قال المستشار جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام لـ جامعة الدول العربية، إن العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية أثارت قلقا كبيرا لدى الجامعة العربية، وانعكس في البيان الذي صدر اليوم، فما يحدث يشبه محاولة استنساخ الوضع الذي قامت به قوات الاحتلال في قطاع غزة، ونقله للضفة الغربية من حصار للمستشفيات وعمليات قتل وعملية عسكرية موسعة وإغلاق وحصار للمدن.

البرلمان العربي: عدوان الاحتلال في الضفة الغربية انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني سيناريو غزة يتكرر في الضفة

وأضاف  المتحدث باسم الأمين العام لـ جامعة الدول العربية، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية داليا أبو عميرة، والمذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الهدف يتجاوز ما تتحدث به قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنها تستهدف جيوب للمقاومة هنا أو هناك، ونرى أن هذه العملية نقلة نوعية ومحاولة فتح جبهة جديدة للصراع، ما يثبت أن الشهور الماضية التي ادعت فيها إسرائيل أنها ترد على عملية السابع من أكتوبر "حديث فارغ".

الهدف الحقيقي هو إخضاع الفلسطينيين

وتابع المتحدث باسم الأمين العام لـ جامعة الدول العربية: "نشاهد اليوم أن العملية تجرى في الضفة الغربية، والهدف الحقيقي هو إخضاع الفلسطينيين وتنفيذ مخطط إسرائيلي بإخلاء مناطق بعينها، واستمعنا إلى كلمة الإخلاء تذكر اليوم على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي، ونحن أمام وضع جديد، وهو ما ظهر في بيان الأمين العام، ووصلنا للحظة الحقيقة".  

وسع أمس رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى «بنيامين نتنياهو» حرب الإبادة الجماعية التى دخلت شهرها الحادى عشر بقطاع غزة بشن أكبر عملية اجتياح فى تاريخ الضفة المحتلة منذ 2002 مع إعلان وزير خارجية الاحتلال «يسرائيل كاتس» اعتزامه تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بالداخل المحتل على غرار ما يحدث فى القطاع تزامنا مع وجود وفد إسرائيلى فى العاصمة القطرية الدوحة فيما يتعلق بوقف الحرب!


وأسفرت العملية عن استشهاد وإصابة العشرات فى جنين وطوباس، فى الضفة المحتلة وسط اشتباكات ضارية فى مخيم نورشمس وطولكرم، مخيم الفارعة طوباس، السيلة الحارثية، قباطية ونابلس ويحاصر الاحتلال المستشفيات القريبة من مخيمات اللاجئين، بما فى ذلك مستشفى ابن سينا فى جنين، لمنع المصابين من الوصول إليها، ويقوم بفحص المرضى الذين يدخلون.

ورافق قوات الاحتلال غطاء جوى بالطائرات، كما تشارك فيها وحدات المستعربين، لإخلاء الفلسطينيين باستخدام الجرافات لتجريف شوارع المناطق التى تتعرض للعدوان الإسرائيلى.


أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، عن إطلاق قواتها عملية واسعة النطاق فى شمال الضفة المحتلة وأوضحت أن قوات الأمن تعمل فى وقت واحد فى جنين وطولكرم.

وأشارت إلى أن طائرات هليكوبتر قتالية وطائرات بدون طيار تشارك فى العملية أيضًا من أجل مساعدة وتغطية القوات البرية. ودمر الاحتلال خطوط المياه الرئيسية والطرقات تزامنا مع تفجير المنازل.

وأكد منسق القوى الوطنية الفلسطينية فيصل سلامة أن الاحتلال أبلغ الارتباط العسكرى الفلسطينى بشكل رسمى دعوة سكان مخيم نور شمس بإخلاء منازلهم.

واضاف أن الاحتلال أعطى سكان مخيم نور شمس 4 ساعات لمن يرغب بمغادرة المخيم وأن هناك عائلات بدأت بمغادرة منازلها.


وكشف عن أن هناك أكثر من 300 تعرضت للتدمير الكلى والجزئى فى المخيم، وأظهرت مشاهد مصورة إعطاب المقاومة لجرافة الاحتلال الإسرائيلى بعد استهدافها بعبوة ناسفة فى المخيم.

وأكد رئيس بلدية جنين «نضال العبيدى» أنّ المدينة أصبحت منطقة منكوبة بفعل العدوان عليها، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يفرض على سكانها إجراءات انتقامية ويتعامل معها على أنها مثال مصغر لقطاع غزة.

وأوضح «العبيدى» أنّ المدينة تتعرض لكل أنواع القتل البطىء والسريع، والاحتلال يجعلها فى وضع خطير جدا، مشددًا على ضرورة التدخل الدولى لإلزام الاحتلال بوقف عدوانه الانتقامى على جنين ومخيمها، وبقية مدن ومخيمات الضفة.


وأعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد، عن أنها فجرت عبوتين فى آليات الاحتلال بمحور المسلخ بمخيم نور شمس وأخرجتها عن الخدمة.

وقالت كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس، فى بيان لها، إن مقاتليها يتصدون للاحتلال فى محاور القتال بمخيم الفارعة وخاصة فى محور بيروت.

وأطلقت سرايا القدس على المعركة التى تخوضها المقاومة ضد عدوان الاحتلال على مناطق شمال الضفة اسم «رعب المخيمات»، مؤكدة أن مقاتليها «سيذيقون العدو رعب المخيمات وسيعلم جنوده ما ينتظرهم من جحيم».


وتعد العملية الإسرائيلية هى الأوسع منذ عملية «السور الواقى» فى عام 2002 حيث يشارك فيها سلاح الجو وقوات كبيرة، ويشارك فيها جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى (شاباك) وقوات المستعربين.

وأكدت رئاسة السلطة الفلسطينية، أن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة فى الضفة المحتلة إلى جانب حرب الإبادة فى قطاع غزة، ستؤدى إلى نتائج وخيمة وخطيرة.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة «نبيل أبوردينة»، فى بيان، أن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة فى الضفة إلى جانب حرب الإبادة فى قطاع غزة، تأتى استكمالا للحرب الشاملة على الشعب الفلسطينى وأرضه ستؤدى إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع.

وحذرت الحكومة الفلسطينية من دعوات وزير الخارجية الإسرائيلى لإخلاء الضفة المحتلة من أهلها على غرار ما يحدث فى غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الدول العربية الضفة الغربية الجامعة العربية فلسطين غزة جامعة الدول العربیة الضفة المحتلة المتحدث باسم الأمین العام فی الضفة

إقرأ أيضاً:

كيف تمحو إسرائيل أحلام الفلسطينيين في المنطقة «ج»؟

في تلك اللحظة الفاصلة بين الليل والفجر، وبين الحلم والخراب، كانت أمّ كرم تعدّ خبز التنور في خيمتها المتواضعة في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، حين داهمتها الجرافات الإسرائيلية برفقة جنود مدججين بالعتاد. صرخت الأم قبل أن تنهار الخيمة على رؤوس أطفالها: «ما لحقت حتى ألمّ البطانيات... هدّوا كل شيء، حتى صاج الخبز اللي ورثته عن أمي».

كانت هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة. ففي قلب المنطقة «ج»، التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، يخوض الفلسطيني معركة بقاء يومية. لا تحميه القوانين، ولا تصله الكهرباء، ولا يسمح له ببناء جدار أو حفر بئر، في حين تزدهر المستوطنات على التلال، وتتكاثر مثل الطفيليات.

المنطقة «ج»: حيث تُهدم البيوت وتُحاصر الحياة

منذ توقيع اتفاق أوسلو، قُسّمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، وظلت المنطقة "ج" - الأكبر مساحة - تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة أمنيًا وإداريًا. تضم أكثر من 200 مستوطنة وبؤرة استيطانية، وتقطنها قرى فلسطينية مهمشة، محرومة من الحد الأدنى من البنية التحتية.

في هذا الفراغ القانوني، أصبحت الجرافة الإسرائيلية أداة تشريع، وأصبح الفلسطيني هدفًا دائمًا للمحو. كل شيء هنا مؤقت، هش، ينتظر أمر الهدم، أو حجارة مستوطن، أو اقتحامًا ليليًا يخلع أبواب المنازل وينثر سكانها في العراء.

فالهدف الإسرائيلي من هذه السياسات لا يخفى على أحد: فرض وقائع على الأرض تُمكّن من السيطرة الكاملة على المنطقة دون الحاجة إلى مفاوضات أو اتفاقيات، ودفع الفلسطينيين إلى اليأس والنزوح الذاتي البطيء، عبر خنق سبل العيش، وحرمانهم من الحق في البناء، والماء، والكهرباء، والتعليم. إنها سياسة استيطان توسعية تتستر بذرائع أمنية وقانونية زائفة، لكنها تسعى فعليًا إلى تفريغ الأرض من أصحابها، لتُعاد هندسة الجغرافيا والديموغرافيا بما يخدم مشروع الضم والهيمنة.

أقسى من الجندي: رعب المستوطن

في شرق نابلس، وتحديدًا في بيت دجن، كان أحمد صوافطة، سائق الجرافة الفلسطيني، يحاول تسوية قطعة أرض تعود لعائلة زراعية فقيرة، حين داهمتهم قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي وصادرت المعدّات.

يقول خلال حديثه لـ«عُمان»: «أنا لم أقوم ببناء مستوطنة، ولا اقوم بحفر نفق! أنا أعمل في عملي، قالي لي جنود الاحتلال: هذا نشاط غير مرخّص، مع أن الأرض لنا، فقام جنود الاحتلال بضرب شاب من كان يعمل معي، ووقع أرضًا من الضرب المبرح».

أما في عصيرة القبلية جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، فكان المشهد أكثر رعبًا. المستوطنون لا يكتفون بسرقة الأرض، بل يهاجمون القرى نهارًا، تحت حماية جنود الاحتلال.

محمد عارف، شاب من القرية، يروي لـ«عُمان» مشهد الاقتحام الأخير: «دخلوا على القرية مثل قطيع مسعور، معهم سلاح وملثمين. رجموا البيوت بالحجارة، ضربوا الشجر، كسروا السيارات. حاولنا نصدهم، فهجم علينا جنود جيش الاحتلال، بدل ما يبعد عنا غلاة المستوطنين».

جبع: ذاكرة تهدمها الجرافات

في بلدة جبع الواقعة شمال مدينة القدس المحتلة، تقف الجرافة شاهدًا على جريمة جديدة. منزل عطا أمين العبيدي، المشيد منذ أربعين عامًا، تم تسويته بالأرض. لم تُمنح العائلة أي إخطار، ولم تُعطَ فرصة للاستئناف.

يقول عطا العبيدي لـ«عُمان»، وهو يضمد جراح ابنه الذي أُصيب أثناء الاقتحام: «12 نفر ساكنين في هذا البيت. صحونا على صريخ، دخلوا البيت بدون إذن، دفعونا، طخّوا ابني، وحجرونا، وبلشوا بالهدم. الدار راحت، كأنها ليست أربعين سنة تعب».

سامي توام، رئيس مجلس قروي جبع، يحاول أن يلملم ما تبقى من ذاكرة القرية: «هذا البيت من ثلاث طوابق، 200 متر، فيه بئر ماء وشجر عمره سنين. نحن لم نخسر بيت فقط، وإنما خسرنا تاريخ. للأسف، الاحتلال الإسرائيلي لم يهدم بيوت، ولكن يهدم مستقبل بلدة كاملة».

وأضاف بأسى: «من شهرين تقريبًا، فجأة ظهروا مستوطنين في سهل البلد، نصبوا خيام، وبدأوا يهاجموا الشجر والمزارعين. حاولنا بكل الطرق نمنعهم - اتصلنا بالارتباط الفلسطيني، والشرطة، وجهات أجنبية - ولكن بيرجعوا تاني يوم، أقوى».

الهدم بلا إنذار

وفي فجر آخر أكثر قسوة، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة بين بلدتي الرام وجبع، وهدمت منزلًا ومجموعة بركسات تأوي خمس عائلات فلسطينية.المنزل يعود للمواطن إبراهيم كعابنة، الذي يروي مشهد الطرد والهدم بذهول لا يزال في عينيه:«الساعة خمسة الفجر، سمعنا عراك كلامي. طلعوا علينا جيش الاحتلال، طلعونا من البيت حتى أواعينا ما قدرنا نأخذها، المبنى مشيد من 1988، معي عقد ملكية، وفيه ثلاث عائلات، وفيه مزرعة غنم فيها عائلتين. لكن ما سمعونا، ولا أعطونا مهلة، قالوا: تنفيذ أمر عسكري».

الاستيطان يزحف

ليس الهدم وحده ما ينهك الفلسطيني، بل اعتداءات المستوطنين اليومية. في قرى القدس، وخصوصًا في سهل جبع، سُجلت عشرات الهجمات في الأسابيع الأخيرة.

سامي توام يروي أن المستوطنين اقتلعوا مئات أشجار الزيتون، وهاجموا قطعان الأغنام، واعتدوا على الأهالي والمزارعين.

ويتابع : «كأنهم بيجربوا حدود صبرنا. كل يوم يأتون إلى هنا، كل مرة بخيمة جديدة. المستوطن عنده جيش محتل يحميه، ونحن لنا رب العالمين فقط».

يرى المحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور أن ما يحدث في المنطقة «ج» ليس سلسلة اعتداءات عشوائية، بل خطة مدروسة لتغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي.

يقول: «إسرائيل تطبق سياسة (الضم الزاحف). لا تحتاج قانونًا لضم الضفة، بل تخلق وقائع على الأرض. تُطرد العائلات، تُسلب الأراضي، تُحاصر القرى، ويُغلق المجال للبناء والتنمية. وبهذا، تُفرغ المنطقة ج من سكانها الأصليين، وتُملأ بالمستوطنين».

ويضيف، في تصريح لـ«عُمان»: «الخطورة مش بس بالهدم، بل بكسر الروح. الفلسطيني لما يفقد البيت، الشجرة، الماء، حتى الظل، يبدأ يفكر بالرحيل. وإسرائيل تراهن على هذا التآكل البطيء».

وأشار إلى أن الاستيطان في المنطقة «ج» يجري وفق رؤية استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى قطع التواصل الجغرافي بين المدن والبلدات الفلسطينية، وتحويل الضفة الغربية إلى جزر معزولة يسهل السيطرة عليها.

ويوضح: «هذا المشروع الاستيطاني يقتل الأمل الفلسطيني بدولة قابلة للحياة. لا يكفي أن نرصد أرقام البيوت المهدمة أو البؤر الجديدة، علينا أن ننتبه إلى ما هو أخطر: تقويض فكرة الوطن في ذهن الإنسان الفلسطيني، وقتل الأمل لديه إقامة الدولة الفلسطينية».

صوت الجرافة أعلى من النداء

في المنطقة «ج»، لا توجد خطوط تماس تقليدية، ولا حرب تُعلن رسميًا، لكن هناك ساحة مفتوحة للمحو المنهجي. كل حجر يُهدم، كل شجرة تُقطع، كل طفل يُفزع من نومه، هو جرح في جسد الأرض.

ما بين خربة حمصة، وجبع، وبيت دجن، والرام، يتكرّر المشهد، وتتشابه التفاصيل، ويطغى صوت الجرافة على صوت الأم وهي تبكي خبزها الذي احترق على صاجٍ مقلوب.

هنا، حيث تُسرق الذاكرة ويُقتل الأمل، يبقى الفلسطيني واقفًا، يبني من الطين مرة أخرى، ويعيد زرع الزيتونة، ولو في علبة سمن فارغة، ويقول: «إحنا هون... ولو ما ضل إلنا غير ظل الشجرة».

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تعدم طفلا في اليامون غرب جنين (شاهد)
  • ماذا يعني وضع إسرائيل بوابات حديدية على مداخل مخيم جنين؟
  •  جيش الاحتلال يواصل حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلة
  • الاحتلال يقتل طفلا ويطبق الحصار على مخيم جنين
  • استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال في اليامون غرب جنين
  • جنين تشتعل من جديد.. سرايا القدس تعلن استهداف آليات الاحتلال بعبوات ناسفة
  • اعتقالات ومداهمات بمدن وبلدات الضفة.. وتفجير منزل شهيد في القدس المحتلة
  • كيف تمحو إسرائيل أحلام الفلسطينيين في المنطقة «ج»؟
  • حماس: تصريحات وزراء حكومة الاحتلال بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية تمثل امتدادا لسياسات الاستيطان العدوانية
  • خطوات متسارعة من الاحتلال لضم الضفة.. ووزراء يدعون لإعلان رسمي