زنقة20ا محمد المفرك

طالبت ساكنة إقليم تنغير وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات محمد صديقي، بمغادرة مكتبه المتواجد بمقر الوزارة بالرباط وزيارتهم للوقوف على حجم الأضرار الكبيرة التي خلفتها السيول الجارفة نتجية الفيضانات لإحصاء أضرار الفلاحين الصغار، خصوصا على مستوى جماعة امسمرير.

وطالبت فعاليات مدينة الوزير بتنظيم زيارة تفقدية عاجلة تسفر عن اتخاذ قرارات مستعجلة لمساعدة الفلاحين بعد ضياع محاصيلهم وإيجاد حل جدري لتوحل سد أقانوسيكيس.

وكانت الفعاليات المذكورة قد نبهت في مناسبات متفرقة لأخطار التغير المناخي ولعواقب توحل سد أقانوسيكيس سواء من خلال بيانات سابقة، وكذلك عبر وسائل الإعلام العمومية والخاصة ومراسلات وجهت لمختلف المصالح المعنية.

ودعت الساكنة وزارة الفلاحة لإحصاء أضرار الفلاحين بمختلف جماعات الإقليم المتضررة خاصة في المناطق الجبلية التي لحقتها أضرار غير مسبوقة ( اوسيكيس، مسمرير ، أموكر-تيدريت، و أيت سدرات الجبل …) وبضرورة زيارة وزير الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات للمنطقة لإعادة إصلاح المساحات المزروعة وتعويض المتضررين ماليا وتقنيا في إطار صندوق الوقاية من الفيضانات.

واستنكرت الساكنة ضعف أداء المجلس الجماعي لأمسمربر الذي لم يكلف نفسه، شأنه في ذاك شأن باقي الجماعات المجاورة، في التقدم للمؤسسات الداعمة لبرامج حماية المنطقة من الفيضانات التي استفدت منه جماعات حضرية وقرية بالاقليم خلال السنتين الاخيرتين.

كما تجدد استغرابها من عدم برمجة اي سد في عالية أودية جماعات امسمرير ( اوسيكيس – إرغيس – انميتر – تمسينت – تيدريت…) ضمن البرنامج الوطني للماء الذي رصدت له بتوجيهات ملكية سامية ميزانية تقدر بأزيد من 150 مليار درهم بعد مراجعتها سنة 2023.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

مشهد يتكرّر... هل بقطع طرقات السرايا تُنال المطالب؟

لا يلتقي اثنان في لبنان، سواء أكانا يعملان في القطاعين العام والخاص، إلاّ وتطالهما الأزمة المعيشية الناتجة عن تراكمات سنوات متواصلة. فما يمرّ به لبنان من مشاكل مالية واقتصادية غير مسبوقة لم يمرّ على بلد آخر. وعلى رغم هذا فإن وضع اللبنانيين قد يكون نسبيًا أفضل من غيرهم بسبب هذه الدينامية التي تميّزهم عن غيرهم، من دون أن ننسى أن لبنان منذ استقلاله حتى اليوم لم يهنأ لفترات طويلة، وإن عاش في زمن الكبار حقبات مجيدة ما زلنا نطلق عليها تسمية "الزمن الجميل".
قد يكون العسكريون المتقاعدون من بين الفئات الأكثر معاناة، ولكن وضعهم المأسوي ليس أسوأ من العسكريين، الذين لا يزالون في الخدمة، وليس بالتأكيد أسوأ من موظفي القطاع العام، الذين لا تكفيهم رواتبهم للوصول إلى منتصف الشهر في أفضل الأحوال.
لا أحد يشك في أن ما يطالب به العسكريون المتقاعدون هو حقّ مشروع، وهو أيضًا حقّ لجميع موظفي القطاع العام، الذين تأثرّوا أكثر من غيرهم من فقدان العملة الوطنية لقدرتها التنافسية والشرائية. ولكن عندما تتحّول هذه المطالبة إلى نوع من الفوضى غير المبرّرة، وقد تكرّرت أمس، وقد تتكرّر غدًا، وفي كل مرّة تحاول فيها الحكومة التفتيش بـ "السراج والفتيلة" عن أفضل السبل لمنع وصول لبنان واللبنانيين إلى الانهيار التام، وذلك عبر المتاح والممكن من الوسائل المتوافرة بهدف التقليل من الأضرار في انتظار معرفة مصير البلد وهو الواقف على فوهة بركان لا يعرف أحد متى سينفجر.

وعلى رغم هذه المحاولات، التي يقرّ القائمون بها بأنها متواضعة "وعلى قدّ الحال" لا يزال هؤلاء العسكريون المتقاعدون مصرّين على تحويل قضيتهم المحقّة إلى "مسرحية هزلية" لا تخلو من قطع الطرقات المؤدية إلى السرايا ومنع الوزراء من الوصول إلى جلسة كان من المقرر أن تدرس أسباب الأزمات المعيشية لجميع اللبنانيين، بمن فيهم العسكريون المتقاعدون وغيرهم من المتقاعدين من موظفي القطاع العام. ولم تخلُ حركة قطع طرقات السرايا من تجاوز لأبسط قواعد احترام الذات قبل احترام الآخرين. وهذا الأمر من شأنه أن يضيّع قضيتهم المحقّة في زواريب السياسات الضيقة، إذ لا يُستبعد أن يكون بعض رموز هؤلاء العسكريين، وهم كانوا ضباطًا كبارًا ومشهودة لهم بطولاتهم وتضحياتهم في كل ساحات الوغى، مرتبطين ببعض الجهات المتضررة من وقوف الدولة على أرجلها من جديد، وينساقون من حيث يدرون أو لا يدرون في خطّط تخريب المؤسسات التي لا تزال قائمة وصامدة. وتأتي المؤسسة التي حضنت هؤلاء العسكريين من جنود ورتباء وضباط سنوات طويلة في طليعة المؤسسات الصامدة والواقفة في وجه الصعاب والتحدّيات الأمنية والمعيشية.
جميع المسؤولين يتفهمون غضب هؤلاء العسكريين المتقاعدين، الذين لم يعد يكفيهم ما يتقاضونه من معاش تقاعدي ومستحقات لسدّ حاجاتهم اليومية الضرورية، ولكن لسان حالهم هو "أن العين بصيرة ولكن اليد قصيرة"، وذلك انطلاقًا من نظرة واقعية إلى خزينة الدولة ووضعية البلاد الاقتصادية، إذ لا همّ لرئيس الحكومة وأعضائها سوى العمل لتقليل أضرار الأزمة المالية التي تجتاح البلاد، ولتوفير ما يكفي من مداخيل لتأمين الحدّ الأدنى من استمرارية مطلوبة للمؤسسات العامة، التي تعاني شأنها شأن جميع اللبنانيين المتضررين من سياسات خاطئة ومتراكمة أدّت إلى ما أدّت إليه من انهيار للعملة الوطنية.
فلجميع الوزراء الحاليين أقارب ينتمون إلى الأسلاك العسكرية، وبالتالي فإن التعاطي مع قضيتهم هو تعاطٍ عاطفي قبل أن يكون تعاطفًا وطنيًا، ولكن بين الرغبات والتمنيات والواقع فرقًا شاسعًا. فليس أسهل على الحكومة من أن تتخذ قرارات شعبوية غير قابلة للتطبيق، وليس أسهل على أعضائها من أن يزايدوا على المزايدين. وهذا ما يميّز من يرى الأمور بعين العقل ومن يجرّ البلاد إلى المزيد من المهالك.
فالوقوف الطبيعي إلى جانب العسكريين المتقاعدين وغيرهم من موظفي الإدارات العامة يكون بتحقيق ما هو ممكن وميسّر ومعقول والابتعاد عن المواقف الشعبوية والمزايدات الرخيصة، وفصل الارتباط المصلحي بين بعض المستفيدين الظرفيين ومشغّليهم لغايات لم تعد خافية على أحد.
ليس بهذه الطريقة يمكن تحقيق المطالب، وليس بالسباب والشتائم وقلّة الأخلاق تُعالج الأمور، وليس بـ "البهورة" والصراخ والتهديد والوعيد يمكن الوصول إلى النتائج المرجوة. 
فالمعالجة يُفترض أن تكون علمية ووفق دراسات دقيقة وواضحة عن حركة المداخيل والمصاريف، وذلك لكي لا تقع الوزارات المعنية في لعبة الأرقام الوهمية وغير الحسابية.
فقطع الطرقات ومنع الوزراء من الوصول إلى السرايا لا يحل المشكلة، بل يزيدها تعقيدًا، في وقت يحتاج فيها المسؤولون كما جميع المواطنين إلى معالجات هادئة ومنطقية وعملية، وإلى الكثير من الحكمة في طريقة المعالجات توصلًا إلى حلول، ولو مؤقتة، لا يموت فيها ذئب الاقتصاد المنهار، ولا يفنى فيها أيضًا غنم الرواتب المتآكلة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الفيضانات والسيول التي ضربت اليمن تلحق أضرارا بنصف مليون مواطن
  • الحكومة تخصص 40 مليون درهم في مرحلة أولى لدعم المتضررين من الفيضانات
  • دولة الكويت تعرب عن تضامنها مع المملكة المغربية الشقيقة إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب البلاد
  • الأمن الإيطالي يعتقل مواطناً عربياً هدد بقطع رؤوس ميلوني ووزرائها
  • أمطار غزيرة تكشف هشاشة البنية التحتية بإقليم تنغير جنوبي شرقي المغرب
  • محافظ المنيا يشهد الاحتفال بالذكرى 72 لعيد الفلاح ويكرم عددا من الفلاحين
  • وزيرا الداخلية والري في النعامة لمعاينة أضرار الفيضانات
  • ساكنة أوناغة نواحي الصويرة تشكو الغش في البنية التحتية وتراسل وزير الداخلية
  • وزير المالية: التحديات التي تواجه المستثمرين مرتبطة بالتنفيذ والتطبيق
  • مشهد يتكرّر... هل بقطع طرقات السرايا تُنال المطالب؟