د.حماد عبدالله يكتب: خواطر من الزمن الجميل !!
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
يعتريني في كثير من الأوقات وربما كثيرين غيري ممن هم في عمري، هذا الإحساس الذي يتطرق كثيرًا إلي مشاعري، ويشدني إلي الكتابه عنه، (الحنين إلي الماضي)، أحداثًا، وتاريخًا، بل وإيضًا جغرافيًا !!
ولعل هذا الأحساس الذي يشمل تفسيره الأحداث، والتي نطلق عليها في بعض الأحيان بأحداث الزمن الجميل، " فنًا وأدبًا وسلوك إجتماعي، أما التاريخ فهو ما يجعلنا نتعرض فيه إلي ما كان يحدث في الشارع المصري والحاره المصرية أمام أزمات عامة تمر بها بلادنا، أو أفراح يعيشها شعب مصر أثر، نجاحنا في تحقيق أهداف سعينا إليها من خلال مشروعات سياسية تبناها قادة الثورة المصرية وعلي رأسهم الراحل " جمال عبد الناصر " مثل تحرير الوطن من الإستعمار أو مشروع الإصلاح الزراعي أو بنائنا لمشروع السد العالي ( مشروع القرن ) أو مجانية التعليم التي سمحت لعامة شعب مصر بإلحاق أبنائه بمراحل التعليم المتوسط والعالي، والتي كانت من الصعوبة بمكان علي طبقات الشعب المحدودة الدخل تعليم أبنائها، لصعوبة تدبير مصروفات الدراسة.
ولعل التاريخ أيضًا، يذكرنا بأن أغلبية شعب مصر في هذه الحقبات من الزمن أواخر الأربعينيات والخمسينيات، كان ( الفقر والجهل والمرض ) هي السمات الثلاث التي قامت الثورة للقضاء عليهم، فغالبية المصريون يسيرون ( حفاه ) في الشارع، وهذا كان من المناظر المعتادة والطبيعية أن تجد أطفالًا بل رجالًا ونساء دون أحذية، في الشارع المصري، وكان أيضًا من المتسولون من يجمع ( سبارس ) أي (أعقاب السجائر) الملقاه في الشارع لكي يستخلصوا من تلك البقايا التباك ( الدخان ) لإعادة لفها وإعادة تدخينها، هذه بعض الملامح للفقر الذي كان يعتري المجتمع، وأيضًا في الجغرافيا، الحنين إلي شوارع وحوارى القاهرة فكنت أحد سكان (منيل الروضة )، منذ عام 1948، حيث إنتقلت أسرتي من حي السيدة زينب ( حيث ولدتُ ) !!للإقامة في شارع الغمراوي، وهو الشارع الشهير بالسوق المركزي لجزيرة منيل الروضة في هذا الوقت وربما حتي اليوم !!
وكانت جزيرة منيل الروضه تتميز بقلة سكانها، حيث يقع مستشفي القصر العيني علي رأس الجزيرة " وقصر الأمير محمد علي "، وكانت المنطقة المكدسه بالسكان والمعروفة بالمنيل القديم، ثم محطة الهلباوي، ومحطة الغمراوي ومحطة الباشا، ويقسم الجزيرة شارع منيل الروضة، وكان " بحي المنيل " أربعة دور سينما صيفي شهيرة ( سينما جرين )، و ( سينما الروضة ) في شارع المنيل متواجهين، يلجأ إليها الشباب والسكان وربما إشتهرت (سينما الروضة ) بحادثة شهيرة، حينما أشيع عن أن المقدم " محمد أنور السادات " إصطحب زوجته السيده " جيهان السادات " (وهم من سكان الروضة إلي سينما الروضة ليلة قيام ثورة 23 يوليو، وتشاجر مع أحد المشاهدين، لكي يثبت وجوده في دار السينما، لو قدر الله وفشلت الحركة !!
هكذا قيل أو أشيع عن الرجل !!
وإيضًا سينما " الجزيره "، حيث تقع علي ضفاف نهر النيل في شارع " عبد العزيز أل سعود "، أما السينما الأخيرة هي سينما "ميراندا" والمشهورة الأن بإسم " فاتن حمامه "، وهي سينما مغطاه، كانت هي ملجأ الشباب والأطفال وخاصة في الحفلات النهاريه،للهاربين من حضور الدروس في مدارسهم أو من الجامعه،
هذه المنطقة جغرافيًا، كانت تضم الطبقة الوسطي في مصر، وإيضًا طبقات محدودة الدخل،
حيث كان تنتشر فيها ( جزيرة منيل الروضة ) الأراضي الزراعية، وترتبط بالجيزة، بكوبري " عباس " الشهير بكوبري الجيزة والذي له تاريخ سياسي، حيث فتحه القلم السياسي سنة 1936، في حكومة ( صدقي باشا) علي شباب جامعة القاهرة المتظاهر بالمطالب بعودة " دستور 1923 ".
ويعود الحنين إلى شارع المنيل وكل النواصي التي كنا نقف مجموعات من الشباب فيها،حيث كنا نتمركز كمجموعتين إحداهما تفضل محطة الغمراوي أمام (عصير قصب منصور) وأخرين يفضلوا الناحية الأخري من الشارع عند(عصير قصب جرجس ) !!، وليس العملية مرتبطة بديانة كل من صاحب المحل، ولكن هكذا كانت !!
وهكذا الحنين إلي الماضي في بعض صوره أضعها أمامي وأمامكم لعل وعسي نتذكر شيئًا جميلًا في هذا الزمن... !!
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
"رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارتبط شهر رمضان بالعديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية والأعمال الدرامية، التى لا يمكن أن ننساها، ومحفورة فى وجداننا، وكان من الصعب قضاء اليوم بدونها، فرمضان يعنى النقشبندى، ورمضان يعنى الأذان بصوت محمد رفعت، ورمضان يعنى خواطر الشعراوى.
وتعد الروحانيات والطقوس الدينية من أهم سمات رمضان وقد حفرت البرامج الدينية ومقدموها من الشيوخ الأفاضل مواعيد ثابتة فى أذهان وقلوب المشاهدين، وتحول مع الوقت مشاهدتهم والاستماع لأصواتهم إلى صفة رمضانية انتقلت من جيل إلى جيل.
من أبرز البرامج التى من الممكن أن «تظبط ساعتك عليها» برنامج «خواطر الشعراوى» الذى يعرض على شاشة القناة الأولى وإذاعة القرآن الكريم، لإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.
عندما تشير عقارب الساعة إلى أنه يتبقى ٢٠ دقيقة فقط على أذان المغرب فى رمضان، نجد جميع الصائمين فى البيوت والمحلات والمقاهى والشوارع والشركات يلتفون حول «خواطر الشعراوى» يستمتعون بتفسير آيات القرآن الكريم، ليهون عليهم يوما كاملا من عناء ومشقة الصيام، ويروى الشعراوى بأسلوبه الجميل عطش الصائمين وبطريقته الساحرة البسيطة الجاذبة لكل الأعمار، ينصت إليه الجميع منتظرين أن يمضى الوقت لينطلق مدفع الإفطار.
وعاما بعد عام أصبح البرنامج من الوجبات الروحانية التى تلتف حوله الأسرة قبل الإفطار بثلث ساعة، ورغم رحيل الشيخ الشعراوى عام ١٩٩٨ إلا أنه الحاضر الغائب على مائدة الإفطار فى رمضان، ومعه تهل روائح الشهر الكريم ويشعر الصائمون برمضان من خلال نبراته وصوته الفريد وأدائه المميز الذى يستحيل أن تتوه عنه أو يصعب عليك معرفته ولو للحظة واحدة.
ويمكننا بلا مبالغة أو جدال ومن خلال الواقع الذى نعيشه، أن نؤكد على أن «خواطر وأدعية الشعراوى» ارتبطت بالصائمين فى رمضان وظلت وستظل من البرامج التى نطلق عليها عبارة "اظبط ساعتك عليها".
أما «الكروان» والصوت الخاشع وشيخ المداحين «النقشبندى» الذى ارتبط صوته بابتهالات ما قبل أذان المغرب، فيعد من أهم معالم رمضان وتوقيت ابتهالاته مميز ومعروف تقدر تظبط ساعتك عليه.