سرايا - يجري برنامج الأغذية العالمي تحقيقاً مع اثنين من كبار مسؤوليه العاملين في السودان، حول مزاعم تشمل التحايل وإخفاء معلومات عن المانحين حول قدرته على توصيل المساعدات الغذائية للمدنيين السودان، تتضمن أيضاً التستر وإخفاء معلومات عن دور مشتبه للجيش السوداني في عرقلة وصول المساعدات للمحتاجين، وسط أزمة الجوع الشديدة التي تشهدها البلاد، حسب وكالة «رويترز».




في الوقت ذاته، يتم التداول بكثافة في مدينة بورتسودان الساحلية التي تتخذ منها الحكومة الموالية للجيش عاصمة مؤقتة لها، لتقارير عن «تسرب مواد الإغاثة» إلى الأسواق. وتنقل الوسائط «صوراً» لسلع إغاثية مطبوع على عبواتها إنها «ليست للبيع»، معروضة على أرفف المحال التجارية. ويرجع مؤيدو الحكومة والجيش وجودها في تلك المحال، إلى أن بعض المستفيدين منها يضطرون أحياناً إلى بيع حصصهم، للحصول على نقد يمكنهم من شراء سلع أخرى غير مشمولة.

ويأتي التحقيق الذي يجريه مكتب المفتش العام لبرنامج الأغذية العالمي في الوقت الذي يعمل فيه البرنامج - وهو ذراع المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة - جاهداً لتوفير المواد الغذائية لملايين الأشخاص في السودان الذي تمزقه الحرب والذي يعاني واحدة من أشد أزمات نقص الغذاء في العالم منذ سنوات.

ونقلت وكالة «رويترز» في تقرير نشرته الأربعاء، عن 11 مصدراً أكدوا وجود تحريات مكثفة حول مزاعم التحايل، قائلة إن خمسة من المصادر ذكروا لها أن المحققين يبحثون ما إذا كان موظفو البرنامج سعوا للتستر على دور مشتبه به للجيش السوداني في عرقلة المساعدات.

وذكرت ستة مصادر أن من بين الذين يخضعون للتحقيق هم نائب مدير البرنامج في السودان (خ عثمان) الذي جرى تكليفه «مهمة مؤقتة» خارج البلاد، وهو ما يُعدّ تعليقاً فعلياً لعمله حسب وكالة «رويترز». وبحسب أربعة مصادر يجري التحقيق أيضاً مع مسؤول كبير ثانٍ هو (م علي) مدير مكتب البرنامج في مدينة كوستي السودانية، فيما يتعلق باختفاء أكثر من 200 ألف لتر من وقود المنظمة في المدينة. ولم يتسن لـ«رويترز» التأكد مما إذا كان علي لا يزال في منصبه.

وقالت «رويترز» إن الرجلين أحجما عن التعقيب على اتصالاتها، وأحالاها إلى المكتب الإعلامي للبرنامج، الذي قال: «مكتب المفتش العام يجري مراجعة عاجلة في مزاعم بارتكاب مخالفات فردية في العمليات بالسودان»، دون أن يدلي بمعلومات عن طبيعة المخالفات المزعومة، أو وضع الموظفين الذي يجري التحقيق معهم. ونقلت عن بيان للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يوسيد) أنها تلقت إخطاراً من برنامج الأغذية في 20 أغسطس (آب) يتعلق بـ«وقائع تحايل محتملة تؤثر على عمليات برنامج الأغذية العالمي في السودان»، وأن الاتهامات أثارت قلقاً بالغاً يتطلب تحقيقاً شاملاً، ومن ثم أحالت الاتهامات على الفور إلى مكتب المفتش العام للوكالة.

سلع الإغاثة تباع في بورتسودان
وفي بورتسودان قال شهود لـ«الشرق الأوسط» إن سلعاً إغاثية يتم عرضها للبيع «العلني» في أرفف المتاجر، وتشير سيدة نازحة في المدينة إلى وجود ما تسميه «فساداً وتلاعباً بالمساعدات»، وتضيف: «ونحن نواجه الجوع، نشاهد المساعدات المخصصة معروضة في أرفف المتاجر وفي الأسواق».

وتزعم المواطنة التي حجبت اسمها، أن الكثير من مواد الإغاثة تذهب إلى الأسواق، ولا تصل مراكز الإيواء التي تستضيف أكثر من 230 ألف نازح، وتقول: «نعاني أصلاً عدم وصول المساعدات، وزادت الأمطار الغزيرة والسيول التي انتزعت خيام الإيواء معاناتنا، حتى مياه الشرب الصالحة لا نحصل عليها».

وذكر تقرير شبكة «عاين» الإخبارية منتصف الشهر الحالي، أن تسرب الإغاثة إلى الأسواق «لم يعد سراً»، وأن سلعاً غذائية مثل «الأرز، السكر، دقيق القمح»، وُجِدَت معروضة في رفوف المتاجر في بورتسودان ومناطق أخرى، على الرغم من أن عبواتها تشير إلى «أنها مواد إغاثة مجانية، ومدون عليها أسماء الجهات المتبرعة»، لكنها تباع علناً في المتاجر.

الشرق الأوسط


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: برنامج الأغذیة العالمی فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان: النزاع والفيضانات وتحديات الوصول تعرقل جهود منظمة الأغذية والزراعة

انعدام الأمن الغذائي في السودان وسرعة ونطاق تدهوره أمر مثير للقلق، فضلاً عن تحديات الوصول إلى السكان المتضررين- وفق مسؤول أممي رفيع.

التغيير: وكالات

حذر المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وممثلها الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد الحكيم الواعر، من أن انتشار النزاع في السودان والتحديات التي تواجه إمكانيات الوصول إلى المتضررين والفيضانات واسعة النطاق تعيق بشدة جهود الاستجابة الطارئة للمنظمة في كافة أنحاء البلاد.

ووفقاً لأحدث بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتي نشرت في يونيو، يواجه أكثر من نصف السكان (25.6 مليون نسمة) حالة الأزمة أو ظروفاً أسوأ (المرحلة الثالثة من التصنيف أو أعلى) بين يونيو وسبتمبر 2024، بالتزامن مع موسم العجاف. ويشمل ذلك 755 ألف شخص يعيشون مستويات كارثية من الجوع الحاد (المرحلة الخامسة من التصنيف) في 10 ولايات.

وأكدت لجنة مراجعة المجاعة التابعة لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن ظروف المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف) قد امتدت لتشمل حالياً مخيم زمزم للنازحين داخلياً في ولاية شمال دارفور.

وفي هذا السياق، حث عبد الحكيم الواعر، الذي يتواجد حالياً في السودان لتقييم الوضع الميداني، بلدان العالم لإيجاد حل للأزمة المتفاقمة في السودان ودعم تدخلات المنظمة بقوله: “إن سرعة ونطاق تدهور انعدام الأمن الغذائي أمر مثير للقلق، كما إن التحديات التي تواجه إمكانية الوصول إلى السكان المتضررين تتزايد يوماً بعد يوم. ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للعمل إذا ما وحدنا جهودنا واتخذنا إجراءات فورية”.

وقد أدت الهطولات المطرية غير المسبوقة هذا الموسم إلى فيضانات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، مما أعاق الجهود الإنسانية وتسبب في المزيد من موجات النزوح.

وأشارت لوحة معلومات الفيضانات في السودان، إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات قد أثرت منذ يونيو على 90.300 أسرة (499.619 شخصاً) في 69 منطقة في 15 ولاية.

وتواجه الزراعة وسبل العيش الريفية وأنظمة تسويق الأغذية تحديات كبيرة في ظل النزاع، حيث تعاني من أضرار واضطرابات جسيمة، مع عواقب متتالية على الأمن الغذائي.

وأكد الواعر على الحاجة الملحة إلى إيصال المساعدات في الوقت المناسب قائلاً: “إن منظمة الأغذية والزراعة وشركاؤها ملتزمون بضمان إيصال المساعدات الزراعية في الوقت المناسب إلى جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الأكثر تضرراً، حيث تكون الحاجة أكبر”، مؤكداً على أن المنظمة “لا تدخر جهداً لمعالجة هذه الأوضاع الحرجة”.

الوسومالسودان الصراع الفيضانات المجتمع الدولي انعدام الأمن الغذائي منظمة الأغذية والزراعة

مقالات مشابهة

  • تكنولوجيا الأغذية ينظم برنامج تدريبي لطلاب الجامعات
  • اجتماع بين سلام ووفد من برنامج الأغذية العالمي لإطلاق أول مؤشر أسعار شهري عن شهر تموز
  • السودان: النزاع والفيضانات وتحديات الوصول تعرقل جهود منظمة الأغذية والزراعة
  • وزير المالية يلتقي عددا من مسؤولي برنامج الأغذية العالمي في عدن
  • الأغذية العالمي: العمليات الإنسانية في قطاع غزة أصبحت أكثر صعوبة
  • اليونيسف: مقتل وإصابة أكثر من 30 طفلا في قصف طال مناطق مدنية في سنار بالسودان
  • اليونسيف: مقتل وإصابة 30 طفلًا في قصف طال مدنية سنار بالسودان
  • توزيع منحة من برنامج الأغذية العالمي على 40 مزارعا في ميسان
  • الأغذية العالمي : العمليات الإنسانية في غزة أصبحت أكثر صعوبة
  • الأمم المتحدة: الأطراف المتحاربة بالسودان “تتجاهل” القانون الدولي