الذي يتيح الفرصة للخبراء والمختصين في القطاعات المعنية لتبادل الآراء حول ربط السياسات المالية بالاقتصاد الوطني مشيرًا إلى النقاش تركز على كيفية تنشيط القطاعات غير النفطية والقطاعات الواعدة من خلال البرامج الوطنية المختلفة.

وأضاف الشنفري: إن مجلس الدولة يعمل باستمرار على تحديث وتطوير الجوانب التشريعية والقوانين المرتبطة بالاقتصاد، وذلك من خلال مراجعة المشروعات الواردة من الحكومة لتحديثها وتطويرها بما يتناسب مع المرحلة القادمة واحتياجات الجهاز التنفيذي، بهدف منحها المرونة اللازمة في استحداث أو تحديث هذه القوانين، مضيفًا إن المجلس يعمل أيضًا على استكمال التشريعات المرتبطة بالاقتصاد والجانب المالي لتحقيق الأهداف المستقبلية، خاصة الخطة الخمسية الحادية عشرة.

وأكد حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية الأمين العام رئيس اللجنة العليا للمنتدى خلال كلمته على تحقيق منجزات ملموسة مع نجاح تطبيق خطة «التوازن المالي»، خلال السنوات الأربع الماضية؛ حيث استطاعت الحكومة ترشيد الإنفاق المالي وضبط المصروفات بأنواعها، علاوة على اتخاذ ما يلزم لضمان زيادة الإيرادات العامة للدولة، واستعادة الجدارة الاستثمارية مع رفع التصنيف الائتماني السيادي لسلطنة عُمان، أكثر من مرة، ليصل إلى أعلى معدل في سبع سنوات.

وأشار إلى أن النتائج عكست تحولًا ملحوظًا في منهجية التفكير الإستراتيجي المستهدف لتبني نهج الاستدامة المالية، بديلًا عن «التوازن المالي»، تمهيدًا للمسار أمام الاقتصاد الوطني لبلوغ أعلى درجات التعافي والنهوض، لا سيما وأن خطة التوازن المالي على نتائجها الإيجابية البارزة، إلا أنها تسببت في الحد من فرص النمو الاقتصادي، وأضعفت نوعًا ما القطاع الخاص، وأحدثت تراجعًا في المعروض الوظيفي، فتنامت أعداد الباحثين والمسرحين عن عمل؛ نتيجة عدم قدرة شركات القطاع الخاص على تحمل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتي لا تخفى تداعياتها وآثارها عليكم جميعًا.

وأضاف الطائي: إن التحديات الاقتصادية عادة ما تمثل فرصة لاتخاذ قرارات حاسمة ومحفزة للنمو، وتسهم في تعميق الاقتصاد؛ لذلك ينبغي على المعنيين لدينا -كل من منطلق مهامه ومسؤوليته- البناء على ما تحقق من إنجازات في مسألة «التوازن المالي»، ومن ثم البدء دون تأخير في اتخاذ كل ما يلزم لإنعاش الاقتصاد الوطني، وإطلاق العنان للقطاع الخاص كي يقود المرحلة الراهنة والمستقبلية؛ بما يعمل على إيجاد الوظائف لحلحلة ملف التوظيف، وزيادة إسهام القطاعات غير النفطية في النمو الاقتصادي؛ إذ أن استمرار الوضع على ما هو عليه لن يساعد في تحقيق التطلعات المستقبلية، وعلى رأسها رؤيتنا الوطنية الواعدة التي نحلم بتنفيذها في أسرع وقت ممكن، «رؤية عُمان 2040».

وأوضح الطائي أهمية البحث عن الفرص المضيئة في القطاعات الواعدة، كالسياحة والثروة السمكية، والتعدين، والتصنيع، شريطة أن تعتمد هذه الصناعات على تكثيف الإنتاج، وتشغيل أكبر عدد من الشباب في مختلف الوظائف، مع إعادة النظر في طبيعة الاستثمارات، والتركيز على جذب القادر منها على توظيف الشباب؛ باعتبار هذا الملف هو بؤرة الاهتمام والنقطة المحورية التي تدور حولها جميع القطاعات.

ولفت الطائي إلى أن قطاع ريادة الأعمال هو عنصر الأساس في رهان نمو الاقتصادات الحديثة، فهي لا تسهم فقط في تنشيط الاقتصاد الوطني، وإنما تعمّق مفهوم الاقتصاد المجتمعي المستدام، بإسهاماتها في توفير الوظائف بالعديد من القطاعات التنموية، رغم أنها المؤسسات لا تحتاج لتمويلات ضخمة للعمل والتوسع.

وأضاف: ونحن نتحدث عن توسيع حقيقي لقاعدة اقتصادنا الوطني نأمل أن يعاد النظر في أدوار هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ بهدف تبسيط إجراءات الحصول على تمويل لتأسيس المشروعات، وتقديم مزيد من التسهيلات للشباب، والحد من العقوبات أو الغرامات وغيرها، التي تمثل عوامل تنفير.

تركز اللجنة الرئيسة لأعمال المنتدى لمحوري النقاش «الاستدامة المالية» و«توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني» على اعتبارهما جزءًا أساسيًا من خطط التعاطي مع التحولات التنظيمية، لما يوفرانه من فرص مواتية للمساعدة في زيادة الكفاءة التشغيلية، وتحسين الإنتاجية، وتنويع مصادر الإيرادات، واستكشاف أسواق جديدة، وتحسين إدارة المخاطر، وتعزيز القدرة التنافسية، وفق تخطيط مالي استراتيجي يأخذ بعين الاعتبار الأهداف المالية طويلة الأجل، وتحليل الوضع المالي الحالي وتكوين فهم دقيق له على مستوى: الإيرادات، والنفقات، والديون، والأصول، فضلًا عن تحديد أهداف مالية واضحة، تسهم في تطوير خطط العمل وفق مؤشرات واضحة، وإدارة التكاليف بكفاءة ومن ثم تحسين العمليات وتقليل الاعتماد على مصدر أحادي للدخل، وصولًا لتعزيز جاهزية منظومة القطاع المالي لاستيعاب التحولات القادمة في القطاعات الاستثمارية والاقتصادية، وجعلها ممكنًا رئيسًا لتحقيق مستهدفات «رؤية عُمان 2040»، ورفع معدل التنافسية والمشاركة في القطاع المالي الخاص، ودعمه لتوفير خيارات تمويلية مناسبة لمختلف الفئات المستهدفة.

رعى المنتدى معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، برعاية ذهبية من «كريدت عُمان»، وبتنظيم من جريدة الرؤية.

مقالات مشابهة

  • جابر يلتقي وفد رجال الأعمال وأصحاب المصانع بالمنطقة الصناعية بالخرطوم بحري
  • د. منجي على بدر يكتب: مصر وإسبانيا أرض التاريخ والحضارة والتعاون البناء
  • تفاهم بين «إيدج» والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لدفع التحوّل نحو الثورة الصناعية الرابعة
  • «إيدج» ووزارة الصناعة تدعمان التحوّل نحو الثورة الصناعية الرابعة
  • "الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة" و"ايدج" تدفعان التحوّل نحو الثورة الصناعية الرابعة
  • غرفة الصناعات الهندسية تبحث مع سفيرة مقدونيا سبل دعم الصناعة والتعاون المشترك
  • الكوني: ليبيا لها دور إقليمي ودولي في دعم التنمية الصناعية
  • وزارة “تخطيط حكومة الوحدة” تبحث التعاون مع المنظمة العربية للتنمية الصناعية
  • منتدى الرؤية الاقتصادي يناقش قضايا الاستدامة ومسارات التنويع الاقتصادي
  • وزير الزراعة يدعو رجال الأعمال للاستثمار في صناعة الأسمدة بمصر: لدينا فرص واعدة