مجلة أمريكية: سياسة بايدن فشلت في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
الثورة / متابعات
نشرت مجلة” ناشونال ريفيو” ” الأمريكية تقريرا تحت عنوان” سياسة الردع التي ينتهجها بايدن في البحر الأحمر فشلت” تحدثت فيه تداعيات إحراق القوات المسلحة اليمنية للسفينة اليونانية، وما تأثيرات ذلك على هيمنة أمريكا على الملاحة البحرية، مؤكدة أن عملية إحراق السفينة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، فما يشهده مضيق باب المندب يشكل كارثة ذات أهمية أكبر بكثير من مجرد إحراق ناقلة النفط، لأنه مؤشر أن شمس أمريكا قد يغرب زمن التفوق الأمريكي والهيمنة على أمن خطوط الإمداد البحري كون هذا التفوق هو من ضمن للولايات المتحدة الرخاء لمدة 200 عام.
وأبدى كاتب التقرير اندهاشه بكون الرئيس الأمريكي وإدارته ليسوا منزعجين بشكل ملحوظ من الحقيقة على الأرض والمتمثلة بأن ”الحوثيين” تمكنوا من تهديد أحد طرق الشحن البحري الرئيسة في العام ، وكذلك بعد أن أصبح الوصول إلى قناة السويس دون التعرض لانتكاسة كارثية من قبل القوات البحرية المتحالفة وعلاوة على ذلك استمرار الوضع الهش وغير المعقول لمدة عامل كامل تقريبا.
تقرير المجلة، أوضح أنه لا يقصد الإساءة لأفراد البحرية الأمريكية الذين خاضوا أطول فترات القتال منذ الحرب العالمية الثانية ولكن القصد أن هناك ”فشل تام للسياسة والاستراتيجية الأمريكية على أعلى مستوى”.
الصحيفة زعمت أن الولايات المتحدة تمكنت من منذ السابع من أكتوبر2023م، من إسقاط مئات الطائرات بدون طيار والقذائف التي أطلقت من اليمن وتم استهداف منصات إطلاق ومراكز لوجستية وتم استخدام أكثر الذخائر الموجهة تقدما، وهذا يثبت التفوق التكنولوجي الأمريكي، لكن ما لم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيقه هو إقناع “الحوثيين” بأن إطلاق النار على السفن الحربية الأمريكية والسفن التجارية الصديقة التي تمر في المياه الدولية هي فكرة سيئة. وأضافت:” لقد فشلنا في ردع الحوثيين”.
الصحيفة أكدت أن الاعتماد على السياسة الأمريكية الحالية القائمة على استهداف الخلدات جوا وبحرا يمكن أن يمثل حلا لمشكلة بالغلة الخطورة، مؤكدة أن من يعتمد على هذه الخطة فإن عليه الاستعداد للتنازل عن حرية المرور عبر قناة السويس والبحر الأحمر لأهواء” الحوثيين”، وأضافت: ” حسناً.. نحن نعيش هذه اللحظة “.
وتساءلت الصحيفة عن الدروس التي تعلمها خصوم أمريكا في إيران والصين من فشل الاستراتيجية الأمريكية عند نقطة الاختناق في البحر الأحمر وخليج عدن وكيف سيترجمون عجز البحرية الأمريكية عن إيقاف استهداف” الحوثيين” للسفن الأمريكية والسفن التجارية في حال اندلع إطلاق النار بلا هوادة على الأمريكيين في مضيق هرمز؟ أو إقدام الصين على حصار مضيق تايوان؟.. مشددة أن على الأمريكيين ألا يخطئوا في الحسابات فأعداء أمريكا ليسوا أصدقاء للقوة البحرية الأمريكية، بل هم يتلذذون بفكرة كسرها فهل أمريكا ملتزمة بالتفوق البحري الأمريكي؟”
وخلصت الصحيفة إلى أن المشكلة في البحر الأحمر، لا ينفع معها حتى الذخائر المتقدمة والبنية الأساسية للاستخبارات ومنصات التسليم عالية التقنية، مشيرة إلى ضرورة الحملة العسكرية طويلة الأمد لمواجهة وتحييد عدو مصمم يرغب في ممارسة النفوذ على نقاط الاختناق الساحلية الاستراتيجية، واستبعدت الصحيفة رغبة الشعب الأمريكي في إرسال مشاة البحرية إلى اليمن مهما كانت مزايا هذه الفكرة ، كما أن الصحيفة أكدت عدم التعويل على حلفاء واشنطن في شبه الجزيرة العربية ــالسعوديين، والعمانيين، والإماراتيين ــ أو قوى أخرى في المنطقة مثل المصريين بأن يقدموا أي مساعدة على الإطلاق.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هزيمـة أمريكا في البحار وخسارتُها أمام اليمن
فاطمـة الــراشدي
على مر كُـلّ السنوات الماضية، كانت أمريكا وما زالت تسعى للسيطرة على اليمن نظرًا؛ لأهميّة موقعها الاستراتيجي التي تتمتع به، وامتلاكها لباب المندب الذي يعد من أهم الممرات البحرية في العالم.
زجت أمريكا العديد من الدول العربية، لخوض حرب مع اليمن لتحقيق مصالحها وأهدافها، بينما هي تقف في الخلف دون التدخل المباشر، مكتفية بعملائها من دول الخليج لتنفيذ ما تريد من خطط لإخضاع اليمن، والهيمنة عليها بالكامل.
وفي العام 2015م قامت بشن عدوان عدائي على اليمن، بقيادة السعوديّة ودول الخليج، كان الغرض منه السيطرة على كُـلّ موانئ ومواقع اليمن المهمة كمواقع النفط والغاز وغيرها، لكنها فشلت، وباءت كُـلّ خططها ومؤامراتها بالفشل المحتوم، فقد لاقت في اليمن ما لاقت من مقاومة شرسة ترفض الذل والخنوع، طوال سنوات العدوان وفرض الحصار الشديد عليها.
وما زالت أمريكا تسعى إلى اليوم، للوصول إلى اليمن والتحكم بها قيادة ودولة وشعباً، وقد أنفقت عشرات المليارات وقدمت الكثير في سبيل الظفر بها والسيطرة عليها بالكامل.
وُصُـولًا إلى يومنا هذا وبعد عام على بدء عملية (طُـوفَان الأقصى)، والتي من خلالها أعلنت اليمن حظر كُـلّ موانئها وممراتها على السفن الإسرائيلية والأمريكية، ومنع أبحارها فيها بدايةً من البحر الأحمر ومضيق باب المندب، امتداداً ووُصُـولًا إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر العربي.
فرضت اليمن حصاراً خانقاً على سفن العدوّ الصهيوني والسفن الأمريكية، وكلّ سفينة متجاوزة لقرار الحظر متجهة إلى الأراضي المحتلّة من أي بلد كانت، فلا تمر سفينة متجاوزه لقرار الحظر إلا وتم قصفها وإغراقها حالًا، وإن لم تغرق أصبحت بلا فائدة وأضرارها كبيرة.
وعلى صدد هذا الحظر والحصار من قبل اليمن في البحر الأحمر وغيره، قامت أمريكا بتشكيل تحالف الغرض منه الردع لليمن لوقف حظرها في البحر وفك حصار السفن بزعمها، لكنها لاقت الرفض من قبل الكثير من الدول، التي تخاف على مصالحها من أن تطالها الصواريخ اليمنية، والتي باتت تشكل رعباً وقوة عظيمة، ولم يرض بتأييد القرار الأمريكي بالحرب على اليمن سواء بريطانيا، التي تحالفت مع أمريكا، وقامت بشن عدوان على اليمن، مستهدفة عدة مناطق في المحافظات اليمنية، ظنًا منهم أنهم بهذا العدوان، سيجعلون من اليمن تتراجع وتوقف ضرباتها على السفن الداعمة للكيان المحتلّ.
ورغم العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن وتهديداتهم، لم تتوقف اليمن عن عملياتها في البحار ولم تتراجع، بل زادت وتوسعت نصرة لفلسطين وردًا على القصف العدائي لليمن.
حاولت أمريكا بشتى الوسائل العبور من البحر الأحمر، دون التعرض للقصف من قبل القوات المسلحة اليمنية، وقد أرسلت العديد من المدمّـرات الأمريكية والحاملات لحماية سفنها، ولكنها كلها تعرضت للقصف بالصواريخ والمسيّرات اليمنية، وكان آخرها إرسال مدمّـرة “إبراهام” التي قصفتها القوات المسلحة في البحر العربي، الثلاثاء الماضي؛ والتي كانت تُحظر وتعد لشن عدوان على اليمن، بالتزامن مع قصف مدمّـرتين في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة.
أخيرًا من خلال كُـلّ هذه الأحداث، يتضح لنا فشل وهزيمة أمريكا، بفرض هيمنتها على اليمن والسيطرة عليها، وعدم قدرتها على حماية سفنها من الصواريخ اليمنية، وتلقيها العديد من الهزائم في البحر الأحمر، فقد نكلت اليمن بها وبسفنها منذ فرضها الحصار على السفن الداعمة لـ “إسرائيل”.
خسرت أمريكا الكثير من السفن والمدمّـرات في سبيل المرور من مضيق باب المندب إلى الأراضي المحتلّة، خابت وفشلت وتلقت هزائم نكراء، واتّضح لنا بأنها ليست سوى “قشـة” كما وصفها السيد القائد.