مخاوف من تكرار سيناريو غزة بعد حصار مستشفيات في الضفة
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
جنين- منذ منتصف الليلة الماضية ومع اللحظات الأولى لاقتحام مدن شمال الضفة الغربية وتحديدا جنين وطولكرم، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل مستشفى جنين الحكومي ومنعت سيارات الإسعاف من الخروج من ساحته باتجاه مخيم جنين أو الدخول إليه لنقل المرضى.
ويبدو المشهد معتادا لأهالي جنين، حيث عمدت قوات الاحتلال لحصار مشافي المدينة أثناء اقتحاماتها المتكررة خلال الشهور الماضية، لكن مع ساعات الصباح الأولى، تغير الوضع في المستشفى الحكومي الوحيد الذي يخدم كافة أنحاء محافظة جنين، بعد إبلاغ الجانب الفلسطيني بنية إسرائيل اقتحامه.
وبإعلان إسرائيل نيتها اقتحام مستشفى جنين الحكومي، تبادر إلى أهالي جنين سيناريو مستشفيات غزة التي حاصرها الاحتلال لأيام قبل مداهمتها واعتقال عدد من الكوادر الطبية والمرضى منها وتدميرها وإخراجها عن الخدمة.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن الاحتلال الإسرائيلي أبلغ بشكل رسمي نيته اقتحام مستشفى خليل سليمان الحكومي، في حين عمدت قوات الاحتلال لقطع كافة الطرق الواصلة لمستشفى ابن سينا الخاص وسط المدينة، ووضع السواتر الترابية في الطرق المؤدية إليه.
وتحدث أبو الرب للجزيرة نت حول خطورة التهديد الإسرائيلي، وقال إن هذا المستشفى يخدم حوالي 400 ألف نسمة هم عدد سكان محافظة جنين، في حين يحاصر داخله حاليا قرابة 180 مريضا مع عدد كبير من عائلاتهم المرافقة لهم، إضافة لأكثر من 75 من الموظفين والطاقم الطبي.
ويضيف: "الناس يعيشون في قلق دائم سواء من هم داخل المستشفى أو خارجه، هذا التهديد خطير وهو امتداد لجرائم الاحتلال في جنين، وفي عموم الضفة الغربية التي استيقظت على عملية عسكرية واسعة لكافة مدنها ومخيماتها، لا يمكن السكوت على هذه التهديدات التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر".
ويضيف محافظ جنين: "الحصار مستمر على عموم مدينة جنين حيث يمنع الدخول والخروج منها، طواقم الهلال الأحمر منعت حتى من نقل الشهداء الذين تم استهدافهم في قصف على مركبتهم قرب قرية صير جنوب شرق جنين، ولذلك تم نقلهم إلى مدينة طوباس".
نقص المياه والوقودوفي حديثه عن الوضع العام داخل مستشفى جنين الحكومي، قال الدكتور وسام بكر إن الوضع في أقسام المستشفى صعب للغاية، والمرضى في حالة خوف وهلع، وإن ساحة المستشفى وقسم الطوارئ يزدحمان بالمواطنين من ذوي المرضى ومرافقيهم.
ويضيف بكر للجزيرة نت: "التهديد باقتحام المستشفى هو تهديد بتعريض حياة المرضى للخطر، الوضع خطير جدا، والناس تعيش في حالة خوف شديد، لا شيء جديد على الاحتلال ونحن نتوقع منه كل شيء، لأنه لا يحترم القوانين الإنسانية والدولية ولا يحترم حرمة المشافي والمراكز الطبية".
ويوضح: "حاليا توجد الآليات العسكرية على مداخل المستشفى. منذ ساعات الليل، لم يدخل أي طبيب أو ممرض من خارج المستشفى إليه بسبب حصاره، الكادر الطبي سيواصل عمله لوقت متأخر، لعدم تبديل الشيفت، والمرضى يخشون من دخول الجنود إلى داخل الغرف، والمرافقون يخافون على حياتهم وحياة أبنائهم".
وخلال الساعات الـ10 التي منع دخول وخروج أي أحد من المستشفى وعرقلت فيها حركة سيارات الإسعاف، كانت الاحتياطات الخدماتية في المستشفى الحكومي تنخفض بشكل مستمر، حيث يؤكد بكر أن احتياطيات الوقود والمياه قليلة جدا، ما يعني أن المستشفى قد يكون على موعد مع نفاد كميات الوقود إذا ما استمر الحصار لعدة أيام.
"نحتاج يوميا لـ40 كوب من المياه لتزويد قسم غسيل الكلى الذي يعمل على 3 شفتات خلال اليوم. إذا استمر الحصار سيكون لدينا نقص حقيقي في كميات المياه في آلات الغسيل الكلوي" يقول بكر.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أصدرت بيانا حذرت فيه من حصار مستشفيات مدينة جنين، وطالبت المنظمات الدولية بالتدخل الفوري لوقفها.
وجاء في البيان الذي وصلت إلى الجزيرة نت نسخة منه أن عشرات المرضى يعالجون في هذه المشافي، وأن أي اقتحام لها هو تهديد مباشر لحياتهم، وقالت إنها وجهت كافة طواقمها الطبية في محافظة جنين للتوجه إلى أقرب مركز صحي ومساندة زملائهم الأطباء في هذه الظروف الطارئة.
وأمام مدخل مستشفى جنين ينتشر عدد من الآليات العسكرية والجنود، في حين تقف سيارات الإسعاف على مسافة 50 مترا من بوابة المستشفى الرئيسية تنتظر السماح لها بالتقدم، وبعد عملية التدقيق في هويات المسعفين والمرضى داخلها، يسمح لها بالدخول إلى المستشفى.
وتحدثت جمعية الهلال الأحمر عن منع أحد طواقمها العاملة في مدينة جنين من نقل حالة ولادة في ساعات الصباح المبكر، إضافة لمريض بحاجة لعلاج عاجل في قسم الطوارئ.
العملية الأوسع منذ 2002وفي الشارع الرئيسي المؤدي إلى المستشفى يمكن رؤية أعداد من المرضى وأقاربهم يغادرون بأجساد متعبة يظهر عليها المرض، في حين خرج بعضهم من دون نزع إبر الوريد من يده، ما يعني مغادرتهم قبل إكمال علاجهم خوفا من الاقتحام الإسرائيلي المرتقب.
وقال ماهر فزاع من جنين إنه اضطر لمغادرة المستشفى على عجل وقبل إتمام علاجه بسبب وصول قوات الاحتلال لساحة المستشفى الخارجية، وخوفه من دخولهم إلى داخله "خرجت ولم أنتظر نزع الإبرة من يدي، لم أتلق كامل علاجي لكني أفضل التوجه إلى أي طبيب خاص، على تعريض حياتي وحياة ابنتي التي قدمت معي للخطر".
وفزاع اختار الخروج من المشفى بعد سماح قوات الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين والمرضى بالخروج طواعية بعد التدقيق في هوياتهم وتفتيشهم.
ومثل فزاع، كان والد الطفلة تالا يمسك بيد طفلته الصغيرة ويمشي مسرعا باتجاه مركز المدينة بعد خروجه من المستشفى، حيث قال: "أدخلت طفلتي إلى المستشفى يوم أمس وكان من المقرر أن تخرج صباحا وحتى الآن لم أتمكن من إخراجها بسبب الحصار على المستشفى، الحمد لله الآن تمكنا من الخروج بعد تفتيشنا".
وكما الحال في جنين، بدأت قوات الاحتلال حصارا واسعا لمستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليه، ضمن العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها إسرائيل على مدن شمال الضفة الغربية وتركزت في جنين وطولكرم وطوباس.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إن الجيش بدأ عملية عسكرية هي الأوسع منذ عام 2002 في مدن شمال الضفة وأطلقت عليها اسم "المخيمات الصيفية". ومنذ الساعات الأولى للعملية، قتلت إسرائيل 9 فلسطينيين في قصف لمواقع مختلفة في جنين وطوباس، إضافة لاقتحام مدينة طولكرم ومخيماتها وإصابة 3 مواطنين في قصف بمخيم نور شمس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات سیارات الإسعاف قوات الاحتلال مستشفى جنین فی جنین فی حین
إقرأ أيضاً:
«الاحتلال الإسرائيلي» يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي بغزة
أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء المرضى والجرحى على إخلاء المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأوضحت مصادر فلسطينية أن الاحتلال يحاصر المستشفى، وأجبر المرضى والجرحى على إخلاءه، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف محيط المستشفى ومناطق متفرقة من بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا.
وأشارت إلى أن المرضى والجرحى اضطروا للمغادرة سيرا على الأقدام باتجاه مدينة غزة، كما استهدفت مدفعية الاحتلال الطابق الثالث بمستشفى العودة شمال القطاع، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة بداخله، فيما شن طيران الاحتلال غارة على منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا.
وواصلت قوات الاحتلال تنفيذ عمليات نسف جديدة بالمنطقة الجنوبية لحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45 ألفا و317 فلسطينيا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107 آلاف و713 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
اقرأ أيضاًقوات الاحتلال الإسرائيلي تنسف مبانٍ بحى الزيتون جنوب غزة
«الاحتلال الإسرائيلي» يعلن اغتيال رئيس مديرية الأمن بجهاز الأمن العام التابع لـ «حماس»
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 25 فلسطينيا من الضفة الغربية