عربي21:
2025-03-09@20:58:55 GMT

وزير المالية التركي في مرمى الإشاعات

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

انتشرت الأسبوع الماضي إشاعة حول تقديم وزير المالية التركي محمد شيمشك، استقالته، ما أدى إلى تراجع مؤشرات بورصة إسطنبول وارتفاع سعر الدولار الأمريكي أمام الليرة التركية. وكان أول من أطلق تلك الإشاعة كاتب معارض للحكومة وموالٍ لحزب الشعب الجمهوري، ونقل عنه صحفي هارب إلى خارج البلاد ينتمي إلى جماعة غولن، ثم روَّجها القيادي عن الحزب الديمقراطي المعارض، النائب جمال أنغينيورت.



مركز مكافحة التضليل التابع لرئاسة الجمهورية التركية قام بنفي الإشاعة، كما نفاها الوزير نفسه، مشددا على أنه على رأس عمله. وقال شيمشك في حسابه بمنصة "إكس"، إن السيناريوهات المتداولة بشأن استقالته من منصبه عارية عن الصحة، داعيا إلى عدم السماح بتضرر الاقتصاد والأسواق من روايات مختلقة، ووصف مروجي الإشاعة رغم نفيها بـ"أصحاب النيات السيئة".

وأعلن وزير العدل التركي، يلماز طونتش، فتح تحقيق في حق المروجين لإشاعة استقالة وزير المالية، بتهمة تضليل المضاربين في بورصة إسطنبول وإلحاق خسائر مالية بالمستثمرين.

أكبر هموم المواطن التركي هو الاقتصاد والتضخم. ويسعى شيمشك، مع فريقه، إلى تحسين الوضع الاقتصادي ومكافحة التضخم، من خلال برنامج بدأ يؤتي أُكله، وهو ما يثير مخاوف المعارضة التي ترى أن نجاح شيمشك في مهمته حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة سيؤدي إلى تراجع حظها في الفوز
المروجون لإشاعة استقالة وزير المالية أشخاص لديهم سوابق في بث الإشاعات والأنباء الكاذبة. وكان أحدهم قام ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو 2016، بالترويج بأن وزير الداخلية آنذاك، أفكان آلا، هرب إلى جورجيا. كما أن النائب الذي شارك في ترويج الإشاعة الأخيرة حكم عليه القضاء التركي بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة التلاعب في البورصة، وبالتالي لا يبدو ترويجهم لتلك الإشاعة مصادفة بريئة بلا أي هدف.

المتابعون للشأن التركي يعرفون أن أكبر هموم المواطن التركي هو الاقتصاد والتضخم. ويسعى شيمشك، مع فريقه، إلى تحسين الوضع الاقتصادي ومكافحة التضخم، من خلال برنامج بدأ يؤتي أُكله، وهو ما يثير مخاوف المعارضة التي ترى أن نجاح شيمشك في مهمته حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة سيؤدي إلى تراجع حظها في الفوز.

المعارضة التركية تراهن على فشل البرنامج الذي يقود وزير المالية، صاحب الشهرة العالمية، لتتدهور الأوضاع الاقتصادية، وترتفع نسبة التضخم. وترى أن ذلك لن يتحقق إلا إذا حدثت أزمة إقليمية أو عالمية غير متوقعة تلقي بظلالها على تركيا، كجائحة مثل كورونا أو ارتفاع أسعار الطاقة بشكل غير مسبوق، أو في حال استقال شيمشك من منصبه لسبب أو آخر لتضرب استقالته ثقة المستثمرين بالحكومة وبرنامجها الاقتصادي. وتهدف الإشاعات حول استقالة وزير المالية أو إقالته من قبل رئيس الجمهورية أو وجود خلافات بين أردوغان وشيمشك، إلى إثارة القلق والاضطرابات في الأسواق، وعرقلة البرنامج الاقتصادي، والضغط على وزير المالية لدفعه إلى الاستقالة.

هناك إشاعات أخرى حول وجود خلافات بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية اللذين يشكلان تحالف الجمهور. ويتم إطلاق تلك الإشاعات بين الفينة والأخرى، في محاولة لإثارة الفتنة في صفوف التحالف، والإيقاع بين المؤيدين له، لأن التحالف الداعم للحكومة ما زال يتمتع بشعبية كافية يمكن أن تمكنه من الفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة. ولا يخفى على المتابعين لتحركات الكواليس السياسية والإعلامية في تركيا أن هناك أطرافا مؤيدة لحزب الشعب الجمهوري ترغب في تفكك تحالف الجمهور لينضم حزب الحركة القومية إلى التحالف المعارض.

الحكومة التركية أمامها أكثر من ثلاث سنوات حتى تخيم على البلاد أجواء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في ربيع 2028، إن لم يتم تقديم موعدها. وهي فترة كافية لتحسين الوضع الاقتصادي، إن لم تحدث تطورات مفاجئة غير محسوبة، ما يعني أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من محاولات المعارضة لضرب تحالف الجمهور، ووزير المالية، وبرنامجه الاقتصادي
رئيس حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، نفى أكثر من مرة الأنباء التي تتحدث عن وجود خلافات كبيرة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تهدد مستقبل تحالف الجمهور، ليلفت إلى صلابة التحالف بين الحزبين. وفي آخر تلك التصريحات، ذكر قبل حوالي أسبوع في حسابه بمنصة "إكس"، أن تحالف الجمهور هو "رمز وجود الأمة التركية ووحدتها". وقال إن الذين يستهدفون تحالف الجمهور من خلال إثارة إشاعات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ليُصوّروا أن هناك شرخا في التحالف، سيصابون بخيبة أمل.

أردوغان وباهتشلي لا يكتفيان بتصريحات تنفي الإشاعات التي تطلقها المعارضة، بل ويقومان أيضا بتحركات رمزية تشير إلى تماسك التحالف بينهما، كإرسال رئيس الجمهورية قبل يومين 76 وردة حمراء إلى رئيس الحركة القومية بمناسبة الذكرى الـ76 لميلاده. كما خرج الزعيمان معا أمام الجمهور والكاميرات في مدينة أخلاط التاريخية بولاية بيتليس، جنوب شرقي البلاد، وشاركا في فعاليات الذكرى السنوية الـ953 لانتصار الجيش السلجوقي بقيادة السلطان ألب أرسلان على الجيش البيزنطي عام 1071 في معركة ملاذكرد.

الحكومة التركية أمامها أكثر من ثلاث سنوات حتى تخيم على البلاد أجواء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في ربيع 2028، إن لم يتم تقديم موعدها. وهي فترة كافية لتحسين الوضع الاقتصادي، إن لم تحدث تطورات مفاجئة غير محسوبة، ما يعني أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من محاولات المعارضة لضرب تحالف الجمهور، ووزير المالية، وبرنامجه الاقتصادي الذي يقوده بدعم قوي من رئيس الجمهورية.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه محمد شيمشك الاقتصاد تركيا أردوغان اقتصاد تركيا أردوغان اشاعات محمد شيمشك مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة تكنولوجيا اقتصاد سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الرئاسیة والبرلمانیة حزب الحرکة القومیة الوضع الاقتصادی تحالف الجمهور وزیر المالیة

إقرأ أيضاً:

تحالفات الفشل في السودان

يحاول الدعم السريع أن يكسب بعد خسارته الحرب مستغلًّا محترفي النصب السياسي في البلاد للحصول على مكاسب فشلت كل جرائمه طوال عامين في تحقيقها. فها هو الدعم وأنصاره من الحركه الشعبية في جبال النوبة بزعامة عبد العزيز الحلو يشكلون تحالفًا سياسيًّا لحكم البلاد، وقد وقَّعوا على دستورهم الثلاثاء الماضي بالعاصمة الكينية نيروبي تمهيدًا لتشكيل حكومة موازية وجيش موازٍ وأقاليم منفصلة ودولة علمانية وكأنهم يصنعون أشكالًا أخرى غير السودان المستقر، وكأنهم أيضًا يحاولون إرضاء الأنظمة الأوروبية ويتناسون تمامًا وجود 45 مليون سوداني وقفوا خلف جيشهم منذ اندلاع التمرد في أبريل 2023.

والغريب أن حمدتي نجح في استقطاب عبد العزيز الحلو، هذا المسن الذي تجاوز الثمانين وأنفق أكثر من نصف عمره يقاتل معاديًا لوحدة السودان وباحثًا عن أوهام دولة في خياله ليس لها أثر في الواقع. ومع بقايا الدعم انضم أيضًا بقايا حزب الأمة بزعامة (برمة ناصر) لإعلان الدستور الانتقالي الجديد وتشكيل الحكومة الموازية. ونص الدستور السوداني الجديد على ما أسماه بتعزيز دعائم الوحدة الوطنية الطوعية، وهو ما يعني ضمنًا أن من حق الأقاليم التي ترفض هذه الوحدة الطوعية الانفصال وتشكيل كيانات خاصة بها. كما أن تحالف نيروبي منح الأقاليم الثمانية الحقَّ في تشكيل دساتير خاصة بها بزعم مراعاة خصوصيتها، وهو تقسيم واقعي لتلك الأقاليم وتمهيد لتقسيم السودان إلى ثماني دويلات مستقلة، بعد منح كل إقليم دستورًا وتنصيب حاكم خاصٍّ به. ويرى المراقبون أن هذا البند هو الأكثر وضوحًا في سعي تحالف الدعم السريع بنيروبي لتقسيم السودان بشكل علني، خاصة مع إصرار التحالف على تدمير الجيش السوداني والأجهزة الأمنية وكل مؤسسات الدولة القائمة واستبدال جيش آخر بها يتشكل من الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية بزعامة عبد العزيز الحلو وبعض الفصائل المسلحة الأخرى. وهو ما يعني أن هذا التحالف قد قرر تقسيم السودان بعد الانتهاء من شكل الدولة السودانية الحالي، وفقًا لطموحاته وأطماعه في الحصول على الدعم المالي والعسكري من دول إقليمية وغربية تقوم بحماية هذا التحالف منذ الانقلاب على الرئيس السابق عمر البشير.

والغريب أيضًا أن تحالف الدعم السريع الذي يعمل من نيروبي يتحرك بخطوات موازية مع نظيره تحالف (صمود) بزعامة عبد الله حمدوك، الذي أعلن أيضًا عن تصوره للتغيير وتشكيل السودان الجديد القائم وفقًا لرؤيته على الديمقراطية والمدنية والعلمانية وحقوق المرأة، والتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وكل هذه المصطلحات التي يقدم حمدوك نفسَه بها باعتباره ممثلًا للمجتمع الدولي في السودان، وهو نفس التقديم الذي جاء به بعد الانقلاب على البشير وفشله الذريع أثناء رئاسته للحكومة في إدارة البلاد أو إخراجها من أزمتها الاقتصادية وتحقيق العدالة أو إقامة نظام للحكم يتمتع بتأييد شعبي. ومع ذلك فهو يأتي اليوم بنفس الشعارات أملًا في تحقيق نتائج جديدة، مما يضع المراقبين للشأن السوداني في حيرة كبيرة من تخبط النخبة السودانية وإصرارها على الفشل. وعلى الرغم من الرفض الموسع للحكومة الموازية ودستورها المزعوم فإن إلحاح ممثليها على أندية الدعم الأوروبي يمكن أن يشكل ضغوطًا على صناع القرار في الدول الأوروبية، خاصة وأن هؤلاء الممثلين يجيدون العزف على معزوفة محاربة الإسلاميين التي تلقى صدًى واسعًا في الأوساط الأوروبية.

تخريب وتدمير السودان إذًا تتطوع به ميليشيات عسكرية وجماعات سياسية سودانية تلهث ليلًا ونهارًا بحثًا عن حفنة من الدولارات ثمنًا لوطن كبير يمكن أن يمنح شعبَها وكلَّ أمة العرب أمنَها الغذائي الذي تفتقده.

مقالات مشابهة

  • بعد وفاة طفلة.. وزير الداخلية التركي يتعهد بإعدام ملايين الكلاب الضالة
  • احتفالًا بيوم الشهيد.. وزير الرياضة يوجه بفتح مراكز الشباب مجانًا أمام الجمهور
  • تحالفات الفشل في السودان
  • وزير الخارجية التركي: نواصل مكافحة تنظيم الدولة واجتماعنا وضع خطة تشمل غرفة عمليات مشتركة لمواجهة الإرهاب
  • تخصيص الموارد لتمويل حزمة الحماية الاجتماعية.. تفاصيل اجتماع الرئيس السيسي مع وزير المالية| فيديو
  • تفاصيل اجتماع السيسي مع وزير المالية بحضور مدبولي.. فيديو
  • بعد قرار وزير المالية.. موعد صرف مرتبات شهر مارس 2025
  • وزير الخارجية يطلع نظيره التركي على الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة
  • وزير الدفاع التركي: وقف إطلاق النار ليس خيارًا أبدًا
  • وزير المالية يؤكد على أهمية الدفع الإلكتروني في كل المعاملات