“ريف”:5,5 ملايين ريال تكلفة صيانة عيادات النحل
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
جدة ـ ياسر خليل
نفّذ برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة “ريف السعودية”، مشروع صيانة وتشغيل عيادات النحل المتنقلة، لتقديم خدمات فحص وتشخيص الأمراض والآفات للنحالين في مواقع وجودهم؛ للحفاظ على الثروة النحلية في المملكة، وحمايتها من الأمراض والآفات المختلفة.
وأوضح أمين عام برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة “ريف السعودية” غسان بكري أن البرنامج أكمل صيانة وتشغيل (4) عيادات متنقلة، لتقديم خدمات سريعة لفحص وتشخيص الأمراض والآفات، بالإضافة إلى توريد (7) عيادات أخرى، بتكلفة إجمالية بلغت (5,548،980) ريالاً، لتقديم خدمات الفحص للنحالين عدد من مناطق المملكة، شملت منطقة مكة المكرمة، في كلٍ من الطائف، جدة، الليث، وأضم، ومنطقة المدينة المنورة، ومنطقة جازان في كل من أبها، مدية، خميس مشيط، محايل عسير، والسودة.
وأشار بكري إلى أنه تم فحص (4200) عينة ضمن هذا المشروع، الذي يهدف إلى تقديم خدمة الفحص والتشخيص والعلاج للأمراض والآفات، مع تقديم خدمات الإرشاد للنحالين عن طريق، توفير دليل إرشادي لتوعية النحالين بالأمراض المختلفة وطرق تجميع العينات، وتجميع العينات من النحالين وفحصها، مبينًا أنه بعد الوصول للتشخيص النهائي للإصابة، يتم تقديم المعلومات بصورة واضحة للمستفيد، وطرق العلاج وأسباب الإصابة، وتسليم النحّال نتيجة الفحص وما يلزم تنفيذه من توصيات، بالإضافة إلى إبلاغه بنتيجة الفحص وما يحتاجه من كامل المعلومات بخصوص تعريف الإصابة، وطرق علاجها أو مكافحتها، كما يهدف المشروع إلى عمل قاعدة بيانات للأمراض والآفات التي يتم الحصول عليها أثناء حملات المسح للأمراض والآفات، بالإضافة للعينات التي ترد إلى العيادة؛ بحيث تكون مفصلة حسب نوع الإصابة ومواقعها، ونسب الإصابة في كل موقع، ويتم تزويد الإدارات المعنية بها بصورة دورية.
يُذكر أن قطاع العسل هو أحد القطاعات التي يستهدفها دعم برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة “ريف السعودية” للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي، وزيادة حجم إنتاج العسل؛ حيث يعمل البرنامج على تمكين صغار المنتجين والنحالين، وتوفير الخدمات والمعينات لهم، من خلال إطلاق مشروع “عيادات النحل” في عدد من مناطق المملكة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
“اللغة والهوية” أداة اقتصادية لا تقل قوة وتأثيرًا عن الموارد الطبيعية.. المملكة “أنموذجًا”
“بلادنا المملكة العربية السعودية دولة عربية أصيلة، جعلت اللغة العربية أساسًا لأنظمتها جميعًا”.. وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ وهو ما يعكس اهتمام المملكة البالغ باللغة العربية، والتزامها بالحفاظ على الهوية واللغة، والاهتمام بهما، ووضعهما في قلب كل استراتيجية وتطور.
ففي المملكة العربية السعودية تتبوأ العربية مكانة خاصة؛ كونها لغة القرآن الكريم التي تربطنا بجذورنا، ومفتاح الهوية الوطنية، ورمز التاريخ الثقافي العريق، والأساس الذي يقوم عليه تماسك المجتمع وحضارته.. ومع تزايد الوعي بأهمية الحفاظ على هذا الإرث اللغوي والثقافي أصبح الاستثمار في هذا القطاع مجالاً متزايد الأهمية.
فهل فكرت يومًا في أن اللغة والهوية قد تشكلان أداة اقتصادية لا تقل قوة وتأثيرًا عن النفط أو الموارد الطبيعية؟
قد يبدو هذا السؤال غريبًا للوهلة الأولى، ولكن إذا أمعنّا النظر في التحول الذي يشهده العالم اليوم في ظل الثورة المعرفية فسندرك أن اللغة والهوية أصبحتا أكثر من مجرد أداة للتواصل، بل قطاعَين استثماريَّين حيويَّين، يسهمان في بناء اقتصادات دول بأكملها.
فكيف أصبح الاستثمار في اللغة والهوية قطاعًا واعدًا؟
الإجابة تكمن في التحول الكبير الذي شهدته المملكة في الأعوام الأخيرة انطلاقًا من رؤية 2030، التي لم تقتصر على التطور الاقتصادي فحسب، بل شملت تعزيز الهوية والاهتمام باللغة.
ويظهر هذا الاهتمام جليًا في تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في 2019 بهدف تعزيز مكانة اللغة العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
هذا التوجه وتلك الجهود كانت حجر الأساس لولادة قطاع الاستثمار في اللغة والهوية؛ إذ لم يعد هذا المجال مقتصرًا على الأبعاد الثقافية أو التعليمية فحسب، بل أصبح له جانب اقتصادي قوي، يدعمه محتوى محلي مبتكر، وأهداف استراتيجية واعدة، تفتح آفاقًا جديدة للابتكار والإنتاج، مؤكدة أن العربية لم تعد فقط لغة ثقافة ومعرفة، بل باتت لغة اقتصاد أيضًا، وصار هناك تحول حقيقي واهتمام بارز بهذا القطاع من العديد من الشركات الخاصة والمبادرات الرائدة التي تسابقت للاستثمار فيه، لعل أبرزها “تحدَّث العربية”، التي انطلقت كشركة لتفعيل اللغة والهوية العربية في الحياة اليومية، ثم ما لبثت أن تطورت إلى مشروع رائد موظِّفةً العديد من المنتجات والخدمات لتعميق ارتباط الشباب بهويتهم.
كما تبرز في هذا السياق أيضًا مجموعة “ون One” ، التي اهتمت بتوسيع نطاق الاستثمار في اللغة، وأسهمت بشكل كبير في إنتاج محتوى، يعكس الثقافة والهوية الوطنية. وكذلك شركة “ثمانية” التي غيّرت من المحتوى العربي المسموع، من كتب مقروءة إلى نقل القصص والتجارب. وأيضًا مجموعة “فوج”، التي أسهمت في الاستثمار بالقطاعات التي تهتم بالهوية واللغة، وتنتج أعمالاً فنية لإثبات هذا الأمر.
هذا النمو والتطور المتسارع في القطاع يعكس كيف تحولت العربية “هوية ولغة” إلى سوق ديناميكي جاذب ومستدام، يوفر فرصًا كبيرة للمستثمرين والشركات الواعدة التي تسعى إلى تقديم حلول مبتكرة لتجسيد رؤية المملكة في التوجه نحو الاقتصاد المعرفي، ودعم التقدم الحضاري، وتعزيز مكانة الثقافة العربية محليًا وعالميًا.