لم تتوقف خطوات تصحيح الأوضاع فى جامعة كولومبيا الأمريكية المرموقة على إجبار رئيسة الجامعة نعمت شفيق على الاستقالة.. بل كانت هناك خطوات أخرى وتفاصيل جديده كشفت مدى الجريمة التى ارتكبتها هذه السيدة فى حق طلابها.
ولأن ما فعلته من تحريض للشرطة على اعتقال الطلاب المتظاهرين ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلى فى غزه وهو ما يمثل تصرفًا فريدًا وغريبًا فإن القرارات التصحيحية أيضًا جاءت استثنائية ورادعة فى محاولة لمحو هذه الجريمة المشينة التى ارتكبتها شفيق على أرض الولايات المتحدة.
وبصرف النظر عن مدى وجود نية مسبقة من جانب الذين أصدروا هذه القرارات فى إذلال نعمت شفيق أم أن الأمر يبدو طبيعيًا فإن ما حدث لا يعدو كونه إمعانًا فى الذل وذلك لسببين:
الأول أن قرارات التصحيح تضمنت الإعفاء عن معظم الطلاب المعتقلين ورفع العقوبات عنهم، حيث نشرت الجامعة بيانات تفيد بأن أغلب الطلاب الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الإيقاف عن الدراسة أو الاعتقال بسبب مشاركتهم فى احتجاجات مناهضة لحرب إسرائيل على قطاع غزة سيعودون قريبًا إلى الحرم الجامعى وهو ما يمثل ضربة موجعة لمن أصدروا هذه القرارات وأعنى هنا نعمت شفيق لأن قرارات التصحيح كان يمكن أن تصدر بالعفو عن عدد محدود من الطلاب واستمرار التحقيقات مع الأغلبية مثلًا.. أما أن يكون العفو شبه شامل، فهذا يؤكد انتصارًا كبيرًا للمبادئ الراسخة فى الجامعات الأمريكية وعودة إلى القيم التى انتهكتها نعمت شفيق ولطخت بما فعلته سمعة الجامعات الأمريكية بأسرها.
القرارات التصحيحية كانت كاشفة وفاضحة.. فقد أشارت تقارير لجنة من الكونجرس بقيادة الجمهوريين إلى استمرار قرار تعليق طالبين فقط عن الدراسة من بين 40 طالبًا تم اعتقالهم أو معاقبتهم بعد استدعاء الشرطة فى 18 أبريل الماضى.
ومن بين أكثر من 80 طالبًا اعتقلوا بين أواخر أبريل وأوائل مايو الماضيين يواجه 5 طلاب فقط تعليقًا مؤقتًا عن الدراسة.
أما السبب الثانى الذى يؤكد أن القرارات التصحيحية تمثل إمعانًا فى الذل لشفيق فهو يتعلق بنتائج التحقيقات وبما سجلته اللجنة المشكلة للتحقيق فى هذه الأحداث.. فقد قالت اللجنة نصًا إن معاداة السامية كان مجرد ادعاءات وأن ما قدمته الجامعة من أجل إثباته وما اتخذته من إجراءات لم يكن كافيًا.
وفى رأيى أنه بناء على ذلك فإن قيام الطلاب المؤيدين للفلسطينيين بنصب عشرات الخيام داخل الحرم الجامعى، مطالبون الجامعة ببيع أصولها الإسرائيلية والضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لإنهاء دعمها العسكرى لإسرائيل يعد تعبيرًا عن حرية الرأى وهو من المبادئ الراسخة فى الولايات المتحدة، وأن ما فعلته نعمت شفيق هو نوع من المزايدة وإثبات الولاء على حساب قيم ومبادئ راسخة لا يعلم هؤلاء «الخدم» عنها شيئا.
ما بين قرارات براءة الطلاب التى جاءت كاشفه وقرارات الإدانة التى جاءت حاسمة رحلت نعمت شفيق غير مأسوف عليها لتطوى الجامعات الأمريكية صفحة سوداء فى تاريخها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسالة حب صفعة جديدة خطوات تصحيح نعمت شفيق على نعمت شفیق
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: 23 مليار جنيه لمشروعات التعليم الجامعي في سيناء
حَظي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بدعم كبير من جانب القيادة السياسية، وساهم ذلك في تحقيق التنمية في هذا الإقليم الهام في ظل “الجمهورية الجديدة”، في إطار احتفالات جمهورية مصر العربية بحلول الذكرى الـ43 لتحرير أرض سيناء الحبيبة، وفي ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية للمشروعات القومية الكبرى، وخاصة في شبه جزيرة سيناء ومدن القناة.
وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية شبه جزيرة سيناء ومدن القناة في ظل الدعم الكبير الذي يقدمه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، من خلال تنفيذ مشروعات قومية وتنموية كبرى، تؤكد وضع سيناء في مقدمة خريطة التنمية الشاملة والمستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030، موضحًا أن الدولة نفذت عدة مشروعات في مجال التعليم العالي بسيناء، بتكلفة إجمالية بلغت 23 مليار جنيه.
التوسع في منظومة التعليم العالي لاستيعاب الإقبال المتزايد على الالتحاق بالتعليم الجامعيوأشار الوزير إلى أن منظومة التعليم العالي تشهد توسعًا كبيرًا بفضل الدعم الهائل الذي تقدمه القيادة السياسية لاستيعاب الإقبال المتزايد على الالتحاق بالتعليم الجامعي، مشيرًا إلى أن النمو السكاني يتطلب التوسع في إنشاء الجامعات المختلفة، لافتًا إلى توجه الجامعات نحو تقديم برامج دراسية بينية حديثة تواكب متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وكذلك المساهمة في جذب الطلاب للالتحاق بالجامعات، وتدريب الطلاب عمليًا بالتعاون مع الشركات المختلفة لتأهيلهم لسوق العمل، وصقل خبراتهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، بما يتماشى مع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ورؤية مصر 2030.
ومن جانبه، أوضح الدكتور حسن الدمرداش رئيس جامعة العريش أن الجامعة تضم 11 كلية ومعهدًا للدراسات العليا، مشيرًا إلى زيادة أعداد الطلاب الملتحقين بالجامعة خلال العام الدراسي الحالي، مما يؤكد على زيادة الأمن والأمان في سيناء، فضلًا عن زيادة عدد الكليات لتقديم العديد من التخصصات المتنوعة، واستيعاب أعداد أكبر من الطلاب، وذلك في إطار تحقيق الدور الخدمي والتعليمي والمجتمعي للجامعة، حيث تستهدف الجامعة أن تكون منارة للعلم وقاطرة للتنمية في شمال سيناء، مشيرًا إلى الدور الفعال لمركز كرياتيفا الذي يعد نتاجًا للتعاون بين الجامعة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث يتم توفير تدريبات مجانية للطلاب والخريجين لتأهيلهم لسوق العمل، بالإضافة إلى مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة لخدمة هذه الفئة والاستماع إلى مقترحاتهم وأفكارهم، وتذليل كافة العقبات التي تواجههم، فضلًا عن الدور المهم لمركز رفع الجدارات بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتأهيل الطلاب لسوق العمل.
وأشار رئيس جامعة العريش إلى أنه سيتم بدء إنشاء المجمع الطبي الجديد للجامعة على مساحة 50 فدانًا، وسيضم المستشفى الجامعي، ومستشفى الطوارئ، وكلية الصيدلة، وكلية التمريض، وعيادات متنوعة، بالإضافة إلى مكان مخصص لاستضافة الأطباء وفرق التمريض، مؤكدًا اهتمام الجامعة بتوفير الرعاية الصحية الشاملة المتكاملة لأهالي سيناء بطريقة ميسرة، وتنظيم وتعزيز الرعاية الصحية في سيناء كنظام صحي فعال ومتكامل، والارتقاء بجودة الخدمات الطبية المقدمة، فضلًا عن رفع كفاءة العديد من المباني واستمرار أعمال التطوير لتوفير بيئة تعليمية متميزة.
وأضاف الدكتور حسن الدمرداش أن الجامعة تنفذ العديد من المشروعات التعليمية والخدمية والإنتاجية، إلى جانب تطوير البنية التحتية والمعلوماتية، وتحديث منظومة الأمن لتسهيل دخول الطلاب إلى الحرم الجامعي إلكترونيًا، فضلًا عن قرب الانتهاء من كافة الأعمال الإنشائية والتنفيذية لمبنى كلية الحاسبات والمعلومات، وتزويد مباني الجامعة بالأجهزة التكنولوجية الحديثة والمعدات المطلوبة، بما يسهم في تهيئة بيئة ملائمة لتطوير العملية التعليمية، بالإضافة إلى الاهتمام بتقديم برامج دراسية حديثة وتدريب الطلاب عمليًا لصقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم لمواكبة متطلبات سوق العمل المعاصر والمستقبلي، لافتًا إلى تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة الطلابية المختلفة، وإطلاق قوافل تنموية شاملة، وحملات للتبرع بالدم، وتنظيم الندوات التوعوية والتثقيفية لتعزيز وعي الطلاب.
وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، بأن الدولة تواصل تقديم الدعم للجامعات الحكومية التي وصل عددها إلى 28 جامعة بمختلف أنحاء الجمهورية، مشيرًا إلى انضمام الجامعات للتحالفات الإقليمية والتعاون مع المؤسسات الإنتاجية والبحثية والصناعية، تنفيذًا لأهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، فضلًا عن إطلاق القوافل الطبية، وذلك في إطار تنفيذ الدور المجتمعي للجامعات في تنمية المجتمع.
وأضاف المتحدث الرسمي أن جامعة العريش تمثل إضافة للتنمية في قطاع التعليم الجامعي بمحافظة شمال سيناء، حيث تزخر الجامعة بالكوادر البشرية المتميزة، وتقدم برامج دراسية متنوعة تواكب متطلبات سوق العمل، لافتًا إلى اهتمام الجامعة بالتعاون مع المؤسسات الإنتاجية والصناعية للارتقاء بمستوى الخريجين وتزويد سوق العمل بالخريجين المؤهلين، دعمًا لجهود الدولة في تنمية سيناء.