ماكرون يزور بلغراد لبحث قضايا استراتيجية مع فوتشيتش: بيع طائرات رافال والأمن في قلب النقاش
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
يؤدّي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة إلى بلغراد في 29 و30 أغسطس وذلك بعد أقل من خمسة أشهر من استقباله لنظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش في باريس حسبما أفاد قصر الإليزيه، وسيناقش الرئيسان قضايا متعلّقة بالاقتصاد والدفاع والطاقة إضافة إلى الذكاء الاصطناعي.
وكان ماكرون فد صرح في أبريل الفائت قائلا: " إنّه لا مكان آخر لصربيا إلاّ داخل الاتحاد الأوروبي"، وهو يسعى إلى تعزيز علاقات فرنسا في منطقة البلقان الغربية.
ومن المتوقع أن يكون من أبرز مواضيع النقاش بين الطرفين، بيع 12 طائرة مقاتلة من طراز رافال الفرنسية بقيمة 3 مليارات يورو. إذ يلاحظ أنّ بلغراد زادت من إنفاقها على الأسلحة هذا العام، وقد أصبحت فرنسا وجهة مفضلة لجهود إعادة تسليح صربيا، وفقًا للدكتورة صوفي غيويدت، الباحثة المتخصصة في البلقان الغربي.
ويأتي هذا المسعى الفرنسي لتقليل اعتماد صربيا على روسيا في أنظمة الدفاع والأمن. تقول الدكتور غيويدت إن "إعادة ألكسندر فوتشيتش، إلى دائرة الاتحاد الأوروبي يمكن أن يُنظر إليها كخطوة دبلوماسية ذكية من ماكرون".
فيما يَعتَقِدُ معظم الخبراء خلاف ذلك، إذ أقامت صربيا علاقات جيدة مع روسيا والصين خلال السنوات الماضية حيث زار الزعيم الصيني شي جين بينغ بلغراد في مايو كجزء من أول زيارة له إلى أوروبا منذ جائحة كوفيد-19. وقد استثمرت بكين مليارات الدولارات في صربيا، خاصة في مجالات التعدين والتصنيع.
أما بالنسبة إلى روسيا، فتظل صربيا أقرب حليف لها في البلقان الغربي بسبب التعاون القوي في مجال الطاقة، والمعارضة لاستقلال كوسوفو، فضلا عن الاشتراك في نفس الدين. يقول سترهينيا سوبوتيتش، الباحث البارز في المركز الأوروبي للسياسات في بلغراد، "كلما كانت هناك شراكات مع الاتحاد الأوروبي، إلاّ وتمكنت بلغراد من موازنة علاقاتها مع الصين وروسيا. إن صربيا لن تضع كل بيضها في سلة واحدة".
وقالت سوبوتيتش ليورونيوز: ”طالما ظلت صربيا تعتمد على روسيا في مجال الطاقة، فإن الكرملين سيكون له دائمًا نفوذ“.
الموضوع الشائك لانضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبيويعتبر موضوع انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي من القضايا الأساسية التي سيتمّ طرحها بين ماكرون وفوتشيتش، إذ يرتبط ذلك بشكل كبير على تطبيع العلاقات مع كوسوفو.
مع الإشارة بأنّ بلغراد لا تعترف بسيادة بريشتينا، التي أعلنت استقلالها في عام 2008. وقد فشلت العديد من محاولات التهدئة والحوار التي قادتها بروكسل في السنوات الأخيرة.
تقول الدكتورة غيويدت: "نظرًا للسياق الجيوسياسي المتوتر وعدم وجود نظام للضوابط والتوازنات بشأن ما يمكن أن تفعله صربيا بكل هذه القدرات العسكرية المتزايدة، لا أعتقد أن قرار فرنسا ببيع الأسلحة إلى صربيا سيكون قرارًا حكيمًا".
Relatedائتلاف الحزب الحاكم في صربيا يعلن فوزه في الانتخابات البلدية فنانون أوروبيون يحثون صربيا على عدم تسليم مخرج بيلاروسي إلى بلاده خوفًا من تعرضه للتعذيبترحيب حافل بالرئيس الصيني في صربيا والتزام بتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدينوكانت فرنسا قد أدانت في أغسطس الماضي "تعدد الإجراءات الأحادية من قبل السلطات الكوسوفية"، التي اعتبرتها باريس على أنها خطوة "تهدد جهود التهدئة"، وهو ما أعطى إشارات بأنّ ماكرون بدا يميل أكثر إلى جانب صربيا في النزاع مع كوسوفو.
لكن المحللين لا يزالون يشكّكون في الإرادة السياسية لفوتشيتش للمضي قدمًا في عملية الاندماج الأوروبي. حيث يقول فلوريان بيبر، أستاذ تاريخ وسياسة جنوب شرق أوروبا في جامعة غراتس: "إنّ كلّ تلك المحاولات كانت تهدف أكثر إلى تقريب صربيا من الاتحاد الأوروبي اقتصاديا فقط بدلاً من العمل على عملية اندماج أشمل".
وكانت المفوضية الأوروبية قد أصدرت في عام 2023 تقريرا اعتبرت فيه أنّ بلغراد رغم تحقيقها بعض التقدم في نظامها القضائي، إلا أنه كان محدودًا في مجالات سيادة القانون، ومكافحة الفساد، والجريمة المنظمة، وحرية التعبير.
يشار إلى أنّ صربيا غالبا ما تتعرّض لانتقادات من الاتحاد الأوروبي لقمع المعارضين السياسيين وقمع وسائل الإعلام المستقلة.
المصادر الإضافية • أب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية توتر يرافق الانتخابات المحلية في صربيا والشعبويون الحاكمون يحاولون تعزيز سلطتهم صربيا تتجه نحو تقييد أنشطة المنظمات غير الحكومية وتقترح مشروع قانون "روسي" مثير للجدل زيلينسكي يعد بتقديم "خطة النصر" لأميركا في أيلول وتخوفات أممية من حدث نووي في محطة كورسك صربيا- سياسة ألكسندر فوتشيتش إيمانويل ماكرون السياسة الفرنسيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل تكنولوجيا بريطانيا مغامرات أزمة روسيا إسرائيل تكنولوجيا بريطانيا مغامرات أزمة روسيا صربيا سياسة ألكسندر فوتشيتش إيمانويل ماكرون السياسة الفرنسية إسرائيل تكنولوجيا غزة بريطانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مغامرات أزمة روسيا الضفة الغربية فرنسا إيطاليا حركة حماس السياسة الأوروبية الاتحاد الأوروبی یعرض الآن Next فی صربیا
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع اللبناني يزور دمشق لبحث ضبط الحدود
يجري وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى زيارة إلى دمشق، الأربعاء، يلتقي خلالها نظيره السوري للبحث في الوضع الأمني عند الحدود بين البلدين المجاورين، على ما أفاد مسؤول لبناني، بعد مواجهات أسفرت عن قتلى من الجانبين.
وأكد المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس" أن "وزير الدفاع اللبناني يزور دمشق الأربعاء على رأس وفد أمني، حيث يلتقي نظيره السوري مرهف أبو قصرة"، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول لبناني إلى دمشق منذ تشكيل حكومة جديدة في لبنان في شباط/ فبراير. وأضاف أن الزيارة تهدف إلى "بحث ضبط الوضع عند الحدود، وتعزيز التنسيق ومنع الاعتداءات من الجانبين".
وشهدت المنطقة الحدودية الشرقية مع سوريا عند بلدة حوش السيد علي في الهرمل الأسبوع الماضي مواجهات أدّت إلى مقتل سبعة أشخاص في لبنان، وفق وزارة الصحة، وثلاثة من الجانب السوري.
وبدأ التوتر في 16 آذار/ مارس بعد دخول "ثلاثة عناصر من الأمن العام السوري إلى الأراضي اللبنانية في بلدة القصر، حيث تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب"، بحسب مصدر أمني لبناني، ما أسفر عن مقتلهم.
واتهمت وزارة الدفاع السورية حزب الله "بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود اللبنانية (...) قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم"، الأمر الذي نفاه حزب الله "بشكل قاطع".
وارتفعت حدة التوتر إثر ذلك إذ أعلن الجيش اللبناني تعرض المنطقة "لقصف مركّز من الجانب السوري" وردّه على مصادر النيران بعدما أوعز رئيس الجمهورية اللبناني جوزاف عون بذلك. وقال الجانب السوري إن الهدف من العملية "طرد" حزب الله من "القرى والمناطق السورية التي يتخذها كأماكن مؤقتة لعمليات التهريب وتجارة المخدرات".
وبعد أيام من تبادل إطلاق النار، أعلن الجانبان على المستوى الرسمي، عن وقف لإطلاق النار، ليعود الهدوء إلى المنطقة.
في ذات السياق أعلن الجيش اللبناني إغلاق 6 معابر غير شرعية على الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا، ضمن مكافحة أعمال التسلل والتهريب بين البلدين.
وقال الجيش في بيان مساء الأحد: "ضمن إطار مكافحة أعمال التسلل والتهريب عبر الحدود الشمالية والشرقية، أغلقت وحدة من الجيش 6 معابر غير شرعية في مناطق مشاريع القاع، وحوش السيد علي وقبش – الهرمل".
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي على طول نحو 375 كلم، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين.
وأطلقت السلطات السورية الشهر الماضي حملة أمنية في محافظة حمص الحدودية، لإغلاق الطرق المستخدمة في تهريب الأسلحة والبضائع.
واتهمت حزب الله الذي شكل أبرز داعمي الرئيس المخلوع بشار الأسد، بشن هجمات، وكذلك برعاية عصابات تهريب عبر الحدود.