تسود توقعات بأن استمرار ضعف الطلب على النفط من قبل المستهلكين في العالم، لا سيما في الصين والهند، قد يدفع السعودية إلى تمديد خفض إنتاج النفط "وتعميقه"، والفرق معروف، فالتمديد مرتبط بالوقت والتعميق بالكمية.

وقد يكون هذا هو ما أعلنته المملكة، قبل أيام، عندما نشرت وكالة الأنباء السعودية "واس" تأكيدًا على أن البلاد ستمدد بالفعل خفض إنتاجها النفطي البالغ مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول المقبل، ولكن مع نقطة مهمة تم إغفالها إلى حد كبير من قبل الكثير من التغطية الإعلامية، وهي أن الخفض "يمكن تمديده أو تمديده وتعميقه".

التعميق لإحداث تأثير أسرع في الأسعار

وهذه هي المرة الأولى التي تشير فيها المملكة العربية السعودية إلى استعدادها لإجراء تخفيضات أعمق إذا كانت الإجراءات السابقة تستغرق وقتًا طويلاً لتحقيق التأثير المطلوب، كما يقول الكاتب المالي المخضرم أليكس كيماني في تحليل نشره موقع "أويل برايس".

اقرأ أيضاً

87.17 دولار للبرميل.. النفط إلى ذروة جديدة بعد قرار السعودية

ويبدو هذا الأمر مخالفا لتوقعات متابعين قالوا إن السعودية قد تطيل فترة خفض الإنتاج (التمديد)، لكنها لن تعمقه، بل على العكس، توقعوا أن تقلل المملكة من خفضهم الإضافي من خلال استعادة بين 250 إلى 500 ألف برميل يوميًا من الإنتاج المتوقف في سبتمبر/أيلول.

وقياسا إلى نجاح التخفيضات السعودية الماضية في الإنتاج، حيث ارتفعت أسعار برنت بنسبة 12% في الشهر الماضي إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 87.61 دولارًا في جلسة يوم الأربعاء، فمن المنطقي أن تمدد الرياض التخفيضات، لأنها تحتاج إلى سعر 100 دولار لبرميل النفط، من أجل موازنة دفاترها المالية وضبط ميزانيتها.

مزيد من الخفض

ويتوقع الكاتب أن يؤدي ضعف الطلب من قبل مستهلكي النفط الرئيسيين إلى إقناع السعودية بالمزيد من الخفض.

وتظهر أحدث البيانات الواردة من الصين أن واردات النفط الخام تراجعت 2.412 مليون برميل في اليوم على أساس شهري إلى أدنى مستوى لها في الشهر السادس عند 10.429 مليون برميل في اليوم مع تراجع المخزون.

وليس من الواضح ما إذا كانت هذه هي بداية اتجاه هبوطي منذ أن كانت واردات شهر يونيو/حزيران الماضي هي ثاني أعلى مستوى على الإطلاق، حيث وصل بناء المخزون إلى مستوى متقلب.

اقرأ أيضاً

منافسة سعودية روسية شرسة في ميدان النفط الصيني.. من سيربح الجائزة الكبرى؟

في غضون ذلك، سجل طلب الهند على النفط لشهر يوليو/تموز 4.70 مليون برميل في اليوم، وهو أضعف من توقعات "وول ستريت" عند 4.83 مليون برميل في اليوم.

وتباطأت وتيرة نمو الطلب على أساس سنوي في البلاد من 190 ألف برميل يوميًا في يونيو إلى 84 ألف برميل في اليوم في يوليو.

وقد راهن محللو السلع في "ستاندرد تشارترد" على أن السعودية لن تعمق تخفيضاتها لأن مخزونات النفط من المرجح أن تنخفض بحدة في المستقبل، بسبب الاعتبارات البيئية والاهتمام العالمي بتحسين المناخ، لكن يبدو أن هذا التوقع مفرط في التفاؤل، يقول الكاتب.

وبشكل عام، يرى آخرون أن السعودية قد تقرر الانتظار حتى زوال الضباب الإحصائي الذي يعطي أرقاما متذبذبة حول توقعات الاستهلاك، قبل أن تقرر ما إذا كانت ستعمل على تعميق تخفيضات الإنتاج أم لا.

وتوقع معظم خبراء الطاقة أن أسواق النفط العالمية سوف تضيق تدريجيًا، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الأسعار مع مرور الأشهر.

نقص في الإمدادات

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) في باريس حدوث نقص في النفط بنحو 1.7 مليون برميل يوميًا خلال النصف الثاني من 2023، وتوقع خبراء السلع في "ستاندرد تشارترد" أن أسواق النفط العالمية ستسجل عجزًا في الإمدادات يبلغ 2.81 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب الجاري، و 2.43 مليون برميل في اليوم في سبتمبر/أيلول المقبل، وأكثر من 2 مليون برميل في اليوم في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.

اقرأ أيضاً

النفط يرتفع 2% بعد تمديد السعودية وروسيا خفض الإنتاج إلى سبتمبر

ويتوقع المحللون أيضًا أن المخزونات العالمية ستنخفض بمقدار 310 مليون برميل بنهاية عام 2023 و 94 مليونًا أخرى في الربع الأول من عام 2024، مما قد يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع.

ووفقًا للخبراء، سترتفع أسعار "برنت" إلى 93 دولارًا للبرميل في الربع الرابع من 2024.

المصدر | أليكس كيماني / أويل برايس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: خفض إنتاج النفط السعودية الطلب على النفط أسعار النفط أوبك برمیل یومی ا

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: المعارض توفر السلع للمواطنين وتمنع احتكار التجار

أكد الكاتب الصحفي محمد عز الدين أن المعارض الموسمية تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على مستوى معيشة المواطنين، خاصة في ظل التضخم العالمي وارتفاع الأسعار نتيجة التأثيرات الجيوسياسية، مضيفًا أن هذه المعارض، مثل "أهلاً رمضان" وأسواق اليوم الواحد، تأتي ضمن المبادرات التي يوجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لضمان توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة.

وأوضح عز الدين، خلال لقائه على قناة "إكسترا نيوز"، أن هناك جهودًا كبيرة بُذلت خلال الأشهر الماضية لتأمين المعروض السلعي، شملت الإفراج عن مستلزمات الإنتاج، والتوسع في الشراء الموحد عبر الشركة القابضة للصناعات الغذائية، والتنسيق مع جهاز مستقبل مصر ووزارة التموين. ونتيجة لهذه الجهود، وصلت الاحتياطات الاستراتيجية لبعض السلع إلى 6 و7 أشهر، ما يعزز استقرار الأسواق.

وأشار إلى أن دخول استثمارات خارجية جديدة، مثل مشروع رأس الحكمة، سيساهم في زيادة الإفراجات الجمركية عن مستلزمات الإنتاج والأعلاف والصناعات الغذائية، مما أدى إلى تحسن توافر السلع في الأسواق، كما تم تنسيق استيراد سلع موسمية، مثل الياميش، لضمان استقرار المخزون ومنع حدوث أزمات مفتعلة، كما كان الحال سابقًا مع سلع مثل السكر والبصل.

وأكد عز الدين أن تشديد الرقابة الحكومية لعب دورًا أساسيًا في منع احتكار التجار لبعض السلع، مما يضمن حقوق المستهلكين، كما أشار إلى أن أسواق اليوم الواحد تساهم في تخفيف الضغط على المواطنين في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وتحدّ من استغلال بعض التجار للمواسم في رفع الأسعار أو تخزين السلع لبيعها لاحقًا بأسعار مرتفعة.

وفي ختام حديثه، شدد عز الدين على أن انتشار معارض "أهلاً رمضان" في جميع المحافظات، بما فيها مطروح، يؤكد اهتمام الدولة بتوفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة، ويعزز من توازن الأسعار في الأسواق، ما يعود بالنفع على المجتمع بأسره.

مقالات مشابهة

  • بطاقة 600 برميل يومياً.. إعادة العمل بـ«حقل الصباح النفطي» بعد توقف دام عشر سنوات
  • أقل من التكلفة.. نقيب الفلاحين يحذر من انخفاض أسعار الخضروات.
  • النفط السوري… رحلة 90 عاما من الاكتشاف إلى الأزمة
  • كاتب صحفي: المعارض توفر السلع للمواطنين وتمنع احتكار التجار
  • ترامب … أسعار النفط … تحليل ..؟؟
  • «دراجون أويل» توسّع استثماراتها في مصر
  • "دراجون أويل" توسّع استثماراتها في مصر
  • شراكة استراتيجية.. "دراجون أويل" الإماراتية تحفر 13 بئراً للنفط في مصر
  • شركة أمريكية تستهدف زيادة إنتاج النفط الليبي إلى مليوني برميل يوميًا
  • العراق يرسخ مكانته كمورد نفط رئيسي للهند بأكثر من مليون برميل يومياً