خبراء يجيبون لـ «الفجر»: زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى القاهرة تساعد في زيادة التعاون السياسي والاقتصادي
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تأتي زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى القاهرة كحدث هام يحمل في طياته دلالات سياسية واقتصادية متعددة، هذه الزيارة تأتي في وقت حساس تعكس فيه الدول العربية اهتمامًا متزايدًا بتعزيز التعاون الثنائي لمواجهة التحديات الإقليمية.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية التنسيق المصري العراقي، الذي يتسم بتوافق الرؤى حول قضايا محورية، مثل عودة النازحين، ووقف إطلاق النار، وتعزيز التعاون الاقتصادي.
أهمية سياسية كبيرة
قال هادي جلو مرعي، المحلل السياسي العراقي، إن الزيارة الأخيرة للرئيس الوزراء العراقي إلى القاهرة تحمل أهمية كبيرة نظرًا لتطورات الأوضاع في المنطقة، وخاصة الأحداث في غزة.
وأضاف «مرعي» في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن الموقفين العراقي والمصري متقاربان للغاية فيما يتعلق بضرورة عودة النازحين، ووقف إطلاق النار، وتأمين المساعدات الإنسانية، وأيضًا توحيد الصف العربي تجاه هذه القضية، على الرغم من أن هذا الموقف العربي يُعد ضعيفًا في الوقت الحالي.
وأشار مرعي إلى أن الموقف المصري يُعتبر متميزًا ومتفردًا حتى اللحظة، حيث يُظهر قدرًا كبيرًا من العقلانية ولا يُحابي إسرائيل أو الغرب، وبدلًا من ذلك، يعتمد على استراتيجية ثابتة تأخذ بعين الاعتبار وضع مصر الإقليمي والدولي. ولفت إلى أن مصر تتصرف بحكمة وروية، مدركة أن إسرائيل قد ترغب في إبقاء الموقف العربي ضعيفًا.
كما لفت المحلل السياسي العراقي، إلى أهمية التعاون الاقتصادي بين العراق ومصر في هذه المرحلة.
الأهمية الاقتصادية
أوضح الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي، تسهم في تعزيز العلاقات والتعاون الاقتصادي والسياسي بين الدولتين، خاصة مع حرص دولة العراق على الاستفادة من خبرات مصر في إعادة إعمار العراق، وامتلاك مصر الكثير من الشركات العملاقة في مجال الإعمار وعملت في العديد من الدول العربية والإفريقية.
أضاف «غراب» في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن مصر والعراق تربطهما علاقات تاريخية قوية ومتينة، وزيارة الشياع لمصر تفتح المزيد من آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين مصر والعراق، خاصة مع ما تمتلكه مصر من مشروعات قومية عملاقة ومناخ جاذب للاستثمارات الأجنبية، هذا بالإضافة لدور مصر الريادي والقيادي بالشرق الأوسط وإفريقيا وثقلها على الساحة الدولية، وأن هذه الزيارة تمثل انطلاقة جديدة في التعاون والعلاقات بين الدولتين.
وأشار غراب، إلى أن زيارة الشياع لمصر جاءت في توقيت مناسب لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع مصر خاصة مع ما يتمتع به الاقتصاد المصري من قوة وصلابة استطاع أن يصمد أمام كافة الأزمات الاقتصادية العالمية والجوائح وحقق نجاحات عديدة في كافة المؤشرات الاقتصادية وحقق معدلات نمو موجبة، موضحًا أن الزيارة تسهم في رفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين، إضافة إلى سعي بغداد لمشاركة الشركات المصرية في زيادة استثماراتها في إعادة إعمار العراق، خاصة مع الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها مصر والشركات المصرية ونجاحها في تنفيذ المشروعات العملاقة كمشروع العاصمة الإدارية وغيرها، إضافة لسعي العراق إلى إحداث شراكة مع مصر في مشروعات الكهرباء والصحة والبنية التحتية والصناعة.
اختتم الخبير الاقتصادي، أن حجم التبادل التجاري بين مصر والعراق لازال صغيرا رغم أن حجم السوق العراقية كبيرة ومفتوحة أمام المنتج المصري، فقد وصل حجم الصادرات المصرية للعراق لنحو 308 ملايين و553 ألف دولار في الفترة من يناير وحتى مايو الماضي، فيما بلغت واردات مصر من العراق نحو 4 ملايين و105 آلاف دولار في الـ5 أشهر الأولى من العام الجاري، متوقعا زيادة في حجم الصادرات المصرية خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى أن العراق تريد أن تستفيد من تجربة النجاح المصرية في مجالات البنية التحتية والطاقة الكهربائية وتحقيق التنمية المستدامة والمشروعات القومية ونقلها للعراق.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رئيس الوزراء العراقي السيسي الرئيس عبدالفتاح السيسي محمد شياع السوداني
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: عدد المصانع في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تضاعف خلال 3 سنوات ووصل 130 مصنعا وهناك 120 تحت الإنشاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، استهله بالترحيب بالسادة الصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر، وموجهاً التهنئة للشعب المصري بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، داعياً المولي أن يُتم هذا الشهر علينا بالخير واليمن والبركات.
وبدأ الدكتور مصطفى مدبولي حديثه بالإشارة إلى أبرز الأنشطة التي شهدها هذا الأسبوع، وحالة الزخم الكبير التي نعيشها، مع عقد القمة العربية الاستثنائية أمس، التى نظمتها الدولة المصرية من أجل فلسطين، واعلان خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، قائلاً: مثلما تابعتم جميعاً، بفضل الله كان هناك إجماع كامل حول القرارات التي تم إقرارها بالقمة، وعلى رأسها تبني مجموعة الدول العربية لخطة إعادة إعمار غزة والتعافي المبكر التي عملت عليها مصر بالتعاون مع دولة فلسطين.
وفي هذا السياق أضاف الدكتور مصطفى مدبولي: هذا الملف كنا مكلفين به ونتابعه بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية، وبفضل الله قمنا بالاستعانة فيه بجميع الدراسات التي أمدتنا بها السلطة الفلسطينية؛ سواء كانت دراسات دولية أو محلية، كما استعنا بالجامعات وبالمكاتب الاستشارية، بالإضافة إلى الشق المؤسسي والسياسي والأمني، ولذا فقد خرجت الدراسة بصورة متكاملة، كما كان هناك زيارة قبيل انعقاد القمة لرئيس وزراء دولة فلسطين، حيث تناقشنا وعرضنا عليه ملامح الخطة بالكامل في صورتها النهائية.
واستكمل رئيس الوزراء حديثه حول هذا الشأن قائلا: كانت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال القمة أمس، كلمة تاريخية بكل المقاييس، والتي تؤكد ثوابت الموقف المصري والدعم الكامل لدولة فلسطين، وكان هناك إشادة كاملة بالموقف المصري والعربي في تبني الخطة الواضحة لعملية إعادة الإعمار دون تهجير لأهالينا في قطاع غزة، كما استمعتم لكلمات كل من السيد الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس المجلس الأوروبي، ورئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس أنجولا، وكل المؤسسات الدولية التي حضرت القمة، حيث كان هناك إجماع على تبني نهج إعادة الإعمار دون تهجير أهالي قطاع غزة.
وأضاف: كل ما يهمنا في هذا الصدد، وفقاً لما أكدته قرارات القمة وكلمة الرئيس، أنه لن يكون هناك استقرار في منطقة الشرق الأوسط بدون الحل الدائم والعادل للقضية الفلسطينية، والمبني على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المحاولات والحلول الأخرى لن تكون أكثر من مهدئات أو حلول مؤقتة، وسيستمر الاضطراب وعدم الاستقرار بدون تبني الحل الشامل والدائم والعادل للقضية الفلسطينية.
وفي الإطار نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أن هناك إدراكا دوليا لهذا الملف، وهناك زخم كبير في هذا الأمر، موضحاً أن مقررات القمة العربية غير العادية التي عقدت أمس، هي بداية، مؤكداً ضرورة قيام مختلف الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بالعمل على ترجمة هذه القرارات إلى خطوات تنفيذية خلال الفترة القادمة، لافتا إلى الإعلان عن انعقاد مؤتمر لعملية إعادة الإعمار خلال الشهر القادم، حيث سيتم استعراض مختلف الملفات الخاصة بإعادة الإعمار بشكل تفصيلي؛ سواء ما يتعلق بالخطط التنفيذية، أو التمويل المطلوب لتنفيذ تلك الخطط.
من جهة اخرى، أشار رئيس الوزراء إلى لقائه بمفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون المتوسط، وما تم التوافق عليه من خطوات لتفعيل الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، منوها إلى ما تم توقيعه على هامش تلك الزيارة، من تمويل ميسر يتيح 90 مليون يورو من البنك الأوروبي لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية، وهو ما يأتي في إطار جهود الدولة المصرية لإتاحة وتوفير مختلف السلع الاستراتيجية اللازمة خلال الفترة القادمة.
ونوه رئيس الوزراء، خلال حديثه، إلى العديد من الأخبار والمؤشرات الإيجابية التي تتعلق بالاقتصاد المصري، لافتا إلى أنه للشهر الثاني على التوالي يتجاوز مؤشر مدير المشتريات الـ 50 نقطة، وهو ما يعنى أن نظرة القطاع الخاص ومجتمع الأعمال في مصر، هي نظرة إيجابية للاقتصاد ونموه، وهو ما يعطي أيضا دفعة قوية للاستمرار في تنفيذ المزيد من الإصلاحات الاقتصادية.
وأضاف رئيس الوزراء: أعلن البنك المركزي أيضا عن ارتفاع صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي والبنوك المصرية، حيث أصبحت 8.7 مليار دولار في يناير 2025، وذلك مقارنة بسالب 29 منذ عام ، وهو ما يؤكد على الزيادة التي حدثت في هذا الشأن ووصلت إلى 37.8 مليار دولار خلال هذه الفترة بدءا من بداية إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي قامت الحكومة بها العام الماضي حتى الآن، حيث نشهد نموا وتحسنا بصورة كبيرة للغاية، وهذا رقم ليس بالقليل إذا أخدنا في اعتبارنا أن الزيادة التي شهدناها خلال شهر واحد تعتبر حوالي 60% في هذه الأصول، حيث كان هذا الرقم في شهر ديسمبر 5.2 مليار دولار، بينما كان في نهاية يناير 8.7 مليار دولار وهو ما يعطينا مؤشرات مهمة جدا.
وفيما يتعلق بارتفاع احتياطي النقد الأجنبي، فأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه وصل الآن 47.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة عن الشهر الذي سبقه تقدر بأكثر من 128 مليون دولار، وجميعها مؤشرات جيدة فيما يخص استقرار سعر الصرف، أو يمكن القول بشكل عام أن الأمور تسير بصورة جيدة جدا، من حيث تلبية جميع الاحتياجات، وذلك بالرغم من أن شهر رمضان المعظم يصاحبه زيادة في الاستهلاك وكذلك زيادة في الطلب على العملة الصعبة والسلع، إلا أن جميع الاحتياجات متاحة بصورة مستقرة.
وفي السياق نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تضع نصب أعينها تحقيق الهدف الذي وضعه لنا فخامة السيد الرئيس فيما يتعلق بإحداث نوع من التوازن بين إيراداتنا ومواردنا من العملة الصعبة في مقابل مصروفاتنا كدولة، وأن نصل إلى تحقيق فائض أيضا، لافتا في هذا الصدد إلى أن محافظ البنك المركزي يرسل تقريرا كل أسبوعين حول موارد واستخدامات العملة الصعبة، حيث يكون هذا الأمر محل النقاش في اللقاءات الثنائية مع سيادته، مضيفا أن آخر أسبوعين كانت الموارد من العملة الأجنبية تعادل تماما المصروفات في نفس الفترة، وهو ما يشير إلى أننا كدولة نسير وفق مسار صحيح بالرغم من جميع التحديات، حيث أصبح هناك شبه توازن بين الموارد والاستخدامات من العملة الصعبة، ونحن نستهدف خلال الفترة المقبلة ليس فقط ذلك، ولكن ان نحقق فائضا في هذا الاتجاه لكي ندعم قوة ومكانة الاقتصاد المصري، وذلك من خلال تركيزنا على القطاعات الرئيسية التي نعول عليها خلال المرحلة الحالية، وهي قطاعات الصناعة، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، وهي قطاعات تم ترجمتها في لجان استشارية ومجموعات وزارية جميعها نعمل عليها بالفعل.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الزيارة التي قام بها يوم الخميس الماضي للمنطقة الاقتصادية بالسخنة، والتي شهدت افتتاح 11 مصنعا كبيرا، مُدليا بأرقام تشير إلى التطور الذي تشهده المنطقة الاقتصادية؛ فمنذ بضع سنوات كان عدد المصانع القائمة في المنطقة الاقتصادية 65 مصنعا، وصلت أعدادها حاليا إلى 130 مصنعا، أي ضعف العدد خلال فترة زمنية تبلغ 3 سنوات، بل الأهم من ذلك أن هناك 120 مصنعا تحت الإنشاء سيتم الانتهاء منها خلال هذا العام، أو العام المقبل على أقصى تقدير.
كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي، أنه في أثناء زيارته للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تفقد مصنعين متخصصين في إنتاج الألواح الشمسية، والتي تُعد من الصناعات المهمة للغاية، منوهًا إلى تأكيد رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس أنه بنهاية العام الجاري 2025 سيكون لدى مصر القدرة للإنتاج الكامل لجميع مكونات الألواح الشمسية وهو ما يتماشى مع خطة ورؤية مصر لعام 2030 بأن تمثل الطاقة النظيفة نسبة 42% من إجمالي إنتاج الطاقة المُنتجة في مصر.
وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أحد الأخبار المهمة المرتبطة بقطاع البترول، الذي يأتي بالتوازي مع جهود العمل على استدامة سداد الالتزامات مع شركات البترول، هو أن هناك حقلا جديدا ظهر في نفس منطقة حقل كينج مريوط، هذا الحقل اسمه "الفيوم 5"، حيث ظهرت بوادر استكشاف جيدة واحتياطيات جيدة من الزيت والغاز، وهذه كلها أخبار إيجابية مطمئنة لنا كدولة تؤكد أننا نتحرك في الاتجاه السليم في هذا الصدد، وأن هناك تعافيا سريعا في هذا القطاع، وسنشهد نتائجه الإيجابية مع نهاية عام 2025 وبداية عام 2026.
ونوه رئيس الوزراء أيضا إلى أنه يقوم حاليًا مع وزيرى التخطيط والمالية بمناقشة الخطة الجديدة للعام المالي المقبل 2025-2026، وسيتم الإعلان عن تفاصيل هذه الخطة خلال الفترة المقبلة، مضيفا: الشيء الأهم هو أن قطاعي الصحة والتعليم يستحوذان على النصيب الأكبر خلال الفترة المقبلة.