«هذا الصباح» يبرز ملف «الوطن» عن حفلات مهرجان العلمين الجديدة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
أبرز برنامج «هذا الصباح»، تقديم الإعلامية سارة سراج، والمُذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، ملف «الوطن» اليوم الخاص بفعاليات وأنشطة مهرجان العلمين الجديدة، وتحديدا حفل الفنانة اللبنانية إليسا، تحت عنوان «إليسا: العلمين مدينة عالمية.. وقلبي بيفرح مع إنجازات بلدي الثاني مصر».
وجاء في ملف «الوطن»: شاركت النجمة اللبنانية إليسا فى واحدة من أهم ليالي الدورة الأولى من مهرجان العلمين الجديدة، الذي يحمل شعار «العالم علمين».
حفل إليسا الذث جاء ضمن فعاليات الأسبوع الثالث من المهرجان المقام على أرض مدينة العلمين الجديدة، يعد الأكثر تفاعلا وحضورا للجماهير العربية، نظرا للشعبية الجارفة التي تتمتع بها «ملكة الإحساس» في مصر والعالم العربي، حيث إنّها الفنانة الأكثر امتلاكاً لمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وأول مطربة تتخطى حاجز المليار مشاهدة عبر موقع الفيديوهات العالمي «يوتيوب».
إليسا تشيد بزيارتها لمدينة العلمينوفي تصريحات لـ«الوطن» أشادت إليسا بزيارتها إلى مدينة العلمين الجديدة، التى لم تكن تتخيل جمالها، قائلة: «العلمين مدينة رائعة وعالمية على أرض مصرية، وأنا كفنانة وإنسانة لبنانية، أحب مصر، أشعر أنّ قلبي يكبر ويفرح مع كل الإنجازات والنجاحات التي تحقّقها الدولة المصرية».
وبسؤالها عن رأيها في إقامة مهرجان سنوي على أرض مدينة العلمين، قالت: «البداية كانت رائعة، أرى أهمية استمراره لأنني رأيت تنظيما ومجهودا رائعا بُذل خلال الدورة الأولى، وأكثر ما أسعدني أنّني قابلت جمهوري المصري والعربي في مكان جديد بعيدا عن القاهرة والإسكندرية، وأعتبر أي نجاح يحدث لمصر هو نجاح شخصي لي، خاصة أنّني أعتبر دوما أنّ مصر بلدي الثاني»، مشددة على أنّها تأمل أن تشارك من جديد فى المهرجان خلال دوراته المقبلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلمين مهرجان العلمين العلمين الجديدة إليسا مصر العلمین الجدیدة مدینة العلمین
إقرأ أيضاً:
وهج الزهد.. حين تضيء القناعة طريق الحياة الزوجية
محمد حسين الواسطي **
في زحمة الحياة المعاصرة - حيث تتشابك الأحلام مع الطموحات، وتختلط القيم بالمظاهر - يقف الإنسان حائرًا أمام سيل من المغريات المادية التي تغشي البصر عن نور البساطة والاعتدال. «حفلات الزواج» هذه المناسبات التي كان يفترض أن تكون واحة للفرح الصادق، أضحت للأسف مسرحًا للبذخ والتفاخر؛ حيث تقايض السعادة الحقيقية بمظاهر زائفة لا تدوم.
«الزهد» هو ذلك المنهج الذي يحرر القلب من التعلق بالماديات، ويجعله أكثر قربًا من القيم الإنسانية والروحية. فهو ليس فقرًا ولا حرمانًا؛ بل هو فن التوازن بين الروح والمادة، هو إدراك أن السعادة ليست فيما نملك؛ بل فيما نعيش.
وإن الدعوة إلى تطبيق مفهوم الزهد الذي دعانا الله ورسوله إليه لا تعني التقشف، ولا البخل، ولا التقتير، ولا التضييق على الأهل والعيال، فهذه صفات مذمومة في منظومتنا الأخلاقية؛ بل المقصود هو التحرر من التعلق المفرط بالماديات، والبعد عن الإسراف والتبذير، مع التمتع بنعم الله باعتدال وحكمة.
نحن اليوم أمام واقع يشهد فيه الزواج تحولًا من رباطٍ مقدسٍ إلى منافسة اجتماعية؛ حيث تنفق الأموال الطائلة على ليلة واحدة، وتثقل كاهل الأسر بأعباء الديون. كم من شاب أضناه البحث عن الاستقرار، وكم من عروس تألمت لأن فرحتها أحيطت بأعباء مالية لا تنتهي!
علينا أن نذعن بأن جوهر الزواج يكمن في النفوس المتآلفة، لا في الموائد المترعة، وفي المحبة الصادقة، لا في البريق الخادع. فليست حفلات الزواج مقياسًا لقيمة الحب؛ بل هي انعكاس لحالة من التفاهم والانسجام بين روحين اختارتا أن تسيرا معًا في درب الحياة. وما أجمل أن نعود إلى جوهر هذه المناسبات؛ حيث يكون الفرح في القلوب لا في الأضواء، وحيث تكون البساطة عنوانًا للبركة.
وكما قال الله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 77] وقال أيضًا: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [الإسراء: 27] فكيف لمن يسرف ويبذر في ليلة واحدة أن يحسن كما أحسن الله إليه وكيف له أن يبرر هذا التبذير وهو يعلم أن الله لا يحب المفسدين.
نعم؛ السعادة الحقيقية لا تقاس بما نملك؛ بل بما نحمله من رضا وقناعة. وكما قال أبو العتاهية (130هـ -211 هـ):
لَيسَ عَلى المَرءِ في قَناعَتِهِ // إِن هِيَ صَحَّت أَذىً وَلا نَصَبُ
مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعًا // لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ
لذلك نؤكد أن القناعة هي الأساس لحياة مليئة بالبركة والسكينة. ومن الضروري أن نؤمن بأن العودة إلى النظرة الزاهدة المعتدلة إلى الحياة وتطبيقها في حفلات الزواج ليست رجعية؛ بل هي استعادة للتوازن، وإحياء لقيم فطرية تجعل الحياة أكثر سكينةً وبهجة. فالزواج ليس استعراضًا للأموال؛ بل هو ميثاق غليظ، وأساسه المودة والرحمة، لا الإسراف والتفاخر. إنه فن تحقيق السعادة الداخلية من خلال القناعة والرضا، لا من خلال الخيلاء والتفاخر.
والمعنى الحقيقي للزهد قد اختصرته هذه الآية العظيمة: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد: 23] فكم من إنسان يبالغ في الإنفاق، لا لأنه بحاجة إلى ذلك؛ بل لأنه يريد أن يظهر للناس مظهر الغنى والتفاخر، فيسرف في حفلات الزواج والمناسبات فقط ليقال إنه فعل، ولكن هل حقًا هذا ما يجلب السعادة أم أن السعادة تكمن في البساطة والرضا.
لنتأمل في حقيقة أن الحياة الحقيقية لا تقاس بما نجمعه من أموال أو مظاهر؛ بل بما نزرعه في قلوب الآخرين من خير وحب فما أجمل أن نجعل من حفلات زواجنا نموذجًا للاعتدال؛ حيث تكون كل لحظة فيها شهادة على قيمنا، وكل تفصيل فيها انعكاسًا لروحنا لنخرج من قيد الإسراف إلى رحابة الزهد، ومن عبودية المظاهر إلى حرية الجوهر.
الفرح الحقيقي لا يشترى، والبركة لا تباع، والسعادة الحقيقية تبنى على أرضية من الحب الصادق، والاحترام المتبادل، والاعتدال في كل شيء فلنكن نحن التغيير الذي نريد أن نراه في مجتمعنا، ولنجعل من حفلات الزواج فرصة لإظهار قيمنا النبيلة، لا لتكريس عاداتنا المرهقة لأن السعادة الحقيقية هي تلك التي تنبع من الداخل، وتضيء طريقًا طويلًا من الحياة المشتركة، بعيدًا عن وهج الأضواء الزائل.
** كاتب عراقي