توقع محلل الأسواق الناشئة في "بلومبرغ إيكونوميكس"، زياد داوود، أن تحقق الميزانية السعودية فائضاً بنهاية العام الجاري، متحولة من العجز الحاصل في النصف الأول من العام، والذي جاء مدفوعاً بتراجع أسعار النفط، وبرامج الدعم الاجتماعي.

وقال في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، إن الميزانية السعودية سجلت عجزاً بنحو ملياري دولار خلال النصف الأول من العام، وفي حال تعميم الأداء على باقي السنة، فإن العجز المتوقع سيصل إلى 4 مليارات دولار، ولكن هذا على افتراض ثبات جميع المتغيرات، وهو ما لن يحدث خلال النصف الثاني من العام.

مادة اعلانية

وأشار داوود إلى التخفيض الطوعي لإنتاج النفط من جانب المملكة، وبالتالي إيرادات أقل لـ "أرامكو" والتي تبلغ حصة الحكومة السعودية بها نحو 90%، لكن ارتفاع سعر النفط بالتبعية قد يغير من قيمة الإيرادات.

اقتصاد اقتصاد الصين الصين تتجه لتوسيع استثماراتها في جنوب إفريقيا

كان بنك الاستثمار "غولدمان ساكس" قد عدّل توقعاته للطلب العالمي على النفط لهذا العام بالرفع، في تقرير نهاية الشهر الماضي، لكن مع الإبقاء على توقعاته لسعر خام برنت على مدى 12 شهراً عند 93 دولاراً للبرميل، إذ عوضت زيادة المخزونات أثر الدعم الذي حصل عليه الطلب من انحسار التشاؤم حيال توقعات النمو.

وأشارت تقديرات محللي "غولدمان" إلى قفزة في الطلب العالمي على النفط إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 102.8 مليون برميل يوميا في يوليو، ويتوقعون أن تؤدي قوة الطلب إلى عجز أكبر من المتوقع يبلغ 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من هذا العام و0.6 مليون برميل يومياً في 2024.

كما توقع بنك الاستثمار استمرار التخفيضات السعودية الإضافية التي تبلغ مليون برميل يومياً خلال سبتمبر وتقليصها إلى النصف اعتباراً من أكتوبر.

ويرى داوود، أن الإعلان غير المتوقع من "أرامكو" الذي ستدفع فيه للحكومة حوالي 10 مليارات دولار من الأرباح الإضافية للربع الثالث من المؤكد أن يحول العجز المتوقع سابقاً للعام بأكمله إلى فائض.

ورفعت شركة "أرامكو" مدفوعاتها للمستثمرين بأكثر من النصف، في خطوة من شأنها أن تساعد في دعم الميزانية التي كان من المتوقع أن تسجل عجزا هذا العام.

وسيكون إجمالي المدفوعات 29.4 مليار دولار، بما في ذلك الجزء المرتبط بالأداء، ارتفاعاً من توزيعات الأرباح العادية البالغة 18.8 مليار دولار قبل عام، وفقاً لبيان صادر عن الشركة. وجاءت زيادة توزيعات الأرباح على الرغم من انخفاض الأرباح بأكثر من الثلث إلى حوالي 30 مليار دولار نتيجة لانخفاض أسعار النفط.

وتبلغ قيمة الزيادة في المدفوعات 10.6 مليار دولار، منها 9.56 مليار دولار ستؤول إلى الخزينة السعودية مقابل حصتها البالغة 90.186%، وفقاً لحسابات "العربية.نت"، وبيانات "تداول السعودية".

وتعد "أرامكو" مصدرا مهما لتمويل ميزانية الحكومة التي أعلنت الأسبوع الماضي أن العجز اتسع في الربع الثاني بعد زيادة الإنفاق على المنافع الاجتماعية ومشاريع بمليارات الدولارات تهدف إلى تنويع الاقتصاد.

وتستهدف وزارة المالية السعودية تحقيق فائض بقيمة 16 مليار ريال بنهاية عام 2023، ومع زيادة توزيعات "أرامكو" فقد يصبح تحقيق هذا المستهدف في المتناول.

دعم المواطن

وفي مطلع الشهر الجاري، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبناءً على ما رفعه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بتمديد العمل ببرنامج حساب المواطن بآليته الحالية مع الاستمرار في تقديم الدعم الإضافي المؤقت لمستفيدي برنامج حساب المواطن لمدة شهرين وحتى دفعة شهر سبتمبر 2023م، إلى جانب استمرار فتح التسجيل في البرنامج، وذلك ضمن رعايتهما المستمرة بالمواطنين والمواطنات في سبيل حماية الأسر المستحقة من تداعيات الآثار المترتبة على ارتفاعات الأسعار العالمية.

ويأتي ذلك استمراراً للتوجيه الملكي الصادر في شهر يوليو من عام 2022م بتقديم دعم مالي إضافي للمستفيدين من برنامج حساب المواطن لنهاية العام المالي 2022م، وكذلك التوجيه الملكي في شهري يناير وأبريل 2023م، بتمديد الدعم الإضافي واستمرار فتح التسجيل وتمديد العمل في البرنامج حتى شهر يوليو 2023م وفق الضوابط المعلنة مسبقاً، نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية "واس".

كان برنامج حساب المواطن في السعودية، قد أودع مبلغ 3.7 مليار ريال مخصص دعم شهر يوليو للمستفيدين المكتملة طلباتهم، حيث بلغ عدد المستفيدين المستوفين لمعايير الاستحقاق في الدفعة الثامنة والستين 11.2 مليون مستفيد وتابع.

وذكر مدير عام التواصل لبرنامج حساب المواطن عبدالله الهاجري، في بيان سابق، أن إجمالي ما دفعه البرنامج للمستفيدين منذ انطلاقته أكثر من 167 مليار ريال منها 2.3 مليار ريال تعويضات عن دفعات سابقة.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News أرامكو أسعار النفط اقتصاد السعودية ميزانية السعودية حساب المواطن

المصدر: العربية

كلمات دلالية: أرامكو أسعار النفط اقتصاد السعودية ميزانية السعودية حساب المواطن ملیون برمیل یومیا حساب المواطن ملیار دولار ملیار ریال

إقرأ أيضاً:

كيف نجح الاقتصاد الروسي في الالتفاف على العقوبات الغربية؟

نشر الكاتب "آرثر سوليفان" تقريرًا في موقع "دويتشه فيله" سلط الضوء على قدرة الاقتصاد الروسي على تجاوز العقوبات الغربية من خلال إعادة توجيه تجارته نحو الصين والهند.

وقال الكاتب إنه لم يتغير شيء من الناحية الاقتصادية بالنسبة لموسكو خلال الأعوام الثلاثة التي انقضت منذ الحرب الروسية الأوكرانية، بقدر ما تغيرت علاقاتها التجارية مع بقية دول العالم.

ففي عام 2021، ذهب ما يقرب من 50% من صادرات روسيا إلى الدول الأوروبية، بما في ذلك بيلاروسيا وأوكرانيا، وكان الجزء الأكبر من تلك الصادرات من منتجات الطاقة.

وبحلول نهاية عام 2023، أي بعد أقل من عامين من بدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2022، تغيرت الصورة.

اكتساح صيني

ووفق الكاتب، تُظهر أرقام منظمة التعاون الاقتصادي لعام 2023 أن الصين والهند تتصدران الأسواق الرئيسية المستقبلة للصادرات الروسية، حيث استحوذتا على 32.7% و16.8% على التوالي، بينما استحوذت الصين عام 2021 على 14.6% من الصادرات الروسية، في حين استأثرت الهند نفس العام على 1.56% فقط.

واكتسحت هاتان الدولتان حصة سوق التصدير التي كانت تستحوذ عليها الدول الأوروبية سابقًا، وتُظهر أرقام عام 2023 أن الدول الأوروبية تستحوذ بالكاد على 15% من الصادرات الروسية، وهو انخفاض كبير عن نسبة 50% التي كانت تستأثر بها قبل عامين.

إعلان

وبينما لم تنشر منظمة التعاون الاقتصادي بعد الأرقام الخاصة بعام 2024، إلا أن بيانات لمصادر أخرى تشير إلى أن وجهات التصدير لا تزال تتماشى إلى حد كبير مع أرقام عام 2023.

ما لا يقل عن 70% من إجمالي صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحرًا تتم عبر أسطول الظل (غيتي)

وتعتمد البيانات التجارية المتاحة على الإحصاءات الرسمية فقط، مما يعني أن النفط الذي يشحنه ما يسمى أسطول الظل الروسي غير مدرج في الإحصاءات، والذي إذا تمت إضافة صادراته فمن المحتمل أن يُظهر أن الصين والهند تستوردان المزيد من روسيا.

ووفقًا لمدرسة كييف للاقتصاد (Kyiv School of Economics) فإن ما لا يقل عن 70% من إجمالي صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحرًا تتم عبر أسطول الظل حيث تستحوذ الهند والصين وتركيا على ما يصل إلى 95% من المشتريات.

من الغرب إلى الشرق

وأوضح الكاتب أن صورة الصادرات الروسية المتغيرة منذ عام 2022 تتلخص في عاملين:

ابتعاد الاتحاد الأوروبي بشكل كبير عن شراء النفط والغاز الروسي. حلول الصين والهند محله كمشترين رئيسيين.

وقد انخفضت واردات الاتحاد الأوروبي من النفط الخام الروسي بنسبة 90% منذ بدأت الحرب بأوكرانيا، في حين أنه تراجع الغاز الروسي الذي يستورد الاتحاد من 40% عام 2021 إلى 15% عام 2024.

وحسب زولت دارفاس (أحد الباحثين في مركز بروغل الذي يعمل على تعقب التجارة الروسية) فإن الدول التي لم تفرض عقوبات على روسيا، وأبرزها الصين وتركيا وكازاخستان وبعض الدول الأخرى، زادت من تجارتها مع روسيا بشكل كبير جدًا.

ووفقًا لأرقام منظمة التعاون الاقتصادي، ارتفعت الصادرات الروسية إلى تركيا من 4.18% عام 2021 إلى 7.86% عام 2023، بينما شهدت كازاخستان والمجر زيادات متواضعة منذ عام 2021.

هل أصبحت روسيا تابعة للصين؟

وأفاد الكاتب أن التغيير العام الأكثر أهمية بالنسبة لروسيا هو طبيعة علاقتها مع الصين في كل من التجارة والجغرافيا السياسية.

إعلان

ومن جانبها ترى إلينا ريباكوفا، الخبيرة الاقتصادية في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن العاصمة، أن روسيا أصبحت الآن تابعة للصين.

وتعتقد ريباكوفا أن الصين تساعد أيضًا في تسهيل تسليم المكونات الغربية الصنع إلى روسيا، وخاصة ما يسمى المواد ذات الاستخدام المزدوج التي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء.

وعاد الكاتب سوليفان ليؤكد أنه لا يمكن إنكار مدى نمو الصين كمزود لواردات روسيا، فوفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي، زودت الصين روسيا بنسبة هائلة بلغت 53% من وارداتها عام 2023، بزيادة كبيرة على 25.7% عام 2021.

واردات الاتحاد الأوروبي من النفط الخام الروسي تراجعت 90% منذ بداية الحرب في أوكرانيا (شترستوك)

ويقول الكاتب إن التحول الهائل نحو السلع المصنوعة في الصين يسد فجوة نقص الصادرات الأوروبية، ففي عام 2021، كانت دول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى المملكة المتحدة مسؤولة عن أكثر من ثلث الواردات الروسية، وبحلول نهاية عام 2023، انخفض الرقم إلى أقل من 20%.

أما بالنسبة لما تورده بكين، فتشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي إلى أن 38% من البضائع التي تم بيعها إلى موسكو عام 2023 بقيمة 110 مليارات دولار كانت عبارة عن مجموعة واسعة من منتجات الآلات والمكونات، وكان حوالي 21% منها يتعلق بالنقل، مثل السيارات والشاحنات والجرارات وقطع غيار السيارات، كما باعت الصين ما قيمته مليارات الدولارات من المعادن والبلاستيك والمطاط والمنتجات الكيميائية والمنسوجات.

عالم جديد

وأشار الكاتب إلى أن تجارة روسيا تغيرت، لكنها ليست بالضرورة أفضل حالاً حيث يعتقد دارفاس أن روسيا تنجو ولكنها لا تحصل على نفس جودة المنتجات كما كانت من قبل، وهو أمر سيكون له تأثير على الاقتصاد.

وختم الكاتب تقريره بما قالته ريباكوفا من أن الأمور لم تتطور "بالسوء الذي كان يخشاه الكثيرون في موسكو من الناحية الاقتصادية" إلا أنها تحذر من أن الاعتماد على بكين يجعل روسيا عرضة للخطر، فالصين حارس بوابة التجارة بالنسبة لروسيا، بينما تعد الأخيرة بالنسبة لبكين بمثابة شريك في الجريمة، ولكن "ليس شريكًا لا يمكن الاستغناء عنه".

إعلان

مقالات مشابهة

  • أرقام توضح دور النفط في تعزيز صمود النيجر أمام الحصار
  • البنك الأهلي الكويتي مصر يحقق صافي أرباح 6.6 مليار جنيه بنهاية ديسمبر 2024
  • أرباح كانتاس الأسترالية للطيران ترتفع 6% خلال النصف الأول
  • لبنان تسعى لتسديد أكثر من مليار دولار عن إيراداتها من النفط العراقي بـ” التفاح”!!
  • السعودية تبيع سندات بـ2.4 مليار دولار
  • كيف نجح الاقتصاد الروسي في الالتفاف على العقوبات الغربية؟
  • استقرار أسعار النفط عالمياً بعد انخفاض حاد
  • السعودية تجمع 2.4 مليار دولار من بيع سندات على شريحتين
  • بنهاية العام 2024.. نمو أرباح STC بنسبة 86% إلى 24.6 مليار ريال
  • صافي أرباح المصرف المتحد ترتفع إلى 2.73 مليار جنيه في العام الماضي