المبادرة التركية لحل الأزمة الأوكرانية (1-2)
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
العلاقات التي تتمتع بها تركيا مع طرفي الحرب الروسية الأوكرانية كانت تؤهلها قبل غيرها للقيام بمبادرة مبكرة لإيقاف الحرب وإحلال السلام، وأعتقد أنه قد حان الوقت لتقوم أنقرة بمبادرتها الخاصة لوضع حد لهذه الحرب المتصاعدة بشكل مرعب، والتي بدأت نطاقاتها تتسع تدريجيا إلى داخل الأراضي الروسية وصولا إلى العاصمة موسكو.
تعتبر القمة المرتقبة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين فرصة مناسبة ليقوم الرئيس أردوغان برفع سقف موضوعات اللقاء، ليكون على رأسها إيقاف الحرب وإحلال السلام، وعرض بنود المبادرة التركية على الرئيس بوتين لأخذ الموافقة المبدئية للتحرك مع أطراف الأزمة.
لكن، لماذا تركيا؟ وما مصلحتها من وراء ذلك؟ ولماذا فشلت المبادرات السابقة؟ وما البنود التي ستقوم عليها هذه المبادرة التركية لتجنب الفشل الذي وقعت فيه المبادرات السابقة؟ وما فرص النجاح المتوفرة لها؟ وما المعوقات والتحديات التي تواجهها؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
الفرصة ما زالت قائمة أمام تركيا لتقوم بدورها التاريخي في إيقاف الحرب وحل الأزمة الأوكرانية، والتي يتوقع لها الساسة والخبراء أن تستمر لعدة سنوات، وقد تتصاعد لتصبح وبالا على البشرية جمعاء، وربما ينبغي على الرئيس أردوغان أكثر من أي وقت مضى أن يعيد ترتيب الأولويات ويقود تركيا للقيام بهذا الدور
لماذا تركيا؟ وما مصلحتها؟تعتبر تركيا من أوائل الدول المرشحة للتوسط من أجل إنهاء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وقد كان من المستغرب أن تتأخر أنقرة حتى هذا الوقت دون أن تقوم بدور مباشر في هذا الصدد يتجاوز حدود أعمال ثانوية -مثل اتفاقية تأمين تصدير الحبوب الأوكرانية- بغض النظر عن الدوافع التركية السياسية أو الاقتصادية الداخلية أو الخارجية التي قد تكون وراء ذلك.
ورغم مرور عام ونصف العام على الهجوم الروسي على أوكرانيا فإن الفرصة ما زالت قائمة أمام تركيا لتقوم بدورها التاريخي في إيقاف هذه الحرب التي يتوقع لها الساسة والخبراء أن تستمر لعدة سنوات، وقد تتصاعد لتصبح وبالا على البشرية جمعاء.
ربما ينبغي على الرئيس أردوغان أكثر من أي وقت مضى أن يعيد ترتيب الأولويات ليقود تركيا للقيام بهذا الدور لأسباب عديدة، من أهمها:
استمرار الحرب، وارتفاع فاتورتها البشرية والعمرانية، وإذا كانت تقديرات تكلفة إعادة الإعمار بلغت 600 مليار دولار في يونيو/حزيران من العام الماضي فمن المؤكد أنها تجاوزت تريليون دولار بعد عام من هذه التقديرات. فشل المبادرات السابقة وغياب أي مبادرة جدية تحقق مصالح أطراف الصراع المباشرين وغير المباشرين، وما زالت لغة الحرب والنصر والهزيمة هي المسيطرة على المشهد. تصلّب التأييد الغربي للحل العسكري، وتزايد احتمالات انفجار الموقف عسكريا، ليتحول إلى مواجهة مباشرة بين روسيا ودول الناتو. العلاقات القوية التي تربط تركيا بكل من روسيا وأوكرانيا. الموقف الحيادي الذي تمثله تركيا دونا عن بقية دول العالم، وذلك على الرغم من كونها دولة عضوة في حلف الناتو، فهذا الموقف مكنها من أن تحافظ على علاقتها مع كل من روسيا وأوكرانيا رغم الموقف التركي الواضح الذي أدان الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ بدايته. مكانة تركيا السياسية والاقتصادية والعسكرية باعتبارها صاحبة إرث حضاري وتاريخي عريق، ودولة عضوة في حلف الناتو ومجموعة الدول العشرين، ولاعبا إقليميا بالغ التأثير على مستوى أوروبا والشرق الأوسط.لا شك أن هذه المبادرة ستعود على تركيا بمصالح إستراتيجية كبيرة على المديين القريب والمتوسط في المجالين السياسي والاقتصادي على وجه الخصوص، سواء نجحت في مساعيها أو فشلت، حيث ستساهم المبادرة في تعزيز مكانتها الدولية على الصعيد السياسي باعتبارها لاعبا دوليا يحسب حسابه في القارة الأوروبية، وقد يدفع ذلك الاتحاد الأوروبي إلى المزيد من التجاوب مع طلبات تركيا المعلقة من أوروبا.
كما ستزيد المبادرة مصداقية توجه تركيا لحل مشكلاتها العالقة مع دول الجوار مثل أرمينيا واليونان، فضلا عن تعزيز مكانتها بين دول الحزام التركي التي ستنظر إلى تركيا باعتبارها الدولة التي يمكن الاعتماد عليها في المستقبل.
أما على الصعيد الاقتصادي فإن المبادرة ستعزز الشراكة التجارية بين كل من تركيا وروسيا من جهة، وبينها وبين أوكرانيا من جهة أخرى، وستزيد فرص تركيا في أن تكون صاحبة أكبر نصيب من عقود إعادة الإعمار في أوكرانيا لما تتمتع به من سمعة متقدمة في السوق الأوكراني في هذا المجال.
فشل المبادرات السابقة في إيقاف الحرب وحل الأزمة الأوكرانية كان له أسبابه المباشرة، وهو ما يصب في صالح تركيا، ويفتح المجال أمامها لتقديم مبادرة جديدة تستفيد من أخطاء المبادرات السابقة وتتجنب المطبات التي وقعت فيها حتى تحظى بالقبول وتتكلل بالنجاح
لماذا فشلت المبادرات السابقة؟رغم بشاعة الحرب الدائرة في أوكرانيا وخطورتها على الاستقرار الأوروبي والعالمي فإننا لم نشهد حتى الآن أي مبادرات أوروبية أو غربية جدية لإيقاف الحرب وحل الأزمة، ولا نسمع سوى أصوات التهديدات والإملاءات وناقلات الإمدادات العسكرية إلى جبهة القتال الأوكرانية، والمبادرات التي رشحت حتى اليوم كانت على النحو التالي:
المبادرة الأوكرانيةطرحها الرئيس الأوكراني على قمة العشرين المنعقدة في إندونيسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتشتمل على عشر نقاط تتلخص في السلامة النووية، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والإفراج عن الأسرى، والتشديد على تنفيذ ميثاق الأمم المتحدة، خاصة ما يتعلق باستقلال الدولة ضمن حدودها الإقليمية المعترف بها، وانسحاب القوات الروسية، ووقف الأعمال العدائية، ومحاكمة المسؤولين عن الحرب، ودفع التعويضات، والضمانات الدولية بعدم تكرار ما حدث.
وقد رفضت روسيا فورا هذه المبادرة واعتبرتها وهما، مما أدى إلى فشلها فشلا ذريعا، لأنها تركز على نتائج الحرب دون أن تأخذ في الاعتبار نهائيا الأسباب الأمنية الإستراتيجية التي دفعت روسيا إلى شن هذه الحرب، وقد كان من أسباب فشل المبادرة كذلك انحيازها إلى وجهة النظر الأميركية- الغربية من الحرب.
المبادرة الصينيةطرحتها الصين في فبراير/شباط الماضي واشتملت على 12 نقطة، يتلخص أبرزها في إيقاف القتال، وبدء محادثات السلام بين الطرفين، وإنهاء العقوبات على روسيا، وحماية الأسرى، ووقف الهجمات على المدنيين، والمحافظة على سلامة محطات الطاقة النووية الأوكرانية، وتأمين تصدير الحبوب.
وقد فشلت هذه المبادرة مباشرة لأنها جاءت من دولة منافسة للولايات المتحدة، وتشكل تهديدا مباشرا لمكانتها ونظامها النظام الدولي، وتخشى من أن يتكرر سيناريو روسيا/ أوكرانيا معها بسبب أزمة تايوان، بل وتتبنى موقفا مشتركا مع روسيا يطالب بإنهاء القطبية الأحادية الأميركية، وإصلاح النظام الدولي، وإقامة نظام بديل متعدد الأقطاب، وقد ألقى هذا الموقف بظلاله واضحة على بنود المبادرة.
اجتماعات كوبنهاغن- جدةانعقدت في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن في يونيو/حزيران الماضي اجتماعات شاركت فيها 15 دولة، لبحث سبل إيقاف الحرب وإيجاد حل للأزمة الروسية الأوكرانية، ثم أعقبتها الأسبوع الماضي اجتماعات مماثلة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية شاركت فيها 42 دولة، وانتهت بالتأكيد على مواصلة الحوار والنقاش في غضون ستة أسابيع من أجل التوصل إلى الصيغ المناسبة التي يمكن أن يقوم عليها الحل.
هذه الاجتماعات لم تقدم مبادرة محددة، وإنما جلسات نقاشية تمحورت حول بنود المبادرة الأوكرانية، وليس من المنتظر أن تسفر هذه الاجتماعات عن أي مبادرة تضع حدا لنهاية الأزمة بسبب غياب الطرف الروسي عنها، وتجاهلها اعتبارات روسيا الإستراتيجية الأمنية.
مبادرة مركز المصلحة الوطنية الأميركيوهي خطة مقترحة لإيقاف الحرب نشرها المركز في يونيو/حزيران من العام الماضي بعد حوالي مئة يوم من اندلاعها، وهي من إعداد ضابط الأركان الأميركي السابق ديفيد تي باين الحاصل على درجة الماجستير في دراسات الأمن القومي من جامعة جورج تاون، ويشغل حاليا منصب نائب مدير العمليات الوطنية لفريق عمل "إي إم بي" المعني بالأمن القومي والداخلي.
وقد اشتملت الخطة المقترحة على 15 نقطة تعتبر الأكثر موضوعية وعقلانية بين جميع ما تم تقديمه من مقترحات حتى اليوم، لكن لم يُلتفت إليها لسببين رئيسيين، الأول أنها لم تمر عبر أي جهات أو مؤسسات رسمية أو غير رسمية، والآخر أنها لم تتبن وجهة نظر الإدارة الأميركية.
هذا الفشل الذي منيت به جميع هذه المبادرات والمقترحات والمحاولات الرامية إلى إيقاف الحرب وحل الأزمة كان له أسبابه المباشرة على نحو ما ذكرنا، وهو ما يصب في صالح تركيا ويفتح المجال أمامها للعمل على إعداد مبادرتها السياسية الخاصة التي تستفيد من أخطاء المبادرات السابقة وتتجنب المطبات التي وقعت فيها حتى تحظى بالقبول وتتكلل بالنجاح.
(يتبع.. بنود المبادرة التركية لحل الأزمة)
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه المبادرة فی إیقاف
إقرأ أيضاً:
روسيا تشيد بإدارة ترامب في حرصا لـوقف الحرب .. وزيلنسكي غير متفاءل بالنتائج
عواصم " وكالات " أشاد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف اليوم الاثنين بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإبداء حرصها على التحدث مع روسيا بشأن الصراع في أوكرانيا، وقال إن موسكو مستعدة للحوار "على أساس من المساواة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اكد امس إنه يعتقد بأن الولايات المتحدة تحرز تقدما في محادثاتها مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.
لكن ترامب رفض تقديم تفاصيل عن نقاش جرى في الآونة الأخيرة مع نظيره الروسي، مضيفا أنه يتوقع المزيد من المحادثات.
واشار ريابكوف أن أي محادثات بشأن أوكرانيا يجب أن تتناول الأسباب الجذرية للصراع وأن تعترف "بالواقع على الأرض"، محذرا من أن توجيه الإنذارات لموسكو لن يفلح.
و قال ريابكوف، الذي يشرف على العلاقات الأمريكية والحد من التسلح، إنه يجب تلبية جميع شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا قبل إمكانية التوصل إلى أي تسوية.
وفي 14 يونيو الماضي، حدد بوتين شروطه لإنهاء الحرب على الفور قائلا إنه يتعين على أوكرانيا أن تتخلى عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تسحب كل قواتها من أربع مناطق أوكرانية تسيطر روسيا على معظم أراضيها.
وقال ريابكوف إنه كلما أسرعت الولايات المتحدة والغرب في فهم ضرورة تلبية جميع شروط بوتين، كلما كان التوصل إلى تسوية في أوكرانيا أسرع.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل تسوية سريعة في أوكرانيا يجب ألا توقف الحرب فحسب، وإنما تضمن أيضا عدم تكرار العدوان الروسي.
وأوضح زيلينسكي في مقابلة مع قناة "آي.تي.في" بأنه غير متفاءل بالنتائج موضحا بأن أوكرانيا تريد عدم تكرار تجربة اتفاقيات السلام والمحادثات التي فشلت في تحقيق نتائج في السنوات التي سبقت التدخل الروسي الكامل في فبراير 2022. وأضاف أن هذا يعني وضع ضمانات أمنية.
وقال زيلينسكي للقناة "تجميد الصراع سيؤدي إلى المزيد من العدوان مرارا. من سيفوز بالجوائز في ذلك الوقت ويسجل في التاريخ باعتباره المنتصر؟ لا أحد. ستكون هزيمة مطلقة للجميع، سواء بالنسبة لنا، وهو المهم، أو بالنسبة لترامب".
وأضاف "ينبغي ألا ينهي (ترامب) الحرب فحسب. وإنما عليه أن يتحرك حتى لا تتاح الفرصة أمام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لشن حرب علينا مرة أخرى. هذا هو الشيء الرئيسي ويجب على الجميع أن يدرك ذلك. هذا هو ما سيكون انتصارا".
وأكد زيلينسكي مجددا استعداده لإجراء محادثات مع روسيا بشأن إنهاء الحرب بشرط مشاركة حلفاء أوكرانيا الغربيين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال "إذا حصلتُ على تفاهم بأن أمريكا وأوروبا لن تتخلى عنا وستدعمنا وتوفر لنا ضمانات أمنية، فسأكون مستعدا لأي صيغة للمحادثات".
وأضاف "إذا كانت هناك ضمانات أمنية، فيمكننا أن نتحدث عن نهاية ’المرحلة الساخنة’ من الحرب. يجب أن نعرف كيف ستنتهي هذه الحرب. أننا جميعا على الجانب نفسه مع أمريكا وأوروبا".
وقال الرئيس الأوكراني إن بوتين لا يريد إنهاء الحرب.
وأردف قائلا "نحن بحاجة إلى ضمانات أمنية، وتفاهمات حتى يجد (بوتين وأي شخص يأتي بعده يرغب في قتل الأوكرانيين أو الاستيلاء على أرضنا هذا الرد".
زيلينسكي يستبعد الانتخابات في زمن الحرب
استبعد زيلينسكي في تصريحات خلال المقابلة مجددا إجراء انتخابات في أوكرانيا قبل توقف الأعمال القتالية، موضحا أن ذلك من شأنه أن يعرض البلاد للخطر من خلال رفع بنود رئيسية من الأحكام العرفية.
ويقول بوتين إن زيلينسكي ليس له شرعية في أي محادثات لأنه ظل في منصبه بعد انتهاء ولايته.
وقال زيلينسكي "سوف نضطر إلى تعليق الأحكام العرفية، وإذا فعلنا ذلك فسوف نخسر الجيش... ومن حيث المبدأ فإن الجانب الروسي سيكون سعيدا. الأمر يتعلق بالقدرة العسكرية والمعنويات وما شابه والتي سوف نخسرها".
وقال زيلينسكي لرويترز الأسبوع الماضي إنه يرغب في أن تزود أوكرانيا الولايات المتحدة بمعادن نادرة وغيرها من المعادن في مقابل الدعم المالي لجهود كييف الحربية.
وتحدث مسؤولون أوكرانيون أيضا إلى مبعوث ترامب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا، كيث كيلوج.
وقال ترامب يوم الجمعة إن من المحتمل أن يلتقي بزيلينسكي الأسبوع المقبل لمناقشة إنهاء الحرب.
وذكرت صحيفة نيويورك بوست في مطلع الأسبوع أن ترامب قال إنه تحدث إلى بوتين هاتفيا بشأن إنهاء الحرب، لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إنه لا يستطيع تأكيد ما جاء في التقرير أو نفيه.
مسؤولون أوكرانيون: روسيا نفذت هجمات بطائرات مسيرة
وعلى الارض، قال مسؤولون أوكرانيون اليوم الاثنين إن هجمات نفذتها روسيا بطائرات مسيرة أشعلت حريقا في العاصمة كييف، وأصابت امرأة وألحقت أضرارا بعدة منازل في مدينة سومي بشمال شرق البلاد.
وقال الجيش الأوكراني اليوم إنه أسقط 61 طائرة مسيرة من أصل 83، مع احتمال أن يكون التشويش الإلكتروني تسبب في سقوط الطائرات المسيرة المتبقية وعددها 22.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو في منشور على تطبيق تيليجرام للتراسل إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الهجوم الذي أشعل حريقا في مبنى غير سكني بالعاصمة.
لكن إيهور كالتشينكو حاكم منطقة سومي قال على تيليجرام إن امرأة تبلغ من العمر 38 عاما نُقلت إلى المستشفى بعد أن أطلقت روسيا طائرات مسيرة على سومي، المركز الإداري لمنطقة سومي الأوسع.
وأضاف أن خمسة منازل تضررت أيضا.
وأظهرت صور نشرتها خدمات الطوارئ سيارات مشتعلة بجوار مبنى شاهق نوافذه مهشمة.
وقالت خدمات الطوارئ إن الهجوم أدى إلى تحطيم أكثر من 300 نافذة وإجلاء 65 شخصا من المنازل المتضررة.
ولم تصدر روسيا أي تعليق.
ويتبادل الجانبان الاتهامات باستهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها روسيا بالتدخل الشامل في أوكرانيا لكن الصراع أودى بحياة الآلاف من المدنيين، الغالبية العظمى منهم من الأوكرانيين.
الى ذلك، أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على قرية أوريخوفو-فاسيليفكا شرق أوكرانيا قرب تشاسيف يار المركز العسكري الاستراتيجي الذي تحاول موسكو السيطرة عليه.
في هذه الاثناء، يدور قتال عنيف في بلدة تشاسيف يار الواقعة عند خط الجبهة، وهي إحدى آخر البلدات التي تمنع روسيا من تحقيق المزيد من التقدم في المنطقة، بحسب مدونين عسكريين روس.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في إفادة يومية "نتيجة تحركات هجومية حاسمة، حررت مجموعة القوات الجنوبية قرية أوريخوفو-فاسيليفكا في منطقة دونيتسك "، مستخدمة الاسم الروسي للقرية. وتقع أوريخوفو-فاسيليفكا على بعد حوالى 10 كيلومترات شمال تشاسيف يار بالقرب من الطريق المؤدي إلى مدينة سلوفيانسك التي تسيطر عليها أوكرانيا.
ويأتي ذلك مع تقدم القوات الروسية داخل منطقة دونيتسك، وإعلان موسكو السيطرة على مدينة توريتسك المنجمية الاستراتيجية الجمعة، بينما تنفي أوكرانيا أن تكون قوات موسكو سيطرت بشكل كامل عليها. وقالت وحدة خورتيتسيا بالجيش الأوكراني التي تقاتل في المنطقة اليوم إنها صدت هجمات في منطقتي تشاسيف يار وتوريتسك وأسقطت طائرة عسكرية روسية قرب توريتسك.