جدل قانون الإجراءات الجنائية
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
أرى أن الجدل المثار حول قانون الإجراءات الجنائية مهم ويدعم قضية الحريات فى مصر، فالخلاف فى وجهات النظر تجاه بعض مواد القانون لا يفسد للوطن قضية، وعلى الجميع أن يضع نصب عينيه سمعة مصر ورغبة الدولة المصرية ذاتها فى تحقيق الديمقراطية وحرية الرأى والتعبير.
أشعر أن هناك من ينفخ فى النار مستغلاً مواقف بعض الأشخاص والكيانات الوطنية لتأجيج الفتنة وإظهار الدولة المصرية بمظهر غير حقيقى، فهناك وطنيون أثق بهم تماماً أكدوا أن هناك مواد مستحدثة فى صالح المتهم ربما منها نص يلزم المحكمة بندب محام عن المتهم فى حالة عدم وجود محام له فى قضايا الجنح وليس فى الجنايات فقط، كما كان الوضع فى القانون القائم، وهو ما يزيد من ضمانات حق الدفاع.
أما موقف نقابة المحامين برئاسة عبدالحليم علام فهو موقف طبيعى لأن المحاماة ضلع أساسى فى جسد العدالة، وشريك فاعل فى الحفاظ على تطبيق مواد القانون والدستور، ولا يمكن أن يصدر قانون أو يتم تعديل قانون دون العرض على نقابة المحامين، وقد استجاب البرلمان وخاطب النقابة لحضور النقيب أو مندوب عنه وقد تحقق الغرض إذًا لا مشكلة، بالإضافة إلى وجود عدد من المحامين النواب فى البرلمان وهم بالطبع حريصون على أن يخرج القانون بالشكل المطلوب.
أما موقف نقابة الصحفيين فهو طبيعى أيضًا باعتبار أنها قلعة من قلاع الحريات، وأثلج صدور الصحفيين موقف نقيبهم خالد البلشى من القانون ودعمه بيان نقابة المحامين باعتبار أن القانون شأن خاص لكل مصرى ولا يريد أحد أن يفقد المواطن ثقته فى القانون الذى يحكمه، فبيان المحامين وموقف الصحفيين يعكس الوطنية والانتماء بل ويدعم إرادة الدولة المصرية فى الوصول بمعدل قضية الحريات وقضايا الرأى والتعبير إلى المعدلات العالمية، والحوار الوطنى خير دليل على قبول الدولة لمبدأ التحاور وسماع كل الآراء، بل إن الرئيس السيسى هو من بادر بالدعوة لهذا الحوار إيمانًا منه بمبدأ التشاور وتبادل الآراء وتحويل ما تم الاتفاق عليه إلى قوانين وتشريعات.
ولا عجب ولن يُغضب الدولة أن يطالب كثيرون بضرورة طرح مشروع القانون لحوار مجتمعى شامل تشارك فيه كل أركان منظومة العدالة والمواطنين والمؤسسات المعنية بالحقوق العامة، لأن رأس الدولة هو من بادر بدعوة كل القوى السياسية والوطنية والخبراء من كافة الجهات والتيارات للتحاور بشأن قضايانا العامة خاصة قضايا الحريات وقد أثمرت بالفعل نتائج هذه الدعوة.
لقد بدأت الدولة بالفعل واتخذت خطوات جادة فى قضية الحريات خلال الفترة الماضية، ومطلوب فى هذه المرحلة إعادة الثقة للمواطنين فى نوايا الدولة تجاه قضية الحريات، ولن يضير أحد أن يجلس الجميع لمناقشة مواد القانون وإبراز المواد التى استحدثها مشروع القانون والتى اختلف البعض عليها، وعرضها على الرأى العام لإزالة أى لبس أو تشكيك موجود لدى المحامين أو أى من القوى والتيارات السياسية حتى نغلق الباب على المتربصين بهذا الوطن، وحتى نصل إلى صيغة لمواد قانونية تحقق العدالة للمواطن وتحمى حريته الشخصية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هوامش الجدل المثار قضیة الحریات
إقرأ أيضاً:
اتحاد المحامين العرب يرفض استحداث الحوثيين كياناً موازياً لنقابة المحامين اليمنيين
أعلن اتحاد المحامين العرب، رفضه الكامل لوجود أي مكون تحت أي اسم يعمل خارج إطار نقابة المحامين اليمنيين، في إشارة إلى استحداث مليشيا الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب شكلاً نقابياً جديداً تحت اسم “وكلاء الشريعة”.
ونددت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، في بيان لها أول من أمس، بالتنكيل الذي يمارسه الحوثيون بحق المحامين اليمنيين في مناطق سيطرة الجماعة، حيث قالت إنها تتابع عن كثب ما يقع في مناطق سيطرة الحوثيين من التنكيل بالمحامين ومهنة المحاماة، وما يجري على بعض القوانين النافذة من تعديلات غير دستورية.
وذكرت أن تلك التعديلات “أظهرت إصرار الجماعة وبشكل ممنهج على انتهاك دستور اليمن والقوانين النافذة بشأن مهنة المحاماة”، معتبرة سماح الحوثيين لمكون غير دستوري وغير قانوني بالعمل تحت اسم نقابة وكلاء الدعاوى الشرعية والقانونية “انتهاكا صارخا لقانون تنظيم مهنة المحاماة الصادر من السلطة التشريعية بناء على أحكام دستور الجمهورية اليمنية”.
وأعادت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، وعلى لسان النقيب المكاوي بنعيسى الأمين العام للاتحاد، التأكيد على رفضها الكامل لوجود أي مكون تحت أي اسم يعمل خارج إطار نقابة المحامين اليمنيين، وأحكام قانون تنظيم مهنة المحاماة.
وأعلن المحامون العرب في البيان مساندة نقابة المحامين اليمنيين ونقيبها عبد الله محمد راجح، وجميع أعضاء المجلس والجمعية العمومية، داعين جميع نقابات المحامين في الوطن العربي والعالم لمساندة المحامين اليمنيين ومناصرتهم “ضد الجرائم والانتهاكات” التي يتعرضون لها في مناطق سيطرة الحوثيين.
ووجّه الاتحاد الدعوة إلى القضاة في اليمن للوقوف إلى جانب المحامين في مواجهة ما سُمي “وكلاء الشريعة”، وذلك للحفاظ على سلامة واستقلال القضاء والمحاماة.
وفي وقت سابق، اتهمت نقابة المحامين اليمنيين في صنعاء، جهات في جماعة الحوثيين المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب بالعمل على “تقويض مهنة المحاماة وإلغاء دورها الدستوري والقانوني والسعي لتدميرها واستبدالها بوكلاء الشريعة”.
جاء ذلك في بيان صدر عقب اجتماع للنقابة في مقرها بصنعاء، في ديسمبر/كانون الاول المنصرم، للوقوف "أمام كافة المستجدات والانتهاكات التي يتعرض لها المحامون والممارسات والاعتداءات التي تطول مهنة المحاماة".
وذكر البيان جهات في صنعاء، قال إنها تعطي "وكلاء الشريعة" دوراً ومجالاً واسعاً ليحلوا محل المحامين وذلك من خلال قيام وزارة الشئون الاجتماعية (الخاضعة لادارة للحوثيين) بانتهاك أحكام القانون وإصدار قرار، زعمت بموجبه السماح والترخيص بإنشاء كيان نقابي لمن أسمتهم وكلاء شريعة.
وأشار إلى أن ذلك الكيان، "يوازي كيان وسلطات نقابة المحامين ورديفاً لمهنة المحاماة وذلك بالمخالفة الفجة لأحكام ونصوص الدستور والقوانين النافذة ومنها قانون المرافعات وقانون الإجراءات الجزائية وقانون المحاماة وبقية القوانين الأخرى التي قصرت جميعها حق الدفاع على ممارسي مهنة المحاماة".
نقابة المحامين، قالت إن "وكلاء الشريعة الذين كانوا يمارسون المهنة في سبعينيات القرن الماضي قد أغلق المشرع اليمني الباب أمام هذه الفئة بعد فتح أبواب الجامعات وانتشار كليات الشريعة والقانون والحقوق على مستوى المحافظات اليمنية وزيادة أعداد الخريجين منها".
وبيّنت أن "المشرع اليمني" لم يسمح إلا لوكلاء الشريعة، الذين كانوا ضمن من تم تسجيلهم في جداول وزارة العدل وحصلوا على تراخيص لممارسة المهنة من وزارة العدل وفقاً للقوانين النافذة قبل صدور القانون رقم (31 ) لسنة 1999م بشأن تنظيم مهنة المحاماة.