الدعم النفسي والاجتماعي نصف العلاج.. تجاوز الصدمة الأولى لـ«السرطان» يعزز جودة الحياة
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
أكد مختصون لـ”البلاد” أن بعض المرضى يصابون بالصدمة عند علمهم بإصابتهم بمرض السرطان ، لكون المرض ارتبط بكثير من المفاهيم الخاطئة التي تحبط المشاعر وتضعف النفسية وتجعل الفرد المصاب يعيش في حالة الخوف والترقب الدائمين.
وقالوا إن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي الكبيرين من أسرهم والمجتمع وكل المحيطين بهم، وخصوصًا أن مرضهم لا يتوقف على العلاج في حينه فقط بل يمتد إلى رحلة طويلة من العلاجات والمتابعة.
بداية يقول استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير: على الفرد الذي يتعرض للإصابة بمرض السرطان أن يكون قويًا في تحمل خبر إصابته بالمرض ، وأن يتسلح بقوة الإيمان وهو القائل في كتابه العزيز ” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون”، وعليه أن يصبر ويرضى بما قسمه الله تعالى ويكثر من الدعاء بأن يكتب الله له الشفاء العاجل، ويأخذ بالأسباب الطبية ويتابع مراحل علاجه لدى الأطباء ولا ييأس من رحمة الله تعالى.
وتابع: مرض السرطان له مراحل عديدة ، وكلما كان اكتشافه مبكرًا تعززت لدى المرضى فرص الشفاء العاجل، لذا ينصح عادة آنه في حال ظهور أي أعراض- لا سمح الله – التوجه فورًا للطبيب وعدم تأجيل التشخيص، فالسرطان معروف مرض مزعج ويرهق المصاب وعلاجه يتطلب الصبر وروح معنوية عالية والمتابعة العلاجية والتواصل الاجتماعي مع الآخرين ، فكل هذه الأمور تلعب دورًا مهمًا في تعزيز مرحلة الشفاء.
وأضاف: من الأسباب الرئيسية التي تجعل السرطان مخيفًا لدى معظم المرضى التغيير الجسدي الناتج عن العلاج، مثل تساقط الشعر وفقدان الوزن والندوب المحتملة والتغير الذي قد يصيب جزءا من الجسم بعد الجراحة، فالاحتمالات كثيرة حسب نوع السرطان ومرحلته – كما أشرت – وعلى المريض أن يناقش كل التغييرات المحتملة مع طبيبه المعالج.
وختم د. هدير حديثه بقوله: الدعم العاطفي والاجتماعي يساعدان مريض السرطان على التعامل مع الاجهاد النفسي، ويقلل من مستويات الاكتئاب، والقلق والأعراض المرتبطة بالمرض، كما أن المرضى القادرين على استخدام استراتيجيات التكيف الفعالة للتعامل مع الاجهاد مثل الاسترخاء وتقنيات إدارة الاجهاد لديهم مستويات أقل من الاكتئاب والقلق من الأعراض المتعلقة بالسرطان وعلاجه.
من جانبه يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: شهد الطب ولله الحمد مراحل متقدمة من التشخيصات والعلاجات وخصوصًا في جانب مرض السرطان، فلم يعد المرض مخيفًا ومزعجًا فبفضل الله أصبح المريض يحظى باهتمام كبير من كل الجوانب وشمل ذلك الجوانب الاجتماعية والنفسية من خلال منظومة الرعاية والعلاج التلطيفي الذي تتركز أهدافه على تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية للمريض وتحسين جودة الحياة ودعم أسرته نفسياً واجتماعياً أثناء رحلة المرض وبعده وخدمة المريض بفريق متعدد التخصصات.
وواصل د. قانديه قائلاً: يساعد الدعم النفسي والاجتماعي مريض السرطان على التعامل مع الاجهاد النفسي، والتقليل من مستويات الاكتئاب والقلق والأعراض المرتبطة بالمرض كتدهور صورته الذاتية وثقته بنفسه، ولذلك يحتاج مريض السرطان إلى مشاعر دعم خارجي من الأسرة وكل من هم في دائرة المريض لمساعدته وتشجيعه أثناء مراحل العلاج، عن طريق إظهار التفاؤل الواقعي، واحترام جميع مراحل العلاج، ومعرفة أثارها والاستعداد لمواجهتها بالدعم النفسى.
ويأخذ د.قانديه جانب كيفية الوقاية من مرض السرطان فيقول: لا توجد طريقة محددة للوقاية من السرطان؛ لكن هناك عوامل تقلل من خطورة المرض وهي كالتالي: التغذية الصحية السليمة باختيار الأغذية الغنية بالفاكهة والخضراوات، والحد من الوجبات السريعة ، تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصًا الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وذلك بالجلوس في الظل، وارتداء الملابس الواقية، واستخدام كريم يحمي من أشعة الشمس إذا تطلب الأمر التواجد في الميدان طويلاً في فترات النهار ، ممارسة أي نشاط رياضي لمدة 30 دقيقة يوميًا فذلك ساعد على تقليل فرص حدوث الأمراض بشكل عام والمحافظة على الوزن المثالي ، تجنب التدخين فهناك علاقة قوية بين السرطان والتدخين، خصوصًا سرطان الرئة ، الحرص على أخذ التطعيمات إذ توجد فيروسات محددة تسبب السرطان مثل فيروس التهاب الكبدي الوبائي (ب) الذي يسبب سرطان الكبد، والفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم، وبإمكان التطعيم أن يقي – بإذن الله – من هذه الفيروسات ، والحرص على النوم الصحي والراحة وتجنب ضغوط الحياة ، والاهتمام بممارسة الأنشطة التفاعلية ومختلف الهوايات المحببة.
وفي السياق يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز: عندما يدرك الفرد عن إصابته بالسرطان فإن أول رد للفعل يكون شعوره بالصدمة ، وهذا الأمر طبيعي لكون السرطان يختلف عن الأمراض الأخرى من جميع الجوانب المرضية والنفسية والاجتماعية، وهذا المرض يحتاج إلى مسانده المريض نفسيًا واجتماعيًا أكثر من الأمراض الأخرى.
وأضاف: هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ردود الفعل النفسية للشخص ، فالخصائص البيولوجية مثل العضو الذي يؤثر فيه السرطان، وكيف سيسبب السرطان، والمرحلة التي وصل إليها السرطان، وعمر المريض، كلها عوامل مهمة، ومن ناحية أخرى تحدد أيضًا السمات الشخصية للمريض وكيفية تعامله مع الضغط النفسي وما إذا كان قد عانى من مشاكل نفسية من قبل ردود الفعل تجاه المرض، بالإضافة إلى ذلك، فإن مستوى الدعم الاجتماعي للشخص، ومكانته في الحياة الأسرية والعملية، والخصائص الثقافية هي أيضًا عوامل محددة.
وخلص د. براشا إلى القول: قد يمثل الإجهاد النفسي عائقاً أمام عملية التعافي من المرض، لذلك من المهم البحث عن جميع السبل الممكنة للحد من ضغوط الحياة اليومية، ولتحقيق هذه الغاية يجب مساندة العائلة والأصدقاء من النواحي النفسية والاجتماعية التي تعززان جودة الحياة لديهم ، مع مراعاة أن مرض السرطان وعلاجه يستهلك الكثير من الوقت في بعض الأحيان، ولذلك من المهم أن يخصص المريض الوقت لممارسة نشاطاته وهواياته المفضلة والتواصل مع المقربين له فذلك يفيد في تحسين الحالة النفسية والمزاج.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مرض السرطان
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: دراسة حديثة أظهرت أدلة «مقلقة» على تراجع فعالية دواء الملاريا المنقذ للأطفال الصغار فى أفريقيا.. ونحو 450 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام بسبب المرض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على دراسة حديثة أظهرت للمرة الأولى أدلة "مقلقة" على تراجع فعالية دواء الملاريا المنقذ للحياة لدى الأطفال الصغار فى أفريقيا المصابين بعدوى شديدة.
ووفقًا للدراسة التى أجريت على أطفال يتلقون العلاج فى مستشفيات أوغندا، تم الكشف عن علامات مقاومة لمادة الأرتيميسينين فى حوالى ١٠٪ من المرضى.
ويُعتبر ظهور مقاومة مضادات الميكروبات، حيث تتطور الطفيليات والفطريات والبكتيريا لتفادى الأدوية، مصدر قلق عالمى متزايد، حيث يُتوقع أن تؤدى هذه المقاومة إلى وفاة أكثر من ٣٩ مليون شخص بحلول عام ٢٠٥٠.
وتعد الملاريا أحد الأسباب الرئيسية للوفيات بين الأطفال فى أفريقيا، حيث يموت نحو ٤٥٠ ألف طفل دون سن الخامسة بسببها كل عام.
وفى إطار هذه الدراسة، التى تم عرض نتائجها فى مؤتمر كبير الخميس الماضي، أظهر ١١ من أصل ١٠٠ طفل شملتهم الدراسة مقاومة جزئية للعلاج.
وتم العثور على طفيليات الملاريا فى هؤلاء الأطفال، تحمل طفرات جينية ترتبط بمقاومة الأرتيميسينين.
وقال الدكتور تشاندى جون، من جامعة إنديانا، والذى شارك فى تأليف الدراسة: "هذه هى أول دراسة من إفريقيا تظهر أن الأطفال الذين يعانون من مرض الملاريا الحاد يُظهرون مقاومة جزئية على الأقل للأرتيميسينين".
كما أضاف جون أن عشرة أطفال آخرين، كانوا يُعتقد أنهم تعافوا من العدوى، عانوا من انتكاسات شديدة بعد أقل من شهر من شفائهم.
وأشار إلى أن العلاج المعياري، الذى يعتمد على الأرتيميسينين واللوميفانترين، لم يُظهر فعاليته المطلوبة فى الحالات المشار إليها.
وأوضح الدكتور جون أنه تم اكتشاف هذه المؤشرات على مقاومة الأدوية بعد أن لاحظ الباحثون استجابة بطيئة لدى بعض الأطفال الذين كانوا يخضعون للمراقبة ضمن دراسة بشأن الملاريا الحادة.
وقال: "إن ظهور هذه الأدلة على مقاومة الأدوية قبل أن نبدأ فى البحث عنها بشكل محدد هو أمر مقلق للغاية".
فى السياق ذاته؛ أشار الباحثون إلى أنه من المبكر تحديد مدى انتشار مقاومة الأرتيميسينين فى أفريقيا، رغم وجود مؤشرات على انتشارها. ولفت جون إلى أن دراسات سابقة أظهرت مقاومة جزئية فى بلدان مثل رواندا وأوغندا.
من جانبه؛ قال الدكتور ريتشارد بيرسون، من معهد ويلكوم سانجر، والذى لم يشارك فى الدراسة، إن الوضع فى شرق أفريقيا يُشبه إلى حد كبير ما كان عليه الحال فى جنوب شرق آسيا قبل ١٥ عامًا عندما ظهرت مقاومة الأرتيميسينين للمرة الأولى.
وأردف بيرسون أن مقاومة الأرتيميسينين فى جنوب شرق آسيا قد أدت إلى فشل العلاج بشكل متزايد، لا سيما عندما ظهرت المقاومة أيضًا للأدوية التى تستخدم بالتزامن مع الأرتيميسينين.
وفيما يخص العلاج، يوضح الدكتور جون أن الأرتيسونات قد حل محل الكينين لعلاج الأطفال المصابين بالملاريا الحادة منذ أكثر من عقد، نظرًا لانخفاض معدلات الوفيات عند استخدامه. وقال: "العودة إلى استخدام الكينين ستكون خطوة إلى الوراء".
وأكدت الدكتورة ألينا بانس، من جامعة هيرتفوردشاير، أن أى دليل على مقاومة الأرتيميسينين يعد مصدر قلق كبير؛ مشيرة إلى أن معدلات انتقال العدوى المرتفعة فى إفريقيا تزيد من خطر انتشار المقاومة بسرعة داخل القارة، مما يجعل النتائج التى تم التوصل إليها أكثر إثارة للقلق.