على الرغم من المزايا العديدة التي تحققها أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، من خلال تقديم برامج تعليمية متطورة للطلاب وفتح أفق واسعة أمامهم للتفاعل مع الآخرين في جميع أنحاء العالم، إلا أنه هناك بعض المساوئ التى تحملها تلك الأدوات التكنولوجية وحذرت منها العديد من الدراسات.

ضعف الذاكرة 

مساوئ عديدة حذرت منها الأبحاث والدراسات العلمية بخصوص اعتماد الطلاب الكلي على أدوات الذكاء الاصطناعي في التحصيل الدراسي، منها ما أشارت إليه نتائج إحدى الدراسات المنشورة في المجلة الدولية لتكنولوجيا التعليم إذ تبين أن استخدام الطلاب المفرط لأدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يؤدي إلى ضعف الذاكرة وتراجع التحصيل الدراسي.

وتبين أن اعتماد الطلاب المفرط على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض التفاعل البشري، ما يفقدهم الفرصة لتطوير مهارات الاتصال والتعاون والتعاطف مع الآخرين، كما يواجه الذكاء الاصطناعي تحديات ومخاوف تتعلق بالجوانب الأخلاقية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لاستخدامه.

العزلة الاجتماعية 

علقت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، قائلة خلال حديثها لـ«الوطن»: «لا ننكر دور أدوات الذكاء الاصطناعي في فتح أفق جديدة أمام الطلاب للاطلاع على تجارب مختلفة تنمي خيال ومهارات الطالب، إلا أن الاستخدام المفرط لتلك الأدوات يُدخل الطالب في حالة من العزلة الاجتماعية وعدم القدرة على التفاعل الإيجابي مع الأخرين، كما توجد مخاوف بشأن قيام أنظمة الذكاء الاصطناعي بجمع بيانات الطلاب وتحليلها، ما يثير المخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات».

دعت أستاذة علم الاجتماع إلى ضرورة قيام الأهل والمعلمين في المدرسة بدور توعوي للطلاب من خلال تعريفهم أن أدوات الذكاء الاصطناعي هي مجرد أنظمة مساعدة لا يمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي في التعليم، كما يجب إتاحة الأنشطة التعليمية التي تعتمد على التفاعل مع الأخرين على أرض الواقع.  

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التعليم التكنولوجيا ضعف الذاكرة أدوات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

طول البقاء أمام الشاشات يسبب صعوبات لغوية للأطفال

أصبحت الشاشات موجودة في كل مكان وبالتالي جزءًا من حياة الأطفال أيضًا. لذلك، يتساءل العلماء عن تأثير ذلك على أدمغة الأطفال النامية، وخاصة اكتساب المهارات اللغوية. 
لفهم ذلك، أجرى العلماء في إستونيا استطلاعًا لآباء أكثر من 400 طفل حول استخدامهم واستخدام أطفالهم للشاشات، وتأثير ذلك على مهارات أطفالهم اللغوية.
وجد الباحثون أن الآباء، الذين يستخدمون الشاشات كثيرًا، لديهم أيضًا أطفال يستخدمون الشاشات كثيرًا، وأن الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات يرتبط بضعف المهارات اللغوية.
وقالت الدكتورة تيا تولفيست من جامعة تارتو، المؤلفة الرئيسية للدراسة "تكشف دراستنا أن أنماط استخدام الأطفال للشاشات تشبه أنماط آبائهم". 
وتضيف "يشدد الباحثون في مجال لغة الأطفال على أهمية التفاعل اليومي مع البالغين من أجل التطور المبكر للغة، بحيث يشارك الأطفال بفعالية. وفي الوقت نفسه، نعلم أن جميع أفراد الأسرة يميلون إلى أجهزتهم التي تستخدم الشاشات. ولأن الوقت محدود، نحتاج إلى معرفة كيف تؤثر هذه المنافسة الشرسة بين التفاعل وجهاً لوجه ووقت الشاشة على تطور لغة الصغار".
الحديث أو التكنولوجيا
في العديد من الثقافات، يعود تطور لغة الأطفال، بدرجة كبيرة، إلى تحدثهم مع البالغين حيث يتعرفون على كلمات ومفردات وعبارات جديدة وصيغ نحوية. إلا أن الانشغال بالشاشات يمكن أن يؤدي إلى تعطيل هذه الآلية التعليمية، خاصة إذا كان الشخص البالغ يتعرض للمقاطعة عن طريق الرسائل النصية أو الإشعارات.
أجرت تولفيست وفريقها مسحا لعينة تمثيلية من العائلات الإستونية، بما في ذلك 421 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف العام وأربعة أعوام. طلب الاستطلاع من الآباء تقدير المدة التي يقضيها كل فرد من أفراد الأسرة في استخدام أجهزة شاشة مختلفة لأغراض مختلفة في يوم عطلة نهاية الأسبوع المعتاد.
وسأل الباحثون أيضًا عن مقدار الوقت الذي يقضى في استخدام الشاشة كعائلة، على سبيل المثال، في مشاهدة فيلم معًا. وأخيرا، طُلب من الآباء ملء استبيان لتقييم القدرة اللغوية لأطفالهم.
صنف الباحثون كلا من الأطفال والبالغين إلى ثلاث مجموعات لاستخدام الشاشة: مرتفع، ومنخفض، ومعتدل. ثم قاموا بتحليل هذه البيانات لمعرفة ما إذا كان هناك رابط بين استخدام الشاشة من قبل الوالدين واستخدامها من طرف الأطفال.
خلص الاستبيان إلى أن الآباء والأطفال ينتمون عمومًا إلى نفس المجموعات: الآباء الذين استخدموا الشاشات كثيرًا كان لديهم أطفال يستخدمون الشاشات كثيرًا أيضًا. كما نظر فريق البحث في تطور اللغة لدى هؤلاء الأطفال، ووجدوا أن الأطفال، الذين لديهم استخدام أقل للشاشات، سجلوا درجات أعلى في كل من القواعد النحوية ومفردات اللغة. 
قالت تولفيست: "بينما قد توفر قراءة الكتب الإلكترونية وبعض الألعاب التعليمية فرصًا لتعلم اللغة، خاصة للأطفال الأكبر سنًا، تظهر الأبحاث أنه خلال السنوات الأولى من الحياة، يكون العامل الأكثر تأثيرًا في اكتساب اللغة هو التفاعل اللفظي اليومي وجهًا لوجه بين الوالدين والطفل". 
المرح والألعاب؟
كان لاستخدام الشاشات في ألعاب الفيديو تأثير ملحوظ على مهارات الأطفال اللغوية، بغض النظر عما إذا كان الآباء أو الأطفال يمارسون الألعاب. 
وأشار المؤلفون إلى أنه سيتعين إجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيفية تأثير وباء كوفيد-19 على هذه الأنماط: فقد جمعوا بياناتهم في الأصل في عام 2019. وسيكون من المهم أيضًا معرفة كيف يتغير نمط حياة الأسرة بأكملها مع مرور الوقت، باستخدام دراسات طويلة المدى تتبع العائلات عندما يكبر الأطفال.
وأضافت تولفيست "درسنا كل مشارك مرة واحدة فقط ولم نتبع مسار تطوره على مدى فترة زمنية أطول. جُمعت البيانات قبل جائحة كوفيد-19. وسيكون من المثير للاهتمام النظر في نتائج الأبحاث المستقبلية التي تتناول تطور اللغة وتأثير استخدام الشاشة أثناء الوباء".

أخبار ذات صلة «الصحة العالمية»: حملة التلقيح ضد شلل الأطفال تنتقل إلى شمال غزة «الفجيرة الثقافية».. تعزز المهارات الرقمية للناشئة المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم: إصدار دليل يوضح القواعد المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي قريبًا
  • استخدام الذكاء الاصطناعي من جوجل لمعالجة البطالة
  • طول البقاء أمام الشاشات يسبب صعوبات لغوية للأطفال
  • وزارة التعليم و”سدايا” تطلقان برنامج الابتعاث في الذكاء الاصطناعي
  • رسالة ماجستير تناقش وعي معلمي العلوم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • "هايبر فيوجن" تقدم منح استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للشركات في الإمارات
  • "رايتس ووتش" تحذر من استخدام الاحتلال الذكاء الاصطناعي في عدوانه على غزة
  • رايتس ووتش تحذر من استخدام الاحتلال الذكاء الاصطناعي في عدوانه على غزة
  • حسام هيبة: نستهدف استخدام الذكاء الاصطناعي لإعداد استراتيجيات داعمة لبيئة الاستثمار
  • رئيس هيئة الاستثمار: نستهدف استخدام الذكاء الاصطناعي لإعداد استراتيجيات داعمة لبيئة الاستثمار