بوابة الوفد:
2025-01-27@05:06:14 GMT

الفن ضد الركود..ولكل وقت أذان

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

فخورة بتنوع أعمالى على مدار مسيرتى الفنية.. و«السوشيال ميديا» من معالم العصراكتشاف المواهب الغنائية تجربة خاضها كل نجوم العالم

 

سميرة سعيد نجمة تعرف كيفية الحفاظ على المقدمة، فهى دائما ما تقدم أشكالا غنائية متنوعة تناسب جميع الفئات العمرية، ولذلك لم يقف جمهورها عند فئة عمرية معينة فهى نجمة الشباب والكبار حتى الأطفال.

مشوارها الغنائى صاحبه العديد من العمالقة، فعندما تتحدث «الديفا» عن الأب الروحى لها يأتى فى الأذهان واحد من أهم المبدعين فى عالم الموسيقى والغناء وهو الراحل «د. جمال سلامة» التى قدمت معه أهم أعمال مشوارها «جانى بعد يومين، مش هتنازل عنك»، بالإضافة لكونها من القلائل الذى كانت انطلاقتهم فى زمن العمالقة.

بالرغم من ذلك نجحت «الديفا» فى معاصرة كافة الأجيال، فبعد زمن الثمانينات دخلت حقبة التسعينات بـ«ليلة حبيبى، وعود لى تانى عود، وحالة ملل، وروحى» وبدأت الألفية بـ«يوم ورا يوم، وقوينى بيك، وحب ميئوس منه»، ثم عصر «السوشيال ميديا» بـ«عايزة أعيش، وهوا هوا، وما زال والليلة هو ليلة»، مرورا بألبومها الجديد «إنسان آلى» الذى طرحته على هيئة أغانٍ «سينجل»، فهى نموذج للنجم المتطور الذى لم يتنازل عن موهبته ولكنه استطاع أن يحافظ على تفوقه مهما اختلفت الأجيال.

سميرة أكدت فى حوارها مع «الوفد» أن كل أعمالها التى قدمتها على مدار مشوارها تعبر عن منهجها الغنائى وأشارت أنها تستمتع بالغناء وتقديم كل ما يسعد الجمهور.. فى هذا الحوار تحدثنا مع النجمة سميرة سعيد عن أعمالها الجديدة ورأيها فيما يدور على ساحة الغناء العربى فى الفترة الأخيرة وأعمالها القادمة.

- أبحث دائما عن التطوير من نفسى ومواكبة ثقافة الأجيال الجديدة مع الاحتفاظ بالشكل الإبداعى للأغنية، ولذلك أميل فى الفترة الأخيرة لتقديم أفكار جديدة ومتطورة مع موضوعات مناسبة، وعندما حدثنى صديقى الملحن عمرو مصطفى عن الأغنية، وجدت نفسى متمسكة بها للغاية وأريد دخول الاستديو لتسجيلها وطرحها على الجمهور، وهذا ما فعلته بالفعل وسعيدة للغاية بردود فعل الجمهور وتحقيق الاغنية مشاهدات كبيرة عبر موقع المشاهدة العالمى «يوتيوب».

- «لكل وقت أذان» هذه الحكمة صحيحة للغاية، فلا يمكن لأى مطرب أن يقف عن حد معين أو خط معين، لأن الأجيال تختلف فى فكرها وثقافتها وأذواقها، هذه هى الحقيقة، ولذلك أحرص دائما على التنوع والاختلاف ولكن بشرط تقديم أعمال تناسب مستوى مشوارى الفنى وتسعد الجمهور الذى أحبه وأحترمه كثيرا، فكانت النتيجة الشكل والأداء الذى أقدمه حاليا وهذا جزء من شخصيتى الغنائية، وأيضا أحرص أيضاً على تقديم الأغانى الطربية التى يحبها ويعشقها الجمهور، لأن الفن ضد «الركود» ولا يمكن أن يكون لأى نجم عمر على الساحة بدون البحث عن التطور والابتكار، وأتقبل النقد عندما أجد فئة من الجمهور تقول نحن نفضل «سميرة سعيد زمان» وهناك من يفضل أغنياتى الحديثة وهذه ظاهرة صحية أن يكون لدىّ جمهور من جميع ومختلف الفئات العمرية.

- «السوشيال ميديا» أصبحت من أهم معالم العصر الذى نعيشه، ولذلك بالطبع نسب المشاهدة معيار من ضمن معايير النجاح، لأنها تتيح للمطرب معرفة حجم اهتمام الناس بالأغنية، ولكن أيضاً هناك ردود فعل مباشرة من الناس وهناك أيضاً الحفلات التى توضح مدى حب الناس للأغنية ولكن هذا لا يمنع أن «السوشيال ميديا» بشكل عام من معالم العصر الذى نعيشه وعلينا مواكبتها والاهتمام بها.

- تجربة «السينجلات» ممتعة للغاية تغير من فكر صناعة الأغنية وتضيف لها حلولا إيجابية، وتعطى لنا الفرصة كمطربين للعمل والاختيار وتعطى الفرصة للجمهور فى سماع الأغنية والتعايش معها أكثر من طرحها ضمن ألبوم كامل، فنحن نعمل حاليا على طرح الألبوم ولكن عبارة عن أغان «سينجل» وهذا مفيد اكثر لنا كمطربين وللجمهور ولصناعة الأغنية، اما فيما يخص الالبومات، فهى ليست صعبة، وانا اتمنى أن تعود الألبومات إلى سابق عهودها، وهناك من يحتفظ بالتجربة ويريد دائما أن يطرح البوم غنائى كامل،ولكن من وجهة نظرى الأفضل هو طرح ألبوم كامل بعد طرح أغنياته على هيئة «سينجلات»، فهذا يعطى لكل أغنية حقها ويعطى للإنتاج حقه، لأن الطرح على منصات الموسيقى أصبح هو المتجر الأساسى للمنتجين بدلا من طرح «السى دى» بالأسواق.

- مشوارى الغنائى يعبر عن «سميرة سعيد» أو بمعنى أوضح المشوار يمثلنى، سواء بالأعمال التى تحتوى على زخم موسيقى وغنائى كبير ومن بعده التحولات المختلفة التى حدثت فى حياتى، بالأعمال التى تناسب الأجيال الجديدة، فكل عمل قدمته كان بحب كبير ليس لمجرد التواجد أو حتى الاختلاف فقط، فأنا أغنى الموسيقى التى أستمتع بها والكلمات التى تمس قلبى، ولذلك هذه الأعمال اأخذت من روحى وإحساسى قبل صوتى، وسعيدة بحب الناس وإعجابهم بى.

- برامج اكتشاف المواهب رسالة سامية كبيرة نحاول من خلالها إعطاء الفرصة لمواهب تريد أن تأخذ متنفسا للحياة وتصعد إلى الأضواء لتعلن عن موهبتها، ونحن كمطربين مشاركين فيها علينا أن نعطى لهذه المواهب خبراتنا وكل ما نملكه من اجل تدريبهم ووضعهم على الطريق الصحيح من أجل حمل راية المستقبل الغنائى فى الوطن العربى، بالإضافة أن هذه البرامج تتيح لى الفرصة للتواصل مع الجمهور أكثر وتجعلنى قريبة منهم ولذلك أراها منصة جيدة لنا كمطربين وللمواهب الجديدة، ولقب نجمة برامج اكتشاف المواهب الأولى أمر يسعدنى كثيرا.

- بالطبع هذا الكلام غير صحيح بالمرة، فكافة النجوم المشاركين نجوم من الطراز الأول وما زالت أعمالهم الجديدة يسعد بها الجمهور، ولهم حفلاتهم على مستوى العالم بأكمله، وهذا لا يحدث فى الوطن العربى فقط، فجميع نجوم العالم مثل «شاكيرا» و«جينفر لوبيز» يشاركون فى الفورمات العالمية من هذه البرامج ولذلك هذا الكلام عار تماما من الصحة ولا يوجد له أى معنى وأتمنى أن يفكر كل من يردده أو يعطى لنفسه فرصة من التفكير ليرى الحقيقة، لأنه كلام غير مبنى على معرفة حقيقية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سميرة سعيد السوشيال ميديا متنوعة تناسب السوشیال میدیا سمیرة سعید

إقرأ أيضاً:

أزهار شهاب تكتب: 470 يوما غيّرتني.. وللحياة بقية يا غزة

470 يوماً مرت علىّ كأنها قرون، أيام حملت فى طياتها صرخات لم تسمعها إلا الجدران، ودموعاً لم تجفّفها إلا رياح اليأس.. «يا عالم أغيثونا.. يا شعوب الأرض اسمعونا» صرخات ارتفعت من حناجر أطفال وشيوخ ونساء ورجال، لم تجد سوى صمت مطبق، كأن العالم أصم أو متواطئ، كنت أشعر بالعجز، وأتساءل دائماً ما الذى يجب علىّ فعله؟

فى تلك الأيام، حفظت الشوارع التى كانت يوماً تعج بالحياة، فتحولت إلى خرائب، والحوارى التى كانت تزخر بالضحكات، فأصبحت مسرحاً للدماء.. «بيت حانون، بيت لاهيا، حى الدرج، حى الزيتون، الشجاعية، مواصى رفح وخان يونس، حى التفاح، دير البلح، النصيرات، المغازى..» أسماء صارت جراحاً تنزف فى الذاكرة كلما ذُكرت.شاب شعر الرأس، وشاخت روحى.

470 يوماً غيّرت حياتى، قلبت نظرتى للكون رأساً على عقب، كنت شخصاً مرحاً، محباً للحياة، مقبلاً عليها بكل تفاصيلها، لكن الواقع صدمنى، فتح عينى على مشاهد لم أكن أتخيلها، هاتفى امتلأ بصور الشهداء وأشلائهم، وأصوات الأمهات الثكالى والوجوه التى شاخت قبل أوانها، ما زالت تُدوى فى أذنى «والولاد اللى ماتوا بدون ما ياكلوا».. «حطى قلبك على قلبى أحس فيكى يا ما».. أصوات تذكّرنا بأننا ما زلنا أحياء، رغم كل شىء.

والأم التى تهرول: «الولاد وين؟»، والشيخ الصامد الذى كان يشد من أزر الآخرين بعد استشهاد أبنائه: «تعيطش يا زلمة، كلنا شهداء».

صورة «يوسف أبوشعر كيرلى» لم تفارقنى، ولا «عم خالد» وحفيدته «ريم»، ولا «الدحدوح» وابنه «حمزة»، ولا «هند» ذات الست سنوات.. الجثث التى نهشتها الكلاب فى الشوارع كانت تؤرق نومى، تلاحقنى فى أحلامى، تذكرنى بأن العالم قد فقد إنسانيته.

كلما جلست لتناول الطعام، أتذكر ذلك الطفل الهزيل الذى كان يمضغ أصابعه من شدة الجوع، وتلوح فى خيالى صورة تلك الأم الباسلة التى كانت تطحن أعلاف الحيوانات لتصنع منها خبزاً، تحاول أن تخدع جوع صغارها الذين يحدقون إليها بعيون واسعة، وذلك الشيخ الباحث عن ورق الشجر ليصنع منه وجبة «مسلوقة» لأطفاله الذين لا يعرفون طعم الشبع إلا فى أحلامهم.

فى تلك اللحظات، تختلط دموعى بـ«لقمة العيش» بين يدى، فأتراجع عنها، وكأنها جمرة تتقد فى كفى، تشمئز نفسى، وتثور معدتى رفضاً لأى طعام يدخلها، والصغار فى خيامهم الباردة يصرخون بصمت، وجوعهم يصرخ فى أعماقى.نصحنى الطبيب ألا أشاهد، أن أغادر مجموعات السوشيال ميديا التى تنقل الواقع الأليم، لكننى شعرت أن الهروب خيانة.

470 يوماً لم أرَ فيها سوى فلسطين.. حساباتى على «تويتر، واتس آب، فيس بوك، تليجرام، إنستجرام..» كلها كانت نوافذ تطل على المأساة لحظة بلحظة.. لم أعتد المشاهد، لكنى لم أستطع أن أغلق عينى، فى كل مرة، الألم نفس، الحسرة نفسها.هذه الحرب غيّرت مفاهيمى تماماً.. الغرب الذى كنت أظنه ملجأ الحقوق والديمقراطيات، كشف عن وجه آخر.. 470 يوماً أغلق عينى على مشاهد المجازر، وأستيقظ على كابوس مجزرة أخرى.

470 يوماً لم أشهد فيها نومة هنيئة، أتصفح هاتفى فى الصباح، أطالع آخر الأخبار، وليلاً أغلق عينى على صور الدمار.. بكاء وصرخات متواصلة، أسئلة لا تجد إجابة: «ما هذا العالم؟ ما كل هذه الخيانة؟ كيف فقد البشر إنسانيتهم؟ كيف تكالبوا جميعاً عليهم؟ أليس فيهم بشر واحد يقول: كفى! 470 يوماً «صحيوا الناس وما ناموا» إلا بهدنة تعلن أن للحياة بقية.

مقالات مشابهة

  • "أخلاقنا".. التى كانت
  • عيدك.. عندما تصبح آمنًا فى سربك
  • المضاعفات الطبية ومخاطر العمل الطبى
  • ياسمين عز: التربية الحديثة فشلت في تشكيل الأجيال الجديدة
  • أحمد غزي: قبلت التحدي بـ«ششتاوي» لاختلافه عن شخصيتي الحقيقية
  • داليا عبدالرحيم تكتب: الدرس
  • د. يسرى عبد الله يكتب:  «الكتاب».. الحقيقة والاحتفاء
  • بـ5 أفلام..البطولة الشبابية تُعيد الثقة للإنتاج السينمائى
  • الفن قاطرة التقدم والتنمية
  • أزهار شهاب تكتب: 470 يوما غيّرتني.. وللحياة بقية يا غزة