بوابة الوفد:
2024-09-14@03:10:29 GMT

طغيان المادية وانسحاب الإنسانية

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

من المؤسف أننا نعيش اليوم زمن المادة، وأن المعيار الطاغي على سائر المعايير في هذا العصر هو «المادة»، وبالتالي فقد بات من النادر الاحتكام إلى القيم الإنسانية فى ظل ما تمر به مصر والشعب المصرى من ظروف اقتصادية، كاقتصاد الحروب، وحروب إقليمية لم نشهدها منذ سبعينات القرن الماضى، التعايش معها أصبح من الأمور العضال.

. ومن أسف أيضَا أنها جاءت وواكبت زمنًا طغت عليه المادية، وكانت المادة هذه ميزان الحياة فيه، رأيناها تفصل بين، القريب والبعيد، الأخ وأخيه، الصاحب وصاحبه، الغنى والفقير، والصغير والكبير، حتى أضحت القيم والأخلاق الحميدة من نوادر القوم، نتعجب إذا رأيناها اليوم نحن جيل الثمانينات ومن سفل من جيل الألفينات ومن علا، بعد أن أصبح المواطن المصرى بين حجرى الرحى: المادية وصعوبة الحياة الاقتصادية.. لذلك لا مناص من أن ننفض عن شخصيتنا غبار المادة والأنانية، ونرجع إلى السفينة النبوية والتعامل بالإنسانية، ونعى كلمات نبينا، عندما حذرنا من الطمع والأنانية، والمصلحة الشخصية، غير عابئ بأخيه وغيره من فقير فى حالة مادية تصل بع إلى الانعدامية. يأتى هذا بعد أن تطابق ما نحن فيه من جشع التجار، ومن أسلوب الشيطنة والاحتكار، حتى أصبح هم الفرد الوحيد وشغله الشاغل إشباع الغرائز النفسية، فلا يفكر الإنسان إلا فيما يساعده في ترفيه العيش، ولا يحاول إلا لما يزيده بسطة في أسباب المعيشة.. نعم تطابقت أحوالنا مع حديث السفينة الأشهر الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا» والذى ضرب به رسول الله مثالاً على حب النفس والأنانية، والمادة الطاغية، والإنسان الذى يعيش بمفرده فى البادية.. فمن واعاه نجا ونجا معه القوم، ومن ساهاه وعاداه، غرق وغرق معه القوم.. إنه حديث أو قانون للإنسانية، نتعلم منه فى الجامعة الربانية، من كلية الحقوق النبوية، حق الأخ المشترك، والتعاون فى الشدائد أيام القحط والاقتصاد المضطرب، نتعلم المسئولية الجماعية والمصير المشترك، يا ليت يأتى يوم قريب تعود فيه المعايير والقيم لما كانت عليه ولكن للأسف الشديد أن الأجيال المعاصرة قد تأثرت بالعقلية المادية الجامحة، وتتبع الشعوب الغربية في منهج الحياة والتفكير، وأصبح الشاب يقيس الربح والخسارة والشرف والكرامة بالوسائل المادية والاقتصادية، ولو على حساب القيم والأخلاق والدين. 

اللهم احفظ مصر وأهلها وارفع قدرها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حروب إقليمية المادة الأخلاق الحميدة

إقرأ أيضاً:

مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: تجسيد للرحمة والهداية

مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: يُعد يوم الثاني عشر من ربيع الأول مناسبة عظيمة في حياة المسلمين، حيث يحتفلون بذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء ليكون تجسيدًا للرحمة والهداية. 

لم يكن ميلاده مجرد حدث عابر، بل كان بداية عصر جديد في تاريخ البشرية، حيث قدم النبي صلى الله عليه وسلم رسالة الإسلام التي غيرت مجرى التاريخ وأثرت في حياة الناس بشكل عميق. 

في هذا اليوم، يتجدد في قلوب المسلمين الإيمان بنور الرسالة وقيمها التي دعمت الإنسانية والتسامح.

الخلفية التاريخية لميلاد النبي

في زمن ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت الجزيرة العربية غارقة في الجهل والظلم، حيث سادت عبادة الأوثان وتفشي التفاوت الاجتماعي.

مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: تجسيد للرحمة والهداية

 وُلد النبي في مكة المكرمة، التي كانت تعد مركزًا تجاريًا وثقافيًا، ولكنها عانت من الانقسامات والظلم. ميلاده كان بمثابة شعاع نور يضيء الظلام، ليبدأ مرحلة جديدة من الهدى والإصلاح.

 وقد رافق ولادته أحداث عظيمة مثل انطفاء نار فارس واهتزاز إيوان كسرى، والتي شكلت إشارات واضحة لبداية عصر جديد.

الرسالة النبوية وتأثيرها

حمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالة الإسلام التي كانت بمثابة دعوة شاملة للتغيير. تضمنت رسالته مبادئ التوحيد، والرحمة، والعدالة، والمساواة.

 قدم النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا مثاليًا للأخلاق الحميدة، وشدد على أهمية العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. 

كانت تعاليمه تهدف إلى بناء مجتمع متماسك يتسم بالرحمة والتسامح، ويقوم على قيم الإنسانية والأخلاق.

ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 2024  طرق إحياء ذكرى المولد النبوي

يحتفل المسلمون بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بطرق متعددة تعبيرًا عن حبهم وإجلالهم له. تشمل هذه الأنشطة:

مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: تجسيد للرحمة والهداية

- **المجالس الدينية**: حيث يتم تلاوة سيرة النبي وأخلاقه، وإقامة محاضرات توضيحية حول تعاليمه.
- **الاحتفالات المجتمعية**: تنظيم فعاليات تشمل إنشاد الأناشيد والمدائح النبوية التي تمجد النبي وتعزز من روح المناسبة.
- **الأعمال الخيرية**: تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين، وتوزيع الطعام والحلويات، تجسيدًا لقيم العطاء والرحمة التي دعا إليها النبي.

 الدروس المستفادة من ذكرى المولد النبوي

تُعتبر ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فرصة للتفكر في الدروس التي يمكن استخلاصها من سيرته وتعاليمه. تعلمنا سيرة النبي أهمية الصدق، والتسامح، والعمل من أجل تحقيق العدالة. 

كما تُذكّرنا هذه المناسبة بضرورة تطبيق القيم النبوية في حياتنا اليومية، والعمل على تعزيزها في مجتمعاتنا لتحقيق التغيير الإيجابي.

ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 2024
ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم

من خلال إحياء ذكرى هذا اليوم، يتجدد في النفوس الإيمان بأهمية الرسالة النبوية، وتُعزز الروح الجماعية في العمل نحو بناء مجتمع أكثر إنسانية وتسامحًا.

 إن ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم تذكير دائم بقيم الرحمة والعدالة، وتشجيع لنا جميعًا للعيش وفقًا لهذه القيم النبيلة.

مقالات مشابهة

  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • أحمد عمر هاشم: حظيت برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام
  • فضائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: معالم النبوة وبداية رسالة الإنسانية
  • مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: تجسيد للرحمة والهداية
  • مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ميلاد الرحمة والإصلاح
  • مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إشراقة الأمل في تاريخ الإنسانية
  • مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إرث النبوة وتغيير مسار الإنسانية
  • حماس تؤكد عدم وضع مطالب جديدة في المفاوضات
  • طقوس وممارسات الاحتفال بمولد النبي عليه السلام