أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

يتجه المغرب نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة عبر تطوير مشروعين طموحين لإنتاج الغاز الطبيعي، واللذان يتيحان إمكانية الإستفادة من كمية تقدر بأكثر من 28 مليار متر مكعب وهو ما سينقل البلاد إلى مستوى جديد من الإستقلال الطاقي خلال السنوات القليلة المقبلة.

ويتعلق الأمر بحقل "أنشوا" البحري الذي يُعتبر أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في المملكة بحجم 18 مليار متر مكعب، وحقل "تندرارا" البري بموارد تُقدر بنحو 10.

67 مليار متر مكعب، كأكثر مشاريع التنقيب موثوقية.

ولا يتجاوز إنتاج المغرب من الغاز الطبيعي حاليا 100 مليون متر مكعب سنوياً من حقول صغيرة، حيث تستورد المملكة باقي احتياجاتها المُقدرة بنحو مليار متر مكعب سنوياً من السوق الدولية، جزء مهم منها يمر عبر خط أنابيب المغرب-إسبانيا.

وبدأت شركة "إنرجيان" في عمليات الحفر للتنقيب على الغاز الطبيعي في حقل "أنشوا" الواقع بساحل العرائش قبل أيام، عن طريق السفينة العملاقة "Stena Forth"، ضمن صفقة استحواذ وشراكة مع شركة "شاريوت" البريطانية على حصص بنسبة 45 في المائة و37,5 في المائة في رخصتي ليكسوس وريصانة على التوالي.

وفي تعليقه حول الإمكانيات المهمة لحقول الغاز مغربية، قال "بادي بليوير"، مدير التواصل وعضو اللجنة التنفيذية في شركة "إنرجيان"، في تصريح لموقع "اقتصادكم" إن حقل "أنشوا" الواقع بساحل العرائش يتمتع بإمكانيات تنقيب كبيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ديناميكية الطاقة المغربية الكلية، مشيرا إلى أن الحقل، الذي يبلغ عمقه 18 مليار متر مكعب، يعد أكبر اكتشاف للغاز غير المستغل في المغرب. بالإضافة إلى ذلك، يوجد إجمالي 21 مليار متر مكعب من الموارد المحتملة غير المعرضة للخطر في الرمال غير المحفورة. 

ومن جهته، أكد "بيير رايار"، مدير شركة "شاريوت" المحدودة بالمغرب، للمنبر نفسه، أن "شاريوت" و"إنرجيان" يتطلعان في المرحلة التالية إلى زيادة تطوير هذا المشروع، ليصل إلى أكثر من 30 مليار متر مكعب من الغاز، واتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشكل سريع. 

أما بالنسبة لمشروع "تندرارا" للغاز الطبيعي، الذي أصبحت شركة "مناجم" مالكةً لحصة 55% منه إلى جانب شركة "ساوند إنرجي" بحصة 20% والحصة المتبقية للمكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن، فتُقدر الاحتياطات في هذا المشروع بنحو 10.67 مليار متر مكعب تحت ترخيص يمتد لربع قرن.

وسبق لغراهام ليون، الرئيس التنفيذي لشركة “ساوند إنرجي” البريطانية أن كشف للمنبر ذاته، أن حقل "تندرارة" هو حقل غاز كبير تعمل فيه “ساوند إنرجي” بتكنولوجيا جديدة لاستخراج الغاز من الأرض وتسويقها، ويتطلب ذلك تحفيزًا ميكانيكيًا وحفرًا أفقيًا، تبلغ احتياطياته حوالي 377 مليار قدم مكعب. 

وأوضح المتحدث أنه لا يوجد سبب لعدم مضاعفة هذا الرقم بمجرد أن تحديد تاريخ الإنتاج الميداني المتوقع في العام المقبل، حيث ستقوم الشركة بمراقبة ضغط الخزان وبعد ذلك الاستعانة بالحسابات الهندسية بدلاً من الحسابات الحجمية الجيولوجية، لتكون قادرة على معرفة مدى توصيل الغاز من خلال بيانات الضغط، وهي العملية التي قد تظهر كميات كبيرة من الاحتياطات.

ومع توقع ارتفاع استهلاك الغاز في المغرب من 1.1 مليار متر مكعب العام المقبل إلى 1.7 مليار بنهاية هذا العقد و3 مليارات بحلول سنة 2040، أصبح أمر زيادة الإنتاج الوطني هدفا استراتيجيا، حيث صرحت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، مؤخرا أن البلاد تعتزم زيادة إنتاجها إلى 400 مليون متر مكعب سنويا في السنوات المقبلة، مقابل 100 مليون حاليا، وهو ما سيغطي 40% من الاستهلاك المحلي.

يذكر أن المغرب يخطط في إطار استراتيجيته طويلة المدى، لتحديث خط أنابيب الغاز والبنية التحتية للموانئ لضمان إمدادات مستقرة من الخارج، حيث وقعت وزارة الطاقة في يونيو 2023 اتفاقية مع مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي لتطوير البنية التحتية المستدامة للغاز من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يتماشى مع خريطة الطريق التي وضعتها حكومة أخنوش.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: ملیار متر مکعب

إقرأ أيضاً:

أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تقترب من أعلى مستوى لها في شهرين

ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأمريكي فوق 2.3 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية، بالقرب من أعلى مستوى في شهرين، بعد أن أبلغت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن زيادة في التخزين أقل من المتوقع بمقدار 40 مليار قدم مكعب.

وعلى الرغم من الزيادة، فإن مستويات التخزين تظل أعلى بنسبة 9.6% من المتوسط لخمس سنوات، مما يعكس فائضًا في العرض.

هذا ويزن المتداولون في الوقت الحالي تأثير إعصار فرانسين، والذي عطل إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك، بعدما ضربت العاصفة جنوب شرق لويزيانا وجنوب ميسيسيبي وألاباما، مما تسبب في فيضانات وانقطاع التيار الكهربائي وانخفاض الطلب على الغاز بسبب التدفقات المحدودة إلى مرافق تصدير الغاز الطبيعي المسال.

وتستضيف لويزيانا ثلاثة من مصانع تصدير الغاز الطبيعي المسال السبعة الرئيسية في الولايات المتحدة، وسط توقعات بانخفاض تدفقات الغاز الخام إلى هذه المرافق بشكل أكبر مع سحب الشركات لعملياتها وسط العاصفة.

اقرأ أيضاًطريقة دفع فاتورة الغاز «بتروتريد» لشهر سبتمبر 2024.. «ادفع أونلاين الآن»

ارتفاع بالعقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي

البترول: إنتاج «رشيد والبرلس» يتجاوز 200 مليون قدم مكعب غاز يومياً خلال 2024/2023

مقالات مشابهة

  • ثلاثة مشاريع مراسيم جديدة لتعزيز الانتقال الطاقي في المغرب
  • رغم الحرب والعقوبات.. روسيا تحتفظ بمكانتها كثاني أكبر مورد للغاز إلى أوروبا
  • رويترز: مصر أرست مناقصة لشراء 20 شحنة غاز مسال
  • ذروة استهلاك الغاز الطبيعي في أوروبا تفاقم مخاطر الأصول العالقة
  • قطر للطاقة تشغّل 15 ناقلة غاز مسال بتقنية جديدة
  • أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تقترب من أعلى مستوى لها في شهرين
  • هيئة الدواء: مصر تحتل المرتبة الأولى إقليميا في الاكتفاء الذاتي الدوائي بنسبة 91.3%
  • شركة كندية تشرع في البحث عن معدن ثمين بالمغرب
  • تركيا ومصر تعلنان عن مشاريع تعاون جديدة في مجال النفط والغاز
  • رئيس الوزراء: 1.1 مليار دولار استثمارات جديدة للشركات الصينية في مصر