لجريدة عمان:
2024-09-14@02:55:51 GMT

لا حياة «الرولز رويس» و لا .. الماعز

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

فوجئت، بكم كبير من منشورات ملأت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة تتحدّث عن الفيلم الهندي «حياة الماعز»، وصرنا لا نكاد ندخل موقعًا من هذه المواقع إلّا ونقرأ منشورات تتحدّث عن الفيلم وتفاصيله، واختلفت وجهات النظر بين مادح وقادح، وقبل ذلك تابعنا حملة مموّلة من الجهة المنتجة للفيلم سوّقت له، وجاءت على شكل «بوسترات» متعدّدة نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، هذا التمويل جعل الأنظار تلتفت له، فاتّسعت مساحة المشاهدة، ووجدتْ بعض الأقلام به فرصة لتُسقط عليه ما تُضمر، فكثر الكلام، الذي كانت غالبيته خارج إطار النقد السينمائي، فلم تتطرّق، للعناصر الفنية وجماليات الصورة، والأداء، والمؤثرات الصوتية، والبناء الدرامي، إلّا قلّة، علمًا أننا، ومن وجهة نظر فنية، لم نرَ فيه ما رأى الكثيرون الذين وصفوه بـ«التحفة السينمائيّة»، فهو لا يخلو من هِنات فنية، ومبالغات ومازلنا ننتظر من نقّاد السينما المتخصصين، تقييمًا حقيقيًا، فقد صمتوا عن الكلام المباح، ولم يكن صمتهم إلّا بسبب كثرة الخائضين، فتنحّوا جانبا، ريثما تنتهي الضجّة، ليقولوا كلمتهم.

وأظن أن هذه الضجّة لم تكن ستحصل لو أخذ مخرج الفيلم «بلاسي» بنصيحة د. خالد الزدجالي عندما طلب مساعدته في إنتاج فيلمه في عُمان، وكان الزدجالي، في البداية، متحمّسًا له، لكن بعد قراءته للسيناريو انطفأ حماسه؛ لأنه وجد فيه إساءة لبلد شقيق وللمنطقة، وأبلغه بتحفظاته، ولكن المخرج أصرّ على موقفه وقدّمه للرقابة على المصنفات الفنية في سلطنة عُمان، وكما توقّع د. خالد، استنادا لخبرته الطويلة، تمّ رفض تصوير الفيلم في عُمان، وكما يقول «ليس لسبب آخر غير أن سياسة السلطنة هي عدم التعرّض لأي دولة شقيقة مراعاة للجيرة والأخوة ومجلس التعاون»، وربما وضع المخرج ملاحظة د.خالد بنظر الاعتبار، فأثبت في بدايته عبارة «الفيلم لا يقصد الإساءة لأي بلد أو شعب»، لكن فيلمه، جاء مليئًا بالإساءات، تكريسًا للصورة النمطيّة التي رسمتها «هوليوود» في الأذهان، وهي الصورة التي جعلت أحدهم يسأل صديقًا عمانيًّا في منتصف التسعينيات: هل خيمتك كبيرة!؟

وحين نجحت المنطقة في تغيير هذه الصورة وإثبات زيّفها الذي يقف خلفه الإعلام المعادي، جاءت «بوليوود» لتعيد مرّة أخرى، وتقول للعالم أنّ منطقة الخليج ليست سوى صحراء، وخيم، وإبل، وماعز، وقحط، وبين «هوليوود» و «بوليوود» ضاعت الصورة الحقيقية للعربي، أمّا مشهد الثري السعودي الذي كان يقود سيارة الرولز رويس وتعاطف مع «نجيب» حين رآه بهيئة مزرية، بعد هروبه من الصحراء، فقام بنقله بسيارته ليوصله إلى برّ الأمان، فهو مشهد يتيم، أراد به صنّاع الفيلم رسم صورة تؤكّد وجود فوارق طبقية حادّة، وفي الحقيقة ليست الحياة في منطقة الخليج كلّها حياة ماعز ولا حياة الرولز رويس، ففي المنطقة التي دخلت عصر الحداثة قبل أكثر من نصف قرن، نجد الغني والفقير، على حدّ سواء، المتعلّم والجاهل، الإنسان الخيّر والشرّير، وفيها مواطنون كادحون، لذا ليس من الصواب أن نعتبر مثل هذه الأعمال الفنّيّة وثيقة، كونها استندت على قصّة واقعيّة؛ لأنها تعاطت مع حالة استثنائية، وقد أدخل صنّاع الفيلم هذا الاستثنائي في مصهرهم، وعملوا عليه عدّة عمليات تبشيعية، من باب الإثارة، فالفيلم في النهاية «هندي» بمعنى أنه يبرع في تجسيد الأحداث المأساوية التي أحيانا تأتي دون منطق سليم، من هنا دخلت القصّة الحقيقية مصهرين، الأول: سردي عندما حوّلها الكاتب الهندي بنيامين «وهو اسم مستعار لبيني دانيال» إلى رواية كتبها باللغة الماليالامية عنوانها «أيام الماعز»، فأضاف على القصة الحقيقية الكثير من «البهارات الهندية»، لذا سرعان ما نجحت، وصارت الكتاب الأكثر مبيعًا في الهند عام 2008م، وترجمت، ولم ينشرها الكاتب باسمه الصريح كونه كان يعمل في البحرين، وربما سمع الحكاية من الشخصية الحقيقية عندما عمل في البحرين أيضًا، رغم أن البطل قال في ختام الفيلم وهو ينظر للآسيويين العائدين من الخليج إلى بلدهم محمّلين بالهدايا «الجميع عاد بحقائب كبيرة مليئة بالعطور وأجهزة التلفاز، بينما زوجتي وابني في انتظاري، وكلّ ما لديّ لأعطيهم هو الوقت الباقي من عمري» لكن البطل الحقيقي عاد للعمل في الخليج ثانية، ومكث ثلاث سنوات في البحرين، كما قال لي الفنان طالب البلوشي، بل أن ولده «نبيل» الذي علم بولادته بعد هروبه من الصحراء، يعمل حاليًّا في مسقط.

والمصهر الثاني عندما جرى تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي، فابتعدت القصّة الحقيقيّة بمسافة خطوتين عن الواقع، فكيف نعتبره وثيقة عن أوضاع العمال الآسيويين وعلاقتهم بالكفلاء؟ علمًا أن الرجل الشرّير الذي اختطف «نجيب» وصاحبه «حكيم» ليس الكفيل، ففي الخليج قوانين تنظّم عمليّة الكفالة، وتجعل الكفيل مسؤولا عن ظروف عمل المكفول وحقوقه، ولكن مشكلتهما بدأت في الهند مع المبتزين الذين احتالوا عليهما في بلدهما، فباع «نجيب» بيته، ليحصل على عقد عمل مزيّف ليتركوه لقمة سائغة لذئب بشري يقيم في الصحراء جسّد دوره ببراعة الفنان طالب البلوشي، وهذا الابتزاز، لم يتوقف عنده الذين سرقت أنظارهم «حياة الماعز»!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ة الحقیقیة ة التی

إقرأ أيضاً:

بعد سرقتها في كندا.. العثور على صورة تشرشل الشهيرة "الأسد الهادر" في إيطاليا

كشفت الشرطة الكندية عن تطور بارز في قضية سرقة إحدى أبرز الصور الفوتوغرافية في القرن العشرين، حيث تم العثور في إيطاليا على النسخة الأصلية من الصورة الشهيرة لوينستون تشرشل المعروفة باسم "الأسد الهادر". وكانت هذه الصورة قد اختفت من كندا قبل عامين، وعودتها إلى الواجهة تشكل تحولا كبيرا في القضية.

اعلان

التقط المصور الكندي من أصل أرمني، يوسف كارش، هذه الصورة التي أصبحت الأكثر شهرة لتشرشل عام 1941، عندما كان رئيسًا لوزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية وعمره 67 عامًا.

وقد أخذت الصورة بعد إلقاء تشرشل خطابه الشهير "بعض الدجاج وبعض العنق" (Some chicken, some neck) أمام البرلمان الكندي.

ألقاه تشرشل حينها، بعد أسبوعين من هجوم بيرل هاربر، وقد كان هذا الخطاب جزءًا من جولته في كندا حيث كان يهدف إلى تعزيز الروح المعنوية وزيادة الدعم البريطاني.

وأكدت شرطة أوتاوا، أن النسخة الأصلية المفقودة عُثر عليها في إيطاليا، وتبين أن شخصًا من مدينة جنوة اشترى الصورة في مزاد علني لدار سوذبيز دون علمه بأنها مسروقة.

وأضافت بأنّ محققي دائرة شرطة أوتاوا سيتوجهون إلى روما، إيطاليا، في وقت لاحق من هذا الشهر، "لاسترداد لوحة يوسف كرش للسير وينستون تشرشل، التي سُرقت من فندق فيرمونت شاتو لورييه في أوتاوا، أونتاريو، كندا".

ايقاف مشتبه به في أونتاريو

وفي سياق متصل، ألقت الشرطة الكندية القبض على رجل يبلغ من العمر 43 عامًا من بلدة باواسان في أونتاريو في 25 أبريل/نيسان الماضي، للاشتباه في تورطه بسرقة وبيع الصورة وقد ومثل المتهم أمام المحكمة في اليوم التالي ليواجه تهمًا تشمل التزوير والسرقة والاتجار وإلحاق الضرر بممتلكات الغير.

وكانت نسخة أصلية موقعة من الصورة قد أُهديت في عام 1998 إلى فندق فيرمونت شاتو لورييه في أوتاوا، حيث كان كارش يعيش مع زوجته إستريليتا.

وفي 19 أغسطس/آب 2022، اكتشف أحد موظفي الفندق أن الصورة الأصلية قد استُبدلت بنسخة مزورة.

وتتبعت الشرطة عملية السرقة إلى الفترة ما بين بداية 2021 و6 يناير/كانون الثاني 2022، خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كورونا في كندا.

Winston Churchill© The Estate of Yousuf Karsh

بعد ذلك، تم بيع الصورة في مزاد بلندن لمشترٍ إيطالي، وكلاهما لم يكن على علم بأن القطعة مسروقة، حسبما أفادت الشرطة. وتمكن المحققون الكنديون من تحديد هوية المشتري من خلال البحث في المصادر المفتوحة والمعلومات الواردة من الجمهور. ومن المقرر أن يسلِّم المشتري، الذي لم يُكشف عن هويته، الصورة إلى الشرطة الكندية في روما هذا الشهر.

Relatedغوغل سيحقق في اختفاء صورة "تشرشل" من محرك البحثسرقة مرحاض من ذهب خالص من قصر شهد مولد تشرشل.. وقيمة الغنيمة 5 ملايين دولار البيت الأبيض يستحضر تشرشل للرد على انتقادات لترامب "الأسد الهادر" الأشهر في القرن العشرين

تعتبر صورة "الأسد الهادر" من أكثر الصور شهرة في القرن العشرين وسبب انطلاق مسيرة كارش المهنية.

ظهرت الصورة على غلاف مجلة "لايف" عام 1945، وتعلق إحدى النسخ الأصلية على جدران غرفة رئيس مجلس العموم الكندي، كما تظهر على ورقة الخمسة جنيهات إسترليني الصادرة عن بنك إنجلترا عام 2016.

وتتميز صورة كارش الشهيرة بتعبير تشرشل الغاضب، والذي نتج عن انتزاع المصور سيجار رئيس الوزراء من يده قبل ثوانٍ من التقاط الصورة.

وقال كارش لاحقًا: "بحلول الوقت الذي عدت فيه إلى الكاميرا، بدا تشرشل عدوانيًا لدرجة أنه كان يمكن أن يلتهمني".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مراكش الحمراء مصدر إلهام لوحات وينستون تشرشل فيديو: لوحة "برج جامع الكتبية" التي أهداها تشرشل لروزفلت تعرض في مزاد لندني نصف قرن على رحيل وينستون تشرشل المملكة المتحدة كندا إيطاليا الصورة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next في اليوم الـ342 من الحرب: الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير 80% من الأنفاق في فيلادلفيا وتفكيك لواء رفح يعرض الآن Next دعماً لكييف.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على روسيا وتُجري مشاوراتها مع الدول الغربية يعرض الآن Next من بيروت.. بوريل يدعو لإنهاء فوري للحرب في غزة ويؤكد أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب لبنان يعرض الآن Next آثار نادرة تسرق من المتحف الوطني في السودان والجماعات المسلحة في دائرة الاتهام يعرض الآن Next روسيا تعلن تحرير 10 بلدات في مقاطعة كورسك خلال 48 ساعة اعلانالاكثر قراءة الهيئة المستقلة للانتخابات في الأردن تعلن فوز حزب جبهة العمل الإسلامي بـ31 مقعدًا المناظرة الرئاسية الأميركية الأولى بين هاريس وترامب: حرب ضروس إليكم من فاز فيها في منطقة شنغن.. إليكم 8 دول شدّدت إجراءات الدخول عبر حدودها البرية الكرملين: روسيا سترد على الضربات ضد أراضيها بالشكل المناسب على شواطئ ريو دي جانيرو.. البرازيل تكشف عن ولادة نجم جديد لكرة القدم الطائرة من فصيلة الكلاب! اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف فرنسا اعتداء إسرائيل فلاديمير بوتين احتجاجات قتل هولندا روسيا الصين ألمانيا إيطاليا Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد يعزّي في وفاة زوجة أحمد المنصوري
  • حسني بي: الضحية الحقيقية والوحيدة لأزمة المركزي تتمثل في إفقار 95% من الشعب
  • كيم كارداشيان تثير غيرة كاتي بيري على خطيبها
  • أبرز سلوكيات "الموبايل" التي تؤدي إلى فشل الزواج
  • بعد سرقتها في كندا.. العثور على صورة تشرشل الشهيرة "الأسد الهادر" في إيطاليا
  • الإمارات تنفذ إجلاء طبياً لـ 252 مصاباً وعائلاتهم من غزة
  • الإعلام الأمريكي يخفي الفظائع الحقيقية في غزة
  • معنى الانكسار
  • شركة سوني تعلن عن جهاز PlayStation 5 Pro مع ترقية GPU و AI للصور
  • حاكم عجمان يقدم واجب العزاء في وفاة عبد الله سلطان بن غليطة الغفلي