جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-23@20:08:19 GMT

العدالة في التوظيف

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

العدالة في التوظيف

 

سليمان المجيني

tafaseel@gmail.com

حينما نتطرق لموضوع التوظيف نشعر بمسؤوليتنا تجاه وطننا لأنَّ المسألة ليست مسألة إيجاد وسيلة دخل لشباب اجتهدوا في دراساتهم أو أنهم كبروا بما فيه الكفاية ليستشعروا الاستقلال المادي عن الأسرة فقط؛ بل يمثل الأمر مستقبلا قادما لهم، والأمر يبتعد ليمثل مستقبل البلاد كلها، ولا نريد هنا أن نكرر حديثاً عن مساوئ ترك هؤلاء الشباب بتخصصاتهم المختلفة للزمن فلا تستفيد البلاد من تخصصاتهم بعد الموازنات الضخمة لتعليمهم.

إن جعلهم بين جدران المنزل أو أن يعملوا كوافدين في دول أخرى أمر لا يقبله عقل ونشعر من خلاله بعدم وجود أطر واستراتيجيات. الحقيقة أن الأمر يتعلق بالأمن، أمن الأسرة وأمن البلاد.

يصل أمر الباحثين عن عمل إلى تغير الأفكار والمبادئ التي تؤثر على الأسرة وتأثر الأقران بأقرانهم في المجتمع الواحد، ولعل الحاذق منَّا يعلم أن العديد من هذه الأفكار تشكل خطرًا يهدد كيان الأسرة وربما المجتمع وهي انعكاس لحالة الفراغ والتوهان وربما غياب العدالة الذي يعانيه خريج الطب، والهندسة، وإدارة الأعمال والمحاسبة وغيرها بينما في المقابل لا يتوقف توظيف الأجنبي في جميع المجالات، وهو أمر غريب.

إعلانات التوظيف الخارجية مستمرة، وتوظيف الشباب غير العُماني مستمر، وليس أدل من هذا الأمر من الأحاديث المباشرة التي يتصادف معها شبابنا بين يوم وآخر وينشرها بصفحات التواصل، أو تلك الإحصائيات التي تخرج من المؤسسات الرسمية عن الزيادة في العمالة الوافدة بين سنة وأخرى، فكما تشير هذه الإحصائيات إلى وجود أكثر من مليون وثمانمائة ألف وافد بمختلف القطاعات والفئات حتى نهاية أبريل 2024، وبلغت نسبة الزيادة في شهر مايو من نفس العام 1.1%، بينما كان العدد أقل من ذلك في سنوات سابقة حيث بلغت عام 2022 أكثر من مليون وسبعمائة ألف وافد.

هذه الزيادة مستمرة في ظل معاناة المواطن للبحث عن عمل ولأسباب مختلفة تقل بنسبة بسيطة جدا في بعض السنوات، لكنها تتراوح فوق المليون والنصف بكثير، وهذا يدل على النمو الاقتصادي المتنامي الذي يستحوذ عليه الأجنبي في مقابل المواطن الباحث عن عمل ليسد به حاجته، وهو عدد كبير جدا لشعب عدد الباحثين فيه قليل بمقياس اقتصاديات البلدان الناهضة حيث بلغ أكثر من 100 ألف حسب إحصائية الشهور الأولى من عام 2023، والعدد يتزايد بزيادة الخريجين الأحدث في كل عام.

ندرك تمامًا أن وظائف هذه العمالة تتفاوت بين فنية اختصاصية وإدارية ومهنية مختلفة لكن الوظائف التي تناسب العمانيين الخريجين منهم أو الأقل تعليما تفوق بكثير وتستوعب جميع الأعداد الموجودة والباحثة عن عمل.

لم يكن موضوع الباحثين عن عمل مؤرق كهذا الوقت في ظل استمرار قطاع الأعمال استجلاب عمالة وافدة في تخصصات متوفرة لدى المواطن وهنا المعضلة الكبرى، حيث تعمل البلدان على استجلاب الخبرات الخارجية لعدم توفرها أو لندرة التخصصات ودقتها، وهنا يستحيل هذا الأمر لأسباب عدة أهمها منظومة القطاع الخاص، وعدم وجود حزم قانوني في ضوابط الاستثمار.

هنا نحتاج إلى وقفة وطنية حازمة فمن جانب ضرورة توعية المواطن بأهمية تقبل العمل الدائم بالقطاع الخاص حسب الظروف ونظام العمل المطلوب، وفي الجانب الآخر تأمين الوظيفة له خصوصا إذا كان ملتزما بمهامه دون نقصان؛ فلا يجد نفسه مسرحا في أي وقت وعلى رجال الأعمال تغليب المصلحة الوطنية قبل الخاصة.

ولا بأس من خلق وظائف حكومية جديدة تقتضيها الحالة الأمنية، ففي يوم ما قادنا الحديث مع أحد الأصدقاء لضرورة تكوين فرق محلية متجولة حسب كل منطقة جغرافية كمراقبين أمنيين للشواطئ الطويلة في السلطنة أو حتى الجبال ولا يُكتفى بعمل الجهات الحالية في هذا الجانب، لما نراه من كثرة التجاوزات وتنوعها على الشواطئ خصوصا، ودخول الوافد غير النظامي الذي يشكل خطرا جسيما على البلاد بشكل عام.

لقد اقتضت الضرورة مسبقا استقدام الأيدي العاملة الوافدة في مختلف قطاعات العمل، وتقتضي الضرورة حاليا توظيف العمالة الوطنية مهما كانت مواصفاتها، وعلى المستثمر أن يدرك أن أبناء البلاد أولى في ذلك إلا في حال عدم تواجد التخصص، ومن واجبه الأساسي تدريبه وتنمية قدراته.

كذلك فإنه يستوجب تفعيل مبدأ العدالة الاجتماعية في انتقاء الموظفين الجدد في القطاعات المختلفة، لأن ما نراه وما نلمسه كآباء وأفراد في هذا المجتمع مزعج وغير صحي؛ ففي الوقت الذي يستوجب على الخريج الجديد من الباحثين عن عمل انتظار دور الموافقة للانخراط في المقابلات وغيرها بسبب حداثة التخرج، نجد في المقابل من تنتظره الوظيفة فور تخرجه، بالإضافة إلى غياب العدالة في التوظيف بشكل عام وهي معضلة أخرى يستوجب الوقوف معها بحزم.       

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كي لا ينهار المواطن…!

كي لا ينهار المواطن…!
د. #مفضي_المومني
2024/12/21
اعجبني بوست وصلني من احد الأصدقاء وانقله كما هو:
يقولون… حتى لا تنهار شركات التامين سنرفع التامين الالزامي حتى لا تنهار  شركات المياه جعلنا الفاتوره شهريه
حتى لا تنهار شركات الكهرباء نرفع تعرفة الكهرباء
حتى لا تنهار   الملكية للطيران  ندعمها….
حتى لا تنهار شركات الخلوي  ترفع اسعار البطاقات على كيفها…
ولدعم الخزينة نرفع اسعار المحروقات
طيب حتى لا ينهار المواطن… . ماذا انتم فاعلون….!
حسبة بسيطة… للحكومة ومجلس النواب وأنتم غارقون في حسابات الموازنة… هل ظهر معكم أن آخر زيادة على الرواتب المسخوطة… يعني اللي حوالي 300 او 400 والغالبية اقل من 300… هل تعلمون ذلك… ام لا تعلمون… اعترف انكم تعلمون جميعاً… ولكن لديكم ألف تبرير وتبرير لعدم الزيادة… وأن الكلفة عالية والميزانية عاجزة… وتستمر الحكاية من عام لعام… دون أدنى تفكير (بانهيار مالية المواطن… وليش هو عنده ماليه من أصله..! )
… بالمقابل… لنستعرض فرق واردات الدولة لٱخر 15 عام ففي عام 2009 كانت الواردات العامة 5.5 مليار  دينار تقريبا… وفي ميزانية 2024 وصلت الايرادات 10.5 مليار دينار تقريبا… !
بمعنى ان الواردات تضاعفت… وهنا سؤال بسيط… من مواطن عادي… غير متخصص بشؤون الميزانيات… ومقاربة بسيطة… عندما يزيد راتب رب العائلة الى الضعف ستنعكس الزيادة بالضرورة على افراد الأسرة… فما بالك بتضاعف الإيرادات دون أن تفكر الحكومات بزيادة الرواتب… بغض النظر عن كل ما يُساق من تبريرات وفذلكات التقارير… لاقناع المواطن بان الزيادة من الكبائر… وقد تؤدي لانهيار الميزانية…! والله اقرأ المشهد واحاول استيعابه من زمان… ولا مره اقتنعت ولا أظن المواطن العادي مقتنع…!.
الى هنا وكمان ما في مشكله ما في زيادات الناس ساكته… ليس قناعة ولكن مغلوب على امرها… فكل الذين يقررون عدم الزيادة رواتبهم 3500 وطالع…. وما الك دخل يا مواطن.
قضية اخرى… تنم عن عدم شعور بوضع المواطن من مختلف القطاعات والمؤسسات … من بنوك وشركات اتصالات وشركات اسكان وانتاج ومصانع وغيرها… مع انها تربح وتتربح… ولكن لا تشبع…. وصار مفهوم زيادة الارباح مرتبط بجيب المواطن… وتساعده الحكومة على ذلك بل هي مثله الأعلى..!  عندما تفرض وتخترع الضرائب بطرق ابداعية… وهم يعرفون الهدف النهائي جيب المواطن… والذي اصبح (مهورب بعد ان كان ايام زمان مخزوق…! ).
يقولون المال لا يعرف العواطف… وليس لديه مشاعر… وانتقلت الفكرة لرأس اصحابه… فما احوجنا لقرارات حكومية تردع ذاتها وتردع البنوك والشركات والمؤسسات عن التغول على جيب المواطن…..
لديكم اقتصاديون حاذقون جدا… خريجوا ارقى الجامعات… ولا يعرفون الا مد اليد لجيب المواطن… لبناء الميزانيات وزيادة الارباح… والاصل ان يخرجوا لبلدنا بمشاريع وطنية كبيرة واستثمارات تبني اقتصاد البلد… وأن يعاد عليهم درس المال والاقتصاد بأن (الضريبة تأكل الضريبة…) ولكم بآخر اعلان انه دخل الخزينة 10 مليون دينار بعد تخفيض ضريبة السيارات الكهربائية آخر ابداعات الحكومة السابقة(ضربة مقفي)… وأن التمادي بذلك عطل الاستثمار ورحله من بلدنا… وافقر الشعب… واضعف الميزانية… فإذا كان هذا كل ما لديهم… ويمارسونه علينا منذ عشرات السنين… ليَرحلوا او يُرحللوا، واعتقد لدينا طاقات وعقول يجب تمكينها واحلالها مكان اصحاب نظرية جيب المواطن سداده…!
ما اكتبه هو من وحي تفكيري كمواطن عادي… ومن ما اسمعه ويتداوله الناس… التمادي والاغراق في التنمر المالي وزيادة الاسعار والخدمات سيؤدي لانهيار المواطن… عاجلا لا آجلاً… وتبريراتكم لا تقنعنا ابدا…ولم نأخذها يوماً على محمل الجد… فندرجها في باب الدهلزه والكذب… فقد انقطع حبل الوصال بين المواطن ومفقريه منذ زمن بعيد… لا تكرسوا الشطارة عليه… فهو أغلى ما نملك كمواطن… لا دفيع لفشلكم المستمر…الاردنيون يستحقون الأفضل… حمى الله الاردن.

مقالات مشابهة

  • جلحة وقجة
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • تعديل رزنامة الدورة 28 للجنة الوطنية لتقييم الباحثين الدائمين
  • مسابقة التوظيف.. بيان هام من سوناطراك
  • كبير الباحثين بمعهد الأمن الأمريكي: الصبر مطلوب لمراقبة تطورات الحكومة السورية
  • السيسي: أنشأنا مراكز للعلوم والتكنولوجية في بعض الجامعات الحكومية لدعم فرص التوظيف
  • الخريف: الصناعة والتعدين قطاعات تخلق التوظيف وتساهم في البنى التحتية
  • فوضى "المحمول"
  • كي لا ينهار المواطن…!
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر