الانتخابات الأمريكية القادمة ومصالح مصر
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
فى الخامس من شهر نوفمبر المقبل تبدأ المرحلة الأخيرة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، لاختيار رئيس جديد للبلاد يبدأ مهامه رسميًا فى بداية العام 2025.
ويعتبر البعض هذه الانتخابات شديدة التعقيد، والقائمة على نظام الكتل التصويتية لكل ولاية، هى الأكثر تأثيرًا فى العالم، كله، انطلاقًا من الأهمية السياسية والاقتصادية العظمى للدور الذى تلعبه الولايات المتحدة فى مختلف الأنحاء.
ولا شك أن تساؤلًا مهمًا يطرحه البعض عن أى المُرشحين أفضل لنا فى مصر والعالم العربى، لا سيما فى ظل العدوان الإسرائيلى الوحشى البشع ضد الشعب الفلسطينى، وتدمير كل آمال السلام المُمكنة، وفرص التسوية الشاملة لواحد من أعقد الصراعات فى العالم الحديث.
لقد تابعنا على مدى الأشهر الأخيرة، فى ظل سياسة بايدن ممثل الحزب الديمقراطى تصريحات وقرارات وتحركات أمريكية حادة فى دعم إسرائيل، ومساندة قمعها للشعب الفلسطينى، لكننا فى الوقت ذاته اختبرنا إعلان الولايات المتحدة فى عهد دونالد ترامب ممثل الحزب الجمهورى عن نقل سفارتها إلى القدس اعترافًا بها كعاصمة لإسرائيل.
وبشكل عام فقد عانت القضية الفلسطينية دومًا من الانحياز الأمريكى الصريح لإسرائيل، وما جرى من خلال دعم عسكرى واقتصادى وسياسى متواصل لدولة الاحتلال عبر سبعة عقود. وهذا ما يؤكد أن منظومة القيم الأخلاقية والمبادئ الرفيعة التى تتبناها الولايات المتحدة فى خطابها الدعائى مع العالم لا محل لها بأى حال هُنا، لأن المصلحة أقوى وأبقى من شعارات العدل والحق والحرية.
والمهم هنا فيما يخص الانتخابات هو أن نكرر ما سبق وطرحناه من قبل من أن الاختلافات بين الحزبين الأمريكيين، الجمهورى، والديمقراطى هى اختلافات فى الشكل أكثر منها فى المضمون، وأنه من الضرورى أن نضع خططًا وتصورات للتعامل مع كليهما.
وأقول مكررًا إن ما يجب أن نعيه جيدًا، ونفكر فيه، ونخطط له، هو أن لمصر دورًا عظيمًا ومحوريًا فى خارطة الشرق الأوسط، وأن هذا الدور يلزمها بمد علاقات قوية ومتينة وقائمة على الفهم المتبادل والمصالح المشتركة مع الإدارة الأمريكية أيًا كان ممثلها فى المرحلة المقبلة.
وعلينا أن نُقدر فى الوقت ذاته أن الرئيس الأمريكى بشخصه، وحتى بحزبه ليس الممثل الوحيد للإدارة الأمريكية، فهناك سلطات للكونجرس، وهناك مسئوليات للبنتاجون، وهناك تأثير قوى لمراكز الأبحاث ووسائل الإعلام، والشركات الكبرى.
إن السلام والاستقرار المنشود لا يُمكن أن يتحقق بمعزل عن مصر، ولا يمكن تسوية صراع قائم، أو وقف نزاع محتدم بعيدًا عنها، فهى المركز، وهى البؤرة، وهى المحور الرئيسى لأى مشروع سلام وتنمية.
ولقد قلت من قبل إن مصر الدولة والقيادة والشعب لديها رؤاها الخاصة، وسياساتها الواضحة والمعلنة التى تضع مصالح البلاد ومصالح شعبها فى المقدمة. وبالطبع، فإن تلك الروئ لا تتغير بتغير إدارات ما لدول كبرى، ولا تتبدل مع تبدل رؤساء. وليس هناك أدنى شك فى أن مواقف مصر الثابتة والراسخة فى مواجهة الإرهاب، وفى الدفاع عن مصالحها الأمنية والحياتية، وفى إقرار العدل والسلام بالشرق الأوسط.
وسلامٌ على الأمة المصرية...
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية صالح مصر الرئاسة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية 2024.. استخبارات الولايات المتحدة تحذر من التدخل الروسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت وكالات استخباراتية أمريكية، إن روسيا تصعد جهودها لتقويض الانتخابات الرئاسية الأمريكية و"إثارة الخوف في نفوس الناخبين".
وذكرت الوكالات أن مجموعات من روسيا ودول أخرى قد تستمر في تأجيج الخلاف السياسي حتى يتم اعتماد نتائج الانتخابات الرئاسية في يناير المقبل، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وقالت الصحيفة "إن كبار المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن جهود موسكو قد تستمر في تأجيج الخلاف السياسي حتى يناير المقبل".
وقبل ساعات فقط من بدء الانتخابات التي تظهر استطلاعات الرأي أنها الأكثر تنافسا منذ عقود، أصدرت وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون بيانا أكدت خلاله مرة أخرى - وبعبارات قوية - قلقها.
وقال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان مشترك "إن الخصوم الأجانب بقيادة روسيا "يجرون عمليات تأثير إضافية تهدف إلى تقويض الثقة العامة في نزاهة الانتخابات الأمريكية وتأجيج الانقسامات بين الأمريكيين".
وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت وكالات الاستخبارات الأمريكية من تنبيهاتها بشكل كبير، وقبل أسبوعين، حذرت من أعمال عنف بعد الانتخابات، وعلى مدار الأيام العشرة الماضية، أصدرت ثلاثة تحذيرات حول محاولات روسية لتقويض الثقة في الانتخابات.
وقالت جين إيسترلي، مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، إن منظمتها ستقدم تحديثات منتظمة لإعلام الجمهور بالتهديدات للانتخابات.
وذكر بيان الوكالات إن روسيا تنوي "إثارة الخوف في نفوس الناخبين فيما يتعلق بالعملية الانتخابية والتلميح إلى أن الأمريكيين يستخدمون العنف ضد بعضهم البعض بسبب التفضيلات السياسية".
وجاء التحذير بعد ساعات فقط من تصريح كبار المسؤولين من وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية بأن الجهود الأجنبية للتأثير على العملية السياسية الأمريكية ستستمر في الأيام والأسابيع التي تلي الانتخابات حتى يتم يصدق الكونجرس على النتائج في 6 يناير المقبل.