خلال عطلات المدرسة أو عطلة نهاية الأسبوع، يجد الآباء والأطفال أنفسهم يقضون أوقاتًا أطول معًا، مما يفتح الباب لتبادل الكثير من النصائح والأفكار لكن هل كل ما يقوله الآباء من نصائح مبنية على أسس علمية أم أن بعضها متوارثة بلا دليل؟

من المشي بتكاسل وتأثيره على الظهر إلى ابتلاع العلكة وما يحدث داخل المعدة، لنستعرض معًا الحقيقة وراء هذه النصائح الشائعة.

فهل كل هذه الأمور خرافات، أم أن لها أساسا علميا؟

ابتلاع العلكة

بالنسبة لما يتردد بأن ابتلاع العلكة، يجعلها تلتصق في المعدة، فهذه أحد المعتقدات الشائعة غير الصحيحة.

وحقيقة الأمر أن الجميع تعرضوا لهذا الموقف، وهي أن يقوم المرء بمضغ علكة وفجأة ودون قصد يبتلعها. وهناك اعتقاد شائع بأنها تلتصق في المعدة وتبقى حتى لـ7 أعوام.

وتوضح بيرجيت تيرجون المتحدثة باسم الجمعية الألمانية لاضطرابات الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي مدى صحة هذا الاعتقاد قائلة "العلكة لا تلتصق بالأسنان أو المريء أو جدار المعدة عندما يتم بلعها. ولا تلتصق لاحقا بالأمعاء".

العلكة لا تلتصق بالأسنان أو المريء أو جدار المعدة عندما يتم بلعها (بيكسابي)

ولكن لم لا؟ فالمرء يمكنه لصق العلكة أسفل المكتب في المدرسة، كما أنه ليس من السهل إزالة العلكة من الشعر أيضا. وتوضح تيرجون "الأغشية المخاطية في الجهاز الهضمي مغطاة بغشاء من السوائل مما يمنع العلكة من الالتصاق".

أما المكونات القابلة للهضم، فيتم تفكيكها بواسطة الأحماض والإنزيمات فلا تلتصق بالمعدة. في النهاية، تنتقل قاعدة العلكة الممضوغة التي لا تُهضم والتي تمنح العلكة لُزوجتها ومرونتها العالية، إلى الجهاز الإخراجي.

هل يسبب التلاعب بالعينين الحَوَل؟

وفيما يتعلق بالاعتقاد الشائع الآخر وهو أن التلاعب بالعينين يجعل المرء أحول بصورة دائمة، فإن الإجابة هي أن هذا الأمر خرافة وغير صحيح.

وحقيقة الأمر هو أن الأطفال يحبون القيام بحركات تعبيرية بوجههم، وهو ما يتضمن غالبا التلاعب بالعينين، ولكن الذين يعانون بالفعل من الحَوَل لا يستطيعون السيطرة على الأمر.

الأطفال يحبون القيام بحركات تعبيرية بوجههم، وهو ما يتضمن غالبا التلاعب بالعينين (بيكسلز)

وكتبت الجمعية الألمانية لأطباء العيون أن الحول عادة ما يكون انحرافا دائما أو متكررا لإحدى العينين أو كلتيهما. فإحدى العينين تتجه إلى اتجاه مختلف عن الأخرى. ولا تعد الإصابة بالحول قضية تتعلق بالتجميل، ولكنها غالبا ما تكون مرتبطة بضعف البصر الحاد.

ويقول طبيب العيون هورست هيلبغ من مستشفى ريجنسبورج الجامعي "يمكن أن يؤدي التلاعب المؤقت والمتعمد والواعي بالعينين إلى ازدواج الرؤية، ولكن لا ينتج عنه عامة ضرر دائم". وعلاوة على ذلك، من الشائع أن تكون عيون الرضع غير مستقرة خلال أول 6 أشهر بعد ولادتهم.

مع ذلك، في حال استمر انحراف عين الطفل بعد ذلك، يتعين عرضه على طبيب عيون في أسرع وقت ممكن. وفي حال لم يتم عرض الطفل على الطبيب، ربما يتطور إلى ضعف البصر غير القابل للإصلاح.

ولكي يتمكن المرء من الرؤية ثلاثية الأبعاد، يتعين أن تنظر العينان على نفس المكان. ووفقا للجمعية الألمانية لأطباء العيون، فإن هذا يوجد صورة مختلفة بنسبة طفيفة في كل عين. وبعد ذلك تندمج هاتان الصورتان في المخ لتشكيل انطباع بصري واحد.

وبالنسبة للمصابين بالحول، فإن المحاور البصرية لا تلتقي في نفس النقطة. وتوضح الجمعية الألمانية لأطباء العيون "الفرق بين الصورتين الذي تقدمه العينان يصبح كبيرا للغاية. ولا يمكن للمخ أن يعمل على محاذاته بصورة صحيحة". ونتيجة لذلك، يصبح الإدراك المكاني غير ممكن، ويرى المتضررون صورا مزدوجة مزعجة.

القراءة في الظلام

وفيما يتعلق بمدى صحة مقولة إن القراءة في الظلام مضرة للعين، فإن هذا أمر حقيقي بالفعل.

وعلى الرغم من أنه حان وقت النوم، فإن طفلك لا يرغب في النوم إلا بعد الانتهاء من هذا الفصل المثير في الكتاب الذي يقرؤه. وهو يقوم بالزحف أسفل غطاء السرير ويكمل القراءة في ضوء المصباح.

ويتردد أن القراءة في الظلام أو الضوء الضعيف مضرة للعينين. وقد اتضح أن هذا الأمر ليس خرافة.

القراءة في ضوء خافت قد تشكل خطرًا على العينين، مما يزيد من احتمال الإصابة بقصر النظر أو تفاقم حالته (غيتي)

يقول هيلبغ: "القراءة في ضوء خافت قد تشكل خطرًا على العينين، مما يزيد من احتمال الإصابة بقصر النظر أو تفاقم حالته".

وفي دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا خلال عام 2014، توصل الباحثون إلى ما يلي: الأطفال الذين يمضون وقتا أطول في الخارج في الضوء الساطع يتمتعون بنظر أفضل من الذين يمضون وقتا أطول في الأماكن المغلقة. هؤلاء الأطفال عادة ما يعانون من قصر النظر.

هل المشي بتكاسل يصيب المرء بتقوس في الظهر؟

يميل الأطفال والمراهقون للمشي أو الجلوس بتكاسل أو بزاوية تبدو أفضل ظاهريا من الحفاظ على الظهر مستقيما، ولكن هل المشي بتكاسل يصيب المرء بالتقوس أو يجعله أحدب؟

يجيب بيرند كلادني الأمين العام للجمعية الألمانية لجراحة العظام والحوادث بـ"لا". وقال "أعتقد أنه لكي يصاب الشخص بتقوس في الظَّهْر لا بد أن يجلس كثيرا بتكاسل أو بصورة خاطئة لفترة طويلة. وهذا الأمر لن يحدث نتيجة الجلوس بتكاسل بعد الظُّهْر أثناء أداء الواجبات المدرسية".

ومن أجل منع الإصابة بمشاكل الظَّهر، فإن الوضعية الجيدة ليست بالضرورة الأمر الأكثر أهمية. ويوضح كلادني أن الأمر يرتبط بصورة أكبر بممارسة الرياضة بصورة كافية ودمجها في الحياة اليومية. وأضاف "البشر مخلوقون للسير وليس الجلوس طوال اليوم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ابتلاع العلکة القراءة فی

إقرأ أيضاً:

“ترك كل شيء للأمهات خطر” .. خبير تربوي يطالب الآباء بمتابعة الأبناء خلال الدراسة

قال الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، إن هناك تغيرا كبيرا بين الأجيال الوالدين والأبناء، لافتا إلى أن هذا التغير يحدث غصباً عنهم، مما يستدعي إيجاد توازن بين العصر السريع بالتكنولوجيات المتطورة والحفاظ على جودة التعليم.

وأوضح الخبير التربوي، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، بحلقة برنامج "البيت"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الأربعاء، أن الأولاد ولدوا في عصر مليء بالمغريات، مما يجعل السيطرة عليهم فكرياً أمراً صعباً، مضيفا أن استخدام وسائل تعليمية فعالة هو السبيل لتحقيق توازن بين التعليم والمغريات المحيطة بالطلاب.

مدارس الاسكندرية تستعد لاستقبال للعام الدراسى الجديد

وأكد أن تنظيم الوقت هو المفتاح الأساسي في هذا الصدد، ويمكن تقسيم اليوم إلى ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات للأنشطة أو اللعب، وثماني ساعات للمذاكرة، مع ضرورة التوازن وعدم تخصيص الثماني ساعات للمذاكرة بشكل متواصل.

وأشار إلى أن الطلاب يمكنهم تحديد كيفية قضاء وقت المذاكرة، ويفضل البدء بالمادة السهلة التي يحبونها لتعزيز حماستهم، وبعد كل ساعة من المذاكرة، يمكن للطلاب أخذ استراحة قصيرة لتناول ساندويتش أو بعض الطعام البسيط لتجديد نشاطهم.

تنظيم الوقت

وأضاف أنه يجب أخذ قدرات الطلاب الفردية بعين الاعتبار، حيث قد لا يتمكن بعض الطلاب من التركيز لفترات طويلة، لذا، من الضروري أن يكون هناك مرونة في تنظيم الوقت بما يتناسب مع قدرات الطلاب.

وشدد على أهمية الابتعاد عن المشتتات مثل الهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية أثناء فترة المذاكرة، مشددا على ضرورة سحب الهواتف خلال وقت الدراسة وإعادتها بعد الانتهاء، مع أهمية وجود اتفاق بين الأهل والأبناء حول هذا الأمر.

ودعا الأهل إلى متابعة تقدم أبنائهم الدراسية بشكل مستمر، والتواصل مع المدرسين للتأكد من أداء الطلاب، قائلا: " بقول لكل أب، لازم تتابع مع ابنك مع المدرسين من خلال الرابط بينك وبينهم، وليس من المفترض أن أكون قاعدًا في المقهى طوال اليوم متجاهلاً الموضوع أو مشغولاً بشغلي طوال اليوم ومتركًا الولاد للأم فقط".

مقالات مشابهة

  • الأقصر تستضيف الرحلة النيلية للفائزين في المشروع الوطني للقراءة
  • بعد واقعة ابتلاع لسانه.. عودة النجم حسام عرفات لـ مران مرة اخرى
  • طول البقاء أمام الشاشات يسبب صعوبات لغوية للأطفال
  • إعلامية: يجب بناء جسور من التفاهم بين الأجيال
  • الإعلامية راندا فكري: لابد من بناء جسر متفاهم بين الأجيال
  • التعليم تعلن تمديد التسجيل في جائزة القراءة
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. هدايا مُدبَّرة!
  • «سناب شات»: المراهقون أكثر عرضة لعدم إبلاغ آبائهم عن مخاطر الإنترنت
  • أربيل تكرّم معلميها المشاركين في ثورة أيلول: بفضلهم تعلمنا القراءة والكتابة (صور)
  • “ترك كل شيء للأمهات خطر” .. خبير تربوي يطالب الآباء بمتابعة الأبناء خلال الدراسة