إلباييس: روسيا وأوكرانيا تلهبان الصراع في منطقة الساحل بأفريقيا
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
قالت صحيفة إلباييس الإسبانية إن الصراع في منطقة الساحل يزداد تعقيدا في ضوء مؤشرات واضحة على تحوله إلى جبهة صدام بين روسيا وأوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى تأكيد الاستخبارات الأوكرانية مساعدتها المتمردين الطوارق في نصب كمين لقوات مالية مدعومة بمجموعة فاغنر الروسية نهاية الشهر الماضي، وانتهى بمقتل عشرات الجنود.
وفي تقرير لخوسيه نارانخو بعنوان "الدعم الأوكراني للمتمردين الطوارق في معركتهم ضد فاغنر يعقّد النزاع في الساحل"، ذكّرت إلباييس بتصريح الناطق باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية آندريه يوسوف الذي أكد بعيد الهجوم أن المتمردين الطوارق تلقوا من كييف معلومات ضرورية، بل وعونا يتعدى المعلومات، لنصب كمينهم ضد مقاتلي فاغنر.
وكان "الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي" و"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" (التي تعد فرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل) تحدثا عن مقتل 84 من أفراد فاغنر و47 جنديا ماليا في الكمين الذي نصب على أطراف تينزاواتين شمالي مالي.
ولم تكشف فاغنر عدد قتلاها، لكنها أقرت بتكبد خسائر جسيمة.
تدريب على المسيّراتوقالت صحيفة إلباييس إن الدعم الأوكراني أكدته مصادر قريبة من المتمردين الطوارق تحدثت عن تلقي معلومات استخبارية سهّلت رصد تحركات رتل قوات فاغنر، لكنها أشارت أيضا إلى حصولها على تدريب على استخدام مسيّرات خفيفة تستطيع حمل كميات صغيرة من المتفجرات.
ويؤكد الدعم أيضا -حسب الصحيفة- احتفال سفير أوكرانيا لدى السنغال بالهجوم على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو أمر أثار غضب داكار وحتى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).
ورغم أن هذا التكتل على خلاف عميق مع مالي والنيجر وبوركينا فاسو، فقد أصدر بيانا حذر من أي "تدخل أجنبي في المنطقة يهدد السلام والأمن ويجر المنطقة إلى صراعات جيوسياسية".
وقطعت مالي والنيجر علاقاتهما بأوكرانيا بعد تصريحات المتحدث باسم الاستخبارات الأوكرانية، ثم طالبتا في رسالة مشتركة مع بوركينا فاسو إلى مجلس الأمن قبل 10 أيام بالتدخل لإنهاء "الدعم الأوكراني الرسمي والصريح للإرهاب في أفريقيا، خاصة في الساحل"، وقالت إن هذا الدعم "يخرق سيادتنا.. ويقوي المجموعات الإرهابية".
وحمّلت أوكرانيا مالي مسؤولية قطع العلاقات دون تقديم أدلة على ضلوع كييف في هجوم تينزاواتين، لكن رغم نفي كييف دعم "الإرهاب الدولي" وغياب مؤشرات على وجود قوات أوكرانية في مالي، فإن تصريح المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لا يترك مجالا للشك في وجود هذا الإسناد، حسب الصحيفة الإسبانية.
حرب باردةوتقول "إلباييس" إن الأكيد أن أوكرانيا تبذل جهودا مضنية لمحاصرة النفوذ الروسي المتزايد في أفريقيا، كما تؤشر عليه 4 جولات قادت وزير خارجيتها ديميترو كوليبا إلى دول القارة لـ"تحريرها من روسيا" كما قال.
ومالي ليست أول بلد أفريقي تحاول فيه كييف التصدي لقوات فاغنر وفق الصحيفة التي أشارت إلى قوات أوكرانية خاصة تقاتل في السودان ضد وحدات الدعم السريع المدعومة بالمنظمة الروسية الشهيرة.
ووصم المجلس العسكري الحاكم في مالي مجموعات المعارضة المسلحة بالإرهاب، لكن ذلك لا ينفي وجود أيديولوجيات مختلفة تحرك هذه المجموعات (من جهادية واستقلالية) دون أن يمنعها ذلك من محاربة الجيش المالي وحلفائه من فاغنر في جبهة واحدة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أفريقي قوله "ما زالت أفريقيا تتذكر كيف نقلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي حربهما الباردة إلى القارة لتتجلى في نزاعات في الصومال وأنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرهم"، قبل أن يضيف "حري بأوكرانيا أن تتذكر هذا الأمر إذا أرادت كسب تأييد الأفارقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
طفرة ونمو كبير في قطاع الفنادق والنزل بأفريقيا
يشهد قطاع الفنادق في أفريقيا تطورًا ملحوظًا في مشاريع تطوير الفنادق، فقد كشف تقرير "خطط تطوير الفنادق" لعام 2024 عن أرقام قياسية في هذا المجال تبعث التفاؤل بمستقبل السياحة والنزل في القارة.
ووفقًا للتقرير الصادر عن مجموعة دبليو هوسبيتاليتي، هناك حاليا 577 فندقًا ومنتجعًا قيد التطوير عبر القارة، مع إجمالي 104 آلاف و444 غرفة، مما يمثل زيادة كبيرة بنسبة 13.3% مقارنة بالعام الماضي. وتُعد هذه الزيادة طفرة هائلة، إذ تفوق الزيادة المسجلة في المشاريع الفندقية عالميا والتي كانت في الأرقام الفردية.
نمو لافت في شمال أفريقياأحد أبرز الاتجاهات التي أظهرها التقرير هو النمو الملحوظ في شمال أفريقيا، التي شهدت زيادة سنوية بنسبة 23% في تطوير الفنادق مقارنة بـ6% فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ويعكس هذا النمو الكبير الفرص المتزايدة في قطاع السياحة في شمال أفريقيا.
وتظل مصر في صدارة الدول الأفريقية من حيث مشاريع الفنادق، إذ تضم 143 فندقًا و33 ألفا و926 غرفة قيد التطوير، وهو ما يعادل 4 أضعاف عدد الغرف في المغرب الذي يحتل المركز الثاني بـ8,579 غرفة موزعة على 58 فندقًا.
هذه الأرقام تؤكد قوة الاقتصاد المصري وجاذبيته للاستثمارات الفندقية الدولية.
إعلان إثيوبيا بين الأعلىتعد إثيوبيا من بين الدول التي تبرز بأعلى نسبة للغرف "قيد التنفيذ" بين العشر دول الأوائل في القارة، مما يشير إلى أن نسبة الفنادق المخطط لها قد ارتفعت، ولكن قد يختلف التقدم الفعلي في بعض المناطق.
وهذا يشير إلى أن المشروع الفندقي في بعض الدول قد يواجه تحديات عملية قد تؤثر على سرعة التنفيذ رغم الأرقام المشجعة.
تحديات الأسواقرغم تفوق مصر في الأرقام الكلية، يكشف التقرير عن بعض التحديات التي تواجه المشاريع الفندقية في البلاد، إذ إن أقل من 50% من الغرف في البلاد هي قيد الإنشاء، وهي نسبة منخفضة مقارنة بالمغرب الذي تجاوزت نسبة الغرف قيد الإنشاء فيه 72%.
أما في بعض البلدان مثل نيجيريا وغانا، فيشير التقرير إلى أن العديد من المشاريع قد توقفت بسبب مشكلات سياسية ومالية، إذ توقفت أعمال البناء في بعض المواقع لفترات طويلة، وذلك يثير القلق بشأن قدرة هذه الأسواق على الوفاء بتوقعات نمو القطاع الفندقي.
هيمنة الشركات الدوليةتستمر سلاسل الفنادق الدولية الكبرى في الهيمنة على قطاع النزل في أفريقيا. وتتصدر ماريوت القائمة بوجود 165 فندقًا تضم 29 ألفا و639 غرفة، تليها هيلتون التي تمتلك 93 فندقًا تحتوي على 17 ألفا و40 غرفة.
من اللافت أيضًا أن أكور سجلت 73 فندقًا تضم 15 ألفا و13 غرفة، في حين تسجل مجموعة راديسون 32 فندقًا و6,346 غرفة.
وتتزايد المنافسة بين هذه الشركات، فقد أضافت هيلتون مزيدا من الغرف إلى خططها في أفريقيا مقارنة بماريوت، بينما سجلت بارسيلو نموًّا كبيرًا في عدد المشاريع الجديدة في شمال أفريقيا، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه السوق.
اتجاهات النمو الجديدةمن أبرز الاتجاهات التي يكشف عنها التقرير هو النمو الكبير في مشاريع الفنادق بنظام الامتياز (الفرنشايز)، فقد أصبح هذا النظام يمثل 19% من المشاريع الجديدة، مقارنة بأقل من 10% في 2020.
إعلانويعود ذلك إلى زيادة الثقة بالشركات العالمية مثل ألف هوسبيتاليتي وفالور هوسبيتاليتي، التي أثبتت قدرتها على الحفاظ على معايير العلامات التجارية العالمية في الأسواق المحلية.
كما يشهد قطاع المنتجعات السياحية تطورًا كبيرًا، حيث تفوق مشروعات المنتجعات بشكل لافت على الفنادق الحضرية.
فحجم مشاريع المنتجعات عادة ما يكون أكبر، بمتوسط 210 مفاتيح مقابل 170 مفتاحا للفنادق الحضرية.
وبالفعل، شهدت العديد من الفنادق التي افتتحت العام الماضي تزايدًا كبيرًا في عدد المشاريع في مواقع المنتجعات.
مستقبل القطاع الفندقيتُظهر الأرقام أن مستقبل قطاع الفنادق في أفريقيا يحمل إمكانات كبيرة. ويشير تريفور وارد، المدير التنفيذي لمجموعة دبليو هوسبيتاليتي، إلى أنه رغم التحديات التي تواجه بعض الدول فإن الفرص لا تزال كبيرة.
ووفقًا لدراسة معهد المدن العالمية، من المتوقع أن 10 من أكبر 16 مدينة في العالم ستكون في أفريقيا بحلول عام 2100، وذلك يعني أن القارة ستظل مركزًا رئيسيا للاستثمار الفندقي في المستقبل.
كما أن توقيع 125 صفقة جديدة في العام الماضي بـ21 ألف غرفة يؤكد الزخم المستمر في النمو والتوسع في هذا القطاع.