هل تحققت نبوءة يحيى السنوار بعزل إسرائيل عن العالم؟
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
في عام 2022 خرج قائد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة يحيى السنوار في لقاء جماهيري عقب تنفيذ عملية سيف القدس، تحدث خلالها عن خطة الفصائل لعزل دولة الاحتلال الإسرائيلية عن العالم وإجبارها على تفكيك المستوطنات والاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدًا أن تلك العملية لن تزيد عن العام.
وبعد نحو أكثر من عام نفذت الفصائل عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، ومنذ ذلك الحين ويشهد قطاع غزة عدوان غير مسبوق، تزامن مع تعاطف شعبي دولي، وبعض الإجراءات التي اتخذتها مؤسسات دولية مرموقة، وإجراءات دولية ضد الاحتلال، فهل بدأت النبوءة تتحقق؟
مناقشة عقوبات على وزراء متطرفين في حكومة نتنياهووكان أحدث تلك الإجراءات هي مناقشة الاتحاد الأوروبي في جلسة خاصة خلال الساعات المقبلة، فرض عقوبات على اثنين من الوزراء المتطرفين في حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو.
والوزيران هما إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني وصاحب التصريحات الخاصة باقتحامات المسجد الأقصى وإقامة كنيس يهودي داخل باحة الحرم القدسي، أما الثاني فهو بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي والذي أصبح المسئول عن الضفة الغربية ويسعي لتوسيع رقعة الاستيطان على الأراضي الفلسطينية.
عقوبات على منظمة إسرائيليةوكشف موقع والا العبري نقلا عن مسئولين أمريكيين، أن واشنطن ستعلن عقوبات ضد منظمة هشومير يوش الإسرائيلية «هاشومير»، وذلك لأنها تدعم عنف المستوطنين بالضفة الغربية.
عقوبات ضد المستوطنينوفي قرار هو الأول من نوعه أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات ضد المستوطنين المتطرفين الذين ثبت إدانتهم في جرائم عنصرية ضد الفلسطينيين.
وفيما بعد أعلنت بريطانيا أيضا فرض العقوبات والتي طالت بعض المستوطنين، والذين وضعت أسمائهم على القائمة السوداء، أي أنهم يمنعون من دخول تلك البلاد.
مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغانتسولأول مرة في تاريخ دولة الاحتلال القصير، يسعى المدعي العام للمحكمة الجنائية كريم خان إلى إصدار مذاكرة عاجلة لإلقاء القبض على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقدم خان الأسبوع الماضي طلبا عاجلا لسرعة إصدار مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت والمسئولين عن الجرائم التي ترتكب في غزة.
هذه الأخبار تسببت في حالة رعب لنتنياهو، حتى أنه خلال سفره إلى الولايات المتحدة كان يفترض أن تهبط الطائرة في دولة أوروبية أولا كترانزيت إلا أنه رفض وأصر على أن تكون الرحلة مباشرة للولايات المتحدة، خوفًا من إلقاء القبض عليه.
حكم تاريخي برفض الاستيطانوفي يوليو الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية قراراها الاستشاري بخصوص الاستيطان الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية، والتي اعتبرتها انتهاك للقانون الدولي.
وعلى الرغم من أن قرار العدل الدولية غير ملزم بشأن شرعية الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية منذ 57 عاما، إلا أنه تأثيره على الرأي العام الدولي أكبر مما يتوقع الكثيرين، وفق ما نشرت صحيفة واينت العبرية.
وضع إسرائيل على القائمة السوداءوفي يونيو، فلأول مرة تدرج منظمة الأمم المتحدة، دولة الاحتلال الإسرائيلية على القائمة السوداء لارتكابها انتهاكات ضد حقوق الأطفال خلال النزاعات، وفق ما نقلت شبكة سي إن إن الأمريكية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن ما يحدث في غزة، هو أمر صادم وغير مقبول ولم أر هذا من قبل خلال خدمتي للأمين العام على مدار 24 عام.
عقوبات على كتيبة إسرائيليةوفي أبريل الماضي، أعلن البيت الأبيض عن دراسة إجراء هو الأول من نوعه بفرض عقوبات على كتيبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي وهي كتيبة نيتسح يهودا الإسرائيلية، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في الضفة الغربية وفق ما نشر موقع أكسيوس الأمريكي.
تسببت تلك الأخبار في أزمة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي حيث صرح الأول وقتها أن فرض عقوبة على كتيبة في الجيش الأمريكي هو قمة في السخافة والانحطاط الأخلاقي.
سحب استثمارات من إسرائيلوقبيل عملية طوفان الأقصى، كانت دولة الاحتلال الإسرائيلية تستعد لضخ استثمارات أجنبية في اقتصادها، إلا أنه بعد السابع من أكتوبر وبسبب الغضب الشعبي العالمي من دولة الاحتلال بات هذا الأمر صعبًا.
إذ أعلنت شركة إنتل العالمية لصناعة الرقائق والمعالجات، إلغاء العقود الموقعة مع دولة الاحتلال الإسرائيلية بقيمة 25 مليار دولار، وفق ما نشرت صحيفة يديعوت إحرونوت العبرية.
دول أوروبية تعترف بفلسطينوأعلنت عدة دول أوروبية أعترافها رسميًا بدولة فلسطين، بعد السابع من أكتوبر الماضي، وهي إسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفينيا، الأمر الذي قوبل بغضب كبير من كبار المسئولين في دولة الاحتلال إلى حد المطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية وزيادة رقعة الاستيطان.
وعلى الجانب الآخر أعلنت جزر المالديف منع دخول الإسرائيليين إليها وترحيل المتواجدين بها، اعتراضًا على ما يحدث في قطاع غزة، فضلا عن إعلان الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو وقف تصدير الفحم إلى دولة الاحتلال بسبب استمرار الحرب في غزة.
إسرائيل أمام المحكمة الجنائيةوفي إجراء لأول مرة يُتخذ رفعت جنوب إفريقيا دعوة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلية تتهمها فيها بارتكاب جرائم حرب وفصل عنصري، وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني أمام المحكمة الجنائية الدولية، وقد انضمت إليها العديد من الدول.
وقد أصدرت المحكمة حكما مبدئيا مطالبة الاحتلال بتقليل استهداف المدنيين قدر الإمكان، ولا تزال القضية محل تداول، حتى الآن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: يحيى السنوار الفصائل الفلسطينية طوفان الاقصى عزل اسرائيل نتنياهو جالانت دولة الاحتلال الإسرائیلیة عقوبات على قطاع غزة وفق ما
إقرأ أيضاً:
WP: عصابات السطو على المواد الإنسانية في غزة تعمل بمناطق السيطرة الإسرائيلية
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، أعدّته كلير باركر، ولافدي موريس، وهاجر حرب، ومريام بيرغر، وحازم بلوشة، قالوا فيه إنّه: "مع تصاعد أزمة الجوع في غزة تقوم عصابات النهب بسرقة معظم المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع".
وبحسب التقرير، الذي ترجمته "عربي21" فإن عصابات النهب تعمل بحرية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ وذلك نقلا عن عمال إغاثة ومسؤولين في المنظمات الإنسانية وشركات نقل وشهود عيان.
ونقلا عن المسؤولين، يضيف التقرير أنّ: "جرائم النهب أصبحت أكبر عائق أمام توزيع المساعدات في جنوب غزة، والذي لجأ إليه معظم سكان القطاع. وقام رجال عصابات بقتل وضرب واختطاف سائقي الشاحنات حول المعبر الرئيسي للمساعدات -كرم أبو سالم-، جنوب غزة، حسبما قال عمال إغاثة وشركات نقل.
وتابع: "يدير اللصوص عمليات تهريب السجائر، ولكنهم باتوا يسرقون الطعام والإمدادات الأخرى، وهم مرتبطون بعائلات محلية، كما يقول السكان. وتوصّلت مذكرة داخلية للأمم المتحدة، في الشهر الماضي، إلى أن "العصابات ربما انتفعت من تساهل إن لم يكن تسامحا إيجابيا" أو "حماية" من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأردف: "جاء في المذكرة أن زعيم عصابة أقام ما يشبه المجمع العسكري في منطقة "مقيدة" وتسيطر عليها القوات الإسرائيلية. وتقول منظمات الإغاثة إن السلطات الإسرائيلية رفضت معظم طلباتها باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل، بما في ذلك المناشدات بتوفير طرق أكثر أمنا وفتح المعابر والسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات".
ويقول عمال الإغاثة ومسؤولو الأمم المتحدة وعمال النقل وسائقو الشاحنات، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت على مرمى البصر من الهجمات، فشلت أيضا في التدخل في مناسبات عديدة أثناء استمرار عمليات النهب. وفي بيان للصحيفة، نفى جيش الاحتلال الإتّهامات قائلا بأنه اتّخذ إجراءات مضادة ضد جماعات النهب و"بتركيز على استهداف الإرهابيين وتجنّب حدوث ضرر جانبي لشاحنات الإغاثة وعناصر المجتمع الدولي".
وأشارت الصحيفة، إلى أنها لا تستطيع العمل في غزة بسبب حظر الاحتلال الإسرائيلي على الصحافة الدولية، إلا من يسمح لها بمرافقة جيش الاحتلال. ويقوم المراسلون والمشاركون، بمن فيهم صحافيون من غزّة بالحديث مع المواطنين والأطباء وعمال الإغاثة عبر الهاتف أو الرسائل النصية، ويتم التأكد من رواياتهم من خلال مصادر متعددة، مرئية وغيرها.
وفي آخر حادث، تعرضت 98 شاحنة من 109 شاحنات محمّلة بمساعدات من الأمم المتحدة من معبر كرم أبو سالم للنّهب، ليلة السبت، وذلك حسب وكالات الأمم المتحدة ورجل الأعمال من غزة، أدهم شحيبر، الذي كان له ثماني شاحنات في القافلة.
وقامت جماعات النهب بإطلاق النار على الشاحنات واحتجزت سائقا لعدة ساعات. وفي بيان من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنّ الهجوم قد أسفر عن: "إصابات للسائقين وضرر فادح للمركبة".
وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي المحتلة، مهند هادي، إن "غزة بالأساس فوضى، ولا يوجد أمن في أي مكان، ولأن إسرائيل هي القوة المحتلة؛ فإن هذه مسؤوليتهم وعليهم التأكد من حماية وتأمين المنطقة".
إلى ذلك، أجرت الصحيفة 20 مقابلة مع ممثلين لمنظمات دولية ورجال أعمال فلسطينيين على علاقة بنقل البضائع، وشهود عيان للهجمات على قوافل الإغاثة الإنسانية. وراجعت الصحيفة الكثير من الوثائق التابعة للأمم المتحدة ولم تنشر، وتركز على حجم النهب وتحدثت إلى قادة العصابات التي تعتقد منظمات الإغاثة أنهم وراء الهجمات.
وتعلق الصحيفة أنّ: "ما بدأ وكأنه ظاهرة عشوائية، يقوم من خلال مدنيون يائسون بسرقة الأغذية من الشاحنات تطوّر إلى تجارة للعصابات المنظمة، حسب قول جماعات الإغاثة. كما وأصبحت الجماعات المسؤولة أكثر عنفا وقوة. وقد فاقم ظهور جماعات النهب عمليات توفير الطعام ومواد التنظيف والأشياء الضرورية لفصل الشتاء البارد ولأكثر من مليوني شخصا".
وانخفضت المساعدات إلى القطاع في شهر تشرين الأول/ أكتوبر إلى أدنى مستوى لها منذ المراحل الأولى من الحرب، حتى مع مطالبة المسؤولين الأمريكيين، دولة الاحتلال الإسرائيلي، بزيادة المساعدات إلى القطاع أو أنها قد تتعرض لعقوبات ووقف الدعم العسكري الأمريكي.
وفي الوقت الذي يواجه فيه شمال غزة المجاعة، يعاني سكان القطاع كلهم من انعدام الأمن الغذائي. كما وجدت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة، هذا الشهر. وبرّرت إدارة الشؤون المدنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، القيود المفروضة على تدفق السلع بزعمها أن حماس تسرق المساعدات وتمنعها من الوصول إلى المدنيين.
وبينما تحثّ واشنطن، دولة الاحتلال الإسرائيلي، على السماح بدخول المزيد من الشاحنات إلى غزة، أصبح النهب هو العقبة الكبرى أمام توزيع المساعدات المحدودة التي تصل إلى غزة، حسب مسؤول أمريكي، مضيفا أن حماس ليست وراء الهجمات، وهو التقييم الذي وافق عليه أولئك الذين يعملون في الميدان. وقال مسؤول في منظمة دولية إنسانية بارزة: "لم نر أي تدخل مادي من حماس في أي مكان ببرامجنا، في الشمال أو الجنوب".
وتقول الصحيفة إنّ: "ظهور عصابات النهب مرتبط بحملات إسرائيل منذ شباط/ فبراير لاستهداف الشرطة المدنية في غزة التي كانت تحرس القوافل الإنسانية، ما أسهم في انهيار النظام والقانون في القطاع، حيث اعتبرت إسرائيل أي رجل أمن عنصرا في حماس".
وتابع التقرير أن هذا ما: "دفع المواطنين والمجرمين لسرقة الإمدادات، بشكل أبطأ الإمدادات. وفي البداية كان معظم المهاجمين للقوافل من الناس الجوعى الباحثين عن مواد لإطعام عائلاتهم". وفي أيار/ مايو سيطر الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح وأغلقه، بشكل خفّض من مستوى القوافل الإنسانية إلى القطاع.
وتم تحويل كل المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم الذي يتجه نحو جنوب غزة، وهي المنطقة التي لعبت فيها القبائل البدوية وعصابات الجريمة المنظمة دورا مهما. وبحلول الصيف، ازدهرت تجارة السجائر المهربة في السوق السوداء، التي حظرها الاحتلال الإسرائيلي من دخول غزة أثناء الحرب، حيث هاجمت عصابات الجريمة المنظمة الشاحنات بحثا عن السجائر.
وأصبح التبغ عملة صعبة، حسب رئيس مكتب غزة التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، جورجيوس بيتروبولوس، الذي قال إنّ: "علبة السجائر التي تحتوي على عشرين سيجارة تباع الآن بنحو 1,000 دولارا"، ووصفها بأنها "سرطان تسلل إلى سلسلة التوريد لدينا".
وأضاف: "السجائر التي كانت في الماضي مخبأة داخل المنتجات، يعثر عليها الآن داخل معلبات الطعام مما يعني أن التهريب يبدأ من المصانع. ويعتقد أن منشأ معظم المواد المهربة هو مصر. ويمر طريق التهريب عبر شبه صحراء سيناء حيث ترتبط القبائل السيناوية بقبائل غزة"، حسب قول منظمات الإغاثة ومدراء الشركات. ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، على طلب الصحيفة للتعليق.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم طلبوا من دولة الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة الحد من تهريب السجائر، أو السماح بدخولها بشكل قانوني، لتخفيف وباء النهب، بدون أي نتيجة. وظهر في مقطع فيديو صوره أحد العاملين في المجال الإنساني في حزيران/ يونيو، وشاركه مع صحيفة "واشنطن بوست" أربعة رجال كانوا واقفين أو جالسين على شاحنة مفتوحة، واستخدم أحدهم أداة حادة لفتح صندوق من مساعدات الأمم المتحدة، وقال العامل إنهم كانوا يبحثون عن السجائر.
وتضيف الصحيفة إن الاحتلال الإسرائيلي أوقف خطوط الإمدادات التجارية لغزة في الشهر الماضي، بذريعة أن المسلحين يستفيدون من التجارة، فيما انخفض عدد الشاحنات الإنسانية إلى القطاع ولمستويات متدنية جدا.
وبحسب العرض الذي قدمه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لمجموعة تضم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والدول المانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة، فقد سرق ما يقرب من نصف المساعدات الغذائية التي نقلها برنامج الغذاء العالمي على طول طريق جنوب غزة، والتي تقلّصت بالفعل.
وقال أحد عمال الإغاثة الدوليين إن العصابات اعتادت التخلص من المساعدات على الطريق حتى يتمكن المدنيون من التقاطها، بعد العثور على السجائر المخبأة. وأضافوا الآن "في كثير من الحالات، يقومون باختطاف الشاحنة بأكملها ونقلها إلى مستودع" لإعادة بيع المواد الغذائية والسلع الأخرى بأسعار باهظة في السوق السوداء.
وتساءلت الصحيفة عن الجهة أو الجهات التي تستفيد من المواد المسروقة، مشيرة إلى اتهامات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة لحماس بأنها المستفيد الأخير، لكنهم اعترفوا في الأسبوع الماضي أن عائلات الجريمة المنظمة هي المسؤولة عن النهب.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحافيين في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر: "بعض جماعات النهب مرتبطة بحماس وأخرى غير مرتبطة". وقال ناهض الشحبير، شقيق أدهم والذي يدير شركة نقل خاصة إنّ: "الرجل المسؤول عن عمليات النهب، أمضى فترة في سجون حماس بتهم جنائية".
وفي المذكرة الداخلية للأمم المتحدة التي حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" فإن الرجل المسؤول هو ياسر أبو شباب، من قبيلة الترابين التي تعيش في جنوب غزة وصحراء النقب في دولة الاحتلال الإسرائيلي وشبه جزيرة سيناء المصرية. وهو "الطرف الرئيسي والأكثر نفوذا وراء عمليات النهب الممنهجة والواسعة" لقوافل المساعدات.
وقال ناهض شحيبر إنّ: "أبو شباب الذي يعمل انطلاقا من الجزء الشرقي من رفح، يقود مجموعة تتألف من نحو "100 بلطجيا" يهاجمون الشاحنات التي تحمل الغذاء وغيره من الإمدادات إلى غزة".
وقال إنه في إحدى الحوادث التي وقعت في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر، تعرّضت نحو 80 شاحنة مساعدات من أصل 100 شاحنة تابعة لشحيبر للهجوم وسرق رجال أبو شباب البضائع الموجودة بداخلها. وأضاف أن العصابة قتلت أربعة من سائقيه منذ أيار/ مايو، وكان آخرهم في هجوم في 15 تشرين الأول/ أكتوبر. وقال شحيبر إن سائقا آخر تعرض للهجوم الشهر الماضي، لا يزال في المستشفى مصابا بكسر في الذراعين والساقين.
واتّصلت صحيفة "واشنطن بوست" بأبو شباب، زعيم العصابة المزعوم، عبر الهاتف هذا الشهر. وقد نفى أن يحمل رجاله أسلحة أو يهاجمون السائقين. وبينما اعترف بأنه وأقاربه "يأخذون من الشاحنات"، أصرّ على أنهم لا يلمسون "الطعام أو الخيام أو الإمدادات الخاصة بالأطفال". ولم ترد إسرائيل على أسئلة من صحيفة "واشنطن بوست" حول أبو شباب وأنشطته الإجرامية المزعومة.