علماء يبتكرون مادة بسيطة توضع على الملابس لتبريد الجسم
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
قد يكون قضاء الوقت في الخارج بظل موجة حر أمرًا مزعجًا، وقد يشكل خطرًا على الصحة أيضًا، ولكن توصل علماء إلى ابتكار قالوا إنّه قد يوفر الراحة، وهو عبارة عن ملابس تعمل على تبريد الجسم.
وطور باحثون في جامعة “ماساتشوستس أمهيرست” طبقة مرنة مصنوعة بشكلٍ أساسي من الطباشير يمكن إضافتها إلى الأقمشة.
وأثناء إجراء الاختبارات في ظل حرارة الصيف الحارقة، وجدوا أن الملابس خفضت درجة الحرارة تحت الملابس بمقدار وصل إلى 8 درجات فهرنهايت مقارنة بحرارة الطقس، وبمقدار وصل إلى 15 درجة مقارنةً بالأقمشة غير المُعالَجة.
ويُعد هذا الابتكار واحدًا من بين عدد من الجهود المبذولة لتحويل ملابس الأشخاص إلى أدوات مضادة للحرارة الشديدة، والتي تزايدت مع الاستمرار في حرق الوقود الأحفوري الذي يسخن الأرض.
وتُعد الحرارة من أكثر أنواع الظواهر المناخية القاسية فتكًا، إذ تسبب الإنهاك الحراري، وضربات الشمس، وهي حالة يفقد خلالها الجسم القدرة على التبريد الذاتي، وقد يكون الأمر مميتًا.
وأفاد الباحثون أنهم يريدون تطوير طريقة لتبريد الأقمشة باستخدام مادة صديقة للبيئة.
وشكل الجص التقليدي المصنوع من الحجر الجيري بشكلٍ أساسي، والذي يُستخدم لتبريد المنازل في المناطق الحارة، مصدرًا للإلهام بالنسبة لهم.
وقاموا بتغليف الأقمشة بجزيئات من كربونات الكالسيوم، أي المكون الرئيسي في الحجر الجيري والطباشير.
ونجحت الطبقة في عكس طاقة الشمس إلى الغلاف الجوي، كما أنها سمحت لحرارة الجسم الطبيعية لمرتديها بالنفاذ، بحسب دراسة جديدة خاضعة لمراجعة النظراء حاليًا، وعُرِضت أمام الجمعية الكيميائية الأمريكية هذا الشهر.
وقالت الأخصائية الكيميائية وعالمة المواد في الجامعة، تريشا أندرو، لـ CNN: “نحن نبدأ بقميصك القطني.. ونضع هذه الطبقة على أحد أوجه القماش أو كليهما”.
ووفقًا للعلماء، يمكن وضع هذه المادة على أي قماش متوفر تجاريًا تقريبًا، ويمكن وضعه في الغسالة أيضًا.
ولا تُعد أقمشة التبريد اختراعًا جديدًا، ولكن غالبًا ما تضمنت التصاميم هياكل صلبة، وعمليات تصنيع معقدة، ومكونات كهربائية، وفقًا لمراجعة علمية أُجريت في عام 2023 لأبحاث الأقمشة المبرِّدة، وجَعَلها ذلك غير مريحة وباهظة الثمن.
ويُعتَبَر ابتكار الجامعة جزءًا من مجموعة متنامية من الأبحاث التي تستكشف بدائل أرخص، وأكثر راحة، وقابلة للتطوير بشكلٍ أكبر مع تزايد خطر الحرارة الشديدة حول العالم.
ومع ذلك، تهدف المجموعة إلى بدء الإنتاج بشكلٍ تجريبي من خلال شركة ناشئة جديدة، وتصنيع أقمشة مُعالَجة يبلغ عرضها وطولها 1.5 مترًا و90 مترًا على التوالي.
وقالت أندرو إنّ تكاليف المواد الخام للطلاء “منخفضة إلى معقولة”، ولكنها تقبلت أن السعر الإجمالي سيرتفع قليلاً بسبب عملية التطبيق، والتي سيتم خلالها وضع الطبقة على القماش.
وفي حال ثبتت إمكانية زيادة إنتاج أقمشة التبريد بأسعار معقولة، يرى بعض الباحثين أن الفوائد قد تمتد إلى ما هو أبعد من الملابس.
ويأمل علماء من جامعة شيكاغو أن يتمكنوا من استخدام نسيج التبريد الخاص بهم، المصنوع من مواد تشمل الأسلاك الفضية النانوية والصوف، في تبريد المباني والسيارات.
ورغم أن التوصل ‘إلى حل بشأن الحرارة الشديدة تعني تقليل حرق الوقود الأحفوري بسرعة، إلا أنّ موجات الحرارة القاتلة أصبحت مشكلة بالفعل، ويعتقد بعض العلماء أن هذه الأقمشة المبردة قد تلعب دورًا مفيدًا مع تعرض المزيد من الأشخاص لمستويات حرارة يصعب التعامل معها.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
علماء يقترحون استخدام البكتيريا فى المحطة الفضائية لتعزيز مناعة رواد الفضاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بأجرها فريق من الباحثون بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو عن اقتراح جديد لاستخدام البكتيريا فى المحطة الفضائية لتعزيز مناعة روادالفضاء وفقا لما نشرتة مجلة تاس.
أقترح علماء وأطباء أمريكيون نقل البكتيريا من الأرض إلى المحطة الفضائية الدولية لإثرائها بالكائنات الدقيقة لتقليل عدد حالات فشل الجهاز المناعي والتهابات الجلد بين أفراد طاقم المحطة حيث قال الباحث رودولفو ساليدو من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو :ستكون المحطات المدارية الجديدة أكثر راحة للسكن إذا كانت تدعم التنوع "الأرضي" للمجتمعات الميكروبية، وليس بيئة معقمة مماثلة لتلك التي تسود حاليا على متن محطة الفضاء الدولية.
توصل علماء الأحياء الفلكية وأطباء الفضاء الأمريكيون إلى هذا الاستنتاج من دراستهم لأكثر من 800 عينة من الميكروبات التي جمعها رواد الفضاء الأمريكيون من مختلف الأسطح على متن المحطة في البعثة الـ64، خلال الفترة من أكتوبر 2020 إلى أبريل 2021.
وأظهر تحليل هذه العينات وجود عدد كبير جدا من البكتيريا على متن المحطة بيد أن تركيبها وتنوعها يختلف كثيرا عن تلك الموجودة في الموائل البشرية على الأرض. وذلك لأن معظم البكتيريا الموجودة على متن المحطة هي من نفس النوع الذي يعيش على الجلد البشري وأعضاء أخرى من الجسم، والسبب الآخر هو استخدام المطهرات كثيرا على متنها، حيث عثر على آثارها في معظم المناطق المدروسة في القطاع الأمريكي من المحطة.
ويعني هذا أن المحطة خالية من الميكروبات الموجودة بكثرة في التربة والمياه وغيرها من الموائل البشرية الطبيعية على الأرض، ولكنها غنية بالبكتيريا التي غالبا ما توجد في المنشآت الصناعية والمباني المكتبية والمستشفيات. أي أن المحطة تعتبر موطنا غير متوازن للبكتيريا، لذلك وفقا للباحثين هذا أحد الأسباب التي تجعل أعضاء البعثة يشكون من التهابات جلدية غير عادية وفشل في الجهاز المناعي.
واستنادا إلى هذه النتائج يقترح العلماء تعديل البكتيريا الموجودة في محطة الفضاء الدولية ومحطات الفضاء المستقبلية لتصبح شبيهة بالبيئة الأرضية النموذجية وتتفاعل مع جسم الإنسان بطريقة مماثلة وعلى المدى الطويل سيؤدي هذا إلى تطبيع الجهاز المناعي لأفراد طاقم مثل هذه المحطات ومن أجل ذلك يحتاج العلماء إلى تطوير واختبار عمليا مناهج تسمح بالحفاظ على وجود جميع الأشكال الرئيسية للميكروبات الأرضية في البيئة الفضائية.