اجتماع بماكرون وتجسس إماراتي.. ماذا جرى لمؤسس تيليغرام؟
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تفاصيل جديدة عن علاقة مؤسس تطبيق تيليغرام بافيل دوروف (39 عاما) بالحكومات الغربية، مشيرة إلى عشاء سابق مع الرئيس الفرنسي، وعملية اختراق لهاتفه نفذها عملاء فرنسيون وإماراتيون.
وقالت الصحيفة إن اعتقاله في باريس "يلقي الضوء على العلاقات المتوترة" التي جمعته "بالحكومات في جميع أنحاء العالم، والتي حاولت استمالته والسيطرة عليه، وغالبا ما فشلت في الأمرين".
وتشير إلى أنه قبل 6 سنوات من احتجازه في باريس، "كان في وضع مختلف تماما"، إذ تناول الغداء مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في 2018.
ونقلت عن مصدر مطلع إن الرئيس الفرنسي طلب منه في ذلك الوقت نقل تيليغرام إلى فرنسا، لكنه رفض.
وقال مسؤول فرنسي إن دوروف طلب من ماكرون الحصول على الجنسية الفرنسية.
وبات دوروف حديث الساعة في الأيام القليلة الماضية بعد توقيف السلطات الفرنسية له في باريس، السبت، على خلفية اتهامات بالفشل في الحد من انتشار المحتوى المخالف للقانون على تيليغرام، وهو أمر تنفيه شركته.
ونفى ماكرون، الاثنين، وجود أي أبعاد سياسية لتوقيفه.
لكن طُرحت تساؤلات كثيرة بشأن توقيت وظروف اعتقال دوروف، مع تمديد فترة احتجازه حتى الأربعاء.
وتشير وول سترت جورنال في تقريرها إلى أنه في عام 2017، أي قبل عام من الاجتماع بماكرون، استهدف عملاء استخبارات فرنسيون، في عملية مشتركة مع الإمارات، هاتفه آيفون، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقالت المصادر إن عملية التجسس، التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقا، كانت تحمل الاسم الرمزي "الموسيقى الأرجوانية".
وتشير إلى أنه كان هناك قلق من بعض المجموعات التي انجذبت إلى تطبيقه، وكان مسؤولو الأمن الفرنسيون قلقين للغاية بشأن استخدام تنظيم "داعش" تيليغرام لتجنيد العملاء والتخطيط للهجمات.
ولسنوات، تجاهلت الشركة الاستدعاءات والأوامر القضائية المرسلة من سلطات إنفاذ القانون، التي تراكمت في عنوان بريد إلكتروني نادرا ما يتم فحصه، وفقا لشخص مقرب من دوروف.
ورغم لقاء ماكرون عام 2018، كانت السلطات الفرنسية لفترة طويلة تنظر بريبة إلى تيليغرام.
وقال مسؤول استخباراتي فرنسي سابق من المديرية العامة للأمن الداخلي في فرنسا إنه كانت هناك مساعي طويلة الأمد لاختراق تيليغرام من جانب أجهزة الاستخبارات الفرنسية، لكنه لم يعلق على عملية اختراق هاتفه.
وتلقي التفاصيل الجديدة الضوء على علاقة دوروف "الطويلة والمعقدة مع فرنسا والإمارات".
ومنحت فرنسا والإمارات دوروف الجنسية عام 2021، واستثمرت الدولة الخليجية أكثر من 75 مليون دولار في منصته في ذلك العام.
وكانت فوربس وبلومبيرغ قد كشفتا في 2022 أنه حصل على الجنسية الإماراتية في فبراير 2021 بعدما أقام في دبي منذ 2017.
وتقول فوربس إن الجنسية الإماراتية هي الرابعة التي حصل عليها الملياردير الروسي، بعد جنسيات "روسيا، وجزر سانت كيتس ونيفيس، التي تقع في منطقة البحر الكاريبي، وفرنسا".
وقال الملياردير الروسي الفرنسي الإماراتي في مقابلة أجراها معه، في أبريل الماضي، المذيع الأميركي المحافظ، تاكر كارلسون، إنه سافر إلى الولايات المتحدة مرات عدة، ودائما ما كان يستقبله عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في المطار وأماكن أخرى، في محاولة لإقناعه بالتعاون معهم.
وقال دوروف: "فهمي أنهم أرادوا إقامة علاقة، بطريقة ما، للسيطرة على تيليغرام بشكل أفضل".
ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق.
وتشير الصحيفة إلى حالة تناقض في موقف دوروف من البقاء في الإمارات بالنظر إلى عدم تسامح السلطات هناك، مع حرية التعبير التي يروج لها.
وقالت إن الإمارات تحظر مكالمات تيليغرام الصوتية، مثل معظم تطبيقات الاتصال عبر الإنترنت. وكان دوروف يضطر أحيانا إلى الاعتذار للمتصلين عندما تفشل المكالمات، ويجرب بعض التطبيقات المنافسة حتى يعثر على تطبيق يعمل، وفقا لشخص مقرب منه.
ولم يرد المسؤولون الإماراتيون على الصحيفة على الفور للتعليق.
وفي بيان صدر بعد اعتقال دوروف، قالت الإمارات إن "الحكومة الإماراتية لا تتدخل في هذه القضية"، وإنها تتابع القضية عن كثب، وقدمت طلبا إلى فرنسا لتزويده بالخدمات القنصلية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: بوتين هو الفائز في اجتماع ترامب وزيلينسكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على العقبة الجديدة الشاقة التي تواجه المهمة المعقدة المتمثلة في التفاوض على اتفاق لوقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وهي العلاقة المتصدعة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأشارت الصحيفة - في سياق مقال نشرته اليوم السبت - إلى أن الاجتماع الذي كان من المفترض أن يكون استعراضا للوحدة تحول إلى صدام أمام الكاميرات، ووجه ترامب ونائبه جيه دي فانس الاتهامات إلى زيلينسكي بفشله في معالجة الحرب وفشله في شكر الولايات المتحدة على مساعداتها لأوكرانيا خلال الحرب.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الجانبين تضررا من فشل الاجتماع، فبالنسبة لزيلينسكي أفسد الانفجار فرصة حاسمة لتأمين دعم أقوى للدفاع عن أوكرانيا في الأمد البعيد، وبالنسبة لترامب كان ذلك بمثابة انتكاسة مدمرة لهدفه المتمثل في التوصل إلى اتفاق سلام بين كييف وموسكو، وبذلك فإن الرئيسين لديهما مصلحة في إنقاذ علاقتهما أو على الأقل التستر على خلافاتهما.
وتريد أوكرانيا التوصل إلى اتفاق يعيد الكثير من الأراضي التي استولت عليها روسيا ويزيل القوات الروسية من ساحة المعركة، كما تريد ضمانات أمنية تمنع روسيا من شن هجوم متجدد.
ومن جانبه، يحتاج ترامب إلى موافقة كييف على وقف القتال كجزء من اتفاق سلام، على الرغم من أنه قال أيضا إنه سيلتقي قريبا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كجزء من هدفه المتمثل في إعادة العلاقات مع موسكو، ويؤكد ترامب أن بوتين مهتم حقا بالسلام مما أثار قلق أوكرانيا والشركاء عبر الأطلسي، الذين خشوا أن يكون البيت الأبيض يستعد للتفاوض على اتفاق سلام أقرب إلى شروط موسكو من شروطهم.
ويرى المحللون أنه من خلال توجيه توبيخ علني لزيلينسكي، ربما كان ترامب وفانس يسعيان إلى تليين الرئيس الأوكراني قبل المفاوضات، لكن إظهار الخلاف بين ترامب وزيلينسكي حتى قبل بدء محادثات السلام المخطط لها قد يشجع بوتين، الذي أعرب عن دعمه لوقف القتال ولكن بشروط غير مقبولة لأوكرانيا وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا.
وقالت رئيسة مركز تحليل السياسات الأوروبية ألينا بولياكوفا "لا أحد يستمتع بهذا أكثر من بوتين، أتوقع أن يتحرك الروس بسرعة الآن، بينما لا تزال المشاعر متأججة، لإبرام صفقة لاستسلام أوكرانيا".
ورأت راشيل ريزو الباحثة البارزة في مؤسسة المجلس الأطلسي للبحوث أن زيلينسكي أضر بعلاقته بالرئيس الأمريكي ربما بشكل دائم، وقالت "ما لم يتغير شيء بشكل جذري خلال الأيام المقبلة، فإن زيلينسكي عزز حقيقة أنه لن يتم تهميشه فقط من المحادثات المحتملة بين ترامب وبوتين، بل سيتم استبعاده تماما".
وكان ترامب قد صرح مرارا بأن أوكرانيا لا تستطيع الفوز بالحرب وأنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة الاستمرار في دعم كييف.
وقال أنصار ترامب إن زيلينسكي بحاجة إلى اتخاذ خطوات لإصلاح العلاقات، وقال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام "إما أن يستقيل زيلينسكي ويرسل شخصا آخر يمكننا التعامل معه، أو يحتاج هو إلى التغيير".
في الأيام الأخيرة، بدا أن ترامب يتحرك في اتجاه زيلينسكي، بعد أن زار زعماء بولندا وفرنسا وبريطانيا واشنطن الأسبوع الماضي للدفاع عن قضية أوكرانيا، وأشار ترامب إلى الانفتاح على دعم قوات حفظ السلام الأوروبية في أوكرانيا، وهي الخطوة التي اعتبرتها كييف والحكومات الأوروبية حاسمة لضمان عدم تجديد موسكو للحرب.
كما تراجع ترامب عن انتقاد زيلينسكي بعد أن وصفه بـ "الدكتاتور" في وقت سابق.
وفي الأيام الأخيرة، أصر المسؤولون الأوروبيون على أنهم نجحوا في دفع ترامب نحو استراتيجية مشتركة ضد بوتين، إلا جيريمي شابيرو، مدير البرنامج الأمريكي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، رأى أنهم ربما ارتكبوا خطأ افتراض أن ترامب يتفق معهم بشأن كيفية تسوية الصراع في أوكرانيا، وقال "سيعدك بكل شيء ولكن بعد 48 ساعة سيخونك دون تفكير، ربما لا يعرف حتى أنه يخونك".
وقال أحد مستشاري ترامب إن الرئيس الأمريكي لا يعتقد أن زيلينسكي ممتن للولايات المتحدة، مضيفا أن ترامب يخطط الآن للانتظار ورؤية ما سيفعله الزعيم الأوكراني.
ولم يستبعد ترامب عقد اجتماع آخر مع زيلينسكي، لكنه لم يتراجع عن انتقاده الحاد للرئيس الأوكراني، وقال ترامب - في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي - "إنه ليس مستعدا للسلام إذا شاركت أمريكا"، مضيفا أن الرئيس الأوكراني "أهان الولايات المتحدة الأمريكية في مكتبها البيضاوي".
وأراد زيلينسكي العودة إلى البيت الأبيض يوم الجمعة بعد الاجتماع الكارثي في المكتب البيضاوي لكن تم رفضه، وعندما سُئل ترامب عما يجب على زيلينسكي فعله قال: "يجب أن يقول: أريد أن أصنع السلام".