وكيل الأزهر يستقبل نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
استقبل الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، الشيخ حسان موسى، نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي، اليوم الأربعاء، بمشيخة الأزهر، لبحث سبل التعاون في المجال الدعوي.
وأكد الدكتور الضويني، أن الأزهر يعمل على نشر صحيح الدين الإسلامي من خلال مبعوثيه الموجودين في كثير من دول العالم، والذين تربوا على منهج الأزهر الوسطي، مؤكدا أن الأديان السماوية كلها ترفض الإساءة للمقدسات الدينية، ولا يوجد أي مبرر لقبول هذا الفعل تحت أي مسمى.
وشدد فضيلته أن الأزهر قد استنكر بشدة الإساءة إلى الدين المسيحي مثلما أدان من قبل الإساءة إلى حرق المصحف في بعض الدول الأوروبية، فمنهج الأزهر يدعو إلى احترام المقدسات الدينية والمواطنة ويرسخ لقيم الحوار والتعايش السلمي المشترك.
من جانبه أعرب الشيخ حسان موسى، نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي، عن تقديره للأزهر وإمامه الأكبر في خدمة الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم، مؤكدا أن صوت الأزهر وبياناته كانت لها أصداء مهمة في بعض الدول الأوروبية والتي نتج عنها سن قوانين تجرم الإساءة للمقدسات الدينية، مبينا أن الأزهر استمد تأثيره وقبوله من مناصرته للحق والدفاع عن المستضعفين والوقوف في وجه الانحرافات الفكرية والأمراض المجتمعية.
وكيل الأزهر: القراءة مهمة وضرورية لصيانة الهويةوعلى صعيد اخر؛ الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الأزهر الشريف حريص على تطوير منظومة التعليم، والمشاركة في المسابقات والفعاليات التي تسهم بقدر كبير في تطوير الفكر لدى أبنائه الطلاب، وخاصة مسابقة تحدي القراءة العربي التي نسعد دائما داخل مؤسسة الأزهر الشريف بالمشاركة فيها؛ لتأهيل أبنائنا ليكونوا إيجابيين في صياغة مستقبل أمتنا وأوطاننا، موجهًا عميق الشكر لمن كان سببًا في هذا اللقاء الذي يأتي ختامًا لفعاليات كثيرة مستمرة، تصون أهدافنا المعرفية والمجتمعية والوجدانية.
وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته في الحفل الختامي لتكريم الفائزين في مشروع تحدي القراءة العربي، أنه وفي الوقت الذي نأسى فيه لما حل بالأمة من استهداف الصهاينة لبلاد آمنة مسالمة، لم تطلب إلا الحق الطبيعي في حياة مستقرة، وشعب له الحق في أن يتنفس الحرية، فإننا على يقين من النصر، وذلك وعد غير مكذوب، مشددًا على أن حركة العقول بالقراءة والتثقيف، وحركة القلوب بالأحاسيس والمشاعر من أدوات النصر لا ريب؛ فالقراءة الواعية لطبيعة الآلة الصهيونية الماكرة، وأهدافها الخبيثة أول طريق النصر، وما يفعل أعداء الأمة مع أمة حفظت هويتها، وصانت تاريخها، ورعت شخصيتها؟ وما يفعل الأعداء مع أمة واعية بالعدو والصديق، والمحارب والمسالم؟.
وبين وكيل الأزهر أن ديننا يأمر بالعلم والمثاقفة، وأن أول ما نزل من وحي السماء كان أمرا بالقراءة، وأتصور أن حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل تفاصيلها كانت ترجمة لهذا الأمر الأول، مضيفًا أن من تأمل كلمات القرآن وجد أن مادة العلم وما اشتق منها وردت في القرآن سبع مائة وتسعة وسبعين مرة فضلا عن مفردات النظر والتأمل والتدبر والتذكر والاعتبار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وكيل الأزهر الأزهر نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي الإفتاء السويدي محمد الضويني وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس جامعة الأزهر: المسجد محور مهم للتربية والثقافة وترسيخ الهوية
أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، خلال كلمته في المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم السبت، تحت عنوان: «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن الإسلام قدم نموذجًا حضاريًّا متكاملًا لبناء الإنسان منذ بعثة النبي.
وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر، إلى أن القرآن الكريم وسنة النبي ركزوا على بناء النفس والعقل والجسد والروح بتوازن يحقق الرفعة في الدنيا والآخرة.
وقد جاء هذا المؤتمر لتسليط الضوء على كيفية مواجهة التحديات المعاصرة من خلال استلهام القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام.
وأشار الدكتور صديق إلى أن القرآن الكريم تناول بناء الإنسان بشمولية، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص:77].
وأكد أن النبي ﷺ جاء لتربية الأنفس وتزكيتها، متغلبًا على عادات الجاهلية من قطع الأرحام وتقديم الشهوات وحب المال على القيم الإنسانية.
واستذكر موقف جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- أمام النجاشي، حين دافع عن القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام، التي أسهمت في بناء أمة قدمت حضارة عظيمة استمرت لقرون، مقدمة نماذج مشرفة في العلم والأخلاق والعدل.
وأوضح أن حضارة الإسلام لم تقتصر على جانب واحد من حياة الإنسان، بل شملت بناء النفس والعقل والجسد والروح، موجهة الناس نحو كل خير وناهية عن كل فساد. وأشار إلى أن النبي ﷺ كان أنموذجًا في هذا البناء المتكامل، حيث أمر بكل ما يصلح الحياة ونهى عما يفسدها، مستشهدًا بأحاديثه ﷺ التي تدعو إلى التزكية والتربية الشاملة. وأكد أن العالم اليوم في حاجة ماسة للعودة إلى تعاليم هذا الدين الحنيف، بما يحمله من قيم وأخلاق وتربية، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد الأمة الإسلامية والعالم العربي.
ودعا الدكتور صديق إلى تضافر الجهود لتحقيق هذا البناء، مشيرًا إلى أن الإسلام جعل كل فرد مسؤولًا عن دوره، كما في الحديث: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». وأكد أن هذه المسؤولية تشمل الرجل في بيته والمرأة في أسرتها، داعيًا إلى وعي جماعي يتجاوز تقديم المادة العلمية إلى تواصل حقيقي بين الأجيال لحماية الشباب من التحديات الفكرية والثقافية التي تستهدفهم.
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية تواجه خطرًا عظيمًا يتطلب اتحاد الجهود ودرجة عالية من الوعي.
وأشاد نائب رئيس جامعة الأزهر بدور المساجد في بناء الأمة، مستلهمًا توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأسبوع الماضي حول إحياء دور المساجد. وأوضح أن المسجد كان دائمًا محورًا للتربية والثقافة والحياة الاجتماعية في الإسلام، ليس فقط للعبادة، بل لتعليم القيم الحياتية وترسيخ الهوية. وأكد أن الإسلام لم يقتصر على الاهتمام بالآخرة، بل دعا إلى التوازن بين الدنيا والآخرة، كما في الآية: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص:77].
وفي ختام كلمته، أعرب الدكتور محمود صديق عن خالص دعواته للمؤتمر بالتوفيق في أداء رسالته، داعيًا إلى تنفيذ توصياته لما يخدم رفعة شأن الأمة الإسلامية، وتقديم العلاج الأمثل للتحديات العظيمة التي تواجهها. وأكد أن الأمة بحاجة إلى الاتحاد والوعي لمواجهة هذه التحديات، مشددًا على ضرورة استلهام القيم الإنسانية والحضارية التي قدمها الإسلام لبناء إنسان متوازن يسهم في نهضة الأمة واستقرار العالم.