للمرة الأولى منذ 11 عاما.. الأردن لم تسجل أي موجة حارة خلال شهري تموز و آب
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
#سواليف
تأثرت المملكة هذا الصيف وخلال شهري تموز و آب بدرجات #حرارة اعتيادية صيفية مع تأثرها بفترات اعتدال طويلة ورطبة على غير العادة مقارنة مع شهري #تموز و #آب وذلك بسبب دورانية غير اعتيادية للغلاف الجوي دون تأثر المملكة بموجات حارة أو اي فترة حارة هامة وبشكل نادر الحدوث ، وعلى حسب النتائج الاحصائية فإن ذلك يرفع أحيانا من فرص أداء #موسم_مطري جيد بنسب متفاوتة، وهذه هي المرة الأولى منذ صيف 2013.
مقدمة|
وبالرغم من تأثر المملكة بموجة #حارة حادة خلال منتصف شهر حزيران من هذا الصيف وتزامنا مع عدة فترات حارة، فإن دوارنية الغلاف الجوي تغيرت بسرعة مع نهايات شهر 6 بسبب حصول تغيرات هامة على عدة #عوامل_مناخية رئيسية وتفاوت في درجات الحرارة في منطقة المحيطات الكبرى، نتج عن ذلك تغيرات هامة في مسار التيارات النفاثة في الغلاف الجوي وتركز #الموجات_الحارة وانحرافها نحو أوروبا وأمريكا الشمالية. النتائج الأودلية من النموذج المناخي لمركز وسم الإقليمي لدورانية الغلاف الجوي خلال الصيف، والتي حازت على دقة فائقة
غياب تام للموجات الحارة والفترات الحارة|
ونتيجة لاستمرارية تأثير الرياح الشمالية الغربية عبر البحر المتوسط، تسبب ذلك في انزياح مركز منخفض الهند الموسمي والمسؤول عن الموجات الحارة نحو الأردن نحو الشمال أكثر من المعتاد واتجاهه نحو شمال سوريا وتركيا وجزيرة قبرص بتعمق أكثر من المعتاد، كذلك تعمق هذا النظام فوق وسط الجزيرة العربية والذي نتج عنه معدلات أمطار عالية جدا في جنوب غرب السعودية ومنطقة مكة المكرمة.
وما يثير الاستغراب في دورانية الغلاف الجوي خلال شهري تموز وآب هو تقدم الفاصل الاستوائي ITCZ نحو الشمال أكثر من المعتاد بكثير بسبب نشاط موجات روسبي الاستوائية القادمة من شبه القارة الهندية، ونتيجة لاشتداد وتعمق منخفض الهندي الموسمي.
تقدم الفاصل الاستوائي من المفترض أن يرفع #الحرارة كثيرا نحو شمال السعودية وبلاد الشام بسبب الدورانية الاستوائية- شبه الاستوائية والثيرمودنيناميكية العالية والديناميكية الناتجة عنها، إلا أن سلوك غريب آخر للتيار النفاث شبه الاستوائي وضعفه الحاد تسبب في دفع المرتفع الجوي الأوزوري من البحر المتوسط نحو منطقة بلاد الشام واشتداد الرياح الشمالية الغربية التي نتج عنها اعتدال الطقس في العديد من الفترات نحو شمال السعودية ومنطقة بلاد الشام، ونتج عن ذلك أيضا تدفق شديد للرياح الموسمية الرطبة وزيادة تأثيرها على جنوب غرب السعودية حتى منطقة مكة المكرمة بشكل نادر الحدوث، حيث سجلت مدينة جازان جنوب غرب السعودية #كميات_الأمطار الأعلى في تاريخ السجلات المناخية الحديثة.
هذا التنظيم الغريب في الغلاف الجوي والذي ساهم في قراءة خاطئة للنماذج المناخية طويلة المدى عن شدة هذا الصيف الذي كان يفترض أن يكون شديد الحرارة لفترة طويلة ونتيجة لهذه الدورانية في منطقة بلاد الشام وشمال السعودية، إلا أن تغير حرارة منطقة المحيط الأطلسي الاستوائية وتغير حرارة منطقة المحيط الهادئ تسببت في اضطرابات غريبة على التيارات النفاثة وتركز الموجات الحارة نحو أوروبا وأمريكا الشمالية والمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية واشتداد عملية التبادل الحراري بين العروض شبه الاستوائية والقطبية بشكل مبكر، وكأنها عملية إعادة التوزان الحراري في الغلاف الجوي الذي ارتفعت حرارته كثيرا في المنطقة شبه الاستوائية والعروض الوسطى خلال الفترة السابقة عندما اشتدت ظاهرة النينيو وتزامنها مع اشتداد غريب وقوي للتيار النفاث القطبي.
الموجات الحارة كانت بعيدة عن الأردن طيلة شهري 7 و 8 للمرة الأولى منذ صيف 2013|
ولم تحدث هذه الظاهرة منذ 11 عاما، مما يثبت ندرتها وهذا يستدعي على الكثير من الدراسات المناخية الأخيرة في الأردن والمنطقة العربية للمراجعة مرة أخرى، حيث أن التغيرات المناخية تظهر بشكل مختلف في المنطقة العربية مقارنة مع العروض الوسطى والقارة الأوروبية.
وتتعرض منطقة الشرق الأوسط والجزيرة العربية وشرق المتوسط وشمال مصر لزيادة كبيرة على معدلات الأمطار منذ 15 عاما تقريبا بسبب الدورانية غير الاعتيادية للغلاف الجوي، ومع اشتداد تأثير الموجات الحارة التي وصلت ذروتها بين أعوام 2015 وحتى 2021، ثم تراجع شدة حرارة الصيف بسرعة منذ عام 2021 في بعض مناطق شمال غرب الجزيرة العربية وشرق المتوسط، وعدم تسجيل أي موجة حارة خلال شهري 7 و8 من هذا الصيف وبشكل نادر الحدوث موسميا وتكرار الموجات الحارة القوية وبشكل متتابع ونادر الحدوث نحو القارة الأوروبية، فإن هذا ينذر أن التغيرات المناخية بدأت تأخذ منحنى خطير وجديد كليا مقارنة مع السنوات السابقة.
الحرارة لم تتجاوز 30 مئوية في مرتفعات غرب الأردن العالية معظم أيام شهري 7 و 8..
وبسبب تأثير واستمرارية الرياح الشمالية الغربية المعتدلة، فلوحظ أن درجات الحرارة كانت لا تتجاوز 30 مئوية في المرتفعات الغربية العالية التي تتجاوز 1000 مترا، وأعلى حرارة تم تسجيلها خلال هذه الفترة على هذه المرتفعات هي بحدود 33 مئوية متجاوزة قليلا معدلاتها الموسمية وذلك خلال بدايات شهر 7.
وتأثرت المملكة خلال شهر آب بصيف معتدل تماما وعلى عكس الوضع الاعتيادي الذي يتميز بدرجات الحرارة المرتفعة أو ارتفاع فرص تأثير الكتل الهوائية الحارة، أو موجة حارة قوية واحدة أحيانا، وهذا يثبت السلوك الغريب لدورانية الغلاف الجوي خلال الأسابيع الأخيرة.
كذلك شهدت المنطقة ارتفاعا حادا على نسبة الرطوبة السطحية خلال الفترة السابقة ناتجة من ارتفاع حرارة مياه منطقة البحر المتوسط، كذلك استمرارية تواجد الغيوم المنخفضة في العديد من الأيام.
ويتوقع مركز وسم الإقليمي أن تظهر بوادر فصل الخريف مبكرا هذا العام ، وعلى عدة فترات قد تفصلها ارتفاعات مؤقتة وقليلة على درجات الحرارة مع استمرارية الدورانية الحالية للغلاف الجوي.
وبالرغم من غياب الموجات الحارة تماما في شهري 7 و 8، إلا أن هذا الصيف ( فترة أشهر 6-7-8 ) سجلت معدل حرارة أعلى بحدود 1 درجة مئوية إلى 1.5 عن المعدلات الموسمية الطبيعية في منطقة شرق البحر المتوسط بسبب الفترات الحارة التي حدثت خلال شهر 6.
ومع غياب محطات الرصد الجوي عن المنطقة وندرتها، أو كفاءتها المنخفضة، فإن مركز وسم الإقليمي يعتمد أيضا على البيانات المعاد معالجتها عبر نماذج NCEP و ERA5 لزيادة الدقة ومعالجة هامش الخطأ الوارد.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حرارة تموز آب موسم مطري حارة عوامل مناخية الموجات الحارة الحرارة كميات الأمطار الجزیرة العربیة الموجات الحارة البحر المتوسط الغلاف الجوی هذا الصیف خلال شهری خلال شهر
إقرأ أيضاً:
الاحتباس الحراري يهدد غابات البحر.. 84% من الشعاب المرجانية تضررت
تواصل ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية الضخمة المستمرة منذ عامين تسجيل أرقام قياسية، إذ بات نحو 84% من الشعاب المرجانية في العالم متضررا، مما يشكل خطرا على استمرارية هذه النظم البيئية التي تُعد ضرورية للحياة البحرية ومئات الملايين من البشر.
تعد الشعاب المرجانية -المعروفة باسم غابات البحار- شديدة التأثر بارتفاع درجات حرارة المياه. وتشهد درجات حرارة المحيطات في العالم مستويات غير مسبوقة منذ عام 2023 بسبب الاحترار المناخي.
ونتيجة لهذا الارتفاع المفرط في درجة الحرارة وتحمّض البحار الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية، يشهد العالم في العامين الماضيين تمددا لظاهرة ابيضاض مرجاني هي الرابعة منذ عام 1998، عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادي والمحيط الهندي.
وأفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا- NOAA) في آخر تحديث لها نُشر الاثنين بأنه "في الفترة ما بين الأول من يناير/كانون الثاني 2023 و20 أبريل/نيسان الجاري، أثر الإجهاد الحراري المرتبط بالابيضاض على 83,7% من الشعاب المرجانية في العالم".
وحذّر علماء اجتمعوا في إطار المبادرة الدولية للشعاب المرجانية، في بيان الأربعاء من حجم هذه الظاهرة المستمرة.
يحدث موت الشعاب المرجانية الذي يتجلى في تغير لونها، نتيجة لارتفاع درجة حرارة الماء، مما يؤدي إلى طرد طحالب الزوكسانثيلا التي تعيش في تكافل مع المرجان، والتي تُزوّده بالعناصر الغذائية وبلونه الزاهي. وإذا استمرت درجات الحرارة المرتفعة، فقد يموت المرجان.
إعلانومع ذلك، يمكن للشعاب المرجانية أن تتعافى إذا انخفضت درجات الحرارة بشكل مستدام أو إذا حصل تحسن في عوامل أخرى مثل التلوث أو الصيد الجائر.
لكن درجات الحرارة المسجلة في بعض المناطق شديدة بما يكفي "لتسبب موتا بصورة جزئية أو شبه كاملة للشعاب المرجانية"، وفق الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وعلّقت ميلاني ماكفيلد، مؤسِّسة مبادرة "شعاب مرجانية صحية لأشخاص أصحاء" في منطقة الكاريبي قائلة "إن حجم الإجهاد الحراري ومداه صادمان"، متحدثة عن ابيضاض "مقلق" يضرب الشعاب المرجانية "كعاصفة ثلجية صامتة"، مما يقضي على "الأسماك التي تعيش في هذه المياه والألوان الزاهية".
وقالت العالمة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "إذا استمرت موجات الحر البحرية، فمن الصعب توقع كيفية حدوث التعافي".
يعيش حوالى مليار شخص حول العالم على بُعد 100 كيلومتر من هذه الشعاب المرجانية، ويستفيدون، على الأقل بشكل غير مباشر، من وجودها.
وتُعدّ هذه "الكائنات الحية الفائقة" موطنا لثروة حيوانية هائلة، وتوفر سبل عيش لملايين الصيادين، وتجذب سياحة كبيرة، كما تحمي السواحل من أضرار العواصف من خلال عملها كحواجز أمواج.
ومع ذلك، يتوقع علماء المناخ أن تختفي نسبة تتراوح بين 70% و90% من الشعاب المرجانية بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين في حال حصر الاحترار عند عتبة درجة مئوية ونصف درجة مقارنة بمعدلات ما قبل الصناعة.
كما أن 99% من الشعاب المرجانية مهددة بالزوال في حال ارتفاع معدلات حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، وهو الحد الذي حددته اتفاقية باريس.
يقول رئيس جزيرة بالاو المرجانية الصغيرة والمهددة بالزوال في المحيط الهادئ سورانجيل ويبس جونيور "نحن بحاجة ماسة إلى إنهاء عصر الوقود الأحفوري والانتقال إلى مستقبل عادل ومستدام مدعوم بالطاقة النظيفة".
إعلانمن جانبه، يؤكد أليكس سين غوبتا من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا أن الصلة بين انبعاثات الوقود الأحفوري وموت الشعاب المرجانية مباشرة ولا يمكن إنكارها.
وأضاف "يجب معالجة الأسباب الجذرية، لكن التدابير المحلية، مثل الحد من التلوث، وإدارة السياحة، ومكافحة تفشي الطفيليات، يمكن أن تساعد في بناء القدرة على الصمود"، على قوله.
كان 2024 هو العام الأكثر حرارة على الإطلاق على كلٍّ من سطحي اليابسة والمحيطات. وقد تضاعف معدل احترار المحيطات تقريبا منذ عام 2005، وفق ما أشار مرصد كوبرنيكوس الأوروبي في سبتمبر/أيلول الماضي.
يُفسر هذا الاحترار إلى حد كبير بأن المحيطات، منذ عام 1970، امتصت "أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في النظام المناخي" الناتجة عن غازات الدفيئة المنبعثة جراء الأنشطة البشرية، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.