بوابة الوفد:
2025-02-14@10:56:51 GMT

طغيان المادية وانسحاب الإنسانية

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

من المؤسف أننا نعيش اليوم زمن المادة، وأن المعيار الطاغي على سائر المعايير في هذا العصر هو «المادة»، وبالتالي فقد بات من النادر الاحتكام إلى القيم الإنسانية فى ظل ما تمر به مصر والشعب المصرى من ظروف اقتصادية، كاقتصاد الحروب، وحروب إقليمية لم نشهدها منذ سبعينات القرن الماضى، التعايش معها أصبح من الأمور العضال.

. ومن أسف أيضَا أنها جاءت وواكبت زمنًا طغت عليه المادية، وكانت المادة هذه ميزان الحياة فيه، رأيناها تفصل بين، القريب والبعيد، الأخ وأخيه، الصاحب وصاحبه، الغنى والفقير، والصغير والكبير، حتى أضحت القيم والأخلاق الحميدة من نوادر القوم، نتعجب إذا رأيناها اليوم نحن جيل الثمانينات ومن سفل من جيل الألفينات ومن علا، بعد أن أصبح المواطن المصرى بين حجرى الرحى: المادية وصعوبة الحياة الاقتصادية.. لذلك لا مناص من أن ننفض عن شخصيتنا غبار المادة والأنانية، ونرجع إلى السفينة النبوية والتعامل بالإنسانية، ونعى كلمات نبينا، عندما حذرنا من الطمع والأنانية، والمصلحة الشخصية، غير عابئ بأخيه وغيره من فقير فى حالة مادية تصل بع إلى الانعدامية. يأتى هذا بعد أن تطابق ما نحن فيه من جشع التجار، ومن أسلوب الشيطنة والاحتكار، حتى أصبح هم الفرد الوحيد وشغله الشاغل إشباع الغرائز النفسية، فلا يفكر الإنسان إلا فيما يساعده في ترفيه العيش، ولا يحاول إلا لما يزيده بسطة في أسباب المعيشة.. نعم تطابقت أحوالنا مع حديث السفينة الأشهر الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا» والذى ضرب به رسول الله مثالاً على حب النفس والأنانية، والمادة الطاغية، والإنسان الذى يعيش بمفرده فى البادية.. فمن واعاه نجا ونجا معه القوم، ومن ساهاه وعاداه، غرق وغرق معه القوم.. إنه حديث أو قانون للإنسانية، نتعلم منه فى الجامعة الربانية، من كلية الحقوق النبوية، حق الأخ المشترك، والتعاون فى الشدائد أيام القحط والاقتصاد المضطرب، نتعلم المسئولية الجماعية والمصير المشترك، يا ليت يأتى يوم قريب تعود فيه المعايير والقيم لما كانت عليه ولكن للأسف الشديد أن الأجيال المعاصرة قد تأثرت بالعقلية المادية الجامحة، وتتبع الشعوب الغربية في منهج الحياة والتفكير، وأصبح الشاب يقيس الربح والخسارة والشرف والكرامة بالوسائل المادية والاقتصادية، ولو على حساب القيم والأخلاق والدين. 

اللهم احفظ مصر وأهلها وارفع قدرها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حروب إقليمية المادة الأخلاق الحميدة

إقرأ أيضاً:

القاهرة تؤكد ضرورة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية جنوبي لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية فورا

القاهرة- أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الخميس 13فبراير2025، عن "استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان الشقيق وتنفيذ أولوياته الوطنية بما يحفظ للبنان سيادته ووحدته وأمنه واستقراره".

وخلال لقائه مع وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، أثناء تواجده في باريس للمشاركة في المؤتمر الوزاري حول سوريا، أعرب عبد العاطي عن "تطلع مصر للارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في كافة القطاعات"، وفق وكالة سبوتنيك الروسية.

وشدد عبد العاطي على "ضرورة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتطبيق القرار 1701 من جانب كل الأطراف، دون انتقائية".

كما ثمّن وزير الخارجية المصري تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وما "تمثله من خطوة مهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان الشقيق".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، "تمديد فترة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان"، وذلك من جانب واحد دون أن يصدر ذات الإعلان من الجانب اللبناني.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إن "قواته ستبقى على الأرض"، محذرًا سكان الجنوب اللبناني، من العودة إلى منازلهم في مناطق الانتشار، "حتى إشعار آخر"، على حد قوله.

وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، في وقت سابق، "تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، ردًا على خرق إسرائيل للقرار 1701 ولإعلان وقف الأعمال العدائية".

وقالت الخارجية اللبنانية، في بيان لها، إن "الشكوى تضمنت انتهاكات إسرائيل المستمرة لإعلان وقف الأعمال العدائية منذ دخوله حيّز التنفيذ، في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024".

وأضاف البيان أن "انتهاكات الاحتلال تمثلت في عمليات خطف لمواطنين لبنانيين من بينهم عسكريون في الجيش اللبناني والاعتداء على مدنيين عائدين إلى قراهم"، متابعة: "كما تضمنت الشكوى مواصلة إسرائيل اعتداءاتها البرية والجوية وتدميرها المنازل والأحياء السكنية وارتكابها انتهاكات جسيمة".

وأوضحت الخارجية اللبنانية أن "الشكوى أشارت إلى استهداف إسرائيل دوريات للجيش اللبناني ومراسلين صحفيين وإزالتها 5 علامات محددة على الخط الأزرق"، مشيرة إلى أن "الشكوى أكدت أيضا رفض لبنان الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية الممنهجة وورفضه إزالة إسرائيل علامات خط الانسحاب".

وكانت إسرائيل قد اغتالت الأمين العام السابق لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، في غارة جوية شنتها على مقر كان يجتمع به مع قيادات من الحزب تحت الأرض، في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، وهي الخطوة التي شكلت تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين إسرائيل و"حزب الله".

ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وبعد بدء دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، انطلق نازحون لبنانيون للعودة إلى قراهم ومدنهم في الجنوب، حسبما ذكرت وسائل إعلام لبنانية.

ودعا الجيش الإسرائيلي سكان جنوب لبنان، إلى "عدم التحرك نحو القرى المخلاة"، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية، ونقلت الهيئة، عن الجيش الإسرائيلي، قوله إنه سيخطر سكان جنوب لبنان بـ"الموعد الآمن لعودتهم"، بحسب قوله.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • مصر.. جدل في البرلمان حول مصير جثمان المحكوم عليه بالإعدام حال عدم تسلم أهله له
  • إمام مسجد عمرو بن العاص: شعبان شهر ترضية رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا السبب
  • القاهرة تؤكد ضرورة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية جنوبي لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية فورا
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • كيف كان يقيم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان
  • ثواب صيام الأيام البيض في شهر شعبان .. تعرف عليه
  • أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • متى يُمنع المحكوم عليه من التصرف في أمواله؟.. إيهاب الطماوي يوضح
  • بين أسلحة حزب الله... شاهدوا بالصورة ما عُثِرَ عليه
  • الإجراءات الجنائية.. هل يتصرف المحكوم عليه غيابيًّا في أمواله ويديرها؟