قال لي صديق لماذا تردد وبدون سبب (أنا إسلامي والحمد لله) ألا ترى أن هذا يقلل فرصك؟ قل أنا إعلامي مستقل وأنسى القصة دي.

قلت له يذكرني هذا بما قيل للشيخ إدريس ود الأرباب (شن جابرك على قولة محسي، أرفع الشملة وخش تحتها وقول أنا جعلي، الناكرك منو؟).

طبعا هذا يشير إلى أن القبيلة في الشمال النيلي أصلا كيان ثقافي إجتماعي وليست عرقا أو سلالة.


الشيخ إدريس قال (أنا عندي شملة فوقها) ويعني بذلك الصله بالله، ومن يريده من أجل ذلك مرحبا، بمعنى أنه يتعمد الانتساب إلى المحس ليس فخرا ولكن رفضا لفكرة الشملة التي دخل تحتها كثيرون لضمان الجاه بين البشر.

بمناسبة الفرص، تقليل بل إلغاء الفرص المغشوشة أفضل، لأنها قائمة على نكران الانتماء والنفاق والزيف. الجهر داخليا ودوليا بالتوجه الاسلامي بوصفه اختيارا شخصيا أفضل من الخوف والتنصل.

أنا سعيد جدا بهذا، و “مبسوط وفرحان” بأي خسارة، والحمد لله ما اتمدد فيه مساحات داخلية أو خارجية -ولو محدودة- أكون واثقا أنها أرض ثابتة تماما لأنها مؤسسة على مكاشفة وعزة، وصدق مع الطرف الذي أتعامل معه، قليل من الذهب الخالص خير من كثير من ورق القصدير المستعمل.

بالمناسبة معظم من ينصحوني بتقليل هذه المجاهرة بالتوجه الاسلامي ليس العلمانيين ولا الغربيين ولا الفضائيات المحلية والدولية ولا الحكومة الحالية، بل هم شخصيات إسلامية ناصحة، لأنهم يرغبون في إمتدادات (غير مصنفة) لتساهم في إنقاذ البلد دون أن ينتبه أعداؤه، وهذا اجتهادهم لمصلحة الوطن ولكنني لا أتفق معهم .. يجب أن نفتح جراحنا في السودان وننظفها حتى لو كان هذا مؤلما، غير ذلك سيتحول الجرح إلى (حبن) وحمى مقيمة.
أنا أرى أن يتوب السودانيين من (الكوزوفوبيا) تماما حتى ينصرهم الله، ومن كان يرفض الاسلاميين من السياسيين والحكام وثبت له الآن الخطأ والتضليل الذي تعرض له السودان والسودانيين عليه أن (يطرش المر) بكسر الميم، وهو متبقي الملاريا أو لغاويس الأدوية مع الطفيليات الميتة، والتي تخرج لتبدأ رحلة التعافي، وشرب الماء وتذوق طعمه الصافي.
أي سياسي أو مسئول بطنه مليانة (مر) رغم زوال المرض، أفضل لصحته أن يطرش ويتمضمض ويرتاح من العناء.

ليس ضروريا أن يرجع الاسلاميين للسلطة، ولا شيوخهم يطلبون هذا الأمر، هذه أكاذيب، أنا لو كنت أصلا أفكر بهذه الطريقة كنت دخلت تحت الشملة زمان. الضروري عندي ليس (الفرص المزعومة) إنما هو التعافي الحكومي والشعبي من معاداة الاسلاميين لصالح طرف خارجي، الضروري هو طراش المر واللغاويس والمضمضة بالملح والسواك.

أقسم بالله العظيم، لن ننتصر إلا برفض التدخل الخارجي، أسمعوا كلامي دا:
أي دولة عندها مزاج في سياسيين من ألوان محددة مبروكين عليها، تديهم جنسيتها وتعرس ليهم بناتها، وتديهم رتب في جيشها ومخابراتها، لكن ما بتفرضهم على السودان ولا في عمال في مراسم القصر.

ولو هذه الدولة أو تلك كارهة سياسيين من ألوان محددة تحتفظ بكراهيتها لنفسها، دي حاجة ما بتخصها، هي لا تحدد من يخدم السودانيين في حكومتهم.

مافي جهة خارج السودان عندها أي حق في التدخل أو إيجار ذباب وأبواق للتحريض الداخلي.
ومن يفعل ذلك ويستمر في التحريض فهو عميل.

*ملحوظة: بخصوص مراجعات الاسلاميين، الشريحة الجديدة الدايرين يركبوها القحاتة أعوان المليشيا.
أنا راجعت نفسي ولقيت درجتي 8 من 10 .. ولو في زول رفض النتيجة وشايف عندو حق تعديلها، أنا ذاتي عندي حق مراجعته، غير ذلك هو يلغي حقه في المراجعة وانا الغي نتيجتي.
الفيصل شنو اذا؟ هو يدعي وأنا أدعي؟ الفيصل هو الشعب والانتخابات .. الداير يترشح للشعب عشان يحدد درجته يترشح ونشوف نتيجته.

لكن مراجعات غامضة ومريبة ومشبوهة .. من بشارك فيها سيحرق نفسه .. أنا أرفض ابتداءا هذا النفاق السياسي لأن المقصود به رضا الخارج.
المراجعة هي صندوق الاقتراع والمراجع العام هو الشعب السوداني.

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أوكسفام وشبكة المنظمات الأهلية: مخازن المواد الغذائية في غزة نفدت تماما

الجديد برس| أكدت منظمة “أوكسفام”، وشبكة المنظمات الأهلية في غزة تزايد الأوضاع الإنسانية في القطاع صعوبة بشكل كبير منذ 2 مارس/آذار 2023، مشيرة إلى أن المخازن التي تحتوي على المواد الغذائية والمستلزمات الإنسانية قد نفدت تمامًا. وفي تصريحات لمديرة السياسات في أوكسفام للجزيرة، اليوم الأربعاء، قالت إن القصف المستمر والتهجير القسري للمواطنين أديا إلى تفاقم الأزمة، مما أسفر عن كارثة إنسانية في القطاع. وأضافت أن الأطفال في غزة يعانون من سوء التغذية الشديد، مما يتسبب في وفاة العديد منهم. ودعت منظمة أوكسفام إلى وقف إطلاق نار دائم وفوري في غزة، بالإضافة إلى فتح ممرات إنسانية غير مقيدة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية لجميع المتضررين. وفي السياق، حذّر أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، من دخول القطاع مرحلة متقدمة من المجاعة، في ظل استمرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر غزة، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية. وأكد الشوا في تصريح متلفز، اليوم الأربعاء، أن معظم المطابخ المجتمعية (التكايا) التي يعتمد عليها نحو 40% من سكان القطاع في الحصول على وجبة واحدة يومياً، ستتوقف عن العمل خلال أيام بسبب نفاد الإمدادات، مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، خاصة مع تزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء. وفي وقت سابق أكد الشوا إلى أن الأوضاع المعيشية والصحية في غزة تشهد تدهوراً خطيراً، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من انعدام الأمن الغذائي والمائي، في ظل عجز المستشفيات عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين والمرضى بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية. وأضاف أن إغلاق المعابر أدى إلى توقف غالبية الجمعيات الإنسانية والتكايا الخيرية عن تقديم خدماتها، ما حرم آلاف الأسر من قوت يومها، وأعاد شبح المجاعة إلى القطاع. وطالبت شبكة المنظمات الأهلية الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة، ودعت إلى تدخل دولي عاجل لرفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، محذرة من مخاطر استمرار الأزمة على مختلف القطاعات، لا سيما الصحية والبيئية. ومطلع مارس، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي. وفي 18 مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق. وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني لرويترز: السودان كشف تورُّط الإمارات الإجرامي وضلوعها في قتل السودانيين بدعمها ورعاية المليشيا.. والآن تحاول ذر الرماد في العيون وتختلق التهم الباطلة
  • أوكسفام وشبكة المنظمات الأهلية: مخازن المواد الغذائية في غزة نفدت تماما
  • رئيس مبادرة عودة الوافدين السودانيين لبلادهم: مدن كاملة لجأت للمحروسة.. شكرًا مصر تحملت 2 مليون وافد
  • عن العشق المغربي لفلسطين.. حالة عشق لا تتكرر يا عبد الله!
  • البرهان يحسم أمر إدارة الاسلاميين للحرب .. المجد للبندقية
  • ما خفي أعظم: سوق النخاسة في إدلب
  • عودة النازحين السودانيين-مناورة سياسية فوق أنقاض وطن ممزق
  • مستشار قائد المليشيا اعترف على الهواء بمجزرة الصالحة
  • البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله