جدة – ياسر خليل

أكد مختصون لـ”البلاد” أن بعض المرضى يصابون بالصدمة عند علمهم بإصابتهم بمرض السرطان ، لكون المرض ارتبط بكثير من المفاهيم الخاطئة التي تحبط المشاعر وتضعف النفسية وتجعل الفرد المصاب يعيش في حالة الخوف والترقب الدائمين.

وقالوا إن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي الكبيرين من أسرهم والمجتمع وكل المحيطين بهم، وخصوصًا أن مرضهم لا يتوقف على العلاج في حينه فقط بل يمتد إلى رحلة طويلة من العلاجات والمتابعة.

بداية يقول استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير: على الفرد الذي يتعرض للإصابة بمرض السرطان أن يكون قويًا في تحمل خبر إصابته بالمرض ، وأن يتسلح بقوة الإيمان وهو القائل في كتابه العزيز ” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون”، وعليه أن يصبر ويرضى بما قسمه الله تعالى ويكثر من الدعاء بأن يكتب الله له الشفاء العاجل، ويأخذ بالأسباب الطبية ويتابع مراحل علاجه لدى الأطباء ولا ييأس من رحمة الله تعالى.

وتابع: مرض السرطان له مراحل عديدة ، وكلما كان اكتشافه مبكرًا تعززت لدى المرضى فرص الشفاء العاجل، لذا ينصح عادة آنه في حال ظهور أي أعراض- لا سمح الله – التوجه فورًا للطبيب وعدم تأجيل التشخيص، فالسرطان معروف مرض مزعج ويرهق المصاب وعلاجه يتطلب الصبر وروح معنوية عالية والمتابعة العلاجية والتواصل الاجتماعي مع الآخرين ، فكل هذه الأمور تلعب دورًا مهمًا في تعزيز مرحلة الشفاء.

وأضاف: من الأسباب الرئيسية التي تجعل السرطان مخيفًا لدى معظم المرضى التغيير الجسدي الناتج عن العلاج، مثل تساقط الشعر وفقدان الوزن والندوب المحتملة والتغير الذي قد يصيب جزءا من الجسم بعد الجراحة، فالاحتمالات كثيرة حسب نوع السرطان ومرحلته – كما أشرت – وعلى المريض أن يناقش كل التغييرات المحتملة مع طبيبه المعالج.

وختم د. هدير حديثه بقوله: الدعم العاطفي والاجتماعي يساعدان مريض السرطان على التعامل مع الاجهاد النفسي، ويقلل من مستويات الاكتئاب، والقلق والأعراض المرتبطة بالمرض، كما أن المرضى القادرين على استخدام استراتيجيات التكيف الفعالة للتعامل مع الاجهاد مثل الاسترخاء وتقنيات إدارة الاجهاد لديهم مستويات أقل من الاكتئاب والقلق من الأعراض المتعلقة بالسرطان وعلاجه.


من جانبه يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: شهد الطب ولله الحمد مراحل متقدمة من التشخيصات والعلاجات وخصوصًا في جانب مرض السرطان، فلم يعد المرض مخيفًا ومزعجًا فبفضل الله أصبح المريض يحظى باهتمام كبير من كل الجوانب وشمل ذلك الجوانب الاجتماعية والنفسية من خلال منظومة الرعاية والعلاج التلطيفي الذي تتركز أهدافه على تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية للمريض وتحسين جودة الحياة ودعم أسرته نفسياً واجتماعياً أثناء رحلة المرض وبعده وخدمة المريض بفريق متعدد التخصصات.

وواصل د. قانديه قائلاً: يساعد الدعم النفسي والاجتماعي مريض السرطان على التعامل مع الاجهاد النفسي، والتقليل من مستويات الاكتئاب والقلق والأعراض المرتبطة بالمرض كتدهور صورته الذاتية وثقته بنفسه، ولذلك يحتاج مريض السرطان إلى مشاعر دعم خارجي من الأسرة وكل من هم في دائرة المريض لمساعدته وتشجيعه أثناء مراحل العلاج، عن طريق إظهار التفاؤل الواقعي، واحترام جميع مراحل العلاج، ومعرفة أثارها والاستعداد لمواجهتها بالدعم النفسى.

ويأخذ د.قانديه جانب كيفية الوقاية من مرض السرطان فيقول: لا توجد طريقة محددة للوقاية من السرطان؛ لكن هناك عوامل تقلل من خطورة المرض وهي كالتالي: التغذية الصحية السليمة باختيار الأغذية الغنية بالفاكهة والخضراوات، والحد من الوجبات السريعة ، تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصًا الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وذلك بالجلوس في الظل، وارتداء الملابس الواقية، واستخدام كريم يحمي من أشعة الشمس إذا تطلب الأمر التواجد في الميدان طويلاً في فترات النهار ، ممارسة أي نشاط رياضي لمدة 30 دقيقة يوميًا فذلك ساعد على تقليل فرص حدوث الأمراض بشكل عام والمحافظة على الوزن المثالي ، تجنب التدخين فهناك علاقة قوية بين السرطان والتدخين، خصوصًا سرطان الرئة ، الحرص على أخذ التطعيمات إذ توجد فيروسات محددة تسبب السرطان مثل فيروس التهاب الكبدي الوبائي (ب) الذي يسبب سرطان الكبد، والفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم، وبإمكان التطعيم أن يقي – بإذن الله – من هذه الفيروسات ، والحرص على النوم الصحي والراحة وتجنب ضغوط الحياة ، والاهتمام بممارسة الأنشطة التفاعلية ومختلف الهوايات المحببة.


وفي السياق يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز: عندما يدرك الفرد عن إصابته بالسرطان فإن أول رد للفعل يكون شعوره بالصدمة ، وهذا الأمر طبيعي لكون السرطان يختلف عن الأمراض الأخرى من جميع الجوانب المرضية والنفسية والاجتماعية، وهذا المرض يحتاج إلى مسانده المريض نفسيًا واجتماعيًا أكثر من الأمراض الأخرى.


وأضاف: هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ردود الفعل النفسية للشخص ، فالخصائص البيولوجية مثل العضو الذي يؤثر فيه السرطان، وكيف سيسبب السرطان، والمرحلة التي وصل إليها السرطان، وعمر المريض، كلها عوامل مهمة، ومن ناحية أخرى تحدد أيضًا السمات الشخصية للمريض وكيفية تعامله مع الضغط النفسي وما إذا كان قد عانى من مشاكل نفسية من قبل ردود الفعل تجاه المرض، بالإضافة إلى ذلك، فإن مستوى الدعم الاجتماعي للشخص، ومكانته في الحياة الأسرية والعملية، والخصائص الثقافية هي أيضًا عوامل محددة.

وخلص د. براشا إلى القول: قد يمثل الإجهاد النفسي عائقاً أمام عملية التعافي من المرض، لذلك من المهم البحث عن جميع السبل الممكنة للحد من ضغوط الحياة اليومية، ولتحقيق هذه الغاية يجب مساندة العائلة والأصدقاء من النواحي النفسية والاجتماعية التي تعززان جودة الحياة لديهم ، مع مراعاة أن مرض السرطان وعلاجه يستهلك الكثير من الوقت في بعض الأحيان، ولذلك من المهم أن يخصص المريض الوقت لممارسة نشاطاته وهواياته المفضلة والتواصل مع المقربين له فذلك يفيد في تحسين الحالة النفسية والمزاج.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: مرض السرطان

إقرأ أيضاً:

وزارة الصحة تطلق نداءً إنسانياً لتوفير أدوية ‏السرطان في سوريا

 دمشق-سانا‏

‏أطلقت وزارة الصحة اليوم نداءً إنسانياً عاجلاً لتوفير أدوية السرطان، داعية كل الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي للمساعدة في تأمينها وإنقاذ حياة آلاف المرضى.

وأكد مدير التخطيط والتعاون الدولي في الوزارة الدكتور زهير قراط ‏خلال مؤتمر صحفي بعنوان “نداء إنساني عاجل: أزمة حادة في توافر أدوية ‏السرطان في سوريا وتأثيرها على مرضى الأورام” أن مشكلة نقص أدوية ‏علاج السرطان واحدة من أعقد التحديات التي يواجهها القطاع الصحي ‏خلال الفترة الحالية، لكونها تؤثر بشكل كارثي على حياة آلاف المرضى ‏وعائلاتهم في مختلف أنحاء البلاد، وأصبحت أزمة صحية وإنسانية.

وبيّن الدكتور قراط أن القطاع الدوائي الخاص هو، ضمن خطة وزارة الصحة ‏الإستراتيجية، شريك رئيسي، لكن تم توقيف العقود معه من أجل المراجعة ‏والتدقيق القانوني لحين انتهاء قسم الرقابة الدوائية من متابعة هذه المعامل، ‏والتأكد من جودة الأدوية التي ستقدم لمرضى السرطان، مؤكداً اهتمام الوزارة بتقديم الخدمات الطبية المطلوبة في المنطقة الشرقية في ظل نقص الرعايات الأولية والثانوية، والمستلزمات والأدوية، والعمل على تخصيص قسم لعلاج السرطان في مشفى دير الزور الوطني.

وأوضح الدكتور قراط أن المؤتمر نداء إنساني ‏عاجل يتم إطلاقه من دمشق باسم المرضى وأسرهم لكل الجهات الفاعلة في ‏المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية والدول الشقيقة والصديقة، حيث لا ‏تطلب الوزارة المستحيل بل ما هو ضروري وعاجل، مؤكداً استعداد الوزارة للتعاون مع كل الجهات الراغبة في مد يد ‏العون، ووضع خارطة طريق عملية قائمة على التنسيق والشفافية، لضمان ‏وصول العلاج إلى مستحقيه.‏

بدوره رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للدم والأورام الدكتور جميل الدبل ‏أشار إلى حالة الفقر التي يعاني منها الشعب السوري حالياً، والصعوبات التي يواجهها في تأمين بعض الأدوية، وندرتها وغلاء ثمنها، مؤكداً عدم توافر سوى 20 بالمئة من الاحتياجات الفعلية ‏للأدوية لبعض أنواع السرطانات، بينما نفدت الكمية تماماً لأنواع أخرى، ما ‏ينذر بكارثة صحية هائلة تطال الأطفال والبالغين، ويعرض آلاف ‏المرضى لفقدان الفرصة في العلاج المناسب، و‏يزيد من نسبة الوفيات.‏

ووجه الدكتور الدبل الدعوة لوسائل الإعلام لتسليط ‏الضوء على هذه الأزمة الصحية الحرجة، واتخاذ ‏الإجراءات اللازمة من قبل الحكومة والمنظمات الصحية المحلية لمحاولة ‏تأمين الإمدادات الأساسية من الأدوية اللازمة والإسعافية لمرضى السرطان ‏في سوريا.‏

وأوضح رئيس دائرة الأمراض المزمنة ‏والسرطانية الدكتور كرم ججي أن الإصابات بمرض السرطان تزداد ‏بشكل كبير، حيث تشهد سوريا تسجيل نحو 17 ألف حالة سنوياً للبالغين، و‌‏1500 إصابة للأطفال، بينما يبلغ عدد المراكز الصحية ذات الصلة بالمحافظات نحو ‌‏19 مركزاً بحاجة دعم كبير لجهة تأمين الأدوية الأساسية، والمستلزمات ‏الصحية.‏

وفيما يخص إنتاج أدوية السرطان محلياً بيّن مدير البحوث والرقابة الدوائية ‏الدكتور إبراهيم الحساني أن معمل “كيور فارما” هو الوحيد لإنتاجها، ‏ويشمل 8 أصناف، ولا يغطي الكمية التي يحتاجها المرضى، لافتاً إلى أنه يتم العمل ‏على ترخيص معملين آخرين لكنهما لم ينتجا حتى الآن، كما تم فتح المجال أمام الشركات لإنشاء مخابر لإجراء الدراسات حول تراكيب الأدوية والدراسات السريرية.

 وأوضح الدكتور الحساني أن العقوبات المفروضة على سوريا أثرت بشكل ‏كبير على سلاسل التوريد والإمداد، وأدت إلى تفاقم المشكلة، إضافة إلى أنه ‏خلال السنوات الماضية تم الاعتماد على “الإيرادات الإيرانية” لكنها توقفت قبل ‏تحرير سوريا، وكان لها سبب كبير في نقص الأدوية.

مقالات مشابهة

  • يعزز الحق في الصحة.. ترحيب حقوقي بصدور قانون المسؤولية الطبية
  • القائم بأعمال وزارة الصحة يؤكد ضرورة تجاوز المعوقات ورفع جودة ‏الأدوية
  • أحمد محسن: مشروع قانون المسؤولية الطبية يعزز جودة الخدمات الصحية
  • أحمد هارون يكشف 5 مراحل للتعافي من إى علاقة سامة
  • وزارة الصحة تطلق نداءً إنسانياً لتوفير أدوية ‏السرطان في سوريا
  • الدكتور الدبل: في ظل النقص الحاد للأدوية السرطانية، فإن آلاف المرضى ‏في سوريا عرضة لفقدان الفرصة في العلاج المناسب والفعال، ما يزيد من ‏نسبة الوفيات ويعمق معاناة الأسر التي تعاني بالفعل من الأعباء النفسية ‏والمالية الناتجة عن هذا المرض
  • الأول بالعالم العربي.. إطلاق برنامج رعاية تلطيفية لليافعين والشباب
  • الرجال الذين يغفلون إجراء فحص البروستاتا تتزايد احتمالات وفاتهم بالسرطان
  • النواب يوافق نهائيا على مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض
  • البرلمان يوافق نهائيا على مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض