يمن مونيتور:
2025-02-22@12:23:07 GMT

اللغز الاستراتيجي في تهامة

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

منذ بداية الأزمة اليمنية، كانت السعودية حاضرة بقوة في مساعيها لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، مدركة لأهمية اليمن في استراتيجيتها الإقليمية. لكن مع تعمق الصراع وتعدد الأطراف الفاعلة، ظهر سؤال جوهري لدى حول كيفية تعامل السعودية مع المقاومة التهامية، القوة الوليدة التي نشأت من رحم تهامة، المنطقة الحيوية المطلة على البحر الأحمر.

فتهامة، بجغرافيتها الاستراتيجية الممتدة على طول الساحل الغربي لليمن، ليست مجرد منطقة نزاع تقليدي، بل هي بوابة بحرية تطل على واحد من أهم الممرات المائية في العالم: البحر الأحمر. هذا الممر لا يعتبر مجرد شريان حيوي للتجارة الدولية، بل يمثل أيضا خط دفاع أول لأمن السعودية.

ومن هنا، كان من الممكن أن تلعب المقاومة التهامية دورا محوريا في حماية هذا الممر البحري الحساس، خاصة أنها تتألف من أبناء الأرض الذين يعرفون تضاريسها ويملكون ولاء قويا لمنطقتهم.

ورغم هذه الأهمية الاستراتيجية، شهدنا تراجعا في وضع المقاومة التهامية، حيث تم تفكيكها ودمجها تحت قيادة طارق صالح. وهذا الأمر يطرح تساؤلات حول كيف غفلت السعودية، بكل خبرتها وحنكتها، عن تعزيز هذه القوة وتدريبها لتصبح حليفا رئيسيا في تأمين البحر الأحمر؟ وكيف سمح لقوة من خارج تهامة، بقيادة طارق، بأن تهيمن على تلك الأراضي الحيوية ؟

فالمقاومة التهامية، كقوة محلية وليدة ومن أبناء المنطقة، كانت تشكل فرصة ذهبية للسعودية لبناء حليف استراتيجي طويل الأمد، ويمكن الاعتماد عليه في مواجهة أي تهديدات مستقبلية على طول الساحل التهامي. وتأهيل هذه القوة وتطويرها لا يتعارض مع السياسات السعودية، بل يتماشى مع مصالحها الأمنية ويعزز قدرتها على حماية ممرات الملاحة الدولية.

فالسعودية كانت دائما تعتمد في سياستها الخارجية على بناء تحالفات مع القوى المحلية التي تثق بولائها وقدرتها على الحفاظ على الاستقرار.

وجود قوة من أهل الأرض، قادرة على حماية الساحل وطرق الملاحة، يمثل عامل استقرار وتوازن في منطقة مضطربة. وهذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان قرار دمج المقاومة التهامية تحت قيادة خارجية قد جاء نتيجة تغافل غير مقصود، أم أنه كان نتيجة لخديعة استخباراتية زيدية للسعودية ، عبر قنوات مثل الإصلاح والمؤتمر، تهدف إلى إضعاف النفوذ السعودي في تهامة وفرض سيطرة القوى الزيدية عليها. هذه القوى، التي لطالما استخدمت أساليب الابتزاز مع المملكة، قد تسعى الآن للهيمنة على مناطق استراتيجية على حساب مصالح السعودية.‎

السعودية باعتبارها دولة عظمى في المنطقة، كانت دائما قادرة على فهم التوازنات المحلية واللعب على نقاط القوة لتأمين مصالحها. ومع ذلك، فإن ترك المقاومة التهامية لتصبح تحت قيادة طارق صالح يحمل مخاطر مستقبلية، خاصة إذا قرر طارق تغيير ولائه كما حدث في الماضي. وجود قوة مؤهله، مستقلة وتابعة لأبناء الأرض، كان يمكن أن يكون الضامن الحقيقي لأمن المملكة في هذه المنطقة الحيوية.

أهل الأرض، بارتباطهم بجغرافيتهم وبسكان منطقتهم، هم الحلفاء الطبيعيون والأكثر موثوقية للمملكة. فهم ليسوا فقط على دراية بتفاصيل الأرض، بل يملكون أيضا الحافز الأكبر لحمايتها من أي تهديدات. أما القوى القادمة من الهضبة الزيدية، فلديها تاريخ طويل من استخدام الابتزاز السياسي والضغط لتحقيق مكاسب آنانية، وهو ما يجعل الاعتماد عليها محفوفا بالمخاطر.

ينبغي على المملكة أن تعيد النظر في استراتيجيتها تجاه تهامة والمقاومة التهامية. فتأهيل ودعم المقاومة التهامية، كقوة محلية مستقلة، يصب في صميم مصلحة المملكة، وليس فقط لحفظ أمن البحر الأحمر، بل أيضًا لضمان وجود حلفاء موثوقين على الأرض يمكن الاعتماد عليهم في مواجهة أي تهديدات مستقبلية. فالأمن الحقيقي للمملكة يأتي من ولاء أبناء الأرض، الذين يعرفون قيمتها ويحملون على عاتقهم مسؤولية حمايتها.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: البحر الأحمر تهامة كتابات البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

خسوف كلي يزين السماء في مارس.. سر تحول القمر لـلون الأحمر الدموي

ظاهرة فلكية مُميزة تشهدها السماء ليلة 13 مارس المُقبل وحتى فجر 14 مارس 2025، تُعرف بخسوف القمر الكلي، حيث يظهر فيها القمر باللون الأحمر الدموي، وفق ما أعلن في تقرير نشرته وكالة ناسا.

يحدث الخسوف الكلي للقمر عندما تصطف الأرض والشمس والقمر بشكل مثالي، ما يسمح للأطوال الموجية الطويلة بمرور الضوء الأحمر عبر الغلاف الجوي للأرض وإضاءة القمر باللون الأحمر الدموي، ويقع القمر بالكامل في الجزء الأكثر ظلمة من ظل الأرض، المعروف باسم الظل الكلي (Umbra).

مدة خسوف القمر الكلي

وتوقع العلماء أن يستمر الخسوف الكلي للقمر 65 دقيقة في الوقت ما بين الساعة 2:26 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة و 06:26 بالتوقيت العالمي، ويُمكن مشاهدة مراحل خسوف القمر الكلي بوضوح في أمريكا الشمالية والجنوبية، بينما يغرب القمر في أوروبا الغربية، وهو ما يزال في مرحلة الكسوف، في حين يظهر القمر عند الشروق، وهو في حالة الخسوف الكلي في أستراليا ونيوزيلندا.

وفيما يتعلق بالسبب وراء تحول القمر إلى اللون الأحمر، أوضح العلماء أن هذه الظاهرة تُعرف باسم القمر الدموي، ويحدث هذا بسبب ظاهرة تشتت ضوء الشمس في الغلاف الجوي للأرض في أثناء الخسوف، إذ يتم تشتيت الضوء الأزرق، بينما يمر الضوء الأحمر بشكل مباشر ما يعطي القمر لونه الأحمر المميز.

مراحل خسوف القمر الكلي 

وخلال الخسوف الكلي، يمر القمر بعدة مراحل بداية بالخسوف شبه الظلي الذي يبدأ فيه القمر بالدخول في الجزء الخارجي من ظل الأرض، ما يؤدي إلى خفوت طفيف في إضاءته، ثم يبدأ القمر بالدخول في الظل الكلي للأرض.

وبعدها يصبح القمر بالكامل داخل الظل الكلي ويتلون بلون نحاسي أحمر، ثم يبدأ القمر بالخروج من الظل الكلي ويتلاشى اللون الأحمر تدريجيًا حتى يعود القمر إلى إضاءته الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • الجريدة الرسمية تنشر قرار اعتماد المخطط الاستراتيجي لـ5 قرى في البحر الأحمر
  • فيديو | ذاكرة الأرض.. ملحمة تاريخية تحيي أمجاد التأسيس في الدمام
  • “أسبيدس” تحمي 650 سفينة تجارية في البحر الأحمر خلال عام .. تفاصيل المهمة
  • النخالة: معركة إسناد غزة تؤكد وحدة المقاومة في المنطقة
  • مجدي يوسف: مندوب إسرائيل كانت عينه في الأرض ولم يستطع الرد على كلمة النائب محمد أبو العينين
  • ظاهرة نادرة في رمضان 2025.. القمر يتحول إلى اللون الدموي!
  • المفتي قبلان: لنعلن على مسامع الخليقة كلّها أن المقاومة فخر الأرض وحكاية بقاء
  • "القمر الدموي".. ظاهرة فلكية نادرة في رمضان 2025
  • بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”.. ويسعدني لقاء ترامب
  • خسوف كلي يزين السماء في مارس.. سر تحول القمر لـلون الأحمر الدموي