الثورة نت:
2024-09-14@04:48:53 GMT

الثقافة القرآنية وثقافة غرس الأشجار

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

 

الحمد لله على نعمة الأمطار التي تهطل على بلدنا منذ أيام والذي لم يشهدها اليمن منذ عقود عجاف ولا بد من العمل على الاستفادة منها وأتمنى لو تقوم الجهات المسؤولة ببناء حاجز بحيرة كبيرة في منطقة الخارد باحب، لربما عاد نهر الخارد العظيم الذي كان موجودا ويصب في وادي حضرموت .

نريد أن نفهم جميعا كمجتمع رسمي وغير رسمي، هل ثقافة غرس الأشجار وزرع الأزهار من الأمور التي إهتمّ بها الله عز وجل والأنبياء وأعلام الهدى عليهم صلوات الله أم لا؟

عندما نراجع الآيات القرآنية، نرى أن في بعض الآيات، إشارة إلى الأشجار والزرع والأزهار والله أحصى الأشجار والزرع والأزهار في ضمن الآيات الدالة على التوحيد والتي يجب على الناس التأمل فيها والتدبر حولها.

الأشجار مظاهر قدرة الله ومظاهر لقدرة الله سبحانه وتعالى. حيث يقول الله عز وجل (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَکُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا کَانَ لَکُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ یَعْدِلُونَ.

وفي الآية الأخرى، يجعل الأشجار علامات دالة على حكمة الله وقدرته سبحانه وتعالى حيث قال (یُنبِتُ لَکُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّیْتُونَ وَالنَّخِیلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن کُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِی ذَلِکَ لآیَةً لِّقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ).

التأمل في الأشجار

وفي الآية الأخرى يحث العباد على التأمل والتدبر في الأشجار والأزهار والزرع ويقول (أَفَرَءَیْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّ ارِعُونَ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ‏ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ‏).

وأيضا يعبر القرآن عن الأشجار والفواكه بالنعم التي يجب على العباد شكر الله عليها، فقال (فَلْینظُرِ الإِنسَانُ إِلَی طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا، فَأَنبَتْنَا فِیهَا حَبًّا، وَعِنَبًا وَقَضْبًا، وَزَیتُونًا وَنَخْلاً، وَحَدَائِقَ غُلْباً، وَفَاکهَةً وَأَبًّا، مَّتَاعًا لَّکمْ ولأنْعَامِکم).

فعلى هذا نرى أن الله سبحانه وتعالى أعطى أهمية كثيرة للأشجار والفواكه والأزهار والنباتات بشكل عام وجعلها عبرة ونعمة وعلامة وسبباً للتدبر والتأمل، فغرس الأشجار والأزهار وزرع النباتات يكون مطلوبا لله سبحانه وتعالى.

الروايات عن ترغيب الاسلام بغرس الأشجار كثيرة

والملفت للنظر أن الحث على غرس الأشجار كان موجودا من زمن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأن النبي كان يحث ويشجع أصحابه على غرس الأشجار وعدم قطعها، ومن الأحاديث الواردة في هذا المجال والدالة على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حث على غرس الأشجار في حديث بليغ إذ يقول: “إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها”.

واعتبر رسول الله غرس الأشجار صدقة جارية إذ يقول: “سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علّم علماً، أو كرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس شجرة، أو بنى مسجداً، أو ورّث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته”.

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كانت له صدقة).

وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله قال (من غرس غرسا فأثمر، أعطاه الله من الأجر قدر ما يخرج من الثمرة).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله (من بنى بنيانا بغير ظلم ولا اعتداء، أو غرس غرسا بغير ظلم ولا اعتداء، كان له أجر جار ما انتفع به أحد من خلق الرحمن).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (ما من رجل غرس غرسا إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس).

أمير المؤمنين علي -عليه السلام- مازالت آثار غرسه إلى يومنا هذا المعروفة ببساتين آبار علي في المدينة المنورة وغيرها من الأماكن، حيث مع أعماله الكثيرة في زمن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده، لم يترك الزراعة وغرس الأشجار، بل لم يزل يغرس الأشجار ويزرع النباتات، فقد روي أن أمير المؤمنين -عليه السلام- لما كان يفرغ من الجهاد يتفرغ لتعليم الناس والقضاء بينهم، فإذا فرغ من ذلك اشتغل في حائط له يعمل فيه بيديه وهو مع ذلك ذاكر الله تعالى.

وعن الإمام الصادق -عليه السلام- قال كان أمير المؤمنين -عليه السلام- يضرب بالمر، ويستخرج الأرضين، وكان رسول الله يمص النوى بفيه فيغرسه فيطلع من ساعته، وإن أمير المؤمنين أعتق ألف مملوك من ماله وكدّ يده).

وروي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام (إِنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عليه السلام كَانَ يَخْرُجُ وَمَعَهُ أَحْمَالُ النَّوَى، فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا الحَسَنِ! مَا هَذَا مَعَكَ؟ فَيَقُولُ: نَخْلٌ، إِنْ شَاءَ اللهُ، فَيَغْرِسُهُ فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهُ وَاحِدَة).

بفضل الله تعالى وبقيادة قائد الثورة الحكيم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، سيعود اليمن السعيد وخاصة بعد تحرك عجلة التغيير الجذري التي ستشمل كل الجوانب وعلى رأسها القوة العسكرية والأمنية والاهتمام بالزراعة وعملية التشجير .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ميلاد الرحمة والإصلاح

مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ميلاد الرحمة والإصلاح، في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري، يحتفل المسلمون بذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء ليكون رحمة للعالمين ومصلحًا للبشرية. 

تعتبر هذه المناسبة فرصة للتفكر في الأثر العميق الذي أحدثته رسالة النبي في تغيير المفاهيم الاجتماعية والدينية، وإلهام الأجيال بالقيم الإنسانية الرفيعة.

 ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل كان بداية لمرحلة جديدة من الإصلاح والرقي الروحي، والذي استمر ليشكل حياة الملايين حول العالم.

الخلفية التاريخية لميلاد النبي

عاش العرب في فترة قبل الإسلام في مجتمع متسم بالجهل والتخلف، حيث كانت سائدة قيم الظلم والتمييز والجاهلية. 

مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ميلاد الرحمة والإصلاح

جاء ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا السياق، ليكون شعاعًا من النور يضيء طريق البشرية نحو الهدى.

 كان ميلاده في مكة المكرمة، التي كانت تعتبر مركزًا هامًا للعبادة والأنشطة التجارية في ذلك الوقت، لكن تعاليم النبي أحدثت تحولًا جوهريًا في كل جوانب الحياة.

 رسالة النبي وأثرها على المجتمع

حملت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعوة للتوحيد، وإصلاح الأخلاق، وتعزيز قيم العدالة والمساواة. 

من خلال تعاليمه، تعلم المسلمون كيف يتعاملون مع الآخرين برحمة وكرم، وأصبحت هذه القيم أساسًا لبناء مجتمع أكثر تسامحًا وإنسانية. 

كانت الرسالة النبوية شاملة، تضمنت توجيهات حول حقوق الأفراد، وسبل التعامل مع الفقر، وأهمية العدالة الاجتماعية.

المولد النبوي الشريف  كيفية إحياء ذكرى مولد النبي

في ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يقوم المسلمون بعدة أنشطة تعبيرًا عن محبتهم للنبي وتقديرهم لرسالته. تشمل هذه الأنشطة:

مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ميلاد الرحمة والإصلاح

- **إقامة المحاضرات والمجالس الدينية**: حيث يتم تلاوة القرآن الكريم وذكر سيرة النبي وأخلاقه.
- **الاحتفالات المجتمعية**: مثل إنشاد الأناشيد والمدائح النبوية التي تمجد النبي وتعزز من قيمه.
- **الأعمال الخيرية**: تقديم الطعام والمساعدات للفقراء والمحتاجين، تجسيدًا لمبادئ العطاء والرحمة التي دعا إليها النبي.

أهمية التأمل في سيرته

تُعد سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مصدر إلهام للمسلمين في حياتهم اليومية، حيث توفر دروسًا قيمة حول كيفية التصرف بإنسانية وأخلاق عالية.

 من خلال التأمل في حياته وتعاليمه، يمكن للأفراد والمجتمعات أن يتعلموا كيفية التغلب على التحديات، وتعزيز قيم التعاون والتسامح، والعمل نحو تحقيق العدالة.

مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إشراقة الأمل في تاريخ الإنسانية

ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو ذكرى تتجاوز كونها حدثًا تاريخيًا لتصبح رمزًا للإصلاح والرحمة التي غيّرت وجه البشرية.

 من خلال إحياء هذه المناسبة، يتجدد في النفوس الإيمان بقيم النبي وتعاليمه، ويُعزز التزام المجتمع بالمبادئ الإنسانية الرفيعة التي حملها. 

إن الاحتفال بمولد النبي هو تذكير دائم بأهمية العمل على تحقيق السلام، والعدل، والرحمة في حياتنا اليومية.

مقالات مشابهة

  • الشباب في الهدي النبوي الشريف
  • حكم احتفال المسلم بيوم ميلاده.. الإفتاء تجيب
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • أحمد عمر هاشم: حظيت برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام
  • فضائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • بن حبتور
  • مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ميلاد الرحمة والإصلاح
  • نعمةُ المولد النبوي من منطلق الثقافة القرآنية
  • أبرز الفعاليات التي تُقام في الدول المختلفة للاحتفال بمولد النبي عليه السلام
  • طقوس وممارسات الاحتفال بمولد النبي عليه السلام