تنديد أممي ودعوات لمحاسبة المسؤولين عن هجمات “إسرائيل” على الضفة المحتلة
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
يمن مونيتور/ وكالات
دانت المنظمة الأممية وبعض الدول الهجمات الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والتي خلفت شهداء وجرحى، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها.
وحذرت الأمم المتحدة من أن هذه العملية العسكرية الواسعة النطاق التي بدأتها إسرائيل في الضفة المحتلة “تهدد بشكل خطير بمفاقمة الوضع الكارثي أصلا” في الأراضي الفلسطينية.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي -فجر اليوم الأربعاء- عملية عسكرية شمال الضفة هي الأوسع منذ عام 2002، أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة العشرات.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني -في بيان- إن العمليات العسكرية بالمدن و”مقتل 9 فلسطينيين على الأقل، اثنان منهم أطفال، يرفع إجمالي عدد القتلى في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى 637″ شهيدا.
وأضافت “يمثل هذا أكبر عدد من القتلى خلال 8 أشهر منذ بدأت الأمم المتحدة تسجيل أعداد الضحايا في الضفة الغربية قبل عقدين”.
وتابعت شامداساني “قُتل العديد من الأطفال أثناء إلقائهم الحجارة على قوات الأمن الإسرائيلية التي تحظى بحماية عالية، كما قُتل فلسطينيون آخرون لم يشكلوا أي تهديد وشيك للحياة أو للتسبب بجروح خطيرة”.
وشددت على أن “هذا الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة وازدياد عمليات القتل المحددة الهدف وغيرها من عمليات القتل بإجراءات موجزة أمر مثير للقلق”.
كما دعت إلى ضرورة فتح تحقيق شامل ومستقل في عمليات القتل غير القانونية المحتملة، ومحاسبة المسؤولين عنها.
حماية الفلسطينيين
في السياق ذاته، طالب الأردن مجلس الأمن الدولي بتوفير حماية للشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، منددا باعتداءات الجيش المتواصلة شمال الضفة المحتلة.
وقال بيان صادر عن خارجية المملكة “نطالب بضرورة تحرك المجتمع الدولي ومجلس الأمن لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب”.
وأدانت الوزارة “الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخرها العدوان الهمجي على جنين وطولكرم وطوباس، شمال الضفة الغربية”.
كما دعت المجتمعَ الدولي إلى “التصدي الفوري والحازم للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والممنهجة للقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني ولالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال”.
وشدد البيان الأردني على ضرورة الوقف الفوري لـ”الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تمعن في انتهاكاتها واعتداءاتها على الفلسطينيين، في ظل استمرار حربها العدوانية على قطاع غزة، وبالتزامن مع الانتهاكات الإسرائيلية للوضع التاريخيّ والقانوني في القدس ومقدساتها وحملة التحريض المتواصلة التي يمارسها وزراء (إسرائيليون) متطرفون، بما ينذر بمزيد من التدهور وتوسيع الصراع”.
وعدت الخارجية الأردنية في البيان “عمليات الإخلاء والتهجير للفلسطينيين خرقا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
من جهتها، أدانت الخارجية التركية بشدة -في بيان- كلا من العملية العسكرية “غير القانونية” التي بدأتها إسرائيل بالضفة المحتلة، وتصريح وزير الخارجية يسرائيل كاتس بأن حكومته ستنقل ممارساتها في غزة إلى الضفة.
وأوضح البيان التركي -اليوم- أنه من الضروري اتخاذ الإجراءات العقابية والملزمة ضد هذه التصرفات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني التي تتجاهل القانون الدولي تماما.
وأضاف أن “سياسات الإبادة الجماعية” التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني تشكل تهديدا رئيسيا للأمن الدولي.
وأكدت الخارجية التركية في بيانها أن الدول التي تدعم إسرائيل بدون قيد أو شرط يجب أن تتخلى فورا عن موقفها المخالف للقانون والضمير الإنساني.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال الضفة الغربية تنديد أممي الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
“متطرفون” في حكومة ترامب.. لا سلام مرتقب في المنطقة
يمانيون – متابعات
ينسج ترامب حكومته بإتقان، ويختار أعضاءها بعناية فائقة، فالأسماء الواردة في التشكيلة لا تبشر بإمكانية التهدئة في المنطقة، وإنما بالمزيد من إشعال الحرائق.
ويرى موقع “ميدل ايست آي” البريطاني أن ترامب ملأ حكومته بأشخاص قدموا كل الحجج لصالح “إسرائيل” لنشر الحرب في كل أنحاء المنطقة، واصفاً هذه الحكومة بأنها: “وصفة لحرب شاملة في الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن “حكومة ترامب المقبلة هي أكثر الحكومات دعماً لإسرائيل في تاريخ أمريكا”.
في هذا التقرير سنحاول تسليط الضوء على أبرز “”المتطرفين”” في حكومة ترامب، والذين سيشغلون مناصب هامة، مع إعطاء لمحة عن توجهاتهم السياسية والعقائدية، لتتضح لنا الرؤية أكثر، حول السياسية الأمريكية القادمة، ونظرتها للعرب والمسلمين، وللمنطقة بشكل عام.
مايك والتز – مستشار الأمن القومي
يعد منصب “مستشار الأمن القومي” مؤثراً للغاية، ويعينه الرئيس، ولا يتطلب تأكيد مجلس الشيوخ، وهو مكلف باطلاع الرئيس وتنفيذ سياساته.
واختار ترامب لهذه المهمة مايك والتز، ويوصف بأنه “عدو مخلص لوقف إطلاق النار”.
في سبتمبر الماضي قال والتز لقناة فوكس، وهو يتحدث عن طوفان الأقصى، والعدوان الصهيوني على قطاع غزة: “وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين لن ينهي الصراع”، مضيفاً: “ستستمر إيران في تأجيج الاضطرابات لأنها تريد تدمير إسرائيل”.
ويزيد قائلاً: “إن تقديم التنازلات تلو التنازلات لإيران هو في الواقع ما يزعزع استقرار الوضع”.
بيت هيغسيث – المرشح لمنصب وزير الدفاع
من ضمن الجدل الذي أحدثه ترامب في اختياره لتشكيلة حكومته، هو اختيار بيت هيغسيث كمرشح لوزارة الدفاع.
يحمل هيغسيث “صليب القدس” على صدره، ولا يؤمن بالتنوع، وعمل في السابق حارساً في معتقل غوانتنامو سيء الصيت، كما شارك في القتال خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، ويمتاز بكراهيته الكبيرة للمسلمين.
قاد هيغسيث حملة للإفراج عن أفراد من الجيش الأميركي وُجهت إليهم اتهامات بارتكاب جرائم حرب، ففي عام 2019، حث هيغسيث الرئيس ترمب على إصدار عفو عن هؤلاء الجنود، مشدداً على ضرورة إطلاق سراحهم، وقد أثمرت جهوده عن نجاح، حيث أصدر ترمب عفواً عن قائد عسكري سابق كان من المقرر أن يواجه المحاكمة بتهمة قتل صانع قنابل أفغاني مشتبه به، بالإضافة إلى ملازم سابق أُدين بالقتل لإصداره أوامر لجنوده بإطلاق النار على ثلاثة أفغانيين، مما أسفر عن مقتل إثنين منهم.
قال لفوكس نيوز: “أعتقد أن هذه لحظة للحكومة الإسرائيلية، وليس حكومة الولايات المتحدة، لاتخاذ إجراءات ضد إيران لمنع القنبلة الإيرانية. وقال أيضاً في تصريحات سابقة: “لا يمكن أن نسمح لإيران بالدرع النووي.. تخيل كيف ستبدو المنطقة والعالم”.
ويرى ترامب أنه مع قيادة بيت سيأخذ أعداء أميركا حذرهم. ويضيف: “جيشنا سيكون عظيماً مرة أخرى، وأميركا لن تتراجع أبداً، وبيت سيكون بطلاً شجاعاً ووطنياً لسياسة السلام من خلال القوة التي ننتهجها”.
ماركو روبيو- المرشح لمنصب وزير الخارجية
ومن بين “”المتطرفين”” الذين اختارهم ترامب في تشكيلة حكومته المقبلة “ماركو روبيو” لشغل منصب وزير الخارجية.
يعتبر روبيو من “المتطرفين” في السياسة الخارجية، حيث يتبنى مواقف صارمة تجاه الصين وروسيا وإيران، ويحذر من تعاونهم المتزايد ضد الولايات المتحدة.
هو عضو مجلس الشيوخ، الكوبي الأصل، ومن أكثر المدافعين عن “إسرائيل” والمتشددين في الانحياز لها، والكارهين لحماس وإيران واتهامه للأخيرتين دائماً بأنهما السبب فيما سماه ” كارثة 7 أكتوبر 2023″.
يطالب دوماً بالقضاء على حماس – وهو ما يتوافق مع موقف ترامب- وطردها خارج قطاع غزة، وعدم السماح لها بلعب دور في المشهد السياسي الفلسطيني.
ويعتبر ماركو روبيو من أنصار نظرية “السلام القائم على القوة”، وقد أعرب في عدة مناسبات عن دعمه غير المشروط “لإسرائيل”، التي تشن عدواناً على قطاع غزة ضد ما يسميه “منظمة حماس الإرهابية”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” تصريحاً له يقول فيه : “حماس هي المسؤولة بنسبة 100%” عن الكم الهائل من الضحايا المدنيين الفلسطينيين”.
مايك هاكابي- سفير ترامب لدى “إسرائيل”
واختار ترامب كذلك مايك هاكابي كمرشح لشغل منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الكيان الغاصب، وهو من “المتطرفين” الذين لا يخفون دعمهم المطلق “لإسرائيل” وخططها الخبيثة في المنطقة، ومن أكثر الشخصيات الأمريكية دعماً لمخطط ضم الضفة الغربية، وهو أول شخص غير يهودي يتم ترشيحه لهذا المنصب.
هناك كلمات معينة يرفض السفير الأميركي القادم استخدامها: “لا يوجد شيء مثل الضفة الغربية.. إنها يهودا والسامرة. “لا يوجد شيء اسمه مستوطنات.. إنها أحياء، إنها مدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال”، هذا ما قاله لشبكة سي إن إن عام 2017.
وسبق لهاكابي أن صرح منذ 6 سنوات بأنه مسيحي إنجيلي مؤيد صريح لإسرائيل طوال مسيرته السياسية، وإنه يحلم ببناء “منزل للعطلات” في الضفة الغربية المحتلة من قبل “إسرائيل”. ويرفض إطلاق اسم ” الاحتلال ” على الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية ويفضل الاسم العبري “يهودا” و”السامرة” على الضفة الغربية.
وقال عنه ترامب: “إن هاكابي يحب إسرائيل وشعب إسرائيل” وسيعمل على “إحلال السلام في المنطقة”.
قال هاكابي في تصريحات سابقة: “لو تم انتخابي رئيساً لأمريكا سأدعم الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، فأنا أعتبر هذا المكان أرض الشعب اليهودي وموطنه”.
ويرى هاكابي أن الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة باراك أوباما مع إيران أنه اتفاق سيئ وخطير.
وأطلق في السابق تصريحاً قاسياً حول الاتفاق النووي الإيراني، قائلاً إن أوباما “يقود الشعب الإسرائيلي إلى الأفران”.
من خلال النظرة السريعة للشخصيات التي رشحها ترامب لشغل مناصب قيادية في حكومته المقبلة، تتضح نوايا الإدارة الأمريكية الجديدة، فكل الذين تم اختيارهم لمناصب حساسة يمتازون بالولاء المطلق للكيان الصهيوني، والعداء للمسلمين، ولمحور المقاومة، وللصين، وإيران، ما يعني أن هذه الإدارة لن تقدم شيئاً للسلام في المنطقة وتهدئة الحروب، كما وعد ترامب في حملاته الانتخابية، بل إن المؤشرات تدل على أنه سيمضي في صب الزيت على النار، وإشعال الحرائق، بدلاً من إطفائها.
——————————————————–
موقع أنصار الله . تحليل | أحمد داوود