يمن مونيتور:
2025-03-28@15:59:13 GMT

اللغز الاستراتيجي في تهامة

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

منذ بداية الأزمة اليمنية، كانت السعودية حاضرة بقوة في مساعيها لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، مدركة لأهمية اليمن في استراتيجيتها الإقليمية. لكن مع تعمق الصراع وتعدد الأطراف الفاعلة، ظهر سؤال جوهري لدى حول كيفية تعامل السعودية مع المقاومة التهامية، القوة الوليدة التي نشأت من رحم تهامة، المنطقة الحيوية المطلة على البحر الأحمر.

فتهامة، بجغرافيتها الاستراتيجية الممتدة على طول الساحل الغربي لليمن، ليست مجرد منطقة نزاع تقليدي، بل هي بوابة بحرية تطل على واحد من أهم الممرات المائية في العالم: البحر الأحمر. هذا الممر لا يعتبر مجرد شريان حيوي للتجارة الدولية، بل يمثل أيضا خط دفاع أول لأمن السعودية.

ومن هنا، كان من الممكن أن تلعب المقاومة التهامية دورا محوريا في حماية هذا الممر البحري الحساس، خاصة أنها تتألف من أبناء الأرض الذين يعرفون تضاريسها ويملكون ولاء قويا لمنطقتهم.

ورغم هذه الأهمية الاستراتيجية، شهدنا تراجعا في وضع المقاومة التهامية، حيث تم تفكيكها ودمجها تحت قيادة طارق صالح. وهذا الأمر يطرح تساؤلات حول كيف غفلت السعودية، بكل خبرتها وحنكتها، عن تعزيز هذه القوة وتدريبها لتصبح حليفا رئيسيا في تأمين البحر الأحمر؟ وكيف سمح لقوة من خارج تهامة، بقيادة طارق، بأن تهيمن على تلك الأراضي الحيوية ؟

فالمقاومة التهامية، كقوة محلية وليدة ومن أبناء المنطقة، كانت تشكل فرصة ذهبية للسعودية لبناء حليف استراتيجي طويل الأمد، ويمكن الاعتماد عليه في مواجهة أي تهديدات مستقبلية على طول الساحل التهامي. وتأهيل هذه القوة وتطويرها لا يتعارض مع السياسات السعودية، بل يتماشى مع مصالحها الأمنية ويعزز قدرتها على حماية ممرات الملاحة الدولية.

فالسعودية كانت دائما تعتمد في سياستها الخارجية على بناء تحالفات مع القوى المحلية التي تثق بولائها وقدرتها على الحفاظ على الاستقرار.

وجود قوة من أهل الأرض، قادرة على حماية الساحل وطرق الملاحة، يمثل عامل استقرار وتوازن في منطقة مضطربة. وهذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان قرار دمج المقاومة التهامية تحت قيادة خارجية قد جاء نتيجة تغافل غير مقصود، أم أنه كان نتيجة لخديعة استخباراتية زيدية للسعودية ، عبر قنوات مثل الإصلاح والمؤتمر، تهدف إلى إضعاف النفوذ السعودي في تهامة وفرض سيطرة القوى الزيدية عليها. هذه القوى، التي لطالما استخدمت أساليب الابتزاز مع المملكة، قد تسعى الآن للهيمنة على مناطق استراتيجية على حساب مصالح السعودية.‎

السعودية باعتبارها دولة عظمى في المنطقة، كانت دائما قادرة على فهم التوازنات المحلية واللعب على نقاط القوة لتأمين مصالحها. ومع ذلك، فإن ترك المقاومة التهامية لتصبح تحت قيادة طارق صالح يحمل مخاطر مستقبلية، خاصة إذا قرر طارق تغيير ولائه كما حدث في الماضي. وجود قوة مؤهله، مستقلة وتابعة لأبناء الأرض، كان يمكن أن يكون الضامن الحقيقي لأمن المملكة في هذه المنطقة الحيوية.

أهل الأرض، بارتباطهم بجغرافيتهم وبسكان منطقتهم، هم الحلفاء الطبيعيون والأكثر موثوقية للمملكة. فهم ليسوا فقط على دراية بتفاصيل الأرض، بل يملكون أيضا الحافز الأكبر لحمايتها من أي تهديدات. أما القوى القادمة من الهضبة الزيدية، فلديها تاريخ طويل من استخدام الابتزاز السياسي والضغط لتحقيق مكاسب آنانية، وهو ما يجعل الاعتماد عليها محفوفا بالمخاطر.

ينبغي على المملكة أن تعيد النظر في استراتيجيتها تجاه تهامة والمقاومة التهامية. فتأهيل ودعم المقاومة التهامية، كقوة محلية مستقلة، يصب في صميم مصلحة المملكة، وليس فقط لحفظ أمن البحر الأحمر، بل أيضًا لضمان وجود حلفاء موثوقين على الأرض يمكن الاعتماد عليهم في مواجهة أي تهديدات مستقبلية. فالأمن الحقيقي للمملكة يأتي من ولاء أبناء الأرض، الذين يعرفون قيمتها ويحملون على عاتقهم مسؤولية حمايتها.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: البحر الأحمر تهامة كتابات البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الأحزاب المناهضة للعدوان تؤكد أن اليمن سيبقى حراً مستقلاً مستمراً في دعم المقاومة الفلسطينية

الثورة نت/..

أكد تحالف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان، أن اليمن قيادة وجيشًا وشعبًا، سيبقى حرًا مستقلًا، مستمرًا في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية وقضايا الأمة عموما، مستعدًا لمواجهة كل محاولات الأعداء للنيل من توجهاته ومواقفه.

وحيا تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان في بيان له بمناسبة الذكرى العاشرة ليوم الصمود الوطني، الشعب اليمني الذي وقف كالجبل الأشم في وجه أعتى تحالف عدواني عرفته المنطقة، بقيادة السعودية والإمارات، وبدعم مباشر أمريكي وبريطاني وإسرائيلي.

وأوضح أن عشر سنوات من التحدي، والإباء، والانتصارات المتتالية، جعلت من اليمن نموذجاً للعزة والكرامة، ومن عدوان التحالف نموذجاً للإخفاق والانهيار.

وذكر البيان “أن العدوان الذي بدأ في 26 مارس 2015 تحت شعار “عاصفة الحزم”، متوهمًا أن اليمن لقمة سائغة وأن صنعاء ستسقط خلال أسابيع، لكن بإرادة الله وحكمة السيد القائد واستبسال المرابطين، وصمود اليمنيين تحولت تلك العاصفة إلى “كابوس لليأس”، إذ فشل العدوان في كسر إرادة اليمنيين أو إخضاعهم.

وأضاف “لقد زادنا العدوان قوةً وصلابةً، حيث ترنح الأعداء تحت ضربات صواريخنا البالستية وطائراتنا المسيرة، التي امتدت من الرياض وأبوظبي إلى عمق البحرين الأحمر والعربي ومدن وسواحل فلسطين المحتلة”.

وتطرق البيان إلى ما تحقق لليمن خلال هذه السنوات من تحولات تاريخية، حيث انتقل عسكريًا من الدفاع إلى الهجوم وامتلك قدرات صاروخية وجوية تعزز قوة الردع وتهدد مصالح دول العدوان، وسياسيًا عزز من حضوره الاقليمي والدولي خاصةً من خلال دعم وإسناد الشعب الفلسطيني عبر عمليات البحرين الأحمر والعربي واستهداف الكيان المحتل، واقتصاديًا تمكن اليمن رغم الحصار، من تحقيق الصمود واطلاق مشاريع الاكتفاء الذاتي وتعزيز التكافل الاجتماعي عبر مختلف المسارات.

مقالات مشابهة

  • حديث وقت السحر في هذه المرحلة من هما الاخطر؟؟؟ اسرائيل وامريكا ام السعودية  وقطر؟؟
  • وزير الأوقاف: معركة تحرير عدن كانت ملحمة وطنية تاريخية سطّرها أبطال المقاومة الجنوبية
  • عاجل.. غارات أمريكية على مخازن سرية تحت الأرض كانت تابعة لقوات الحرس الجمهوري بسنحان
  • هل بدأت نهاية النفوذ الإيراني في اليمن؟ الضربات الأمريكية تدك مواقع سرية تحت الأرض وتستهدف قيادات ميدانية رفيعة
  • ستة قتلى في غرق غواصة سياحية في البحر الأحمر قبالة مصر
  • كانت تقلّ نحو 44 راكباً.. قتلى ومصابون بغرق غواصة في مصر
  • النخالة: وحدة قوى المقاومة ستظل قائمة ومتكاملة مهما كانت التضحيات
  • نعيم قاسم في يوم القدس: المستقبل في المنطقة هو للمقاومة
  • مدمرة تابعة للبحرية الأميركية مزودة بصواريخ موجهة تعود من مهمة في البحر الأحمر
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تؤكد أن اليمن سيبقى حراً مستقلاً مستمراً في دعم المقاومة الفلسطينية