«خالد في حياتي» ليست سيرة.. هي حبُّ حبٍّ
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
ليس سهلًا أبدًا أن نكتب سيرة أحبائنا، الذين عاشوا معنا بكل تفاصيلهم سنوات طويلة، هذا الكتاب ليس بحثًا جامعيًا كلّفنا به استاذنا في الجامعة، وليس هوايةً أو فضولًا وقتلًا للوقت الفائض، لمعرفة وتتبع حياة شخص ما، وكشف أسراره، التي لا يعرفها أحد، ولا يدخل في دوائر التحقيقات الصحفية التي تلهث خلف السبق الصحفي، هذا حفر في الدم، وغرق في لحم الذاكرة.
هذ الكتاب ليس بالضبط سيرة غيرية للمناضل الفلسطيني الشهيد خالد نزال الذي اغتيل في أثينا في حزيران "يونيو" عام 1986، هي وثيقة حب وأغنية حنين، وقصيدة عشق، كتبتها زوجته ريما كتانة نزال، بدموع قلبها الذي ما زال ينزف، هذه ليست كتابة عادية، كما يقول الدكتور صالح مشارقة، أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت (هي موت صغير، تجرح به الكاتبة وجودنا ووجودها، فليس سهلا، استذكار زوج أولا وشهيد ثانيا، زوج ينتمي لها وشهيد ينتمي للأمة). وحين تكتب زوجات المناضلين الشهداء سيرة الابطال، تغيب اللغة أحيانًا عن الوعي ثم ُتبعث من جديد، غيبوتها من شدة ضوء القلب وهو يكتب، وحياتها الجديدة من حرارة روحها وهي تتذكر، لا لا ليست سيرة غيرية عادية هذا الكتاب الذي صدر عام 2023 عن دار طباق الفلسطينية للنشر والتوزيع، جاء الكتاب في 225 من القطع المتوسط بعناوين داخلية مختلفة: دمشق، بيروت، فرح حزين، الأب والأبناء، الزوج، الخبر الصاعق، الفقد، وغيرها، تسرد الكتابة ذكرياتها مع الشهيد، بالتفصيل، البدايات والأسرة والنضال والمنافي والأصدقاء والحب، والمنازل وحلم العودة.
تعرف ريما نزال كما كلنا، أن الشهيد الفلسطيني ليس رقمًا، وهذا ما يصر عليه الفلسطينيون، خاصة هذه الأيام التي يتدفق فيه نبع الشهداء في غزة، لدرجة عدم وجود وقت لكتابة قصصهم، الشهيد قصة حياة حقيقية بتفاصيل كاملة، مكونة من ماضي غزير ومهنة وأسرة وأحلام وأصدقاء، وضحكات، واحتمال شمس ساطعة لمستقبل لطيف ومريح، على الغلاف الأخير اقتبست الكاتبة شعرًا للشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان، كتبه في رثاء المناضل الكبير:
لم تكن تصلح للموت بهذا الوجه.
والبسمة لا تصلح أن تضحي كفن.
كان نصف الحلم مرسومًا على مرآة عينيك
ونصف الحب والتحنان
نصف الطفل منسيًا لدس هذه الطفولة
وحدك القادر أن تمزج أمطار المنافي في الطفولة.
قدّم الكتاب الكاتب نهاد أبو غوش الذي كتب: (لا يقتصر الوفاء على تذكر خالد والكتابة له في المناسبات يبدو أن شيئًا يشبه تأنيب الضمير حين تعود إلى أرض الوطن وحدها دونه، فتعاهده أن تأخذه معها إلى كل مكان، تحميه في حدقات عيونها، تطوف معه المدن والقرى الفلسطينية، وتعرّفه على الينابيع والحقول، وتستعيد معه الذكريات، وترسم مشاريع المستقبل).
خالد نزال، لمن لا يعرفه جيدًا، هو مناضل وشهيد فلسطيني وُلد في بلدة قباطية، قضاء جنين، عام 1948. يُعد من أبرز قادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأحد مؤسسيها. كان قائدًا لقوات إسناد الداخل (الأرض المحتلة) وتولى مسؤولية عدد من العمليات الفدائية النوعية، منها عمليات معالوت وترشيحا وبيسان وطبريا والقدس، ما جعله من أبرز قادة العمل المسلح في الأرض المحتلة.
قاد نزال عدداً من المعارك والمواجهات في الجنوب، واشتهر ببطولته أثناء اجتياح بيروت عام 1982. كما شغل عضوية المجلس العسكري الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية. إغتالته المخابرات الإسرائيلية (جهاز الموساد) في العاصمة اليونانية أثينا في 9 يونيو عام 1986 بعد حياة حافلة عاشها مطاردًا.
أما الكاتبة ريما كتانة نزال، فهي عضو في الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وعضو في المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. ارتبطت بالشهيد خالد نزال في عام 1975، ولهما ولدان، ديما وغيث، وتعيش حاليًا في رام الله.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
هادي فهمي: كرة اليد لعبة حلوة وتستاهل أقضي مشوار حياتي فيها
قال الدكتور هادي فهمي، المرشح لرئاسة الاتحاد المصري لكرة اليد، إن كرة اليد لعبة جميلة جدا وتستحق أن يفنى الإنسان عمره من أجلها.
وأضاف فهمي خلال مشاركته ببرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم: أسرة كرة اليد تتميز بالطيبة ويمكن تجاوز أي خلافات بسرعة، موضحا أن عشقه الشديد للعبة دفعه إلى الترشح على منصب رئاسة الاتحاد خاصة أنه كان رئيسا سابقا للاتحاد وعلى دراية كبيرة بكل تفاصيل اللعبة.
وتابع المرشح لرئاسة الاتحاد المصري لكرة اليد: "كرة اليد ماكنتش واخدة وضعها بحيث يمكن أن تصنف اللعبة الأولى في مصر بعد كرة القدم".