العراق.. ملفات سياسية واقتصادية في زيارة السوداني لمصر وتونس
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
بغداد- بدأ رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الثلاثاء، جولة عربية شملت في محطتها الأولى مصر حيث أكد خلال لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي أن "العراق المستقر قوّة لكل الأشقاء والأصدقاء في المنطقة" مشدداً على أن حكومته تنطلق من مصالح العراق العليا بمسألة التطورات في المنطقة، وأن بلده قادر على أن يكون ساحة تلاقٍ بين دول المنطقة والبلدان الصديقة.
بدوره أعرب السيسي عن اعتزازه بالعراق، وحرصه الشديد على التعاون الكامل في مختلف المجالات، مؤكدا أن العراق القوي دعامة للمنطقة والبلدان العربية، ومشيراً إلى تطابق الرؤى في ما يتعلق بالتعاون المشترك، ووجود إرادة سياسية واضحة لدى البلدين إزاء التكامل، كما أشاد بإجراءات الحكومة في تثبيت الاستقرار والتنمية والانفتاح الاقتصادي على مستوى دول المنطقة والعالم.
زيارة السوداني إلى تونس تعد الأولى من نوعها منذ عام 2003 (مواقع التواصل) محطتان عربيتانقال رئيس كتلة خدمات في البرلمان العراقي النائب عزيز شريف المياحي، في حديث للجزيرة نت، إن "زيارة السوداني تحمل ملفات عديدة تخص الأمن والاقتصاد والاستثمار" وأضاف أن "إحدى أولويات رئيس مجلس الوزراء ستكون مناقشة الحرب في غزة والسبل الكفيلة بإنهاء معاناة الأبرياء فيها، وتوحيد المواقف للضغط على المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف".
وذكر المياحي أنه سيكون للملف الاقتصادي دور كبير خصوصا في ظل سعي الحكومة العراقية لاستقطاب كبرى الشركات العالمية والعربية للاستثمار في قطاعات مختلفة، أبرزها مشاريع إعمار البنى التحتية والخدمات، حيث استقبل السوداني في مقر إقامته بمدينة العلمين المصرية مجموعة من رجال الأعمال الممثلين لكبرى الشركات المصرية بمختلف القطاعات، في لقاء منفصل على هامش الزيارة.
وأكد أن "العراق اليوم يختلف عن الفترات السابقة" حيث أن هناك حكومة قوية واستقرارا أمنيا، كما أن القرار السياسي والسيادي العراقي أصبح ذا بعد إقليمي وعالمي في الكثير من الأحداث التي شهدتها المنطقة، بالتالي فإن زيارة السوداني "ستحمل رسائل عديدة لحسم القضايا المصيرية بالمنطقة العربية".
وفي زيارة تعد الأولى لرئيس وزراء عراقي منذ عام 2003، غادر السوداني مصر متجهاً إلى تونس، في زيارة تستمر يوما واحدا تلبية لدعوة رسمية من الرئيس قيس سعيد.
وبدوره وجّه السوداني دعوة رسمية لسعيد لزيارة العراق، لتوطيد العلاقات المشتركة التي تشهد مرحلة جديدة، عززها توقيع ما يقارب 20 مذكرة تفاهم، مبينا أنّ اجتماع اللجنة المشتركة في مايو/أيار الماضي أكد الرغبة المتبادلة بتعزيز العلاقات في مختلف المجالات وخصوصاً السياحة، معرباً عن رغبة العراق بتشكيل مجلس أعمال مشترك مع تونس.
توقيع ما يقارب 20 مذكرة تفاهم بين الجانبين العراقي والتونسي (مواقع التواصل) توقيع اتفاقياتوفي تصريح لوكالة الأنباء العراقية (نينا) أكد مظهر محمد صالح مستشار رئيس الوزراء أهمية الزيارتين، مشيرًا إلى أنها ستطور الشراكات الإستراتيجية وستخدم المصالح الوطنية والإقليمية، وأكد أنها تحمل أهمية كبيرة من جوانب عدة في مقدمتها تعزيز العلاقات الثنائية وتقوية التعاون في مجالات الاقتصاد والتبادل الثقافي والتعليمي.
كما ذكر أنها ستفتح المجال لتوقيع اتفاقيات أو مذكرات تفاهم اقتصادية أو فنية تصب في المصلحة المشتركة، وتعزز سبل التعاون المشترك، ولاسيما تطور المشروعات القائمة في الإعمار والسكن التي تتولاها شركات من البلدين وخاصة مصر، فضلا عن تعزيز التجارة والاستثمار مع الدولتين الشقيقتين، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني للجميع، إضافة إلى تعزيز التقارب الإيجابي بين أبناء المنطقة وشعوبها.
وبحسب تصريحات سابقة لرئيس اتحاد المقاولين العرب ورئيس اتحاد مقاولي العراق علي السنافي، فقد أشار إلى وجود اتفاقيات هامة مع الحكومة بشأن حصول عدد من شركات المقاولات المصرية على تنفيذ 5 مشروعات ضخمة للبنية التحتية بالبلاد، ضمن خطة إعادة الإعمار والتنمية، وبتكلفة إجمالية تُقدر بنحو 400 مليون دولار.
وأوضح أن الاتفاقات القائمة على تنفيذ المشروعات الجديدة تقودها وزارة الإسكان المصرية ووزارة التعمير والإسكان العراقية، وذلك ضمن مبادرة النفط مقابل الإعمار، والتي تتضمن حزمة ضخمة من مشروعات البنية التحتية والإسكان.
كما أكد الخبير بالشأن السياسي حسين الكناني أن علاقة العراق مع الجوار والدول العربية لها أولوية لحكومة السوداني، وفي حديثه للجزيرة نت قال إن "هناك ملفات عديدة سيتم طرحها خلال زيارة السوداني لمصر خصوصا ما يتعلق بالطاقة والإسكان" مبينا أن "هناك شركات مصرية تعمل بالعراق، وبالتالي فإن الأمور ذاهبة باتجاه تطوير الجانب الاقتصادي".
أما ما يتعلق بزيارة تونس، فقال الكناني إنها مهمة أيضا كونها جاءت بعد فترة طويلة من عدم زيارة وفد عراقي، منوها إلى قضية رفع تأشيرة الدخول "الفيزا" عن المسافرين، حيث سبق أن قررت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في 15 يونيو/حزيران الماضي إلغاء تأشيرة الدخول بالنسبة لحاملي جوازات السفر العراقية العادية، في إطار فترة السياحة التي لا تتجاوز 15 يوماً، وأكد أن "مبدأ التعامل بالمثل سيفتح آفاقًا مهمة وقطاعات ضرورية في توطيد العلاقة بين البلدين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات زیارة السودانی
إقرأ أيضاً:
الحكومة العراقية: نبذل جهدًا كبيرًا للسيطرة على تأثير الفصائل داخل العراق
شبكة انباء العراق ..
أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، اليوم الجمعة، عمل الحكومة على “الحد من تأثير الفصائل المسلحة داخل العراق”، عبر التصدي العسكري او الحوار مع الدول الإقليمية الداعمة.
وقال العوادي ، ان العراق يواجه تهديدات أمنية خطيرة من قبل إسرائيل، بعد التصعيد العسكري الأخير في المنطقة”، مشيرا الى ان الحكومة العراقية تسعى لمواجهة الهجمات المتزايدة على الأراضي العراقية من الفصائل المسلحة، في ظل تصاعد التوترات في غزة ولبنان.
وأشار الى ان “العراق بحاجة إلى إجراءات قوية داخليًا وخارجيًا للسيطرة على الوضع ومنع المزيد من التصعيد”، مبينا ان “الحكومة تبذل جهدًا كبيرًا للسيطرة على الفصائل المسلحة التي تسعى لاستخدام الأراضي العراقية كمنطلق للهجمات على إسرائيل”.
وبين ان “الحكومة تعمل على ضمان الاستقرار الداخلي من خلال تقوية قوات الأمن العراقية، وتعزيز التنسيق مع الدول الإقليمية لمواجهة هذه التهديدات، والحكومة على استعداد للقيام بجميع الإجراءات اللازمة للحد من تأثير هذه الفصائل في البلاد”.
وشدد على ان “الحكومة العراقية لا تقتصر جهودها على التصدي عسكريًا للفصائل المسلحة، بل تسعى أيضًا إلى حل الأزمة من خلال التفاوض مع القوى الإقليمية والداعمة لهذه الفصائل”، موضحا ان “بغداد تواصل التنسيق مع دول الجوار، محاولًا الوصول إلى تفاهمات تساهم في ضمان الاستقرار داخل العراق ومنع تصاعد الأعمال العدائية في المنطقة”.
وأكد العوادي أن العراق سيتخذ كافة الإجراءات الدبلوماسية والعسكرية لحماية سيادته، مبينا ان “الحكومة العراقية لن تسمح بتعريض أمن العراق للخطر، وستستمر في تعزيز قوتها الدفاعية لمواجهة أي هجمات محتملة”.
user