القصص اليتيمة.. سرديات مجهولة لشعراء الإمارات
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
نوف الموسى
أليس كل الأشياء هي مرةٌ واحدة فقط، يُبنى على أثرها أمد طويل من التكثيف اللحظي الممتد من التكرار المتواصل لمحاولة اكتشاف ما أسميناه بـ «الهوية الإبداعية»، أو ما اعتقدنا أنه مسيرة طويلة من البحث، فالشخص نفسه، من كتب سرديته الأولى، بأي شكل إبداعي ارتضاه، هو ذاته يعتقد بالتجريب كلحظة وصول صرفه لذاته، ويجزم بها من خلال بحثه وتأملاته مسبقاً، وبه لا يمكن أن يكون هناك يُتمٌ في التجربة الإبداعية، ورغم ما حققه اختيار الكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري، والكاتب الإماراتي محسن سليمان، لعنوان كتاب «القصة اليتيمة في الإمارات.
إذا ما كانت قصة واحدة تكفي لسرد فائض الأسئلة، فهي ليست وحيدة، بقدر ما أنها ذاتية الاكتفاء، قادرة على تحقيق تجوال مستمر إزاء مسألة إعادة تشكيل نفسها، ما نعنيه هو استعدادها الجليّ على التحول، كأنها مخزون ديناميكي لكل ما هو سرد، وعليه فإن جمالية ما تقدمه المجموعة القصصية، في أنها تجعلنا أمام اكتشاف المونولوج في التجربة السردية الإماراتية، أكثر من كونها تقدم لنا الحكاية، فبالنظر إلى نحو 19 نصاً قصصياً قصيراً، يحضر المسرحي الإماراتي إبراهيم سالم، على سبيل المثال، بقصة قصيرة عنوانها: «عود ثقاب يحرق ذاكرة سعد»، وبالنسبة لي فإنني شهدت المسرحي إبراهيم سالم في مرات عديدة وهو يصعد بإبداع منقطع النظير على خشبة المسرح، يتحرك بخفة لافتة بين الشخصيات، وفي أغلب أدواره، وبينما يتحدث عن ممارساته الإبداعية في الإخراج والتمثيل المسرحي، فهو لم يناقش كتابته للقصة القصيرة بشكل مباشر، إلا أنه في جّل تكهناته بالحوارات المسرحية، كان حكاءً وقاصاً لمنهجية تطور شخصياته المسرحية، هو في ذات هذه اللحظة، يكتب بأدائه قصة الشخصية مسرحياً، وقراءة نصه القصصي في المجموعة، قدم بعداً نوعياً لما يمكن أن يفكر فيه المسرحي عبر الكتابة القصصية، مبيناً ما نقصد به بـ «المنولوج» في هذا المقام، وهي الحوارات الضمنية بين الأشكال الإبداعية.
في المراجعات النقدية لكتاب «القصة اليتيمة في الإمارات.. هذا امتدادي هذا البحر»، هناك تركيز باتجاه ملحوظة معرفية توثيقية، وذلك بناء على طبيعة مضامين المجموعة القصصية، مفادها أن أغلب من كتب القصة اليتيمة الواحدة، وأحياناً لم يتجاوز بعضها الـ 4 قصص قصيرة، قد ارتحلوا من بعدها للقصيدة، واختاروا أن يكرسوا بحثهم الإبداعي في الإنتاج الشعري، حققوا على أثره مكانة بارزة في الحراك الثقافي المحلي والعربي والعالمي، أمثال الشاعر أحمد راشد ثاني، والشاعر عادل خزام، والشاعر عبدالعزيز جاسم، والشاعر إبراهيم الهاشمي، والشاعر أحمد العسم، والشاعر إبراهيم الملا، والشاعر حبيب الصايغ، والشاعر هاشم المعلم، والشاعرة الهنوف محمد، والشاعر سالم بو جمهور، والشاعرة موزة حميد، وكأن القصة القصيرة، بمثابة معزوفة الشعراء الأخيرة، منها يستمدون إيقاع السرد المسترسل، إلى حيث تفيض بموسيقى من الأحداث الحسية، ودلالات الصور الشعرية، كأنهم يستفهمون المعنى في فعل السارد، ومن ثم يجردونه حق الاحتفاء بالتفاصيل إلى مجازية القول عبر وصف عدمية الأشياء، في محاولة ضرورية للشعر بأن يتصدى للحقيقة، دونما ثنائيات مكثفة في القص، فالأخير من شأنه أن يفتح باباً للتأويل وقابلية التحرك باتجاه إصدار الأحكام أو تجاوزها. في الشعر يميل القراء إلى الاحتكام لمدى شاعرية النص، بينما في القصة هم يبنون تصوراتهم وفقاً لمسيرة المراوغة في حياة الشخصيات، التي تقرر إلقاء ذاتها في التجربة، سعياً للنجاة من أحكامها المسبقة عن نفسها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشعر لولوة المنصوري الإمارات القصة السرد فی الإمارات
إقرأ أيضاً:
«الصحفيين» تنظم منحة تدريبية عن الاتجاهات الحديثة في صناعة القصص المعمقة والاستقصائية
أعلنت نقابة الصحفيين تنظيم منحة تدريبية للصحفيين حول الاتجاهات الحديثة في صناعة القصص المعمقة والاستقصائية، لمدة 15 يوما، بواقع 10 جلسات، يومي السبت والأربعاء في الفترة من 1 فبراير حتى 15 فبراير.
يشارك في التدريب الصحفي والمدرب الإعلامي عماد عمر، بالإضافة إلى الصحفية شيماء عادل، المتخصصة في التحقيقات بجريدة «الوطن»، وصفاء عاشور، الصحفية المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية، وهاجر هشام مدربة وصحفية تحقيقات وسائط متعددة وبيانات.
كما يشارك في التدريب سارة جمال الصحفية المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية، ومها صلاح الدين رئيسة قسم التحقيق والبيانات في المصري اليوم، وأحمد عاطف رمضان، الصحفي والمدرب المصري، ومدير تحرير بجريدة الدستور، إضافة إلى رحمة ضياء، الكاتبة الصحفية ومؤسسة مدرسة المناخ، ومحمد زيدان، الصحفي الاستقصائي وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين.
التسجيل في الدورات
أشارت لجنة التدريب إلى أنه يمكن تسجيل الدورة من خلال الرابط المخصص لذلك، مع الحضور حسب أسبقية التسجيل.