تنفيذ حكم الإعدام حداً رمياً بالرصاص في حق قاتل في حضرموت
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
تنفيذ حكم الإعدام حداً رمياً بالرصاص في حق قاتل في حضرموت.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
البعوض ... قدم درسا بالوطنية ومقاومة الغزاة !
بعد احتلال دام 129 عاما , خرج المحتل البريطاني من جنوب اليمن يجر أذيال الهزيمة , لتبقى جزيرة سقطرى يمنية بهويتها وتاريخها وحضارتها وانتمائها , و لتحكي شجرة دم الأخوين تاريخا من النضال والمقاومة والانتصار .
-الخرائط الجغرافية
جاء في كتاب " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " لمحمد الإدريسي : ( أن جزيرة سقطرى تتصل من جهة الشمال والغرب ببلاد اليمن , بل هي محسوبة منه ومنسوبة إليه ) .
فيما جاءت المقاييس والأوصاف الجغرافية لجزيرة سقطرى , في بعض المراجع العربية , على أنها كانت في الأزمنة القديمة متصلة باليابسة من ناحية البر , بداية من قلزم إلى عدن إلى سقطرى , فقد كان كله برا واحدا متصل بعضه ببعض .
وقد كان لبعض الجغرافيين الأوروبيين السبق في وضع بعض الخرائط للجزيرة , حيث كانت خارطة جزيرة سقطرى , ضمن بعض الأجزاء من جنوب شبة الجزيرة العربية , ومن هؤلاء الرحالة والمكتشفون الأوربيون الذين قاموا برسم تلك الخرائط .
كخارطة كارتا مارينا والتي قام بؤسمها " مارتن ولد سيمولر " سنة 1516م , وخارطة جياكوموستلدي سنة 1561م , وخارطة هنريلس فلونت لانجرب سنة 1596م , خارطة هيرمان مول سنة 1712م , خارطة جولوم دي إيل سنة 1716م.
وفي فترة الاستعمار البريطاني , كان أول من قام بمسح الجزيرة بالمقاييس الحديثة الضابط الهندي في البحرية البريطانية كابتن " أس بي هينز " وذلك في عام 1833م , حينما أرادت الحكومة البريطانية المستعمرة للهند إيجاد محطة لها للوقود بعيدا عن المعارك التي تدور بينها وبين الاساطيل الأوروبية من جهة وبينها وبين الأساطيل العربية من جهة أخرى .
وبعد هذا المسح صدرت أول خريطة لجزيرة سقطرى في لندن عام 1835م , على ما في ذلك من تحريف لأسماء القرى والمواقع المذكورة في الخريطة .
-السيادة والانتماء
جزيرة سقطرى مرتبطة باليمن منذ التاريخ القديم بالهوية والسيادة والانتماء والحضارة والآثار والتقاليد والسكان , وعلى الرغم من التنافس الاستعماري عليها والوجود الأجنبي فوق ترابها فترات من الزمان بدأ بالإسكندر المقدوني ومن ثم البطالمة والرومان والفرس قديما مرورا بالمحتل البرتغالي مطلع القرن السادس عشر الميلادي واطماع المماليك والعثمانيين والهولنديين والفرنسيين وحتي الوهابيين , ومن ثم المحتل البريطاني , إلا إنها حافظت على هويتها وطابعها وانتمائها اليمني .
فجميع الممالك اليمنية القديمة المعروفة بالتاريخ القديم ( معين , سبأ , حضرموت , حمير , أوسان , قتبان وغيرها ) قد وضعت قدمها على أرض جزيرة سقطرى فقد ذكر الباحثون والمؤرخون والجغرافيون أن جزيرة سقطرى منتمية بالسيادة والهوية والانتماء إلى جنوب شبة الجزيرة العربية , وأن سكانها من العرب , باستثناء بعض المستعمرين والمستوطنين من الأجانب في جميع مراحل التاريخ .
وكانت جزيرة سقطرى جزءا من الممالك اليمنية القديمة التي كانت تمثل الحضارة العربية القديمة , وقد سيطرت تلك الممالك في فترات زمنية متتالية , على شبه الجزيرة العربية وما حولها وكانت قاعدتها في اليمن .
ولا شك أن تلك الدول العظيمة التي ظهرت في تاريخ اليمن القديم قد بسطت نفوذها على جزيرة سقطرى التي تعتبر جزء لا يتجزأ من اليمن وفيها من الآثار العظيمة ما يدل على أنها كانت موطنا لتلك الممالك ذات التاريخ العريق والحضارة العظيمة .
و لو أجريت الدراسات والأبحاث العلمية خاصة في بعض الأطلال لوجدت آثار تلك الممالك والدول اليمنية العظيمة في ربوع جزيرة سقطرى التي تؤكد على هوية السيادة والانتماء لليمن .
-معين
كان أول تلك الممالك مملكة معين التي عاشت ما بين ( 1500- 800 قبل الميلاد ) وقيل أربعة آلاف قبل الميلاد.
وكانت عاصمتها " قرناو " وهي بجوف اليمن , وعدد ملوكها 36 ملكا , وقد امتد نفوذ المعينيين إلى شواطئ الخليج العربي وجزر بحر العرب التي تعتبر جزيرة سقطرى من أشهرها بالإضافة إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط وكان زمام التجارة بين الهند وبلاد العرب بأيديهم , فكانت قوافلهم التجارية تجوب ما بين سواحل المحيط الهندي , إلى القسم الشمالي في البلاد الكنعانية ( فلسطين وما حولها ) وكانت للمعينيين مستعمرات هناك سكنتها جاليات منهم ومنها مدينة " غزة ".
وإذا كان النفوذ المعيني قد وصل إلى بحر العرب وجزره والمحيط الهندي وبلدانه , فإنه جزيرة سقطرى كانت احدى الموانئ الرئيسية لهم كما كانت لغيرهم من الممالك اليمنية القديمة , لا سيما وزمام التجارة في تلك الأنحاء بأيديهم ومن أشهر تجارتهم اللبان الذي تعتبر جزيرة سقطرى موطنه الأصلي .
-سبأ
ومن الممالك اليمنية التي امتد حكمها لجزيرة سقطرى مملكة سبأ التي كانت في الألف الأول قبل الميلاد , وقد ذكر القرآن الكريم قصة بلقيس ملكة سبأ .
وذكر المؤرخون أن عدد ملوك سبأ 27 ملكا , وقد جاءت إشارات في بعض المراجع أن جزيرة سقطرى , كانت تابعة لمملكة سبأ , ففي دائرة المعارف البريطانية : ( وقد أشار أغاثر خيدس , في وصف أرض سبأ , أنها تقع قرب الساحل , وهي أقرب إشارة إلى جزيرة سقطرى , والجزائر المجاورة لها ) .
-حضرموت
ومن الممالك اليمنية القديمة مملكة حضرموت التي نشأت بجانب السبئيين ثم تمت لها الغلبة والسيطرة بعد أن انهارت مملكة سبأ وقد قامت هذه الدولة في القرن الرابع قبل الميلاد فأصبحت حضرموت دولة مستقلة عاصمتها شبوة وحدودها شرقا ظفار وجنوبا بحر العرب وجزيرة سقطرى وشمالا الربع الخالي وغربا مساقط الأودية التي تؤدي إلى زادي حضرموت .
وكانت جزيرة سقطرى جزءا من تلك المملكة , بل كانت سقطرى الميناء الرئيسي لمملكة حضرموت فقد كانت جزيرة سقطرى خاضعة لمملكة حضرموت مع بداية ميلاد المسيح عليه السلام , وكانت من أهم الموانئ لملوك حضرموت خصوصا وأنها تنتج مادة اللبان وغيره من المواد النباتية .
كما أنها تحتكر عملية الترانزيت , نظرا لموقعها الذي يؤهلها لأن يرتادها التجار من كل حدب وصوب . وتفيد المصادر إن سقطرى غدت من أملاك الملك " إل عز يلط بن إلهان " أحد ملوك مملكة حضرموت , فقد ذكره مؤلف كتاب " الطواف حول البحر الإريتيري " باسم الملك " اليازوس" ملك بلاد البخور والطيب , وأن سقطرى كانت في حكم ملك سياتا أي " شبوة " .
وقال المؤرخ جواد علي في كتابه " المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام " معلقا على ذلك : ( وهذا يدل على أنها كانت تابعة للعربية الجنوبية ) وهذا يقودنا بالقول ان حضارة سقطرى جزءا من حضارة مملكة حضرموت في ذلك الوقت .
-حمير
مملكة حمير التي كانت بداية نشأتها من سنة 115 قبل الميلاد – 525 بعد الميلاد , وكانت عاصمتها " ظفار " وفيهما ملوك التبابعة , ذكر المؤرخون أن هذه الدولة قد مرت بمرحلتين : الأول من 115 ق . م – 275م ,
وكان عدد ملوك هذه العهد 17 ملكا , والمرحلة الثانية : تبدأ من 275- 525 م , وعدد ما عثر عليه من ملوكها 13 ملكا . وتذكر المصادر ان بعض الملوك الحميريين غزو الهند والصين وبلغ ملكهم سمرقند والمغرب . ودولة بهذه القوة وتلك السيطرة على تلك العوالم البعيدة والقريبة لا يستبعد أن تكون جزيرة سقطرى جزءا من أوطانها ومُلك من أملاكها , وقد وجدت بعض الآثار الحميرية في جزيرة سقطرى .
فقد جاء في دائرة المعارف البريطانية ما نصه : ( وقد قال " جيمس تيودور بنت ", عن نقش على صخرة في قلنسية , إنه من العهد الحميري ) , وجيمس قام برحلات استكشافية في حضرموت وسقطرى وذلك عامي 1893- 1894م , وقد تسلق جبال حجهر في جزيرة سقطرى , ومكث هناك شهرين كاملين , ثم توفي عام 1897م , متأثرا بحمى الملاريا وكان عمره 45 عاما , وقد نشرت زوجته تفاصيل رحلته عام 1900 م.
-شموخ وأباء
( لا أنا ولا المقاتلين معي من أهل جبل فرتك , يمكن أن نموت من الخوف , وإنما مماتنا لا يكون بغير السيف , فعلى رئيس القباطنة البرتغاليين أن يفعل ما يحلو له , فلن نغادر الحصن ولا جزيرة سقطرى حتى نموت جميعا , فتلك عادة أهل جبل فرتك ) .
هذا كان رد ورسالة وجواب حاكم وأمير جزيرة سقطرى السلطان القائد عامر بن علي بن عمرو بن عفرار المهري على إنذار رئيس القباطنة البريتغاليين الذين طلبوا منه ان يضع نفسه تحت إمرة ملك البرتغال أو يغادر حصنه والجزيرة ويضمنوا له معاملة طيبة ومرورا آمنا ليغادر هو ورجاله إلى بلادهم فرتك بالمهرة , أما إن كان غير راغب في ذلك فأن البرتغاليين مصممين على الاستيلاء على الجزيرة بالقوة وساعتها لن يترك مسلما واحدا فيها على قيد الحياة فتلك هي أوامر ملك البرتغال لقائد اسطوله .فلما وصلت تلك الرسالة القاسية واللهجة الشديدة الى قائد الحصن السقطرى السلطان عامر فكان ان وجه التوبيخ للضابطين البرتغاليين .
- معركة الحصن
الحصن او القلعة في سقطرى فقد بناها السلطان محمد بن علي بن عمرو بم عفرار المهري وذلك بعد أن ملك الجزيرة عام 1482م , وحصنها تحصينا جيدا لحماية الجزيرة وسكانها . وبعد مصادمة ومقاومة حادة مع الغزاة البرتغال استخدم فيها السيوف والرماح في معركة غير متكافئة استشهد على إثرها السلطان عامر وعدد من رجاله واستطاع الغزاة بآلياتهم ومدافعهم المدمرة أن يكسروا الأبواب ويدخلوا الحصن وانتهت المعركة باحتلال البرتغاليين للجزيرة , لكنها لم تنتهي المقاومة فبعد خمسة أشهر من معركة الحصن إبريل 1507م نظمت المقاومة صفوفها ضد الغزاة لتبدأ في اغسطس 1507م .
وبعد اربع سنوات وأربعه أشهر ابتداء من ابريل 1507 إلى مايو 1511م , قرر البرتغاليين الرحيل من سقطرى ومن اهم الاسباب التي جعلت البرتغاليين يفرون من سقطرى والتي دعت الملك عما نويل أن يكرر أوامره لقادته بالرحيل من سقطرى هي :
- وقوف سكان جزيرة سقطرى جميعا ضد الوجود البرتغالي في بلادهم وتطبيق الحصار الاقتصادي والاجتماعي غليهم .
- المرض الذي استشرى بين الجنود البرتغاليين وقادتهم فقد انتشرت بينهم حمى الملاريا المستوطنة في جزيرة سقطرى وكأن البعوض ايضا تقاوم الغزاة وتقتلهم.
فالوجود البرتغالي في جزيرة سقطرى خلال اربع سنوات لم تكن نزهة ولا متعة بالنسبة للعساكر البرتغاليين بل مقبرة لهم .
-اطماع الوهابية
بعد خروج المحتل البرتغالي من سقطرى عام 1511م , حاولت كل من هولندا وفرنسا وبريطانيا وحتى الوهابيون أن يضعوا قدمها على جزيرة سقطرى في تنافس استعماري محموم بينهم وخلال تلك الفترة حتى عام 1829م , كان الوهابيون قد قاموا بحملة مكونة من عشرين سفينة إلى حضرموت سنة 1224هجرية / 1909م , حصلت مقاومة وبعض المعارك معهم من قبل الحضارم , ومكثوا في ميناء الشحر أربعين يوما , ثم انهزموا وعادوا إلى نجد , وخلال تلك الحملة وصلوا إلى سقطرى .
لكن بريطانيا استطاعت بعد ذلك أن تنفرد باستعمار جنوب اليمن , وخلال تلك الفترة تزايد الاهتمام الأوروبي للسيطرة على جزيرة سقطرى وذلك لأهمية موقعها الجغرافي ونظرا للنشاط الذي تقوم به الدول المستعمرة ومحاولة السيطرة على مصادر التجارة ونهب الثروات .
-رفض بيع الجزيرة
( مقسما بالله أنه لن يتخلى عن سقطرى طالما بقيت السماء فوقه ... وإن سقطرى هبة الله للمهريين , وقال وهو يقيس شبرا من الأرض بيده : وإنني لن أتخلى عن هذا القدر منها ) . نتيجة للتقارير التي وصلت إلى حكومة الهند البريطانية بشأن أهمية موقع جزيرة سقطرى الملاحي ومزاياها الطبيعية وخاصة بالنسبة للسفن البريطانية التي تتطلع إلى تكثيف نشاطها في بحر العرب وسواحله وبعد المشاورات صدرت التعليمات إلى الجهات المختصة في الهند لترتيب حملة لاحتلال جزيرة سقطرى بالقوة في حال رفض سلطان المهرة بيع الجزيرة .
وفي 12 فبراير ارسل الضابط " هينز" إلى " قشن " مقر لعرض الفكرة على السلطان " عامر بن سعد " وما أن اجتمع به في اليوم التالي وأخبره عن مهمته , وأنه جاء لشراء جزيرة سقطرى , وما أن سمع السلطان هذا الخبر , حتى صرخ في وجه هينز , مقسما بالله أنه لن يتخلى عن سقطرى طالما بقيت السماء فوقه ... وإن سقطرى هبة الله للمهريين , وقال وهو يقيس شبرا من الأرض بيده : وإنني لن أتخلى عن هذا القدر منها ), ثم ترك السلطان هينز وذهب مما اصاب هينز بخيبة أمل , لقد وجد السلطان عامر أعند رجل قابلة في حياته من شيوخ العرب , ولكن الغطرسة الاستعمارية هيمنت على أفكار الإنجليز فقرروا احتلال جزيرة سقطرى بالقوة .
-الاحتلال البريطاني
وبعد رفض سلطان المهرة وسقطرى مطالب الانجليز في بيع جزيرة سقطرى لهم . وصلت في يناير 1835م الحملة البريطانية المكونة من بعض السفن الحربية التابعة لشركة الهند الشرقية لاحتلال الجزيرة بالقوة , وبعد عشرة أيام من المعارك رُفع العلم البريطاني بالقوة على أرض جزيرة سقطرى .
بعد ذلك قام المحتل البريطاني بالاستعداد تحسبا لأي هجوم يقوم به السلطان العفراري , فقاموا بحفر الخنادق حولهم ورغم ذلك سلط عليهم البعوض فأصابهم بحمى شديدة وايقنوا بالهلال . وبعد عشرة أشهر من الاحتلال البريطاني للجزيرة بالقوة , تشاور قادة الحملة والحكومة البريطانية ونتيجة للتقارير التي وصلت من الجزيرة عن الظروف السيئة التي تعيشه الحملة , تقرر الانسحاب من الجزيرة وفي 16 اكتوبر 1835م , استلم الكابتن " روس " التوجيهات من مدير البحرية الهندية بخصوص إخلاء القوات البريطانية من جزيرة سقطرى وفي 25 اكتوبر من العام نفسه , أبحرت آخر سفينة بريطانية من جزيرة سقطرى إلى بومبي , وبذلك تكون قد انتهت المرحلة الأولى من محاولة بريطانيا استعمار جزيرة سقطرى .
-وطنية البعوض
استطاع أهل سقطرى بمقاومتهم من دفن الغزاة تحت رمال شاطئها , وحتى بعوض سقطرى ايضا قاوم الغزاة والمحتلين سواء البرتغاليين او البريطانيين وتسبب بمقتل المئات منهم وهذا ما اشارت له تقارير المحتلين البرتغالي والبريطاني عن سبب انسحابهم من جزيرة سقطرى.
في حين نجد اليوم من الخونة والعملاء من يبارك ويؤيد غزاة اليوم ويعمل تحت أمرتهم وينفذ اجندتهم ومطامعهم في جزيرة سقطرى , فالتاريخ يحدثنا أنه قبل نصف قرن كان غزاة ومحتلين اليوم لجزيرة سقطرى وجنوب اليمن يتوسلون لبريطانيا ابقاء قواتها لحمايتهم والدفاع عنهم حينما قررت الانسحاب من الخليج العربي في مطلع السبعينيات من القرن الماضي ..
فالبعوض كان أكثر منهم وطنية فلم يقبل بالغزاة سواء البرتغاليين ومن بعدهم الانجليز فوق رمال جزيرة سقطرى . فهل يتعلم اليوم من خان وباع جزيرة سقطرى شيئا من الوطنية ودرسا في المقاومة من البعوض ؟!.